د. فايز أبو شمالة
ليس المقصود بوزارة الأنفاق الفلسطينية هي تلك المعجزة البشرية التي ابتدعها سكان قطاع غزة لصناعة الحياة، وهم يحفرون تحت الحدود الفاصلة مع مصر بهدف الترابط الإنساني، والاقتصادي، رغم ما تكلفه تلك الأنفاق من أرواح فلسطينية بريئة تزهق جهاراً أمام الرأي العالم العالمي، الذي حنّط ضميره في ملح غزة، وأغمض عينه عن حصارها، عالمٌ يمضغ الظلم بتأنٍ، عالمٌ يأكل لحم غزة، ويشرب من دمها، ويكحل عينه من دموعها، ولا يتجرأ أن يسأل اليهودي في إسرائيل: ماذا فعلت بغزة؟ عالمٌ يتابع كل ضحية تسقط في الأنفاق ليقول بلسان منظمات حقوق الإنسان: حماس هي السبب! والفلسطيني الجائع أخطأ وهو يموت بحثاً عن لقمة الخبز، بينما إسرائيل التي تحاصر غزة، وتدوس على رقبتها، دولة بريئة! فأي خنوع عالمي هذا لإسرائيل؟ وأي قادة، ومسئولين ووزراء فلسطينيين ما زالوا يلتقون، وينسقون أمنياً، واقتصادياً مع الدولة العبرية بلا حياء، أو وجل؟.
وزارة الأنفاق الفلسطينية تم تأسيسها في رام الله وهي تراقب ما يجري تحت المسجد الأقصى من حفريات، وأنفاق هي أخطر ألف مرة من أنفاق غزة، وتصمت، والأخطر من ذلك ما يجرى من أنفاق تحت أساسيات المجتمع الفلسطيني برمته، كي تسقط فيها الأجيال القادمة، وتصمت، ومن يتشكك فإليه المعلومة التالية التي أدلى فيها وزير الاقتصاد الفلسطيني في حكومة رام الله "باسم خوري" أثناء لقائه مع وزير التنمية الإقليمية اليهودي "سلفان شالوم" في إطار التئام اللجنة الاقتصادية الفلسطينية الإسرائيلية، حيث اعترف الوزير الفلسطيني بالمعلومات الخطيرة التالي: "قبل اتفاقية أوسلو كان الناتج القومي الإسرائيلي يفوق الناتج القومي الفلسطيني بإحدى عشرة مرة فقط، ولكن بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو بخمس سنوات، صار الناتج القومي الإسرائيلي يتفوق على الناتج القومي الفلسطيني بعشرين مرة. وأدلى الوزير بمعلومة هي الأكثر خطورة عندما قال: أن الناتج القومي الفلسطيني سنة 2009، أقل من الناتج القومي الفلسطيني سنة 1991 بنسبة 35%
يا لهول المصيبة!! إنها أرقام الجريمة التي تشير إلى ضياع باقي فلسطين، ونحن نسجل انتصارات أمنية، ومناورات سياسية! إنها الكارثة الاقتصادية التي ضربت عصب حياة الفلسطينيين تحت سمع وبصر السلطة التي ما زالت تنسق أمنياً، وما انفكت تتعاون اقتصادياً، وما برحت تصمت على تدمير المجتمع الفلسطيني لصالح الكيان اليهودي الذي لا يرضيه إلا تصفية، ودمار، وتهجير الفلسطيني عن هذه الديار، وفق نظرية العنزتين التي تحدث فيها أستاذ التاريخ اليهودي "نتان ياهو" والد رئيس وزراء إسرائيل الحالي في حديثه مع فضائية القناة العاشرة، عندما شبة العرب واليهود بعنزتين على جسر، لا بد أن تقفز واحدة إلى النهر وتغرق، وتموت كي تواصل الثانية رحلتها، وحياتها على هذه الأرض.
فإلى أي مدى يخدم التنسيق الأمني، والاقتصادي هذه النظرية؟.
fshamala@yahoo.com
ليس المقصود بوزارة الأنفاق الفلسطينية هي تلك المعجزة البشرية التي ابتدعها سكان قطاع غزة لصناعة الحياة، وهم يحفرون تحت الحدود الفاصلة مع مصر بهدف الترابط الإنساني، والاقتصادي، رغم ما تكلفه تلك الأنفاق من أرواح فلسطينية بريئة تزهق جهاراً أمام الرأي العالم العالمي، الذي حنّط ضميره في ملح غزة، وأغمض عينه عن حصارها، عالمٌ يمضغ الظلم بتأنٍ، عالمٌ يأكل لحم غزة، ويشرب من دمها، ويكحل عينه من دموعها، ولا يتجرأ أن يسأل اليهودي في إسرائيل: ماذا فعلت بغزة؟ عالمٌ يتابع كل ضحية تسقط في الأنفاق ليقول بلسان منظمات حقوق الإنسان: حماس هي السبب! والفلسطيني الجائع أخطأ وهو يموت بحثاً عن لقمة الخبز، بينما إسرائيل التي تحاصر غزة، وتدوس على رقبتها، دولة بريئة! فأي خنوع عالمي هذا لإسرائيل؟ وأي قادة، ومسئولين ووزراء فلسطينيين ما زالوا يلتقون، وينسقون أمنياً، واقتصادياً مع الدولة العبرية بلا حياء، أو وجل؟.
وزارة الأنفاق الفلسطينية تم تأسيسها في رام الله وهي تراقب ما يجري تحت المسجد الأقصى من حفريات، وأنفاق هي أخطر ألف مرة من أنفاق غزة، وتصمت، والأخطر من ذلك ما يجرى من أنفاق تحت أساسيات المجتمع الفلسطيني برمته، كي تسقط فيها الأجيال القادمة، وتصمت، ومن يتشكك فإليه المعلومة التالية التي أدلى فيها وزير الاقتصاد الفلسطيني في حكومة رام الله "باسم خوري" أثناء لقائه مع وزير التنمية الإقليمية اليهودي "سلفان شالوم" في إطار التئام اللجنة الاقتصادية الفلسطينية الإسرائيلية، حيث اعترف الوزير الفلسطيني بالمعلومات الخطيرة التالي: "قبل اتفاقية أوسلو كان الناتج القومي الإسرائيلي يفوق الناتج القومي الفلسطيني بإحدى عشرة مرة فقط، ولكن بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو بخمس سنوات، صار الناتج القومي الإسرائيلي يتفوق على الناتج القومي الفلسطيني بعشرين مرة. وأدلى الوزير بمعلومة هي الأكثر خطورة عندما قال: أن الناتج القومي الفلسطيني سنة 2009، أقل من الناتج القومي الفلسطيني سنة 1991 بنسبة 35%
يا لهول المصيبة!! إنها أرقام الجريمة التي تشير إلى ضياع باقي فلسطين، ونحن نسجل انتصارات أمنية، ومناورات سياسية! إنها الكارثة الاقتصادية التي ضربت عصب حياة الفلسطينيين تحت سمع وبصر السلطة التي ما زالت تنسق أمنياً، وما انفكت تتعاون اقتصادياً، وما برحت تصمت على تدمير المجتمع الفلسطيني لصالح الكيان اليهودي الذي لا يرضيه إلا تصفية، ودمار، وتهجير الفلسطيني عن هذه الديار، وفق نظرية العنزتين التي تحدث فيها أستاذ التاريخ اليهودي "نتان ياهو" والد رئيس وزراء إسرائيل الحالي في حديثه مع فضائية القناة العاشرة، عندما شبة العرب واليهود بعنزتين على جسر، لا بد أن تقفز واحدة إلى النهر وتغرق، وتموت كي تواصل الثانية رحلتها، وحياتها على هذه الأرض.
فإلى أي مدى يخدم التنسيق الأمني، والاقتصادي هذه النظرية؟.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق