الخميس، ديسمبر 06، 2007

شكرا للمرجعيات الروحية وبالأخص بكركي

سعيد علم الدين
شكراً لمفتي الجمهورية الشيخ الهمام محمد رشيد قباني الذي قالها في أكثر من مناسبة وبحزم ليفهم من لا يفهم: "الحكومة شرعية ودستورية وميثاقية". هو لم يقل إلا الحقيقة!
فالحكومة شرعية ودستورية وميثاقية، لأنها انبثقت عن انتخابات برلمانية نزيه وديمقراطية مستقلة وباعتراف جميع المراقبين. المشكلة في من يقول العكس. لأن من يقول العكس هو على بهتان ومرتهن لأوامر الخارج الذي يريد قهر الإرادة اللبنانية الحرة.
والشكر واجب أيضا لمفتي صور وجبل عامل العلاّمة الكبير السيد علي الأمين الذي صلى صلاة عيد الفطر في السراي إلى جانب رئيس الحكومة. هو بذلك قال الكثير عن دستورية وشرعية وميثاقية الحكومة دون أن يتكلم. بل جاء ليصلي أصلا في السراي ليؤكد شرعية الحكومة.
والشكر واجب أيضا لشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشجاع نعيم حسن الذي قال نفس الكلام أمام الشيخ عبد الأمير قبلان معتذرا منه بأنه مع الحكومة الشرعية الدستورية لأنها على حق. حدث ذلك أيام التعزية بجريمة خطف وقتل الزيادين.
هؤلاء المشايخ الكرام ومعهم رجل الحكمة الكبير غبطة البطريرك صفير ومعهم الكثير الكثير من رجال الدين الأفاضل ومن جميع الطوائف وفي مقدمتهم الشيخ المنتفض على الظلم مفتي جبل لبنان محمد على الجوزو ورئيس التيار الشيعي الحر الشيخ المناضل محمد الحاج حسن لا يتدخلون في السياسة، إنما تفرض عليهم الظروف المصيرية التي يمر بها لبنان أن يقولوا كلمة الحق إرضاءً لضميرهم ولمصلحة شعبهم المظلوم.
أريد أن أعترف مسبقا بأني ديمقراطي المبدأ حتى العظم، وعلماني القناعة حتى النخاع. والعلمانية للتوضيح هي فصل الدين عن السياسة فقط لا غير وذلك احتراما للدين وقدسيته، ولرجل الدين من تدنيس مقامه بآفات أفانين أهل السياسة ودهاتها، وألاعيب أهل الشعارات وأكاذيبها، وأيضا لكي لا يتحول رجل الدين صاحب الوقار والاتزان والكلمة الفصل إلى منافق ومهرج ومتكبر ومتجبر ومتعجرف ودكتاتور ومستبد ومهيمن وظالم ومظلم ومحرض فاقد البوصلة الوطنية، وكاذب قالب للحقائق، ومرعب للناس في أمنهم وقاطع أرزاقهم ومجوع أطفالهم ومهدد مستقبلهم ومدمر بلادهم ومهجر أبنائهم إلى المهاجر وربما إلى غير رجعة كما يفعل اليوم الحزب اللاهي في اعتصامه المؤذي، وخطاباته الحاقدة الفاقدة لأي مصداقية، وفي حمايته للقتلة واللصوص والمجرمين في مربعاته المظلمة. وكما يبشر مشايخه أمثال حسن نصر الله ونعيم قاسم وصفي الدين وفتحي يكن وغيرهم الشعب اللبناني يوميا بالخراب والشر المستطير وكأنهم في قلوبهم مرض أفقدهم الحس والإحساس والشعور والمسؤولية الدينية والأخلاقية والضمير. "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم همُ المفسدون ولكن لا يشعرون"(البقرة 11،12) .
بكركي والمشايخ الأفاضل لا يتدخلون في السياسة ولكن الخطر الداهم على الوطن يدفعهم دفعا إلى قول الحقيقة أمام الرأي العام اللبناني لكي يتبصر أمره ولا يذهب الوطن جراء بعض المهووسين بالكرسي والمنخرطين في مخططات الأشرار وتآمر الفجار إلى التهلكة والضياع تحت أقدام الإرهاب.
ومن هذا المنطلق وعملا بالحديث الشريف "أعظم الجهاد كلمة حق عند أو أمام سلطان جائر"، جاء كلام البطريرك صفير الذي وضع النقاط على الحروف قائلا للأعور لمن يغلق البرلمان ويعطل المؤسسات ولا يريد أن يعترف بإثمه العظيم: أنت أعور بعينك. ولمن يستقيل من الحكومة وكأنه غير مستقيل ويمارس على كيفه صلاحياته وكأن الوزارة دكان والده: أنت تناقض نفسك وعملك ليس وطني بل مستهجن ولا مثيل له في تاريخ الوزراء والحكومات في كل أنحاء العالم.
ومن هذا المنطلق جاء إعلان مجلس المطارنة الموارنة في اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك صفير، حيث رفضوا وبحق "ربط الاستحقاق الرئاسي بشروط مسبقة". كما يفعل المفقوع عميل النظامين الإيراني والسوري ومعطل قيام الدولة ومعرقل مسيرة انتفاضة الاستقلال الخالي من الروح الوطنية ومن القيم والمبادئ الديمقراطية السامية ميشال عون.
فالفريق الذي يضع شروطا أمام الاستحقاق الرئاسي سيواجه بشروط من الفريق الآخر ما معناه كما قال البيان أن ذلك "قد يعيق هذا الاستحقاق الى ما لا نهاية". عدا أن كل الشروط العونية والعراقيل الإلهية هي ليست من صلاحيات رئيس الجمهورية، الذي لا يستطيع وحده أن يفرض ما يشاء. نحن في دولة ديمقراطية لها دستورها ومؤسساتها وليست استبدادية كإيران لها مرشدها ودكتاتورية كسوريا لها بشَّارها.
وبعيد صدور البيان، شنّت "المنار" الإلهية الناطقة باسم الحزب اللاهي هجوما عنيفا على المواقف التي تضمنها بيان المطارنة، معتبرة أن ذلك من شأنه "صبّ الزيت على النار".
ما تريده قناة المنار وحزبها اللاهي أن يرى اللبناني الحقيقة و لا يقولها. أي على الإنسان أن يسمع أكاذيبهم وتلفيقاتهم وثرثراتهم واتهاماتهم ويسكت. وإذا قال الحقيقة التي لا يريدون سماعها أصبح عميلا وأمريكيا وإلى آخر المعزوفة المعروفة.
في الحقيقة قناة المنار الإلهية هي التي تصب مع مشايخها اللاهين عن شؤون المواطنين يوميا الكاز والمازوت والبنزين والزيت على النار تحريضا وجرحا لمشاعر الآخرين.

إن حكمة البطريرك صفير ظاهرةٌ معروفةٌ لا تحتاج إلى شهادة، وصبره مرسومٌ على وجهه النبيل، وتأنيه الكامل في التعبير عن مواقفه لا يجاريه فيه أحد، وانتقاء كلماته الوطنية الجامعة لا يمكن أن ينتقدها إلا من لا يريد الخير والأمن والسلام والاستقرار والازدهار لشعب لبنان المعذب. البطرك هو مثالي في عطفه على الشعب اللبناني بكافة طوائفه وفي تحمله أخطاء السياسيين ومساوئهم ولكن لكل شيء حدود عندما يدق ناقوس الخطر على الوطن.
وهو لم يقم في بيان المطارنة سوى بواجبه الوطني المطلوب واضعاً فقط النقاط على الحروف.
وجاء في تقرير النشرة المسائية لـ "المنار" ما حرفيته ان اجتماع مجلس المطارنة "سجّل تراجعا ملفتا عن الاتهامات التي ساقها بيان أمانة سر البطركية المارونية يوم الجمعة الماضي، والتي طالت الرئيس نبيه بري والوزراء الشيعة من خلال تحميلهم مسؤولية الفراغ الرئاسي، فجاء البيان، وبخلاف ما أشيع قبل صدوره خاليا من أي اشارة تطال من قريب أو بعيد رئيس المجلس النيابي والوزراء المستقيلين".
اللبيب من الإشارة يفهم يا جماعة "منار" والتكرار فقط للحمار!
والبطريرك لم يتهم أحدا إنه قال الحقيقة المجردة فقط وما يراه ويعرفه الشعب اللبناني والعرب وكل العالم.
لكنكم لا تريدون سماع الحقيقة لأنكم على باطل ومشاريعكم باطلة ومؤذية جدا للبنان وشعبه وليس لها أي مستقبل.
أضافت النشرة انه "في ظل الانقسام السياسي الحاد، قد يجد البعض في بيان المطارنة نوعا من صبّ الزيت على النار، لا سيما في تبني البيان لوجهة نظر الموالاة بالكامل، أي رفض البحث في صيغة شراكة سياسية تسبق انتخاب الرئيس".
أنتم لا تريدون أصلاً الشراكة بل عودة الهيمنة الإيرانية والسورية والسيطرة على باقي الطوائف وجر الشعب اللبناني إلى محاربة أمريكا كما بشر خامنئي يوما. أنتم لا تريدون الشراكة الوطنية بل التسلط على القرار الوطني، وإلا لبقيتم في الحكومة وفتحتم مجلس النواب لمناقشة كل الشؤون. أنتم على ضلال مبين وستحصدون بأيديكم غداً ما تزرعونه اليوم من أكاذيب وأضاليل. أردتم إسقاط الحكومة فها هي تستلم صلاحيات رئيس الجمهورية وبكل تواضع واحترام للمقامات الروحية. حيث زار الرئيس السنيورة البطريرك صفير واتصل بكل المقامات الروحية ليضعهم في الصورة وبكل أدب وأخلاق إنسانية رفيعة، لن تتوصلوا إلى مستواها في هذه الحياة الدنيا.

ليست هناك تعليقات: