الاثنين، أغسطس 24، 2009

31 عاما على إختفاء الامام السيد موسى الصدر

السيد محمد علي الحسيني

في الحادي و الثلاثين من آب وقبل 31 عاما، وأثناء جولة للإمام السيد موسى الصدر في عدد من الدول العربية، فجع المسلمون بشکل عام و الشيعة بشکل خاص بالاختفاء المفاجئ و الغريب للإمام من دون أن يعرف السبب او الاسباب الکامنة وراء ذلك.

الامام موسى الصدر، ذلك العلامة و الفقيه والقائد و الشخصية الفذة، عرف فيما عرف بمنحه أهمية خاصة للشأن العربي و کان يتابع کل ما يتعلق بذلك، لکن إهتمامه الکبير و الاستثنائي بالقضية الفلسطينية کان ملفتا للإنتباه و محط أنظار و متابعة الاوساط المختلفة، وقد صدم إختفائه الغريب الفلسطينيين بشکل خاص سيما وانه کان يعتبر القضية الفلسطينية واحدة من القضايا الاساسية التي آمن بها و عمل من أجلها.

اليوم، ونحن نعيش الذکرى الحادية و الثلاثون لإختفاء الامام موسى الصدر، فإن هذه الذکرى الاليمة و المفجعة تدفعنا من جديد لإثارة موضوع إختفائه و الدعوة الملحة لکشف أسباب و تداعيات ذلك الاختفاء ولسنا هنا في صدد إتهام طرف عربي محدد بقدر ما نحن بصدد تسليط الضوء على قضية مازالت تعتبر قضية حساسة و ذات أهمية خاصة لدى مختلف الاوساط الاسلامية وان التأکيد عليها يأتي من زاوية الدور الکبير و الحيوي الذي لعبه الامام الصدر على الأصعدة اللبنانية و العربية و الاسلامية وانه کان بمثابة حلقة وصل فريدة من نوعها بين هذه الأصعدة و عامل تحريك و تواصل و تفاعل بناء و مستمر فيما بينها، لکننا في المجلس الاسلامي العربي في لبنان، المرجعية الفکرية ـ السياسية للشيعة العرب، لانرى هنالك أية مصلحة لدولة عربية ما من وراء إختفاء الامام، وانما نؤمن بأن جهاز الموساد التابع للکيان الصهيوني هو الذي يقف خلف عملية الاختفاء هذه، ولاسيما أن الامام الصدر قد سبب أرقا و قلقا دائميين لهذه الدولة اللقيطة وکان بمثابة قوة ضغط وفضح ضدها وان عمله الدؤوب و البناء على الصعيد الفلسطيني وذلك الاخلاص و الحماس اللذين کانا يتجسدان دوما في عمله بهذا الخصوص و ما نجم عن جهده المخلص من نتائج إيجابية على الساحة الفلسطينية، شکلت أکثر من مبرر لجهاز موغل بالجريمة کالموساد لکي يخطط و ينفذ هکذا جريمة بشعة وأغلب الظن أنه کانت يرمي من وراء فعلته الشنيعة هذا أن يزرع بذور الشك و الظنون السوداء بين الاشقاء العرب، ناهيك عن أنه تخلص في نفس الوقت من مقاتل صنديد وقف بوجههم کجبل أشم.

ورغم مرور 31 عاما على إختفاء الامام السيد موسى الصدر فإن أنصاره و مؤازريه يحدوهم العزم و الاصرار على مواصلة الدرب الذي سلکه ذلك الطود الشامخ واننا عاقدون العزم على المضي قدما حتى اليوم الذي نميط فيه اللثام(بعون الله تعالى)عن اسرار هذه الجريمة واننا واثقون أشد الوثوق من أن ذلك اليوم ليس ببعيد.

لقد کان الامام موسى الصدر، علما من أعلام التقريب بين الاخوة السنة و الشيعة من خلال تأکيده على البعد العربي وإيلائه أياه اهتماما کبيرا، واننا في المجلس الاسلامي العربي في لبنان، نؤکد بأننا نسير على نفس الدرب الذي يؤدي في نهاية المطاف الى إنهاء ورفع الحواجز و الموانع و الرواسب التي طالما إستغلها أعدائنا و المتربصون بنا شرا بين الشيعة العرب و اخوانهم السنة، انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا، أليس الصبح بقريب.

*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
alsayedalhusseini@hotmail.com
www.arabicmajlis.org

ليست هناك تعليقات: