السبت، ديسمبر 01، 2007

صح النوم أستاذ بري

سعيد علم الدين
علمت "النهار" في الخبر المنشور يوم 07.12.1 ان اجتماعاً لقيادتي "حزب الله" وحركة "أمل" عقد ليل أول من أمس الخميس في عين التينة لتنسيق الموقف من ترشيح العماد سليمان. وخلال الاجتماع قال بري انه "ليس من مصلحة الطائفة الشيعية ان تقف في وجه ترشيح سليمان وتضع وراء ظهرها المؤسسة العسكرية التي هي على تماس وتنسيق مباشر معهما في الجنوب".
صح النوم أستاذ نبيه بري! ومتى عَمِلَت يا ترى الثنائية الشيعية نصر الله – بري لمصلحة الطائفة الشيعية الكريمة؟ هل بنكبتها مع الشعب اللبناني بحرب تموز الأليمة، مرفرفةً على أجنحة نصر إلهي ليس له في الحسابات الدقيقة والموضوعية قيمة؟أم جرجرتها في 8 آذار إلى مهرجان الشكر الإلهي لنظام بشار القاتل ودماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأحرار والمدنيين الأبرياء الأبرار لم تجف بعد، وحتى رائحة الحرائق جراء الاغتيال الظالم ما زالت في الأنوف؟
أين مصلحة الطائفة الشيعية الكريمة في التفرج على آلام الشعب اللبناني جراء هذه الاغتيالات الحاقدة التي يتعرض لها أو كما فعلت مذيعتكم سوسن درويش بالشماتة بالشهداء الكبار وآخرون يوزعون الحلوى غبطة على استشهاد جبران؟
ألم يتضامن الشعب اللبناني مع الطائفة الشيعية ويحضنها في بيوته ومدارسه أبان حرب تموز؟
هل يكون رد الجميل أن تأخذون الطائفة الشيعية إلى مكان ليس مكانها الطبيعي، يضعها خارج السياق الوطني وفي مواجهة بقية الطوائف اللبنانية بدل أن تتضامن معهم في السراء والضراء وفي الآلام والأوجاع وفي الأحلام والآمال لخلاص لبنان من هذه المحن المفتعلة بواسطة تبعيتكم العمياء للخارج؟ أليست مصلحة الطائفة الشيعية من مصلحة لبنان والشعب اللبناني؟
ما قاله بري يفرض علينا طرح العديد من التساؤلات التي لا تنتهي:وكأنه كان من مصلحة الطائفة الشيعة كل هذه الحركات المشاكسة الغريبة المحمومة الخبيثة المخربة، الغير عقلانية ومنطقية ووطنية ودستورية ولبنانية وديمقراطية وأخوية التي قام ويقوم بها حزب الله وأمل ومنذ الانسحاب السوري وحتى اليوم! وكأنه من مصلحة الطائفة الشيعة أن تقودها الثنائية نصر الله - بري للوقوف في مواجهة كل الطوائف اللبنانية الأخرى وحتى استعدائها والاعتداء عليها وعلى أملاكها كما حصل في الاعتصام الذي عطل مئات المحلات وشرد آلاف العمال والموظفين وما زال مستمرا ويحتفلون بذكراه السنوي يا للعار: خيمٌ فارغةٌ وعقولٌ خاويةٌ وقلوبٌ مثل الأحجار! ولماذا لا تعتصم يا ترى الثنائية الشيعية في الضاحية الجنوبية؟
أم أن الهدف من الاعتصام هو مؤامرة خبيثة للاستفزاز وإفقار شعب بيروت وشل حركته الاقتصادية لكي تزدهر الضاحية الجنوبية على حسابه مما سيزيد الوجع عند اللبنانيين الذي سيتحول حقدا عبر عشرات السنين وسيتفجر حتما يوما ما في وجه الظالمين؟وما هي مصلحة الطائفة الشيعية في الشغب والإرهاب والتطاول على كرامات اللبنانيين الآمنين كما حصل في أحداث 23 و25 كانون الثاني؟ ما هي مصلحة الطائفة الشيعية في أن تجرها الثنائية نصر الله- بري لرفض المحكمة الدولية حماية للقتلة؟ هل هي متورطة؟
ما هي مصلحة الطائفة الشيعية في تحدي الإرادة اللبنانية والعربية والدولية وإبقاء لبنان ورقة للمفاوضات بيد النظامين السوري والإيراني. أهل الثمن الذي تقبضونه أهم من الوطن؟ وهل ممكن أن يباع الوطن؟ أم أنه بالنسبة إليكم ساحة مستباحة وليس وطنا عزيزا؟صدقني لن يدوم لكم لا الأمريكي ولا السوري ولا الإيراني ولا الفرنسي، فقط أخوكم اللبناني الذي تتقاسمون معه الملح والخبز منذ آلاف السنين وتتنشقون معه أريج لبنان وأطايب الرياحين، هو الذي سيدوم لكم إلى أبد الآبدين.
ما هي مصلحة الشيعة في عرقلة قيام الدولة اللبنانية السيدة المستقلة العربية الديمقراطية التعددية الفريدة الجامعة لكل اللبنانيين؟ هل مصلحتكم بقيام دويلة الفقيه المتزمتة الشمولية الظلامية التابعة لفارس أهم؟ لم تستطع الحروب الطاحنة التي اندلعت بين اللبنانيين إلا أن تزيد اللحمة الوطنية قوة وتماسكا عبر المحن، والتأمت بعد اتفاق الطائف على أحلى ما يكون ولقد أثبتت معارك نهر البارد أن اللبنانيين هم أمة واحدة تعمدت بطهارة دماء شهداء الجيش وتعملقت بدماء شهداء انتفاضة الاستقلال. ما هي مصلحة الشيعة في تعطيل الحياة الدستورية في البلد بإغلاق مجلس النواب وعلى يديك يا استاذ نبيه بري؟
حتى أن غبطة البطريرك صفير خرج عن صمته واضعا النقاط على الحروف بقوله إن "اقفال مجلس النواب طوال هذه الأشهر الفائتة يرتب مسؤولية كبيرة على من أقفله، أيا تكن الذرائع".
نعم أنت تتحمل المسؤولية الكبرى في إغلاق مجلس النواب. ولو كنت حقا صادقا فيما تقول وتفعل لقدمت استقالتك وكان أشرف لك آلاف المرات من أن تكون رئيسا لمجلس النواب بهذا الموقف اللاوطني واللادستوري والغير مقبول والذي هو اعتداء صارخ على حقوق ممثلي الشعب وعلى الشعب الذي انتخبهم. وهل أنت رئيس مجلس نواب الشيعة أم رئيس مجلس نواب كافة طوائف الشعب اللبناني؟
عجبا وتهربون من الحكومة لكي لا تقر المحكمة الدولية وتتهمون نفاقا وكذبا الحكومةَ بأنها خرجت عن الدستور وخالفت المواثيق وطردتكم!
أي أنكم تخلقون المشكل وتتهمون بخلقه الآخرين. هذه سياسة لا يمكن أن تنجح أو تستقيم.أما بالنسبة للعماد ميشال سليمان فهو بحق رجل المرحلة الحالية المأزومة لقيادة السفينة في هذا اليم الهائج.
كيف لا وقد أثبت خلال السنوات الثلاث الأليمة المنقضية على حيادية إيجابية تجاه مصلحة الشعب والوطن. حتى أنه لم يعر اهتماما لخطوط حمراء أرادت شل حركته لكي يتقاعس عن حماية لبنان من الإرهاب المصدر من وراء الحدود. ومن إيجابياته أيضا التزامه بالدستور والديمقراطية والنظام من خلال أخذه بمقررات الحكومة والعمل في إطارها. وما يشهد له اتزان خطواته، وقلة كلامه وكثرة أفعاله في مواجهة كل التحديات. هو يعتبر اليوم ضمانة وطنية للجميع ويستطيع جمع الأكثرية والمعارضة من أجل خلاص لبنان.
وإن عدل الدستور مراعاة للظرف الصعب فبقرار لبناني صرف وليس بإرهاب خارجي كما حدث بالتعديل والتمديد للحود.ويجب أن لاننسى أن قوى 8 اذار هم لبنانيون وإذا أرادوا أن يكونوا خدما لإيران وسوريا فهذه مشكلتهم . المهم إنقاذ لبنان فهو أهم من الجميع.
وكقائد عسكري من معدن صلب تربى في مدرسة الجيش الوطنية الديمقراطية الأصيلة على احترام شعار: شرف تضحية وفاء، فرض سليمان احترامه بمناقبيته ووطنيته على كل الافرقاء وهو لم يرشح نفسه للرئاسة احتراما للدستور، ورفض استلام حكومة عسكرية كان يمني بها النفس لحود ونصر الله ووهاب وفتحي يكن ونجاح واكيم..

ليست هناك تعليقات: