الثلاثاء، أغسطس 11، 2009

طيور الجنة أم طيور الجحيم

محمود غازي سعدالدين

من الممكن أن تكون ألأحداث الساخنة الدموية على الساحة العراقية وماتجري من عمليات قتل وتدمير للأنسان بصورة عامة من قبل مايسمون أنفسهم الجماعات الجهادية والمليشيات الخارجة عن القانون قد تكون جل هذه الأحداث ألأرهابية التي تقوم بها مجموعات تتحدث بإسم الدين وماتضفيه هذه الجماعات المتطرفة من صبغة دينية إسلامية على جرائمها على غرار القاعدة والجيش ألإسلامي وجيش محمد وفيلق عمر و من يحوم حول هذه التنظيمات ألإجرامية.

من المهم أن نتطرق ألى موضوع خطيرلم يوله العديد من المتتبعين للأحداث داخل العراق وخارجه أية أهمية تذكر وقد تكون تداعياته خطيرة على ألأجيال القادمة ولاسيما جيل ألأطفال واليافعين.

كما قلنا المتتبع للأحداث السياسية في العراق وغير العراق يلاحظ أن الجماعات ألإرهابية أخذت تأخذ منحآ جديدا في سلوكها ألأرهابي الخبيث من قبيل تجنيد ألأنتحاريين من ألأطفال والمتخلفين عقليا والفتيات بشتى الوسائل للقيام بعمليات دموية تستهدف التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق وخارجه , وهذا ما لوحظ في العراق وأفغانستان والجزائر من عمليات تجنيد لأطفال صغار للقيام بأعمال إجرامية , وقد نشهد في المستقبل رواج هذه الظاهرة الخطيرة في أماكن أخرى من العالم .

قد يكون كل منا شريكا لنشر ظاهرة التطرف هذه بطريقة أو بأخرى , ويجب علينا جميعا أن نكون حذرين جدا في التعاطي مع مختلف برامج الفضائيات التي توجه للأطفال خاصة وكذلك ماتسمى الآن المدارس الدينية التي برأيي إذا لم تقف العائلة على خطورة مثل هذه ألأمور فقد نرى تخرج أرهابي أو إرهابية من كل عائلة خصوصا إذا ما كانت الظروف مهيئة لذلك .

قبل فترة ليست بالطويلة وفي إحدى الجلسات العائلية وقفت على ألحاح ألأطفال الحاضرين أثناء الجلسة من أعمار بين الخمسة والستة سنوات وهم مابرحوا يطلبون من والدتهم أن تغير المحطة التلفزيونية إلى محطة (طيور الجنة !!) وبعد ألألحاح المستمر تدخلت حينها وقلت لهم لاتغبنوا حق ألأطفال فلابأس أن نغير مزاجنا ونشارك ألإطفال متعتهم ولابأس أن نستذكر جزءا من ذكريات الطفولة وشقاوتها , وأخيرا تم تغيير المحطة لأصاب بالذهول من هول ما رأيت , أطفال بعمر الزهور يهتفون ويخطبون ويمجدون وينشدون أناشيد لحركة( حماس ألأرهابية ) و فتيان بأعمار الزهور واقفون على المنابر يخطبون بخطب فقهاء ألأرهاب وبنبرتهم يدعون للجهاد ومشاهد تلهب حماس المتحمسين.

تدخلت حينها وقلت لهم إحذروا هذه القناة وخطورة برامجها على عقول هؤلاء الصغار (من شب على شيء شاب عليه) تحذير برأيي يشمل كافة العوائل في مجتمعاتنا التي لديها أطفال بعمر الزهور تملأ عقولهم هذه ألأناشيد الحماسية والجهادية وخطب ألأرهابيين.

لاشك من يقف على طرق التعليم والبرامج الخاصة بتعليم الطفل في الدول الغربية الديمقراطية يلاحظ ماهو الدور ألأيجابي لتلك العلوم التي يتلقاها الطفل هناك (علم ألأجتماع والعلوم ألأنسانية وطرق التعامل والنظافة وتنمية العقل وو...) .

بعكس ما نشاهده وما يتلقاه الطفل في مجتمعاتنا في المدارس والحضانات والمساجد من تكريس لثقافة تمجيد القائد والهتاف بأسمه (بابا صدام وبابا علان) والتحريض على ثقافة العنف وإضفاء الصبغة الدينية على كل شيء .

الطفل الذي ليس عليه أي تكليف شرعي وقانوني حتى يبلغ سن البلوغ لينشأ هذا الطفل وعقله ممتليء بخطابات وشعارات دينية ليصبح الطفل أسير أفكار ملقنيه في المنزل والمدرسة والمسجد ومقيدا بفكر التقليد (وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ )( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ ) .

قنوات مثل قناة (طيور الجنة) وكذلك الجلسات والحلقات الدراسية الخطيرة التي يتلقى فيها الطفل الدروس الدينية لاسيما (إذا كان المعلمون من ذوي العقول المتحجرة) تمثل خطرا كبيرا على مستقبل هؤلاء ألأطفال واليافعين .

قد لايكترث الكثير من القراء بفحوى خطورة هذا الموضوع ولكن مردود ترويج ثقافة متابعة ألأطفال لهذه القناة وغيرها والحلقات الدينية ظهر على السطح , فقبل أيام أعتقلت مجموعة من ألأطفال واليافعين في محافظة كركوك تدخل ضمن إحدى التنظيمات ألأرهابية الجديدة الخطيرة فيما تسمى (بطيور الجنة) كانت تروم القيام بعمليات مسلحة وتفجيرات بل وحتى عمليات أنتحارية تزامن ظهور هذه الجماعة مع ظهور هذه القناة وعودة أستخدام ألأطفال لمثل هذه العمليات ألإرهابية.

هذه الثقافة هي السائدة ألآن في مجتمعنا والترويج لمثل هذه القنوات في أوجه وخصوصا من قبل أحزاب لاتؤمن بالديمقراطية وتيارات محسوبة على الجماعات (ألإسلاموية) باتوا يروجون لإدخال الأطفال إلى المدارس الدينية لكي يتلقوا علوم التطرف وثقافة ألإرهاب على يد معلميهم ومن ثم الترويج خلال هذه المواعظ والدروس لقنوات مثل قناة ( طيور الجحيم) .

دهوك/العراق
البريد ألالكتروني
nelson_usa67@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: