الثلاثاء، أغسطس 11، 2009

نبارك للرئيس مبارك.. وندعو له بالتوفيق

انطوني ولسن

تحدد موعد زيارة الرئيس مبارك الى الولايات المتحدة الاميركية ولقاءه مع الرئيس اوباما في الثامن عشر من هذا الشهر «اغسطس/آب " . زيارة جاءت بعد قطيعة استمرت اربع سنوات. ولا احد يعرف حقيقة تلك القطيعة هل من الرئيس المصري، أم من الادارة الامركية في عهد الرئاسة الثانية للرئيس بوش الابن؟!!

اننا نبارك للرئيس مبارك على هذه الزيارة التي جاءت في عهد الرئيس الامل اوباما، وندعو للرئيس مبارك بالتوفيق لاعادة المياه لمجاريها بين الدولتين.

الرئيس مبارك سيذهب الى الولايات المتحدة الامريكية ولا احد يعرف ما يحمله في حقيبته من اوراق سياسية او اقتصادية «طلبا لمعونة» او اجتماعية تخص ابناء مصر.. ام انه لن يتطرق الى اي شيء يخص مصر والشعب المصري ما عدا طلبا واحدا مساندته في تنصيب ابنه على كرسي الرئاسة في مصر. وهذا في حد ذاته تفكير سليم من أب يريد ان يرث ابنه.. لا اقول المسؤولية.. ولكن ليرث هذا الملك وهذا النعيم الذي كونه سيادته بمجهوداته الشخصية بالعمل الدائم الدؤوب على خلق رجال اعمال يرتعون دون محاسب او قانون.. ينهبون خيرات البلد ويكونون ثروات طائلة لا يودِّعونها لا بنوك ومصارف مصر. وانما تُهرب الى الخارج بعضها يودع في بنوك اجنبية وكميات منها في ما أصبح يسمى ويعرف بالبنوك الاسلامية.

وبهذا الشكل اصبحت مصر كما امست العزبة التي يمتلكها كل جالس على العرش «وسيبونا» ارجوكم من حكاية الجمهورية والكلام الفاضي، لان النظام الجمهوري لا مكان له في اجندة حكام العرب.

نهبت الارض الزراعية وتحولت الى ارض بناء. فلم يعد لدينا اراضي للزراعة تسد حاجات الشعب المصري الضرورية. ولم يستفد من هذا البيع الا اقرب المقربين من القصر وهذه هي الدائرة الاولى، تليها دائرة رجال الاعمال الذين بالطبع اعضاء في الحزب الوطني الحاكم والذي يرأسه شكلا الرئيس مبارك وفعلا السيد صفوت الشريف الراعي الاول لمصالح السيد جمال مبارك، ثم تأتي بعد ذلك دوائر اخرى تسيطر على كل مناحي الحياة المالية والاجتماعية ولا داعي ان نشر الى السياسية فليس في مصر او اي بلد عربي او اسلامي غير عربي شيء اسمه سياسه، لان السياسة في معتقدهم ان يستمر من يملك القوة حاكما الى ان يأتي من يستطيع ان يقضي عليه ويتولى بعده وهكذا دواليك من اول مقتل عمر بن الخطاب حتى مقتل السادات في مصر، وطبيعي الغالبية منا تعرف قصة اتهام السيدة هدى عبد الناصر اغنى اغنياء مصر وكما يحب ان يطلق عليها البعض سيدة مصر الاولى.. اقول قصتها في اتهام نائبه محمد انور السادات بقتله بوضع السم في شراب «المانجو» لانه كان المقرب الوحيد لوالدها في فترة الخمسة ايام التي سبقت موته.. واحب ان الفت نظر سيادتها ان المغفور له والدها لم يجد احدا يستمع اليه ويقول له امين الا من عرف كيف يجاريه ويتملق اليه وكان في ذلك الوقت محمد انور السادات النائب الوحيد بعد ان كان ذلك المنصب يشغله اكثر من واحد، وايضا احب ان الفت نظرها ونظر المصريين والعرب ان عبد الناصر لم يكن يحكم مصر بل كان الواجهة، اما الحكام الحقيقيون فكان على رأسهم عبد الحكيم عامر ومحمد حسنين هيكل وصلاح نصر. ويا ليت محمد حسنين هيكل يقول لك وللجميع ما حدث في آخر ايام المؤتمر الذي عقد في القاهرة لادانة او النظر فيما سمي بايلول الاسود..!! وتعرفين ما حدث للمرحوم والدك.

اما الرئيس السادات فمات بايدي الذين كانوا يريدون اغتيال سابقه الرئيس عبد الناصر. لذا يكون على اي رئيس ان يفهم اللعبة جيدا وتكون هي شغلهه الشاغل.. لا الشعب.. لانه سبق الرؤساء العرب الملكة ماري انطوانيت زوجة الملك لويس السابع «على ما اتذكر» عندما اخبروها ان الشعب جائع ولا يجد الخبز قالت لهم لماذا لا يأكلون «البسكوت».

لكي تعيش وسط الذئاب عليك ان تكون مروضا قويا للأسود والنمور. وهذا في رأي ما تعلمه واتقنه الرئيس مبارك، فأمسك بـ «السوط» و»العصا» وحاصر الأسود والنمور داخل دائرة اطلقوا عليها حرية الرأي والتعبير وتولى بعضهم ما يسمح به هو من ما مقاليد الحكم.. واذا حاول اي من هذه الاسود أو النمور التمرد يعرف سيادته جيدا كيف يجعلهم يطيعون ويأتمرون بما يأمرهم به، فاذا خانته الأسود والنمور فلا مكان للذئاب.وهذه حنكة فشل فيها من سبقوه للغرور الذي ملأ ادمغتهم.

قبل زيارة الرئيس مبارك لامريكا قرأت على الموقع الالكتروني لـ «المصري اليوم» يوم الثلاثاء 4 أغسطس/أب 2009 هذا الخبر.. مبارك: التفرقة بين مسلمي مصر وأقباطها «مشروع استعماري قديم» ولا نبيع الغاز لاسرائيل بأرخص الاسعار.

وصف الرئيس حسني مبارك علاقات مصر الخارجية مع دول العالم بانها «ممتازة» مؤكدا ان المصلحة الوطنية هي التي تحدد مسار هذه العلاقات..

وقال الرئيس «أنا رئيس لكل المصريين على اختلاف دياناتهم ولا فرق بين مسلم ومسيحي، لانناكلنا مواطنون مصريون نعيش فوق ارض مصر». مشيرا الى ان التفرقة على اساس الدين هي مشروع استعماري قديم لاحداث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد.

ونفى مبارك بيع الغاز لاسرائيل بأرخص الاسعار.. الخ.

وكانت التعليقات كثيرة جدا.. جدا.. جدا وسأنقل لكم بعضا منها بما فيهم تعليق مني شخصياً..

التلعيقات التي اخترتها:

- تعليق د. عدلي الشامي 4/8/2009:

نظام الحكم في مصر مثله مثل القروية الساذجة.

هذه التصريحات تذكرني بالقروية الساذجة التي ترفع ثوبها لتخفي به وجهها، فتظهر اكثر مما تخفي.. فيسخر منها الناس، بينما هي مقتنعة بأنهم لا يرون ما لا يجب أن يرى.. إلغاء مصنع أجر يوم جاء نتيجة وقفة أهالي دمياط وليس لاي سبب آخر.. الغاز المصري يباع بأقل من قيمته السوقية مهما قيل العكس ولأسباب لا نعلمها ولكن نستطيع ان نخمنها.. أرض سياج سحبت منه ليس للمصلحة العامة ولكن لاعطائها لـ حسين صديق الرئيس وشريكه الاسرائيلي.

- تعليق أنطوني ولسن 4/8/2009:

اللي فشل فيه...

فشل الاجانب والخواجات في التفرقة بين المصريين بسبب الدين. ونجح الاخوة العرب في اللي فشل فيه.. الخواجات!!!..

- تعليق المصري التحتاني 4/8/2009:

مدى الحياة...

احد الحكام رشح نفسه رئيسا لاحدى البلاد مدى الحياة.. فسألوه حياة مين؟ فأجاب: حياة الشعب طبعا.

- تعليق مسلم في مصر 4/8/2009:

يا جماعة الريس كان بيتكلم عن بلد ثانية كان اسمها مصر..

ربنا يديك الصحة يا ريس وطول عمرك لغاية لما يموت آخر فرد في الشعب وتعيش وتعمر بلدنا زي ما عمرتها من 30 سنة.

- تعليق بيبو المصري 4/8/2009:

يا خوفي..

فاكرين لما كان بينقال ان مصر بتحمي محدودي الدخل والتعاطف معاهم لاقصى درجة. كانت نسبة الفقر 65%، دلوقت بفضل التصريحات 50% اما موضوع الوحدة الوطنية فأنا هسيب الضمير هو اللي يحكم بس هو بيحكم ينسي انتمائه الديني اولا، وموضوع الغاز لاسرائيل اتفضلوا حضراتكم اقرأوا قضية سياج وليه النظام سرق حقه.. قال بيتعاون مع شركة اسرائيلية من الباطن وأدوها لـ حسين سالم، اللي باع غاز مصر لاسرائيل بمباركة النظام نفسه.

نشر «المصري اليوم» على مدى يومين عشرات التعليقات على هذا الخبر والتعليقات جميعها تدل على حقيقة معاناة الشعب المصري الى جانب قوة التعليقات وفهم الناس لحقيقة ما يجري في مصر.. وقد اكتفيت بهذه التعليقات الخمس لانها ملخص وافي لكل التلعيقات.

نأتي الى هذا الجزء من الخبر الذي صرح به سيادته «أنا رئيس لكل المصريين على اختلاف ديانتهم ولا فرق بين مسلم ومسيحي. لاننا كلنا مواطنون مصريون نعيش فوق ارض مصر.. مشيرا الى ان التفرقة على اساس الدين هي مشروع استعماري قديم لاحداث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد.

واتساءل.. كيف ستواجه سيادتكم اقباط المهجر في امريكا ومن سينضم اليهم من مسلمين واقباط سواء من امريكا او خارجها.. اقول كيف ستواجهونهم..؟ .. هل بنفس منطق التعليق الذي كتبه د. عدلي الشامي والذي وضع له هذا العنوان «نظام الحكم في مصر مثله مثل القروية الساذجة» والذي اوضحه بانها ترفع ثوبها لتخفي به وجهها، فتظهر اكثر مما تخفي!!.

هل سيادتكم ستحاولون اخفاء حقيقة ما يعاني منه اقباط مصر.. وسامحني بأكاذيب تكشفها حقائق ما ينشر على الملأ بحسب التقنية الحديثة التي تنقل كل ما خفي على الشعب في مصر الى العالم.. فيعرف العالم بما فيه اميركا والرئيس الاميركي اوباما والادارة الامريكية والكونجرس الاميركي وتظهرون سيادتكم تماما مثل القروية الساذجة؟

سيادة الرئيس لقد خانكم التوفيق عندما اشرتم الى ان التفرقة على اساس الدين هي مشروع استعماري قديم لاحداث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد.. اقول لسيادتكم خانكم التوفيق واشدد على هذا القول لانك ان كنت تقصد بالاستعمار الغربي الذي عانت منه مصر اولا من فرنسا.. ارجوكم ان ترجعوا الى التاريخ ستجدون ان محاولاته باءت بالفشل، لأن لا المسلمين ولا الاقباط ارتضوا ان يبيعوا الوطن باسم الدين. ونفس الشيء حدث مع الاحتلال البريطاني.. اليس هذا صحيحا سيادتكم!! هل لديكم ولدى ادارتكم دليلا واحدا يثبت.. انه مشروع استعماري قديم؟!!

اما تعليقي سيادتكم فهو دليل دامغ على ان ما نسميهم اخوة عرب قد نجحوا في الماضي مع بداية الغزاوات العربية الاسلامية واعتمادهم على رفعة، شأن الأسلام والمسلمين على ما عداهم من أديان مسيحية او يهودية وتابيعها من الشعوب التي غزوها. وأكيد سيادتكم عندكم علم بالشروط العمرية.. وتبع ذلك كل مستعمر يدين بالاسلام سواء كان عربيا او غير عربي.. ما عدا الفترة التي بدأت بمحمد علي باشا وظهور المعني الحقيقي لمعني وحدة الشعب المصري وما تلا ذلك الى ايام عرابي وايام سعد زغلول وثورة 1919.. إلى ان ظهرت حقيقة ما سمي كذبا وبهتانا بثورة 1952. فقد أعاد لمصر، ابناء مصر ما ظنوا انه ولي.. عاد لمصر الفرقة باسم الدين واضحة وضوح الشمس في يوم صافي جميل وسماء زرقاء لا غيوم تخفي نورها الساطع.. وتحمل الاقباط من اجل مصر صدقني ليس خوفا من أحد.. ولكن حبا لمصر وشعب مصر.. لكن الذي زاد الطين بله سيادتكم التدخل العربي السافر في شؤون مصر والأموال التي اغدقها المد الوهابي على الدعاة والقنوات الفضائية جعل منا نحن الأقباط ومعنا شرفاء مصر من المسلميين يستشعر خطر الغزو العربي الكامل لمصر. وهنا سيادة الرئيس السكوت ممنوع!!!

وقد صدقتم سيادتكم عندما اشرتم الى ان التفرقة على اساس الدين هي مشروع استعمراي قديم لإحداث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد.

نعم سيادتكم انه مشروع استعماري قديم منذ غزو العرب لمصر بسيف عمرو بن العاص وليس بسماحة الاسلام ودليلنا الدامغ كما سبق وذكرت ما يحدث لاقباط مصر وكل مسلم متعاطف معهم داخل مصر، وما تحاول ادارتكم ومخابراتكم من تخويف اقباط مصر واحرار مصر في الخارج وإلصاق التهم بهم جزافا على انهم خونة ويتبعون الاستعمار.

سيادة الرئيس اختم مقالي بجزء من مقال للاستاذ المحامي سامح لطفي هابيل والذي نشر على موقع «المصري اليوم» بتاريخ 8/8/2009 وهو مسيحي قبطي اي مصري وضع له هذا العنوان متسائلا لماذا يشعر المسلمون ان بناء كنيسة اهانة للإسلام!!

تتكرر كل فترة وجيزة اعتداءات على الاقباط بحجة بناء كنيسة او الصلاة في منزل ويحدث ما يحدث ويستكن الوضع ثم نفاجأ بحادث مؤسف آخر وهكذا مسلسل طوال العام، فهل الذين يفعلون ذلك يعرفون الإسلام جيداً لا أظن؟! وحاول اثبات عكس ما يحدث هذه الايام في مصر.. وكانت تعليقات القراء بالعشرات اتهمه البعض بجهله للإسلام وما كان يحق له الخوض في هذا الموضوع سأنقل لسيادتكم تعليقا واحدا لاحد القراء، وتعليق مني شخصيا..

ما هو حكم الله تلعيق طارق 8/8/2009.

يا استاذي الحبيب هناك حكم في الدين الاسلامي بان البلد الاسلامي او تحت الوصاية الاسلامية، لا يهدم كنيسة كانت مقامة. وايضاً لا يبني فيها كنيسة جديدة. وهذه هي العدالة الاسلامية. وراجع احكام الذمة وما لهم وما عليهم.

واليكم تعليقي الشخصي على المقال. وعلى بعض التعليقات الأخرى:

- للاجابة على هذا التساءل.. لماذا يشعر المسلمون ان بناء الكنيسة اهانة للإسلام؟

لان المد الوهابي قد زاد وغطى البلاد. وطبيعي لن تجد كنيسة في السعودية، بعد ان كانت نفس الأرض أيام الرسول «صلعم» بهاكنائس للنصارى ومعابد لليهود.

اما ردي على بعض التعليقات اكتفي بتفسير معنى كلمة كنيسة لان كثيرين فهموها على انها مبنى من حجارة.. لكن الكنيسة ليست الحجارة التي يبني بها البشر.. الكنيسة انما تعني جماعة المؤمنين.. «إن اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي (المسيح له المجد).. اكون في وسطهم».

وردي على تعليق السيد ياسر: استشهادك بهذه الآية «البقرة 120» دليل قاطع علىعدم الاعتراف بالآخر.. لن اقول صاحب ارض وصاحب حق ان كان في العبادة او الحياة، وان كانت هذه حقيقة. ولكن من اجل مصيرنا واحد وما يضر المسلم يضر المسيحي وأكيد العكس ما يضر المسيحي يضر المسلم.. اتمنى ان لا تكون قد تأثرت بالفكر الوهابي.

يا ليتنا جميعا نعود الى صوابنا ورشدنا ونؤمن بان الدين لله والوطن للجميع. لأن مصر لن تحتمل الفتنة.. لأن اللي فيها.. مكفيها.

واختم بسؤال لسيادتكم «هل حقا انتم كما صرحتم» انا رئيس لكل المصريين على اختلاف دياناتهم ولا فرق بين مسلم ومسيحي؟!! مجرد تساءل!!

ليست هناك تعليقات: