الجمعة، ديسمبر 21، 2007

عيد الاضحى في غزة




نيللي المصري
غزة/
شهداء بالجملة ومرضى على سرير الموت وحصار خانق

أول أيام عيد الأضحى المبارك لم يكن يوما عاديا على الفلسطينيين خاصة سكان قطاع غزة الذين باتوا كل لحظة تحت الاستهداف من شتى مناحي الحياة وعلى كافة اشكالها...ففي الوقت الذي فيه يعيش سكان العالم المسلمون لحظات عيد الأضحى بكل استقرار وفرح و تبادل التهاني والزيارات يرزخ سكان قطاع غزة تحت وطأة الموت والقتل والصواريخ الاسرائيلية والحصار الاقتصادي الخانق الذي لا يكاد يتحمله أي شخص في العالم مهما كانت قوة تحمله.
شهداء بالجملة...
بدأت غزة عيدها بتشييع شهداء المقاومة اكثر من اثنى عشر شهيدا سقطوا خلال عمليات الاستهداف المتواصلة والاغتيالات المتكررة من قبل الاحتلال، وكل منطقة في القطاع لا تكاد تخلو من بيت عزاء لشهيد هنا واخر هناك وبالنهاية نالو الشهادة في اكثر ايام مباركة وفضيلة ايام ذي الحجة، وفي اليوم الثاني لآيام عيد الاضحى استشهد ثلاثة مقاومين خلال هجوم احتلال اخر على منقطة وسط قطاع غزة خلال عملية توغل كبيرة مستخدمين سلاحاً جديداً, حيث يطلقون قذائف صغيرة ينتج عنها حروق في جميع أرجاء الجسم والاستهداف واجتياح المدن لازال متواصلا الى هذه اللحظة.
44 مريضا من شهداء الحصار يدفعون الثمن
ويأتي الحصار الإسرائيلي المتواصل ليقضي على أحلام الطفولة من جديد، فالطفلة روان نصار"15" عاما فارقت الحياة لعدم تمكنها من السفر للعلاج في الخارج كانت تعاني من فشل كلوي، فالامكانيات الطبية المحلية في القطاع لا تسمح بعلاجها، وتلتها الفتاة دعاء عمران"18" عاما التي كانت تعاني من مر ض عضال فتاك وفارقت الحياة لتنضم الى شهداء الحصار على غزة، كما نأنّ المواطن علاء حرز الله انضمّ إلى قافلة الشهداء من المرضى الممنوعين من السفر، بعد معاناة من جراحٍ خطيرة أصيب بها جرّاء قصفٍ إسرائيلي على شرق غزة قبل خمسة شهور.
وباستشهاد المواطن حرز الله يرتفع عدد الشهداء من المرضى جرّاء الحصار الإسرائيلي الجائر المفروض على قطاع غزة منذ عدّة أشهر إلى أربعة وأربعين مواطناً، ولازالت المعاناة مستمرة حيث يقبع الاف المرضى في قطاع غزة تحت وطأة الذل والمهانة التي يتبعها الاحتلال باغلاقه كافة المعابر ويمنع المواطنين من الخروج لتلقي العلاج.
انهيار اقتصادي لا يحمد عقباه..
وتعمد الاحتلال إلى شل اقتصاد القطاع منذ ستة اشهر البالغة مساحته 362 كيلومتراً مربعاً يعيش عليها 1،5 مليون فلسطيني، ففرضت عليه إغلاقاً تاماً بعدما أعلنته “كياناً معادياً” ما أوقف فيه حركة خروج ودخول البضائع باستثناء المساعدات الإنسانية ، وعلى نطاق أضيق من أن يشار إليه، حيث نقصت الكثير من البضائع ومستلزمات الحياة، ومن توفر منها فأن سعره خيالي، ولم يتمكن العديد من أصحاب الدخل المحدود من توفير الأضاحي أو حتى الملابس لأطفالهم لكي يفرحوا بالعيد، بالإضافة إلى طبقة باتت تعتبر من المعدومين غير القادرين على توفير قوتهم اليومي. وكانت دراسة للباحث الفلسطيني غازي الصوراني خلصت نتائجها إلى أن الارتفاع المتوالي للأسعار في قطاع غزة أدى إلى تغير إكراهي مرير ومذل في أنماط الاستهلاك لدى الأسر الفلسطينية من ذوي الدخل المحدود، وبحسب الدراسة التي أعدها الصوراني، فإن الخسائر الإجمالية المباشرة للحصار تقدر بحوالي 48 مليون دولار شهرياً، وتتوزع على قطاع الصناعة بمعدل 16 مليون دولار شهرياً بنسبة 33%، وعلى قطاع الزراعة بمعدل 12 مليون دولار شهرياً بنسبة 25 % وعلى القطاعات الأخرى، التجارة والإنشاءات والخدمات والصيد بمعدل 20 مليون دولار شهرياً بنسبة 42%.

ليست هناك تعليقات: