الخميس، أغسطس 27، 2009

لماذا لم أشارك في جلسات المجلس الوطني؟

د. فايز أبو شمالة
وجهت لي الدعوة للمشاركة في جلسات المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في رام الله، فأنا ما زلت عضو المجلس الوطني، وأمين سر لجنة اللاجئين التي تشكلت عقب انتهاء دورته الواحدة والعشرين التي عقدت في مدينة غزة 1996، وقد أعطيت رقم هويتي لرئاسة المجلس الوطني كي تعمل لي تصريح إسرائيلي لدخول الضفة الغربية، ورغم ذلك، فقد ظللت في حيرة من أمري؛ هل أشارك في جلسات المجلس الوطني، أم أمتنع عن المشاركة؟ وإن شاركت، فماذا سأقدم؟ هل سيؤثر حديثي إن تمكنت من الحديث على ما تم ترتيبه من أمور؟ أم سيضيع صوتي وسط التصفيق الحار الذي سيستقبل فيه صاحب القرار، القادر على المنح المالي، والمنع الوظيفي؟ وإن امتنعت، هل سيؤثر عدم حضوري في ما تم ترتيبه؟
ما رأيكم، أأشارك في جلسات المجلس الوطني الفلسطيني، أم أمتنع عن المشاركة؟ هذا السؤال طرحته قبل أيام على عدد من الأصدقاء، والمقربين ليلاً، ونحن نفترش رمل شاطئ بحر خان يونس؛ ورحت استمع إلى آرائهم، ومواقفهم التي تعكس ميولهم السياسية، ومواقفهم التنظيمية، فمنهم من قال: إنها فرصتك للوصول إلى رام الله، ومواجهة قاطع راتبك، والتأكيد لهم أنك لا تنتمي إلى تنظيم حماس، ولكن آخر رد عليه قائلاً: أنت صاحب موقف سياسي لا علاقة له بحماس، وبالتالي فإن مشاركتك في جلسات المؤتمر ستعكس عدم مصداقيتك، لأنك إن شاركت تصير ذا وجهين، وجه كتابي منتقد لعملية التسوية، ووجه آخر يؤيد الفهلوة بالممارسة. وهنا برز رأي آخر يقول: إن في الحضور فرصة لتقول كلمة خير، بينما الغائب مثل الساكت عن الحق، وهنا تدخل آخر، وقال: ولكنك إن نجوت من المخابرات الإسرائيلية، فلن تنجو من الأجهزة الأمنية في رام الله، ومن السهل عليهم توجيه أي تهمة إليك، بل قد يشنقونك في رام الله، ويدّعون أنك انتحرت، أنسيت ما حل بالشاعر العربي طرفة بن العبد، وكيف حمل كتاب حتفه، وذهب إلى قاتله، وهو يقول:
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مَضاضةً على المرءِ من وقعِ الحُسامِ المُهنَّدِ
ما لم يخطر في بال المتحاورين؛ أنني منذ خرجت من السجن لم يسمح لي بدخول الضفة الغربية، رغم عشرات الطلبات التي قدمتها للحصول على تصريح، وقد توسط لي بعض قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ورئيس المجلس الوطني، ووزير التخطيط والتعاون الدولي في حينه، ولكن جواب المخابرات الإسرائيلية كان دائماً: ممنوع أمنياً.
وما زلت ممنوعاً من السفر أمنياً، لذا أحدِّق في كفِّ يديَّ، وأدقِّقْ، فقد كان المطلوب أن أحضر الجلسة كي أصفِّقْ، لأنام ليليتين في الفندقْ!
fshamala@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: