د. فايز أبو شمالة
وجود مروان البرغوثي خلف الأسوار، ووجود أبو عمار في القبر شواهد تغرق المؤتمر السادس لحركة فتح بالخجل والعار، وتستفز أي فلسطيني ليسأل نفسه كيف تلاحق إسرائيل أبو جهاد، وأبو إياد وغيرهم حتى تونس، وتقوم بتصفيتهم لأنهم قيادة فتح، لتفتح إسرائيل معابرها لعشرات القيادات من زملائهم أبناء فتح؟ هل إسرائيل تغيرت، أم قيادات فتح هي التي تغيرت؟ وكيف يصدق أي فلسطيني أن إسرائيل التي حاصرت أبو عمار في المقاطعة في رام الله، ومنعت عليه الحركة، وقامت بتصفيته لأنه قائد فتح، هي إسرائيل ذاتها التي تسمح لقيادات فتح بالتحرك، وعقد مؤتمرهم في بيت لحم؟ وكيف نصدق أن إسرائيل التي تسجن مروان البرغوثي وأحد عشر ألفاً هي إسرائيل ذاتها التي تفتح المعابر لآلاف الرجال للمشاركة في عقد المؤتمر؟ فما الذي يجري؟ وما الفرق بين الرجال؟ ولماذا تقتل إسرائيل ذاك، وتبقى هذا، وتحاصر ذاك، وترفع من شأن هذا، وتسجن ذاك، وفي نفس الوقت تقدم التسهيلات، وتفتح المعابر لهذا؟ والله أنه لأمر عجيب أن يقول أحدهم: جميعهم أبناء فتح، لتقول إسرائيل: لا؛ هنالك فرق بين فتح الثورة التي قاتلت إسرائيل، وقاتلتها إسرائيل حتى آخر الأرض، وبين فتح السلطة التي استراحت في اللقاءات، ونامت في حضن المفاوضات.
إن إضافة عدد 250 أسيراً فلسطينياً كأعضاء في المؤتمر ليس إلا من باب التجميل، ومسح حبات العرق التي تنز خجلاً على جبين كل من يشارك في المؤتمر بصفته قيادي في فتح، بينما زملاؤه القياديون في السجون، أو تحت التراب، ولا يسأل نفسه لماذا؛ لماذا هم هنالك، ولماذا هؤلاء هنا، لماذا يركب هذا سيارة، ويحمل بطاقة تؤهله عبور الحواجز، ويحشر ذاك في زنزانة؟ لماذا تآمرت إسرائيل على تصفية كل تلك القيادات من رجال فتح الذين ذكرهم عباس في خطابه، وصاروا بالفعل شهداء، ولماذا أبقت على حياة الآخرين ليصيروا القادة، والرؤساء؟ ما هو السر وراء سجن البرغوثي ومنح الآخرين حرية التنقل تحت بصر المخابرات الإسرائيلية، ولهم فاكهةٌ من إسرائيل، ولهم ما يشتهون.
إنها المواقف التي تفرق بين مقاوم ومساوم، بين رجل تحاربه إسرائيل لرفضه التوقيع على بيع وطن، فيحاصر في المقاطعة حتى الشهادة، ورجل يحارب المقاومة ليمسح اليهود وجهه بسحرهم، ويسمحون له بإدخال من يشاء من القيادات التي نزعت مخالبها، وخلعت أسنانها، وأبقت لسانها ليصدر البيان الختامي، الذي سيشيد بالقيادة التاريخية، والجديدة، وبمقررات المؤتمر التي ستهز أركان الدولة العبرية بالشعارات فقط.
إنها إسرائيل صاحبة الكلمة الفصل على كل ما يقع تحت نفوذها، فهي التي تمنع لتمنح، وهي التي تحاصر لتطلق العنان، وهي التي تقتل لتهب للآخرين حياة، وهي التي تسجن، وتحاصر لتطلق سراح من يرفع ذكرها، ويُعلي شأنها، إنها إسرائيل التي تفتح أبواب صدرها لمن يوافق هواها، كي يرضع حليب ثديها، ليكون قادراً على العضِّ، والنطحِ، والرفسِ، والنباحِ، والرفثِ إن لزم الأمر.
fshamala@yahoo.com
وجود مروان البرغوثي خلف الأسوار، ووجود أبو عمار في القبر شواهد تغرق المؤتمر السادس لحركة فتح بالخجل والعار، وتستفز أي فلسطيني ليسأل نفسه كيف تلاحق إسرائيل أبو جهاد، وأبو إياد وغيرهم حتى تونس، وتقوم بتصفيتهم لأنهم قيادة فتح، لتفتح إسرائيل معابرها لعشرات القيادات من زملائهم أبناء فتح؟ هل إسرائيل تغيرت، أم قيادات فتح هي التي تغيرت؟ وكيف يصدق أي فلسطيني أن إسرائيل التي حاصرت أبو عمار في المقاطعة في رام الله، ومنعت عليه الحركة، وقامت بتصفيته لأنه قائد فتح، هي إسرائيل ذاتها التي تسمح لقيادات فتح بالتحرك، وعقد مؤتمرهم في بيت لحم؟ وكيف نصدق أن إسرائيل التي تسجن مروان البرغوثي وأحد عشر ألفاً هي إسرائيل ذاتها التي تفتح المعابر لآلاف الرجال للمشاركة في عقد المؤتمر؟ فما الذي يجري؟ وما الفرق بين الرجال؟ ولماذا تقتل إسرائيل ذاك، وتبقى هذا، وتحاصر ذاك، وترفع من شأن هذا، وتسجن ذاك، وفي نفس الوقت تقدم التسهيلات، وتفتح المعابر لهذا؟ والله أنه لأمر عجيب أن يقول أحدهم: جميعهم أبناء فتح، لتقول إسرائيل: لا؛ هنالك فرق بين فتح الثورة التي قاتلت إسرائيل، وقاتلتها إسرائيل حتى آخر الأرض، وبين فتح السلطة التي استراحت في اللقاءات، ونامت في حضن المفاوضات.
إن إضافة عدد 250 أسيراً فلسطينياً كأعضاء في المؤتمر ليس إلا من باب التجميل، ومسح حبات العرق التي تنز خجلاً على جبين كل من يشارك في المؤتمر بصفته قيادي في فتح، بينما زملاؤه القياديون في السجون، أو تحت التراب، ولا يسأل نفسه لماذا؛ لماذا هم هنالك، ولماذا هؤلاء هنا، لماذا يركب هذا سيارة، ويحمل بطاقة تؤهله عبور الحواجز، ويحشر ذاك في زنزانة؟ لماذا تآمرت إسرائيل على تصفية كل تلك القيادات من رجال فتح الذين ذكرهم عباس في خطابه، وصاروا بالفعل شهداء، ولماذا أبقت على حياة الآخرين ليصيروا القادة، والرؤساء؟ ما هو السر وراء سجن البرغوثي ومنح الآخرين حرية التنقل تحت بصر المخابرات الإسرائيلية، ولهم فاكهةٌ من إسرائيل، ولهم ما يشتهون.
إنها المواقف التي تفرق بين مقاوم ومساوم، بين رجل تحاربه إسرائيل لرفضه التوقيع على بيع وطن، فيحاصر في المقاطعة حتى الشهادة، ورجل يحارب المقاومة ليمسح اليهود وجهه بسحرهم، ويسمحون له بإدخال من يشاء من القيادات التي نزعت مخالبها، وخلعت أسنانها، وأبقت لسانها ليصدر البيان الختامي، الذي سيشيد بالقيادة التاريخية، والجديدة، وبمقررات المؤتمر التي ستهز أركان الدولة العبرية بالشعارات فقط.
إنها إسرائيل صاحبة الكلمة الفصل على كل ما يقع تحت نفوذها، فهي التي تمنع لتمنح، وهي التي تحاصر لتطلق العنان، وهي التي تقتل لتهب للآخرين حياة، وهي التي تسجن، وتحاصر لتطلق سراح من يرفع ذكرها، ويُعلي شأنها، إنها إسرائيل التي تفتح أبواب صدرها لمن يوافق هواها، كي يرضع حليب ثديها، ليكون قادراً على العضِّ، والنطحِ، والرفسِ، والنباحِ، والرفثِ إن لزم الأمر.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق