الاثنين، نوفمبر 17، 2008

من يتحمل المسؤولية الأولى في مأساة نهر البارد؟

سعيد علم الدين
شاكر العبسي منها أتى باعتداد، مشبعا بالأفكار الشريرة والأحقاد، ومفخخا بالمؤامرات الخسيسة والعنتريات والإفساد، ومحملا بالقنابل والأسلحة الحديثة والعتاد، خان القضية الفلسطينية بامتياز، أدمى قلوب اللبنانيين الطيبين وأضر الفلسطينيين المعذبين وعاث خراباً في بلاد الأرز، واليها مهزوما ذليلاً صاغراً عاد!
وهو الآن في أقبية سجونها يعض أصابع الندم ويقضم الأظافر كالأولاد. هذا إذا لم تتم تصفيته، بعد ان احترقت ورقته، ورمي جثته للكلاب!
أي من سوريا البشارية تسلل الى لبنان تحت غطاء "فتح الانتفاضة": إرهابيا ماكرا، وقاتلا غادراً، وخبيثاً متآمراً، وسارقاً سافراً بالدين متاجراً، والى سوريا بهمة وحماية "القيادة العامة" عاد.
والآن أصبح واضحا لماذا جماعة شكرا سوريا أعلنوا في بداية معارك نهر البارد أن المخيم خط أحمر. هم أرادوا بذلك ان يحافظوا على وديعة "فتح الاسلام" السورية المخابراتية، لتبقى سالمة وتنموا سرطانا جديدا شديد الخطورة في الجسد اللبناني لا يمكن للدولة السيطرة عليه فيما بعد، وتحت معزوفة حفظ الامن بالتراضي تكون هذه العصابة بحكم وحشيتها المعروفة قد اكلت اليابس قبل الأخضر في الشمال وأعلنته امارة اسلامية وعينت عليها امير المؤمنين وأداة سورية المطيعة فتحي يكن.
هذا وقبيل بداية المعارك لاقتحام المخيم حذر حسن نصر الله، في 28 مايو/أيار 07، من اقتحام المخيم من قبل الجيش، واعتبره"خطاً أحمر" وطالب بأن تكون المعالجة "سياسية أمنية قضائية.
أي كما قلنا حفظ الأمن بالتراضي ليتم لزمرة العبسي احتلال الشمال والقاضي حسن راضي.
وكان نصر الله قد لمح إلى أن عناصر التنظيم ينتمون إلى القاعدة، متهما الحكومة اللبنانية بأنها تريد قتالهم "لتحويل لبنان إلى ساحة معركة مع التنظيم نيابة عن الولايات المتحدة،"
هم يمولون هذه العصابة ويتهمون سعد الحريري بتمويلها، كما اعلن ذلك احمد جبريل على قناة "الجزيرة" بان سعد الحريري لم يدفع الرواتب فهجموا هؤلاء الأوادم على المصرف في الكورة لأخذ حقوقهم المسلوبة على رأي ميشال عون.
وهم يرسلون هذه العصابة لمحاربة حكومة السنيورة ثم يتهم نصر الله الحكومة بأنها تريد قتالهم "لتحويل لبنان إلى ساحة معركة مع تنظيم القاعدة نيابة عن الولايات المتحدة. حقا هرطقة صبيانية وبطريقة سخيفة جدا! تذكر بمقولة "قاضي الاولاد شنق حالو"!
ولكن هل هناك رابط بين ايار 07 الذي ادى الى احتلال الجيش اللبناني لمخيم نهر البارد وبين ايار 08 الذي احتل فيه حزب الله وملحقاته بيروت؟
هل جاء احتلال بيروت ردا على احتلال نهر البارد مثلاً؟
ربما فهذه ليست مصادفة تواريخ! كيف لا وكل انتصار حققته قوى 14 اذار ولبنان لتثبيت قيام الدولة كان يتعرض لنكسة ومحاولة إفشال وعودة الى الوراء من قبل قوى الثورة المضادة اذناب المحور الإيراني السوري من جماعات 8 اذار.
ولهذا فمع الاعترافات المتلاحقة والمعلومات الصحيحة من مصادرها
بفرار شاكر العبسي من مخيم البداوي في شمال لبنان إلى الاراضي السورية، بعدما كان مختبئاً في المربع الامني للجبهة الشعبية القيادة العامة الموالية للنظام السوري، حيث روى أحمد العتر للمحققين في جهازي المعلومات ومخابرات الجيش كيفية فرار العبسي من مخيم البداوي باتجاه الاراضي السورية مرورا بالبقاع اللبناني وقد تمكنت السلطات الامنية من خلال الاعترافات التي ادلى بها من اعتقال الشخص اللبناني الذي ساعد العبسي والمجموعة التي كانت معه في عبور الحدود اللبنانية ـ السورية وهو يخضع حالياً للاستجواب.
ويقول الشيخ بلال دقماق "وجود فتح الاسلام في الاساس كان بترتيب من النظام السوري، هذا ما قاله لي شاكر العبسي وأكد لي ان النظام السوري دعمه وأرسله لقتال حكومة فؤاد السنيورة ولقتال قوات اليونيفيل ".
بعد هذه الوقائع المدوية والحقائق الصارخة في وجه النظام السوري واذنابه من اللبنانيين والفلسطينيين لا بد من القول:
سقطت الأقنعة عن الوجوه الماكرة صاحبة القلوب السوداء الحاقدة على لبنان المنتفض بجموع شعبه المتحررة من ظلم عهد الوصاية الغابرة.
سقطت عن وجوه أصحاب العقول الشريرة العاهرة، والنفسيات الخبيثة الفاجرة، ضد لبنان السيد العربي الديمقراطي المستقل وملايينه الثائرة.
سقطت تحت ضربات جيش الوطن الباسل الشجاع وقوى الأمن الداخلي الساهرة وظهر المجرمون الحقراء على حقيقتهم للرأي العام وبأيديهم خناجر السم الغادرة.
سقطت وسقطت معها الاتهامات الباطلة بحق قائد مسيرة تيار "المستقبل" الزعيم الوطني سعد الحريري ومن معه من رفاق الدرب حملة مشاعل الحرية من أحرار قوى 14 آذار الهادرة.
سقطت الأقنعة وانكشفت المؤامرة!
ورحم الله الشهيد الوزير والنائب الشاب الشيخ بيار أمين الجميل.
فما كشفته الوثائق والوقائع لم يفاجئنا البته، بل أكد كل ما كنا قد كتبناه منذ معارك نهر البارد وقبلها في مقالاتنا، ولكن هذه المرة موثقا بالتواريخ والحيثيات والأسماء وباعترافات رسمية مذهلة توضح حجم المؤامرة وخطورتها على اقتطاع الشمال لكسر العمود الفقري للبنان وشرذمته وتحويله الى ساحات ودويلات وإمارات خدمة للمشروع الإيراني السوري، ورمي التهمة بخفة الحرباء على ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد.
أي أنهم يعيثون في لبنان والعراق تفجيرا وخرابا، وقتلاً وذبحا، ودماراً وارهابا، ليرمون التهمة الجاهزة على الشرفاء والوطنيين.
حتى أن المملكة العربية السعودية العظمى بملكها الهمام ملك السلام، لم تسلم من ألسنة هؤلاء الأقزام وأبواقهم الببغائية الرديئة في لبنان.
يعني شطارة مخابراتية من عقول شيطانية شريرة ونفسيات منحطة بلا اخلاق وعقول مريضة بلا وجدان.
ولهذا ومن أجل تنقية الوجدان قرر ميشال عون زيارة دمشق بعد طهران.كما قال يوم السبت 15 نوفمبر أمام وفد من طلاب ادارة الأعمال في الجامعة اللبنانية.
فما حدث بحق الجوار اللبناني لمخيم نهر البارد: كبلدات المنية وبحنين والمحمرة والعبدة وببنين وعكار والشمال بشكل عام، وبحق الجيش اللبناني البطل، وبحق أهل المخيم من الإخوة الفلسطينيين: من جرائم بشعة، ومئات شهداء والجرحى،وهدر دماء غالية وطاقات هائلة، وعذابات ودموع وتضحيات جمة، ودمار وخراب بيوت وتعطيل أعمال، وخسائر بالملايين لا تقدر: هي مؤامرة بشارية حبكتها المخابرات السورية ونفذتها أدواتها المطيعة في المخيمات الفلسطينية التي سهلت لشاكر العبسي وزمرته المموهة بالإسلام الدخول من سوريا إلى لبنان وسلمته كامل أسلحتها وعتادها وصواريخها ليرتكب جرائمه البشعة بحق الجيش اللبناني واللبنانيين، وساعدته بعد هزيمته للتخفي في مخيم البداوي والهروب من لبنان إلى سوريا.
هذه المؤامرة على اللبنانيين والفلسطينيين في الشمال اللبناني ما كانت لتمُر لولا قيام منظمات فلسطينية عضوية الارتباط بمخابرات النظام السوري كفتح الانتفاضة والقيادة العامة والصاعقة وغيرها، بالعمل لها والتهيئة الكاملة لنجاحها.
ومن هنا فيتحمل المسؤولية الأولى في مأساة مخيم نهر البارد والجوار اللبناني متآمرون امثال شاكر العبسي وأحمد جبريل وأبو خالد العملة وأبو موسى ومن ساعدهم من مشايخ الإرهاب من فلسطينيين ولبنانيين، وشباب جهلة مغرر بهم من البلاد العربية.

ليست هناك تعليقات: