الاثنين، أغسطس 10، 2009

14 آذار هي الباقية وأنتم الافلون

سعيد علم الدين
14 آذار هي الباقية بقاء لبنان السيد الحر العربي الأبي الديمقراطي التعددي المستقل أيها اللبنانيون!
وأنتم يا أصحاب الأفق الضيق والمواقف السياسية المصلحجية الانتهازية المتقبلة المهزوزة والتكويعات القاتلة بالتكسي او البوسطة عند اول كوع يدهوركم، أنتم وحدكم مع انقلابكم على أنفسكم أنتم الافلون!
فمن يخون دماء الشهداء الأحرار التي خضبت أرض الأرز باحمرارها وازدانت سماء لبنان ببهائها لن يجني الا الخيبة من شعب حر سيخذله في لحظة الامتحان.
كيف لا وثورة 14 آذار التاريخية الحضارية المسالمة العفوية الخالدة بخلود لبنان والممجدة بمجد أرزه لا تمثل:
لا زعيما ولا عشيرة ولا قبيلة ولا طائفة ولا دينا ولا مذهبا ولا حزبا ولا تيارا ولا بيكا ولا مهرجا ولا شيخا ولا جنرالا ولا طرطورا ولا دكتاتورا ولا خائفا مذعورا، إنما تمثل أروع تمثيل شعبا أبيا حرا صلبا صلابة صخور بلاده انتفض بعزيمة الشجعان على الظلم والذل والقمع والهوان وعلى تعسف وانتقائية نظام الوصاية البائد، وعلى التعذيب وتكسير أضلاع شبابه في أقبية مخابرات الإخوان النتنة أو ارسالهم الى معسكرات الاعتقال الهمجية حيث الخارج من ظلامها ووحشية اساليبها يولد من جديد.
وهل يمكن أن يخرج منها حيا سليما سوى صاحب الحظ الفالق للصخر السعيد!؟
وليست ثورة الارز من يتحمل مسؤولية الاصطفافات المذهبية الحادة بلبنان منذ عام 2005 ، وانما يتحمل بروزها العامودي الحاد فقط ميليشيات ايران وسوريا التي ما انفكت تعمل على تأجيجها، ومن يخرج بالتالي من 14 اذار بحجة خرق الاصطفافات، انما يخدم بذلك فقط من يعمل على تاجيجها ليبقى لبنان على فوهة بركانهم الإلهي مضطربا وغير مستقر.
وهكذا انقلب ميشال عون ذات يوم على ذاته ومبادئه وخرج من ثورة الأرز مزهوا باموال ولاية الفقيه وميليشيات الشقيقة، وما زادها ذلك خلال السنوات الماضية الا قوة وجماهيرية وشعبية ووحدة والتفافا من قبل احرار اللبنانيين الذين يرفضون الذل والظلم:
اتى من عدو او شقيق!
وينقلب اليوم ويا للاسف وليد جنبلاط على ذاته ومبادئه ولن يزيد ذلك حركة 14 اذار النابضة حاضرا ومستقبلا بنبض شابات وشباب لبنان في الوطن والمهجر الا قوة وجماهيرية وشعبية ووفاء لدماء الشهداء ووحدة والتفافا من قبل احرار اللبنانيين الذين يرفضون الذل والظلم: اتى من عدو او شقيق!
فلا خوف على 14 اذار لانها تمثل شعبا يرفض الخنوع والاستسلام لميليشيات الامر الواقع، ولا تمثل زعماء يبدلون جلودهم كالأفاعي السوداء ويغيرون ألوانهم حسب الرغبة الجامحة كالحرباء!
ولا خوف على المحكمة الدولية التي تسير على بركة الله مجللة بالحق والاصدقاء تحت رعاية مجلس الامن لكشف الحقيقة وستطال المجرم القاتل فقط لا غير.
ولا خوف من فتنة مذهبية في لبنان، لانها لن تقع ومهما نفخ النافخون في نارها وهم ينفخون ومنذ 8 اذار 2005 دون انقطاع.
فالشعب اللبناني يعرف الاعيبهم وافانينهم ولن ينجر الى حتفه كما يبغي المعمم الفلتان والمستشيخ الفزعان من محكمة ستسير وعين الله ترعاها!
الشعب الواعي لهم بالمرصاد ونتمنى ان تكون يد الجيش اللبناني على الزناد حفاظا على لبنان وعلى المنجزات التي حققتها ثورة الارز لكل اللبنانيين على السواء.
وعلى الصعيد العربي تعتبر ثورة الارز السلمية المليونية المشرقة اكبر انجاز عربي ديمقراطي في القرن الواحد والعشرين، ستفتخر بها الأجيال وكتب التواريخ وستتغنى الشعراء بشهدائها الميامين حاملي مشاعل الحرية الى ابد الآبدين.
وللتذكير فثورة 14 اذار البيضاء هي اول ثورة جماهيرية عربية حقيقة ديمقراطية رائدة حصلت في الشرق العربي المنكوب بثورات العسكر وانقلاباتهم البائسة والتي تهدف وفي الدرجة الاولى الى قلب النظام الحاكم دمويا والجلوس على كرسي الحكم الملطخ بالدماء تسلطا واستبدادا واستخفافا بالشعب واستنزافا لطاقته حتى الارهاق والاختناق دون جدوى.
ثورة 14 اذار لم تهدف لقلب نظام حكم، وانما لبث الروح المشرقية بقيم انسانية سامية ومفاهيم جامعة حديثة كالحرية والديمقراطية وحق تقرير المصير وليس بدعة وحدة المسار والمصير لتحرير الجولان الاسير على حساب لبنان الصغير.

ليست هناك تعليقات: