الاثنين، أغسطس 10، 2009

أحبكم في رام الله

د. فايز أبو شمالة
أحبكم جميعكم في رام الله، بدءاً من السيد عباس وحتى أصغر شرطي جديد، يفهم أن فلسطين هي الراتب آخر الشهر، وتوفير ثمن خاتم الزواج، أحبكم جميعاً في رام الله مهما فعلتم بنا، وتنكرتم للثوابت، وذلك لأنكم أهلنا، وأخوتنا، والله أننا نحبكم، وبغض النظر عن وجود بعض الخطاءين، وبعض التائهين بينكم، نحبكم ونتمنى لكم سداد الرأي، وحسن المسار الذي يجمعنا وإياكم على طريق الذوبان في الوطن، فأنتم نصفنا المُعطِّل للمقاومة، وغزة نصفكم المُعطِّل للمفاوضات، وكلانا مكمل للآخر، لذا نحبكم في رام الله.
نحن في غزة لا نحقد عليكم، ونشفق عليكم، ونرأف بكم، ولم نفقد الثقة بتغيير مواقفكم، وتحول طريقكم الذي ظللكم، وأظلم علينا المستقبل، فما زلت أؤمن أن تحولكم عن طريق التفاوض العبثي قائم، وممكن، وإلا لو فقدنا الأمل بكم، وفقدنا الثقة لما انتقدنا سياستكم، ولما هاجمنا سلوككم الذي لا يرضي شعبنا، وأبتعد عن تضحياتنا، ويقف منه الإنسان الفلسطيني موقف الرافض، والناقد، وأحياناً يصير الفلسطيني ناقماً وهو يرى وطنه، وأرضه، وقدسه، تصير يهودية، ويراكم تلتقون، وتصافحون، وتنسقون مع إسرائيل، وتعتقلون رجال المقاومة، وتمنعون كتائب الأقصى قبل كتائب القسام من التفكير في محاربة إسرائيل.
ولما كان الكاتب لسان قومه، يكتب ما يهمهم، ويناقش ما يشغلهم، ويفكر بما ينفعهم، ويرضي طموحهم، لذا تهاجم أقلامنا مواقفكم، وتفكيركم السياسي، وتصرفكم الميداني المنافي لكل قواعد العمل الوطني، والإسلامي، ولا نتطرق لكم بالقذف كأشخاص، ولا نمسكم كمواطنين بسوء الكلام، وإنما نهاجم فيكم الخطأ، والانحراف السياسي عن طريق الثورة. ونحن نشفق عليكم، ونتأسى لحالكم، وتناقضكم، وأنتم من أصدر الأوامر بإطلاق النار على كل من عمل في إسرائيل، ليحصل على قوت عياله بشرف، وأنتم من وصفتم كل من يرفض المقاومة بالخائن، والعميل، وأنتم من كسرتم أرجل من رفض الانصياع لتعليماتكم بالإضراب ضد إسرائيل، وأنتم من حض الناس على رفض الاحتلال، فما الذي جرى لكم؛ الآن أنتم تعملون بالتنسيق مع إسرائيل، وأنتم تمنعون الإضرابات المعادي لإسرائيل، وأنتم تشجعون العمل في المستوطنات، وتُسهّلون، فماذا تنتظرون من شعب وصفتم آباءهم بالعمالة لمجرد الشك، وماذا تتوقعون ممن كسرت أرجلهم لأنهم عملوا في إسرائيل، أو اشتروا الموز الإسرائيلي؟ وماذا تنظرون ممن حرمتم عليهم يوماً الاتجار، أو التعلم من الإسرائيليين؟
أنا أحبكم في رام الله لو عدتم إلى البدايات، ولو نفضتم الغبار عن تلك الرصاصات، أنا أحبكم، وأشفق عليكم، وأسأل الله أن يغفر لي ولكم.
fshamala@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: