الثلاثاء، أغسطس 11، 2009

أقسم إني لست زنديقا أو كافراً

علي السيد جعفر

يبدو ان عالمنا الإسلامي الآن يحيي في نفسه روح وجسد أوروبا ابان عصرها المظلم بعدما سادت فيها قيم ومفاهيم كنسية فاسدة أستعبدت الناس وأطفأت جذوة الإبداع لديهم ، سخرت ابانها من عقل بشري أجاد في إبداعه ماان أستطاع فك قيود وأغلال لبه التي كبلته قرونا" ، قضى منها سنينا" طوال نضالا" جاد فيها بأرواح تنوريين كثر وأخرى أطول وأقسى عبوديةً ، استكان فيها وجَبن رهبةً من غضب (رب)
أو سخط (سماء) ، فكانت ثورته الصناعية إحدى نتاجات ذلك النضال وبالتالي التحرر الفكري الذي تنعم فيه الآن بلدانها ونقتات نحن فتاته فلم يعد لله ظلٌ في أرضه (لويس الرابع عشر) عندها ولاقداسات تحول دون علم حديث ينفع الناس ويبصرهم.
أما (أمتنا الشهيدة)* فقد باتت بين طرفي معادلة إغمائها الطويل الذي هي عليه ، عامة جاهلة مسترخية راضية قنوعة بماآل اليه أمرها من جهل وتخلف ، تستلقي في فراشها وتنصت بخشوع عبر مذياع أو تلفاز (فهي لاتجيد القراءة)* لقصص وحكايا صراع مللها ومذاهبها الدموي منذ العهد الأول للدين عندها حتى يوم الناس هذا متلذذة ضاحكة من فرار (صحابي) عرف بالشجاعة رغما" عنا ، ناحبة باكية لمقتل
عزيز لنبيها ، جل ماتجيده مجموعة عبادات مختلفٌ عليها أورثت اياها كما الحقد والضغينة بين شتى مشاربها مع ألسنة سب وجدال سقيم حول دم كثير سال في معارك الحكم العقيم بين(الصحابة والسلف الصالح) الغلبة في حديثها دوما" مزايدات كلامية لاصدق فيها أبدا" عن حلال الشيء من حرامه ، فهي ترتزق بدعاء وتعتاش بصلاة وتفتقد قيمة العمل لديها معناها ، ونخب إسلاموية مستفيدة أمتطت الدين عنوة وألبسته جلبابا" مقدسا" يحذر المس به فقيدت الفكر وألجمت البحث والتمحيص عن كل ماهو خارج تلك المنظومة التي ألفها الناس منذ ألف ونيف من السنين خوف إفتضاح أمرها مصورةً حال الأمة كمن يحيا في نعيم لولا مؤمرات الأعداء من النصارى واليهود (النجس) وكل أمم معمورتنا الأخرى وتكالبهم علينا.

لكن على ماذا يتكالبون ؟
أمة الكسالى والنوم العميق (صاحب السطور لايشذ عنها) والحقد الدفين تجاه كل مخالف لها في دين أو مذهب أو حتى رأي سياسي ، تكاد لاتخلو مناهج التعليم فيها من حديث منة لها على غيرها من الأمم ممن سبقونا في ركب الحضارة والرقي الإنساني ، فكل إكتشافات الدنيا وإختراعاتها إنما سرقات القوم لمقتبسات مختارة من(قرآننا المجيد) أولأمهات كتبنا ومافاضت به ألباب أجداد لنا ، فمنذ الف وأربعمائة عام والكتاب المقدس بين ظهرانينا ، تكاد تكون تلاوته أحب الأعمال الواجب القيام بها من الصبح حتى العشي لدينا ولم نستطع أن نرفد بني البشر من خلاله حتى بمسمار تُُدق فيه ألواح نعش أحدنا
التصحيح !
يبدو ان المسجد هو مكان مناسب يحفظ للمؤسسة الدينية هيبتها ويستر زلتها وإلزامها فيه حل أمثل ، يبعدها عن شبهات الإرتزاق الغير شرعي الذي هي عليه الآن (الدين لديها تجارة لن تبور أبدا") ، كما يبعدنا نحن عن فتاواها في السياسة والعلوم الحديثة التي تفتقد لأي دراية فيها ، يذهب اليها من يعتقد إن فيه خصائل (إيمان) مشتركة معها وما عداه فهو حرٌ في معتقده مصونة حقوقه المدنية فيما يراه صحيح أو خطأ ، لاأن ندعها تمارس سطوةً فوق سطوة السلطة وعلى الغالب في بلداننا قمعية في شارع مرهوب الجانب منها بفعل سياسة تكفير وتنكيل تمارسها بحقه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* لايموت أحد فيها إلا وألصقت به شهادته حتى وإن مات مخمورا" (محيَ السنة)
* لايقرأ على سبيل المثال العربي ربع ساعة في العام كمعدل

كاتب عراقي
ali_sadiq2@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: