السبت، ديسمبر 15، 2007

الورقة في جيب عون ، وعون في جيب نصر الله

سعيد علم الدين
ما الفائدة من النقاش، إذا كانت ورقة النقاش في جيب عون، وعون في جيب نصر الله، ونصر الله في جيب بشار، وبشار في جيب خامنئي؟
ولهذا فلكي يعطي النقاش نتيجة ما، ونقطف حلو ثماره وليس مُرَّها، يجب التناقش مع الأساس. أي مع خامنئي! مثلا، ماذا لو وافق عون على بند ورفضه خامنئي. معنى ذلك أننا ندور في حلقة مفرغة كحلقات نبيه بري.
وما الفائدة من التوافق مع عون حول موضوع الرئاسة، إذا كان يعتبر الكرسي ملكا له؟ وأكثر من ذلك هو اعتبرها في إحدى قفشاته كالزوجة الجميلة. ومن منا سيتخلى عن زوجته الجميلة قبل أن يحارب بأسنانه للحفاظ عليها!
نحن هنا أمام قدسيات لا تحتمل النقاش، كالسلاح عند نصر الله والكرسي عند عون، حيث سيتم قطع أيدي وفتح بطون وجز رقاب وتكسير رؤوس من يقترب منها بسوء.
وإذا كان الحوار مع بري أوصل إلى الفراغ، فإنه مع عون سيوصلُ إلى الهاوية.
أكد نائب الأمين العام للحزب اللاهي الشيخ نعيم قاسم ان نقاط الحل "ورقة موجودة في جيب العماد ميشال عون، اذهبوا وناقشوا معه".
انتبهوا إلى هذا الأمر الفج! "اذهبوا وناقشوا معه". هذا أمر موجَّةٌ بغرور واستعلاء من الشيخ نعيم إلى زعماء لبنان الكبار الذين يقدمون الشهداء الأبرار من بين صفوفهم من أجل خلاص هذا الوطن المعذب. الشيخ المعمم لا يخجل من أنه قد دمر الوطن على الأحياء، بل ويوجه الأوامر التعسفية إلى الزعماء دون لياقة في الأداء. إن لم نقل إنها قمة في الوقاحة والاستكبار. إذا تركنا هذه النقطة في التعامل والتخاطب على جنب، فإن هدف الشيخ من كلامه هو المراوغة والمماطلة إلى أبعد الحدود في موضوع الرئاسة. فبعد أن تم استنفاذ دور بري في المحاورة والمناورة لتعطيل المؤسسات الشرعية جاء دور عون الذي سيكون أسوأ بكثير من بري بحكم تفكيره الدكتاتوري وطبيعته العسكراتية الحمقاء وليس العسكرية النجباء.
فأصلا عون غير قادر على المناقشة التي تؤدي إلى نتيجة، بل إنه يناقش ليفرض لا ليقنع.
ومن هنا فكلام الشيخ قاسم مخادع لن ينطلي على أحد. كيف لا! وكما قلنا: عون في جيب حسن نصر الله، ونصر الله في جيب بشار، وبشار في جيب خامنئي، وكل شلل 8 آذار وفي مقدمهم الحزب اللاهي وعون وبري وكرامي وسليمان فرنجية وأرسلان في الجيوب وقد باعوا لبنان لخامنئي وقبضوا ثمنه بالدولار. هم لا يهمهم إن استمر هذا الجمود سنوات. وعون لا فرق عنده و مستعد أن ينتظر سنتين. عدا أن كلام قاسم الهدف منه إذلال الأكثرية ومعها القرار اللبناني الحر أمام عنتريات بطرك الرابية بقوله " اذهبوا وناقشوا معه".
وإذا ذهبتم بحسن نية لتناقشوا معه فستكتشفون أن العملية كلها مناورة وستتحول الورقة في الجيب إلى دفتر شروط لن تستطيعون تلبيته، وسلة اعتراف ببطركية عون، وصك استسلام للحلف الشيطاني السوري الإيراني.
فالحقيقة المرة التي يجب أن تستخلصها قوى 14 آذار أن الحوارات مع الإستيز بري لم تؤد في النهاية إلا إلى الوصول إلى جيب ميشال عون. وهو أكبر وصولي واستغلالي في التاريخ لمآس وطنه وآلام شعبه. وكأنه جاء إلى لبنان من مغاور تره بره في أفغانستان وليس من المنفى الباريسي المتحضر ومن فرنسا الديمقراطية.
ومما قاله نعيم قاسم "التوافق سلة متكاملة تتضمن رئاسة الجمهورية انتخابا، ومجموعة نقاط نريد أن نتفق عليها، قبل إجراء الانتخاب، ولا انتخاب لرئاسة الجمهورية بمعزل عن السلة المتكاملة".
هذا يعني أن رئيس الجمهورية العتيد لن يهش ولن يبش وسيكون وجوده مثل قلته. وربما الفراغ الحالي أفضل للكرسي من أن يجلس عليها رئيس مهماته فقط حمل زقوم سلة الحزب اللاهي والدوران بها على أبواب العالم. وإذا كان الوضع هكذا فلماذا لا ننتخب السلة الإلهية رئيسا للجمهورية ونرتاح؟

ليست هناك تعليقات: