حسام الدجني
رحم الله الشهيد عماد عقل وكل شهداء الثورة الفلسطينية, لقد جسم الفيلم قصة حياة قائد فذ عرفه الصغير قبل الكبير, في عمل درامي أكثر من رائع, انه فيلم الشهيد عماد عقل.
في مقالي هذا لن ادخل في حيثيات الفيلم لا من باب النقد ولا المديح, ولكن سأتناول هذا المقال من باب الدخول في شخصية المقاوم الفلسطيني, والذي جسدها الشهيد عماد عقل وزملائه في تلك المرحلة الحساسة من مراحل تطور النضال الفلسطيني, وأنت ترى تأسيس أول مجموعة مقاومة تتبع لكتائب الشهيد عز الدين القسام, ترى حجم الصعوبات التي واكبت هذه الخلايا, فخلية التأسيس الأولى لن يكن بحوزتها سوى مسدس وكارلو ستاف (سلاح مصري قديم), وسيارة بيجو (504), ويقضون معظم أوقاتهم في البيارات وفي الخنادق, تجدهم تواقون للعمل الجهادي, يختلفون فيما بينهم في التسابق على مقابلة الله عندما ينالون الشهادة وهم يسطرون أروع ملامح العز والفخار.
تراهم على استعداد لتقديم المال والأنفس في سبيل الله, ولا يرضون سوى رفع كلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله, وتحرير وطنهم, وضرب أعدائهم, تشعر أن الله معهم فيسدد ضرباتهم, تراهم متواضعين بالكاد تسمع أصواتهم وهم يتحدثون, خجولين مع جيرانهم وأصحابهم, بالتأكيد لن ولم أعطيهم كل حقهم لأنني لست بشاعر ولا أديب.
مقاوم الأمس ومقاوم اليوم مقال قد لا يعجب الكثيرون, وقد يشعر الكثيرون من مقاومينا انه هو المستهدف, وقد يشعر آخرون أن ما نتحدث به محض افتراء, وقد يرى آخر انه يأتي في إطار حسد المعيشة, بغض النظر عن رأي هذا أو ذاك, فمن الواجب الديني والأخلاقي طرح هكذا موضوع, لقد وصل مقاوم اليوم إلى درجة من التراجع, فبدل أن يتقدم في ميادين القتال, تجده يتقدم في ميادين الترقيات والدرجات, تجده يتقدم في ميادين مواكبة موديلات السيارات الفاخرة, أصبح المقاوم يتنازع مع زميله لان سيارة زميله بها مكيف بارد, وسيارته هو مكيفها عطلان, تجد الشخص الخجول والمؤدب والمواظب على صلاة الفجر في السطور الأولى في مسجده, تجده اليوم بالكاد يصلي الفجر مع الظهيرة, وترتسم على وجهه ملامح الكبرياء والغرور, ولكن هناك أمثال عماد عقل الكثيرون, وهم القاعدة الأكبر وسط مقاومينا ولكنني ارغب في مخاطبة الشواذ, لعلهم يعودوا إلى القاعدة.
إذا أردت أن تفسد ثورة فأغدق عليها بالمال, فقضيتنا لم تحرر بعد, ومشروعنا الوطني لم ينجز, وما زالت الطريق طويلة, والتحديات جسام, لذا ينبغي على الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة "حكومة المقاومة", أن تعالج نفسية المقاوم الفلسطيني في القطاع وتحافظ عليها, عبر سحب كل مظاهر الترف من أبناء الأجهزة الأمنية, وأبناء المؤسسة المدنية, والعودة خطوات إلى الخلف, حيث كانت سيارة عماد عقل تقوم بعملية في جباليا اليوم, وبعد يومين تجد خلية النصيرات تقوم بعملية أخرى في نفس السيارة, فلا يعقل أن يركب المقاوم الفلسطيني سيارة بمئات آلاف الدولارات وعمالنا البواسل لا يجدون ما يدبرون به أمرهم وهم على أبواب رمضان, لتباع السيارات الفاخرة وتوزع على عمالنا البواسل, وعلى أسر شهدائنا, يجب على مشروع المقاومة أن يبقى في الخنادق لا في الفنادق, فالمشروع لم يستكمل بعد.
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com
رحم الله الشهيد عماد عقل وكل شهداء الثورة الفلسطينية, لقد جسم الفيلم قصة حياة قائد فذ عرفه الصغير قبل الكبير, في عمل درامي أكثر من رائع, انه فيلم الشهيد عماد عقل.
في مقالي هذا لن ادخل في حيثيات الفيلم لا من باب النقد ولا المديح, ولكن سأتناول هذا المقال من باب الدخول في شخصية المقاوم الفلسطيني, والذي جسدها الشهيد عماد عقل وزملائه في تلك المرحلة الحساسة من مراحل تطور النضال الفلسطيني, وأنت ترى تأسيس أول مجموعة مقاومة تتبع لكتائب الشهيد عز الدين القسام, ترى حجم الصعوبات التي واكبت هذه الخلايا, فخلية التأسيس الأولى لن يكن بحوزتها سوى مسدس وكارلو ستاف (سلاح مصري قديم), وسيارة بيجو (504), ويقضون معظم أوقاتهم في البيارات وفي الخنادق, تجدهم تواقون للعمل الجهادي, يختلفون فيما بينهم في التسابق على مقابلة الله عندما ينالون الشهادة وهم يسطرون أروع ملامح العز والفخار.
تراهم على استعداد لتقديم المال والأنفس في سبيل الله, ولا يرضون سوى رفع كلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله, وتحرير وطنهم, وضرب أعدائهم, تشعر أن الله معهم فيسدد ضرباتهم, تراهم متواضعين بالكاد تسمع أصواتهم وهم يتحدثون, خجولين مع جيرانهم وأصحابهم, بالتأكيد لن ولم أعطيهم كل حقهم لأنني لست بشاعر ولا أديب.
مقاوم الأمس ومقاوم اليوم مقال قد لا يعجب الكثيرون, وقد يشعر الكثيرون من مقاومينا انه هو المستهدف, وقد يشعر آخرون أن ما نتحدث به محض افتراء, وقد يرى آخر انه يأتي في إطار حسد المعيشة, بغض النظر عن رأي هذا أو ذاك, فمن الواجب الديني والأخلاقي طرح هكذا موضوع, لقد وصل مقاوم اليوم إلى درجة من التراجع, فبدل أن يتقدم في ميادين القتال, تجده يتقدم في ميادين الترقيات والدرجات, تجده يتقدم في ميادين مواكبة موديلات السيارات الفاخرة, أصبح المقاوم يتنازع مع زميله لان سيارة زميله بها مكيف بارد, وسيارته هو مكيفها عطلان, تجد الشخص الخجول والمؤدب والمواظب على صلاة الفجر في السطور الأولى في مسجده, تجده اليوم بالكاد يصلي الفجر مع الظهيرة, وترتسم على وجهه ملامح الكبرياء والغرور, ولكن هناك أمثال عماد عقل الكثيرون, وهم القاعدة الأكبر وسط مقاومينا ولكنني ارغب في مخاطبة الشواذ, لعلهم يعودوا إلى القاعدة.
إذا أردت أن تفسد ثورة فأغدق عليها بالمال, فقضيتنا لم تحرر بعد, ومشروعنا الوطني لم ينجز, وما زالت الطريق طويلة, والتحديات جسام, لذا ينبغي على الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة "حكومة المقاومة", أن تعالج نفسية المقاوم الفلسطيني في القطاع وتحافظ عليها, عبر سحب كل مظاهر الترف من أبناء الأجهزة الأمنية, وأبناء المؤسسة المدنية, والعودة خطوات إلى الخلف, حيث كانت سيارة عماد عقل تقوم بعملية في جباليا اليوم, وبعد يومين تجد خلية النصيرات تقوم بعملية أخرى في نفس السيارة, فلا يعقل أن يركب المقاوم الفلسطيني سيارة بمئات آلاف الدولارات وعمالنا البواسل لا يجدون ما يدبرون به أمرهم وهم على أبواب رمضان, لتباع السيارات الفاخرة وتوزع على عمالنا البواسل, وعلى أسر شهدائنا, يجب على مشروع المقاومة أن يبقى في الخنادق لا في الفنادق, فالمشروع لم يستكمل بعد.
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق