الياس بجاني
لقد أصبح جلياً حتى للعميان أن دويلة حزب الله تهيمن بالكامل على الدولة اللبنانية وتتحكم بكل مفاصل وتحركات وممارسات مؤسساتها، وهي تملي بالقوة والترهيب "والبلطجة" إرادتها وتوجهاتها على المسؤولين كافة، ولا تسمح مطلقاً بتمرير أي تصرف أو بيان أو لقاء أو مشروع يخالف تعليمات غرفة قيادة عملياتها العسكرية في الضاحية الجنوبية.
وفي هذا السياق "التسلبطي" والإرهابي أجبرت دويلة الحزب الدولة اللبنانية على تبني كافة مفاهيمها وشروحاتها وتبريراتها لكل ما يخص الانفجار الذي وقع في قاعدة عسكرية تابعة لحزب الله في بلدة خربة سلم الجنوبية بتاريخ 14 تموز الماضي.
فقد تأكد للمراقبين أن مسلحي الحزب لم يسمحوا لا للجيش اللبناني ولا للقوات الدولية بالاقتراب من مكان الانفجار إلا بعد أن أزالوا كل معالم الحريق ونقلوا كل الأسلحة التي لم تنفجر إلى مخازنهم الواقعة في عدد من منازل البلدة نفسها، وقد قام سكان البلدة المدنيون التابعين للحزب بالاعتداء على أفراد القوة الفرنسية العاملة ضمن القوات الدولية عندما حاولت القيام بعملية تفتيش لتلك المنازل القريبة من مكان الانفجار وجرحوا 14 منهم.
وفي حين يفاخر قادة حزب الله بأن مخزونهم من الصواريخ قد تضاعف وأن قدراتهم العسكرية بازدياد مضطرد وأنهم لا يزالون في الجنوب كما كانوا قبل حرب تموز 2006، نرى الدولة اللبنانية تدفن رأسها في الرمال وتصدر بيانات لا طعم ولا لون ولا مصداقية لها.
ورغم أن بيان القوات الدولية الواضح والصريح أكد أن القاعدة العسكرية التي انفجرت في بلدة خربة سلم هي تابعة مباشرة لحزب الله وأن وجودها داخل منطقة عمل القوات الدولية هو أمر مخالف لبنود القرار الدولي رقم 1701، فقد تعامت الدولة اللبنانية عن كل ما جرى وتجاهلت كل الحقائق والوقائع والإثباتات، وسخفت كل الأحداث في رسالة وزارة الخارجية والمغتربين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول الانفجار وما تلاه من حوادث افتعلها ونفذها حزب الله في البلدة نفسها وفي محيط مزارع شبعا.
كل من قرأ رسالة وزارة الخارجية "الصبيانية" أدرك ودون عناء أو جهد أنها من نص غرفة قيادة عمليات حزب الله في الضاحية الجنوبية، وأنها بالواقع "تفاهة دبلوماسية" لا أكثر ولا أقل. الصحافي اللبناني بشارة شربل علق على ما جاء في هذه الرسالة قائلاً: "حبذا لو نعلم من هو الديبلوماسي العبقري الذي دبّج رسالة لبنان إلى الأمم المتحدة المتعلقة بانفجار "خربة سلم"، فهي سيئة لدرجة يستحق معها صفعة على وجهه وركلة على قفاه وتجريداً من شهاداته العلمية وإفادات الخبرة على السواء. فالرسالة التي تبنّى مضمونها الوزير فوزي صلوخ وكان يفترض أن توضح موقف لبنان من "الانفجار" والاشتباك بين "الأهالي" وقوات الأمم المتحدة وتضع الأمور في نصابها انسجاماً مع موقف الدولة اللبنانية واحترامها للقرار الدولي، تفتقد الحد الأدنى من الصدقية والاحتراف لأنها تخلط الديبلوماسية بالرياء وتعتبر "التشاطر" في الكلام شجاعة، وإيراد الوقائع محرَّفة أمراً عادياً لا يترتب عنه أي حساب. لا تحتاج الكذبة التي أوردتها الرسالة إلى جهاز فحص الكذب ولا إلى اختبارات. فالكذبة تعرف من كبرها، كما يقال".
جاء في مقطع من الرسالة ما حرفيته: (" بعد التحقيق، تبين لضباط الجيش اللبناني في اللجنة أن المبنى الذي وقع فيه الانفجار كان يحتوي على كمية من الذخائر المتنوعة وبعض الأسلحة المختلفة، وأن سبب الانفجار هو حريق شب في المبنى غير المكتمل البناء وغير السكني. واستنتج من ذلك أن هذه الذخائر والأسلحة هي من بقايا حرب تموز 2006 للأسباب التالية:
- وجود ذخيرة دبابات من عيار 100 ملم خاصة بالدبابات الإسرائيلية، إذ تحمل كتابة عبرية عليها.
- كل الأسلحة والذخائر المتبقية في المكان هي من الأنواع التي استعملت في حرب تموز 2006.
- وجود ذخيرة مدافع من عيار 130 ملم غير متوافرة لدى المقاومة، بل هي من الذخائر التي استخدمتها ميليشيا لحد العميلة لإسرائيل قبل التحرير عام 2000.")
اضغط هنا لقراءة الرسالة بالكامل
لقد أصبح جلياً حتى للعميان أن دويلة حزب الله تهيمن بالكامل على الدولة اللبنانية وتتحكم بكل مفاصل وتحركات وممارسات مؤسساتها، وهي تملي بالقوة والترهيب "والبلطجة" إرادتها وتوجهاتها على المسؤولين كافة، ولا تسمح مطلقاً بتمرير أي تصرف أو بيان أو لقاء أو مشروع يخالف تعليمات غرفة قيادة عملياتها العسكرية في الضاحية الجنوبية.
وفي هذا السياق "التسلبطي" والإرهابي أجبرت دويلة الحزب الدولة اللبنانية على تبني كافة مفاهيمها وشروحاتها وتبريراتها لكل ما يخص الانفجار الذي وقع في قاعدة عسكرية تابعة لحزب الله في بلدة خربة سلم الجنوبية بتاريخ 14 تموز الماضي.
فقد تأكد للمراقبين أن مسلحي الحزب لم يسمحوا لا للجيش اللبناني ولا للقوات الدولية بالاقتراب من مكان الانفجار إلا بعد أن أزالوا كل معالم الحريق ونقلوا كل الأسلحة التي لم تنفجر إلى مخازنهم الواقعة في عدد من منازل البلدة نفسها، وقد قام سكان البلدة المدنيون التابعين للحزب بالاعتداء على أفراد القوة الفرنسية العاملة ضمن القوات الدولية عندما حاولت القيام بعملية تفتيش لتلك المنازل القريبة من مكان الانفجار وجرحوا 14 منهم.
وفي حين يفاخر قادة حزب الله بأن مخزونهم من الصواريخ قد تضاعف وأن قدراتهم العسكرية بازدياد مضطرد وأنهم لا يزالون في الجنوب كما كانوا قبل حرب تموز 2006، نرى الدولة اللبنانية تدفن رأسها في الرمال وتصدر بيانات لا طعم ولا لون ولا مصداقية لها.
ورغم أن بيان القوات الدولية الواضح والصريح أكد أن القاعدة العسكرية التي انفجرت في بلدة خربة سلم هي تابعة مباشرة لحزب الله وأن وجودها داخل منطقة عمل القوات الدولية هو أمر مخالف لبنود القرار الدولي رقم 1701، فقد تعامت الدولة اللبنانية عن كل ما جرى وتجاهلت كل الحقائق والوقائع والإثباتات، وسخفت كل الأحداث في رسالة وزارة الخارجية والمغتربين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول الانفجار وما تلاه من حوادث افتعلها ونفذها حزب الله في البلدة نفسها وفي محيط مزارع شبعا.
كل من قرأ رسالة وزارة الخارجية "الصبيانية" أدرك ودون عناء أو جهد أنها من نص غرفة قيادة عمليات حزب الله في الضاحية الجنوبية، وأنها بالواقع "تفاهة دبلوماسية" لا أكثر ولا أقل. الصحافي اللبناني بشارة شربل علق على ما جاء في هذه الرسالة قائلاً: "حبذا لو نعلم من هو الديبلوماسي العبقري الذي دبّج رسالة لبنان إلى الأمم المتحدة المتعلقة بانفجار "خربة سلم"، فهي سيئة لدرجة يستحق معها صفعة على وجهه وركلة على قفاه وتجريداً من شهاداته العلمية وإفادات الخبرة على السواء. فالرسالة التي تبنّى مضمونها الوزير فوزي صلوخ وكان يفترض أن توضح موقف لبنان من "الانفجار" والاشتباك بين "الأهالي" وقوات الأمم المتحدة وتضع الأمور في نصابها انسجاماً مع موقف الدولة اللبنانية واحترامها للقرار الدولي، تفتقد الحد الأدنى من الصدقية والاحتراف لأنها تخلط الديبلوماسية بالرياء وتعتبر "التشاطر" في الكلام شجاعة، وإيراد الوقائع محرَّفة أمراً عادياً لا يترتب عنه أي حساب. لا تحتاج الكذبة التي أوردتها الرسالة إلى جهاز فحص الكذب ولا إلى اختبارات. فالكذبة تعرف من كبرها، كما يقال".
جاء في مقطع من الرسالة ما حرفيته: (" بعد التحقيق، تبين لضباط الجيش اللبناني في اللجنة أن المبنى الذي وقع فيه الانفجار كان يحتوي على كمية من الذخائر المتنوعة وبعض الأسلحة المختلفة، وأن سبب الانفجار هو حريق شب في المبنى غير المكتمل البناء وغير السكني. واستنتج من ذلك أن هذه الذخائر والأسلحة هي من بقايا حرب تموز 2006 للأسباب التالية:
- وجود ذخيرة دبابات من عيار 100 ملم خاصة بالدبابات الإسرائيلية، إذ تحمل كتابة عبرية عليها.
- كل الأسلحة والذخائر المتبقية في المكان هي من الأنواع التي استعملت في حرب تموز 2006.
- وجود ذخيرة مدافع من عيار 130 ملم غير متوافرة لدى المقاومة، بل هي من الذخائر التي استخدمتها ميليشيا لحد العميلة لإسرائيل قبل التحرير عام 2000.")
اضغط هنا لقراءة الرسالة بالكامل
بالله عليكم أهذا كلام عقّال، ومن ذاك الذي سيسمح له عقله أن يصدق هكذا حجج واهية لا تنطلي حتى على الأطفال؟ على كل حال، هذا المنطق "الغبي" مستعار من سراديب مخابرات الشقيقة الشقية، سوريا الذي يتمظهر باستمرار في بياناتهم حول انتحار من يتخلصون منهم، فيقولون في بياناتهم إن فلانا انتحر بإطلاق رصاصتين على رأسه مثلا.
إنه لأمر محزن ومعيب وهرطقي أن يكون وزير الخارجية فوزي صلوخ وزيراً لخارجية دويلة حزب الله وبامتياز، في حين أنه رسمياً يحمل مسمى وزير خارجية لبنان. هذا الرجل من خلال تبعيته الكاملة لحزب الله هو ينتهك القوانين ويعتدي على الدستور ويشوه صورة لبنان الدبلوماسية المعروفة بموضوعيتها وصدقها وحكمتها، كما أنه يهين ذكاء اللبنانيين ويجعل من الدولة اللبنانية أضحوكة في نظر الديبلوماسيتين الدولية والإقليمية. فقد كان من واجب وزارة الخارجية التي تمثل الدولة اللبنانية، وليس حزب الله أن تسمي الأشياء بأسمائها بصدق وشفافية وتوثق الأحداث كما وقعت دون زيادة أو نقصان لا أن تتعاطى مع الأمر باستخفاف وصبيانية وبعقلية دفن الرؤوس في الرمال.
المطلوب من فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف ألا يرضخا للابتزاز والإرهاب وأن يوقفا عملية تخريب الوزارات التي يقوم بها حزب الله بمنهجية مدروسة ومتواصلة وضاغطة، وأن لا يقبلا بإسناد حقيبة وزارة الخارجية لوزير تابع لحزب الله أو حركة أمل في الحكومة التي نأمل أن ترى النور قريباً ويكون بيانها الوزاري محرراً من أي بند مشرِّع لدويلة حزب الله ولسلاحها الإيراني بامتياز.
أما المخيف فهو ما ذكرته الصحف أمس من أن شقيق الرئيس نبيه بري سيُعين وزيراً للخارجية. بناءً عليه نحض الرئيسين سليمان والحريري أن يجنبا لبنان هذا الكأس "البري" المر فكفا وطن الأرز هرطقات ويكفيه "أستاذ" واحد وهو بالتأكيد لا يقدر أن يتحمل "أستاذين بريين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق