الاثنين، ديسمبر 03، 2007

3 ديسمبر اليوم العالمي للأشخاص المعوقين يوم فقد مصداقيته في نظري


رشا أرنست

يحتفل العالم باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة في الثالث من شهر ديسمبر من كل عام. وقد تقرر هذا اليوم لتذكير المجتمعات بقضايا المعوقين والنظر إلى مشاكلهم والى طموحاتهم وآمالهم كحقوق لهم.

بحسب المواثيق الدولية، يوجد ميثاق الأمم المتحدة الخاص "ب
إعلان حقوق المتخلفين عقلياً" أو العبارة الأدق تعبيراً واحتراماً لهؤلاء "الإعلان الخاص بالمجروحين في ذكائهم" وهذا الإعلان اعتمد ونشر على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 2856 (د-26) المؤرخ في 20 كانون الأول/ديسمبر 1971م. كما اصدر الإعلان الخاص بحقوق المعوقين، اعتمد ونشر على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة3447 (د-30) المؤرخ في 9 كانون الأول/ديسمبر 1975. وكلا من الإعلانين يحملان عدد من البنود التي تحمي كل شخص يحمل إعاقة.
وكانت الجمعية العامة بالأمم المتحدة قد نظمت لجنة مخصصة لوضع اتفاقية دولية شاملة ومتكاملة لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكرامتهم.
و في دورتها الثامنة، نيويورك، 5 كانون الأول/ديسمبر 2006، اعتمدت اللجنة، خلال جلستها الـ 20، المعقودة في 25 آب/ أغسطس 2006، مشروع اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك مشروع بروتوكولها الاختياري. وفي الاتفاقية تشير إلى المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة التي تعترف بما لجميع أفراد الأسرة الإنسانية من كرامة وقيم متأصلة وحقوق متساوية غير قابلة للتصرف كأساس للحرية والعدالة والسلام في العالم.
وتـضم الاتفاقية في عدة بنود ونقاط كامل حقوق الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة بصفتهم جزء لا يتجزأ من الكيان الإنساني. وقد قامت عدة دول بالتوقيع والتصديق على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبروتوكولها الاختياري في 3 آب/أغسطس 2007م. العدد الإجمالي للموقعين على الاتفاقية 101 دولة، والعدد الإجمالي للموقعين على البروتوكول الاختياري: 56 دولة.

تُعتبر هذه الاتفاقية الجديدة تحول كبير في التعاطي الدولي مع ذوي الاحتياجات الخاصة. وبالطبع هذه الاتفاقية تمثل لي ولجميع من يحملون إعاقة ظاهرة بأجسادهم انجازا كبيراً، وأيضاً كمصرية اعتبر أن توقيع مصر من ضمن البلدان الموقعة على الاتفاقية وان كانت لم توقع على البروتوكول الاختياري، تقدماً في حد ذاته.
ولكن تبقى الاتفاقية ويبقى ميثاق الأمم المتحدة حبر على ورق إن لم يجد الإصغاء الحقيقي لتطبيق نص الميثاق ونص الاتفاقية الحديثة، التي تعتبر أول معاهدة لحقوق الإنسان يتم اعتمادها في القرن الواحد والعشرين.
ويبقى السؤال الملح والإلزامي لكل المسئولين عن تطبيق هذه الاتفاقية: ما الذي أنجز لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة بعد التوقيع؟ أو ما الخطة التي وضعت لصالحهم بعد التوقيع؟؟ والحقيقة أن منذ قراءتي لخبر هذه الاتفاقية والتوقيع عليها، لم ألاحظ بعيني المجردة أي تغيير فيما حولي سواء من الناحية النظرية أو العملية. فلم اقرأ حتى الآن عن مشروع تطوير محطات السكك الحديد لتتماشى مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
ولم اسمع أو اقرأ عن نظام لتطوير المدارس، المصالح الحكومية، الشوارع، المرافق العامة، المستشفيات، لنفس الغرض. لم اسمع عن تغيير واحد لصالح هؤلاء الأشخاص. لم يحدث حتى الآن أي تغيير من قبل المجالس المكلفة بتطبيق نصوص الاتفاقية وكأن المسألة هي إرضاء للرأي العام، والتطبيق هو النص المحفوظ داخل احد مكاتب المسئولين. كلامي هذا ليس مجرد مادة كتابية بل هو واقع يومي أعيشه ليس فيه أي مبالغة على الإطلاق. هذا الواقع الذي يعيش فيه جميع الأشخاص الذين يحملون إعاقات باختلاف أنواعها ولا يتحقق لهم بند من قائمة البنود الطويلة في ميثاق الحقوق أو الاتفاقية الحديثة.

واليوم هو اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة. أظن أن على الأمم المتحدة مراجعة استمرار هذا اليوم من عدمه. لأنه لا يـُذكر المسئولين أولي الأمر بواجباتهم اتجاه ذوو الاحتياجات الخاصة، ولا بقضايا وحقوق ذوو الاحتياجات الخاصة، إنما يذكرنا نحن ذوو الاحتياجات بأننا مازلنا نحتاج. وسنظل هكذا، مجرد مادة إعلامية للتداول والنشر لم تدخل حتى الآن حيز التنفيذ. وهذا ما نرفضه جميعاً كذوي احتياجات خاصة.
إذا كان ما يعانوه الأشخاص ذوو الإعاقة لم يتغير، وإذا كانت مشكلاتهم هي ذاتها، وإذا كانت حقوقهم بعدها ناقصة، ونظرة المجتمع لم يغيرها الميثاق أو أي اتفاقية، إذن هناك خطأ ما يحدث ومستمر في الحدوث. في نظري هذا اليوم لا يحمل في طياته أكثر من مجرد يوم للدعاية. هذا اليوم فقد مصداقيته.

لا يكفي فقط أن نوقع على اتفاقية دولية تعني بحقوق الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة، إنما على كل من كُلف بمسئولية أن يقوم ويبدأ بالعمل. فكل بند من بنود الاتفاقية لا يعني إنها منحة أو إضافة لمن يحملون الإعاقات، إنما تعني أن الجميع وخاصة المسئولون ملزمون بتطبيق البنود كحق شرعي لهؤلاء الأشخاص وأنكم كمسئولين مكلفون بتطبيقه، لأنه دوركم ومسئوليتكم في هذا المجتمع.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

thanks,nice blog