الاثنين، أغسطس 10، 2009

هيلاري كلينتون تأمر والقادة العرب يطيعون

د. محمد رحال .السويد

وزيرة الخارجية الامريكية تعطي اوامرها الى القادة العرب , وعلى شكل الزامي , ان على القادة العرب ان يهيئوا شعوبهم للتطبيع مع اسرائيل , وتصريح هيلاري هو تصريح قوي جدا لانه يصف العلاقة القائمة بين هذه الانظمة والقيادات العربية وبين الادارة الامريكية , حيث انها تمثل نوعا من علاقة السيد والعبد , وهذا الخطاب لهؤلاء القادة العرب لم يكن ابدا ليوجه من الادارة الامريكية الى اصغر امم الارض وذلك لان كل امم الارض تحترم نفسها , اما امتنا التي ابتلاها الله بهذه القيادات الساقطة والمنحرفة فقد قطع الذل الامريكي صوتها وانفاسها ولسانها , والرجولة من هذه القيادات تنصب فقط على ظهر المواطنين الذين افقرهم واذلهم هذا النظام العربي الذليل امام الغرب والمتعجرف امام شعبه , ولقد اشتهيت ولو من باب الفضول ان اسمع قائدا عربيا واحدا ينتقد هذا الخطاب الامريكي على اننا امة لاتقبل هذا النوع من الذل الشديد , ولكن ذلك الحلم هو نوع من احلام العبث السريالي , وحكامنا من هؤلاء القادة الذين شكلوا اليوم لوحات عبثية سريالية مضحكة ومخجلة ومقرفة لصورة حاكم ديكتاتور ورقي كرتوني لايهمه مايقال عنه في دهاليز السياسة الغربية .
ماكان ابدا لهيلاري كلينتون ان تامر عبيدها وجنودها في الشرق الاوسط ان يهيئوا شعوبهم للتطبيع لولا انها تعرف ان المواطن العربي قد تحول الى اداة جبانة في يد الحاكم العربي وعجينة يصوغها بيده كيفما شاء , ولهذا فان الخطاب العربي يتغير ويتبدل تماما وفقا للنوطة الموسيقية التي تخطها يد الادارة الامريكية وبعد ان تطلب مسودة تلك المعزوفة من تل ابيب , وبدلا من ان تطلب كلينتون من عبيدها في الشرق الاوسط ان يقيموا الديمقراطية التي تتبجح بها هيلاري كلينتون , وهي قادرة على ذلك , واني اجزم ان هيلاري كلينتون ومن ورائها الادارة الامريكية ,لو اصدرت اوامرها الى عملائها في الشرق الاوسط ان يقيموا عدالة عمر بن الخطاب وخلال يوم لفعلوا ولكانوا اعدل من عمر بن الخطاب , ولكن هذه الادارة التي صنعتهم هي التي وظفتهم على بلداننا عملاء بدرجة قادة , والدليل على ذلك هو هذا الخطاب المتعجرف , والادل منه هو سكوت هذا النظام العربي على هذه البهدلة الامريكية والتي جاءت عبر وسائل الاعلام المفتوحة وبشكل مكشوف ومفضوح , والتي جاءت بعد قصف لغزة الصمود وقتل اهلها وعقب استلام ادارة جديدة وعدتنا كثيرا بالتغيير , لنكتشف بعد اشهر قليلة ان هذه الادارة هي اشد سوءا من ملعون الذكر جورج بوش الراحل , وجورج بوش على الرغم من جنونه وغطرسته لم يوجه ابدا هكذا خطاب الى القادة العرب .
وخطاب هيلاري كلينتون والذي يفضح مفهوم الادارة الامريكية عن شعوبنا العربية يشرح وبشكل صريح ان المواطن العربي ليس الا كيانا وجد ليطيع هذه القيادة , وانه مسلوب الارادة , فاقد للشخصية , ولو وجه هذا الخطاب لاي امة من الامم مهما صغر حجمها وقل عددها وضئل عديدها , لثارت تلك الامة احتجاجا لجرح كبريائها , ولكننا امة فقدت قيمتها السوقية في سوق الامم , وسنرى بعد هذا الخطاب العسكري من كلينتون لجنودها في الشرق الاوسط كيف ستتغير الافكار والمناهج التربوية والزعامات المحلية , وكيف سيتغير الخطاب السياسي والمقاوم من دول اعتادت رفع درجة الخطاب القومي في الوقت الذي وقفت فيه مع الاحتل الامريكي في احتلال العراق , واصطادت المقاومين من ابنائه وابناء العرب لكي تسلمهم الى يد المخابرات الامريكية ليساقوا الى معسكرات غوانتانامو وذلك من اجل ارضاء اسرائيل وامريكا, بل وفتحت في بلدانه سجونا سرية تابعة لوكالة المخابرات الامريكية , في الوقت الذي تسوق فيه المواطنين الشرفاء الى محاكم التفتيش العربية ملقية تهم الخيانة عليهم وتعكير الامن وصفو البلاد , وسنرى كيف سيتلون الخطاب الاعلامي العربي الساقط والذي يحمل الف لون ولون , وكيف ستعقد المحطات العربية المدفوعة الثمن ندوات التآمر على امتنا من خلال ندوات حوارية غرضها تضييع المواطن العربي والمسلم بين تقبل حضارة دولة اسرائيل وبين تقبل دور الاحتلال الامريكي للعراق باعتباره احتلالا جاء ليحمل الرفاهية والديمقراطية للعراق والذي قدم لتقدم العراق ملايين الشهداء وملايين الايتام والارامل والمهجرين والاف اللصوص من تجار الدين والسياسة .
واما هذا الاستخفاف والاستحقار للمواطن العربي والمسلم فاني ارجو ممن في نفسه بقية من مواطنة ان يدرك حجمه في نظر الغرب , وان يدرك السبب وراء انحدار القيمة السوقية للمواطن العربي والذي هو بسبب تخليه عن ارادته وقيمه واخلاقه وبيع نفسه رقيقا للحاكم الظالم عميل الادارة الامريكية .

globalrahhal@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: