السبت، فبراير 21، 2009

الحمير وطروادة العربية

د. محمد رحال

اسطورة حصان طروادة الاغريقي والتي تتحدث عن حصار اغريقي فاشل لطروادة , والذي انتهى بالاغريق الى اتخاذ الحيلة من اجل الاستيلاء على طروادة الغنية , والذين اشار عليهم الحكماء ان يصنعوا حصانا ضخما ومجوفا من الخشب , يتسع لعدد كبير من الفرسان , ومن ثم حشوه بالفرسان و اظهروا انفسهم وكانهم ذهبوا تاركين الحصان هدية منهم لأهل طروادة , والذين بدورهم فرحوا بهذا النصر فشربوا كؤوس الخمر حتى الثمالة وفتحوا الابواب المحصنة وانطلقوا ليحتفلوا بالهدية الكبيرة , ثم فوجئوا بالسيوف تعمل في رقابهم بعد ان خرج هؤلاء الفرسان الاغريق من داخل الحصان , وتمكن الاغريق من تدمير طروادة بعد ذلك والتي كانت عصية عليهم .

وقد يظن القاريء العزيز اني اعني بهذ ا المقال ان هناك امة ما تستهدفنا ولهذا فقد صنع لنا حميرا اغريقية ليدخل اعداء امتنا من الفتحة التي تحت ذيلها مباشرة ,ثم وفي غفلة عن عيون حكام البط المتغافية ينزل الاعداء من نفس الثقب الذي دخلوا منه ,ليغتالوا امتنا وهي في ازهى ساعات غفلتها , والواقع ان الامر ليس كذلك ابدا , وانما هذه الاسطورة الاغريقية ذكرتني باحد الدعاة ممن كان يدعي الاخوة والصداقة من الدعاة الذين قابلتهم في السويد وهو الشيخ حسن ؟؟؟؟؟والذي كان يعمل اماما لاحدى الحسينيات وكان على علاقة جيدة معي , وبفعل هذه العلاقة والتي سادها الكثير من الود بفضل الامتيازات والمساعدات التي كنت اقدمها لكل من يطلبها , وكانت الاريحية التي كنت اتعامل بها معه سببا في مباسطته لي في الحديث بهدف تبين لي انه يهدف الى ضمي و تجنيدي ,والذي اعتبرته حينها حديثا عابرا وكأنه لم يكن بل ومزحة اوشطحة كبعض شطحات اهل التصوف والتي ليس لها حدود او مقياس ,وكان ذلك لاكثر من خمسة عشر عاما , واضطررت اليوم ان اكتب هذا الحديث في هذا المقال بعد استرجاع ذاكرة , واسترجاع اوجاع خمسة عشر عاما من عمر امتنا التي رميت وابتليت بكافة انواع الشرور.

حديث صاحبي الشيخ الايراني الاصل والذي كان معتزا بفارسيته وهذا حقه امتد حينها لساعات ودار حول مستقبل الامة , وحول الطموح الايراني والذي كان حلما , وهذا الحلم لأصحابه الحق كل الحق فيه ,و جزء من هذا الحلم يمتد عبر تحسين العلاقات بين المسلمين ليمتد ويتطور الى فرض الدولة الواحدة والمذهب الواحد , والذي اوضح لي ان المستقبل هو للمذهب الذي تقوده ايران والذي احبت ايران ان تسميه مذهب احباب آل البيت وذلك بعد ان احتكرت هي لنفسها حب آل البيت وانفردت فيه , هذا الطموح الذي يمتد في مخططه ليشمل العالم الاسلامي باكمله وهو ضمن استراتيجية تدرس دينيا للمقربين من اصحاب القرار في دولة ايران الاسلامية الحبيبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟, ومع استغرابي واندهاشي للحديث فانه اوضح ان دول الخليج بما فيها المملكة العربية السعودية تكاد ان تكون تقريبا خاضعة للنفوذ التجاري المخطط له من قبل ايران , وان حركة ثورية بدات بالنشاط في اليمن , وان هناك الكثير من الشخصيات التي اصبحت مقربة من العائلة المالكة في السعودية وهي من اصول ايرانية , وان السيطرة التجارية في بعض مناطق الخليج اصبحت مطبقة وتوجه من قلب الحسينيات المنتشرة في الخليج, ومنها دولة عمان والتي يحكمها اقتصاديا ثلاث عائلات من اصول ايرانية وعائلة من اصول هندية , وان سلطان البلاد ليس له من شيء الا الكرسي وبعض الغلمان , وتوسع في شرحه عن التغلغل في لبنان وان هناك سيطرة قادمة وبشكل مباشر على النصف الجنوبي من لبنان يضاف له سيطرة بدات تتسع وتنتشرفي سوريا وبدعم مباشر من النظام فيها , ومن طرق متعددة اهمها التحالف والتعاون الاستراتيجي والعسكري والتقارب المذهبي بين الطرفين الحاكمين , وعندما تطرق الى العراق فانه شرح واسهب عن استعداد امريكي مع تعاون من دول المنطقة كافة من اجل اسقاط نظام البعث القائم, وان الحكومة القادمة ستكون حكومة موالية لايران وان قياداتها يؤهلون في كل من ايران وسوريا وبريطانيا, وان مشنقة خاصة سوف تقام لرئيس النظام الحاكم في بغداد , وان الدولة الايرانية تغلغلت وبشكل كاف في السودان لتصبح دولة تابعة في استراتيجيتها لايران , واما مصر فانها ستسقط وقريبا بسبب الجذب الايراني لقادة المعارضة وكبار الاعلاميين وشرائهم وبسهولة, وان هناك علاقات واسعة مع شيوخ الطرق الصوفية والذين هم اقرب الجسور الى طهران قربا وسهولة , ومع تحالف القيادة العليا للاخوان المسلمين , وهي علاقة تحالف قوية وتاريخية ابتدأت منذ زمن نواب صفوي والذي كان من اهم خطباء الحركة الاسلامية المتمثلة بالاخوان المسلمين في مصر اواسط الاربعينيات من القرن الميلادي المنصرم , والذي كان وجوده في مصر اكثر من وجوده في ايران , واما عن ليبيا فان القذافي يعتبر اهم حليف دائم لأيران , ومن السهولة الوصول الى المغرب العربي بفضل نخبة مثقفة يتم اعدادها عبر سنين من الجهد والجد المتواصل اضافة الى التقارب بين الاحزاب الاسلامية والسلطة في ايران , ولكني قلت حينها لمحدثي ان هذا حلم صيف لن يتحقق فالشعب العربي لن يتقبل ابدا المذهب الصفوي في التشيع لاسباب كثيرة , وحينها قال باسما هذا الان!!! ولكن هناك الكثير من المثقفين الذين جندوا حميرا لفتح طراودة .

ويومها آلمني الحديث كثيرا , فكم يمرض قلبي ان اسمع الاهانة تلصق بالنخبة من ابناء شعبي المثقف والمتعلم, وها قد مضى على ذاك الحديث خمسة عشر عاما , لأشهد بعيني ان اكثر من نصف المشروع الايراني قد تحقق بل لم يبق منه الا القليل , ووصل بنا المقام اننا وعندما نتناول بالنقد التواطء الايراني المعلن على امتنا وعلى العراق وافغانستان وغيرها وباعترافهم العلني الواضح الصارخ , حتى ينبري لنا حمير طروادة العرب للدفاع عن ايران الاسلامية والتقدم الاسلامي والصاروخ الفضائي الايراني والمفاعل النووي الايراني والسيارة الايرانية وكانها تصنع من اجل رفاهيتنا , ومن اجل عزتنا وكرامتنا في الوقت الذي اغرق هذا النظام وباعتراف اذياله في بغداد ان اطنان الحشيش والافيون المهرب تاتي يوميا من ايران الجارة المسلمة,وان هناك انتشارا مفزعا لامراض كالايدز ناتج عن دماء وحقن ملوثة قادمة من دولة الوحدة الاسلامية , ولم اكن اتوقع ابدا ان يكون في امتنا هذا العدد الكبير من الحمير والجحاش الطرواديين المدافعين عن سقوط امتهم لصالح امة اخرى املها الثأر منا وتحت ذريعة ان ايران تحمي المقاومة الفلسطينية وتدعمها ماديا علما بان مساعدة ايران المسلمة لمنظمة الاونروا والتي تساعد عمليا الشعب الفلسطيني لم تتجاوز فلسا واحد , وان الهدف الاستراتيجي لهذه المساعدة هو تصدير الثورة كما قال المرشد الاول للثورة وليس مساعدة الثورة الفلسطينة والتي يسلخ جند ابنائها على يد فيلق القدس في بغداد, ومن ثم شق الصف العربي الى اقسام وهو حق لايران طالما انها تخطط لاستراتيجية تخدم مصالحها , فمبروك لايران سيطرتها على عقول الحمير الطروادية واستخدامهم مطايا مريحة والذين تعددت اشكالهم ومظاهرهم يبدوا انهم سريعا سيتطوروا الى بغال حسب النظرية الداروينية , ومبروك لنا نحن العرب هذا العدد الكبير من الحمير والذين لايعرفوا الا النهيق بحمد النعمة الايرانية التي لاتزول والقوة الايرانية التي يروجوا لها ولن تقع الا في رؤوسهم , وسياتي اليوم القريب الذي اذا اصيب عربي واحد بالرشح فستكون ايران ورائه , وهذا بسبب حبها للوحدة الاسلامية وللعرب الذين ترميهم بالكفر في مجالسها وتتهمهم بقتل ال البيت والذين هم احبابها والذين صاروا حكرا لهم وزلة علينا ,مع ان قتلة الحسين عليه السلام لاعلاقة لاهل مصر او الشام او الاردن او تركيا او الهند اوالمسلمين الروس ولكنها التجارة حتى في دماء فرع الشجرة النبوية الطاهرة وامتنا كلها تجمع على تكفير من قتل او اشترك في قتل الحسين عليه السلام واولهم انا, ولاادري لماذا هذا الاستغلال لهذه القضية وعشرات الرسائل الغاضبة التي تاتيني من انصار النظام في ايران واذيالها مصحوبا بانواع من السباب الذي يليق باشكالهم ومكرهم وبغضهم , والذي لايحمل اي نوع من انواع الاخوة التي يدعونها والذي يتهمني مرسليها بالعنصرية والطائفية ولست اعلم من هو العنصري او الطائفي أنا ام اصحاب المشروع التوسعي والذي يلقن فيه ابناء المذهب حقدا اسود احترنا في البحث عن اسبابه؟؟؟؟؟؟ و حين اكتب هذا المقال فليس ذلك لاني ضد ايران او معها وانما لاذكر حادثة جرت معي واذكر معها حبل المشنقة الذي لف حول رقبة زعيم عربي كان سدا في وجه هذه الاطماع , وكان هو خير من فهم هؤلاء القوم , ولهذا لقي كل هذا الحقد وهذه الكراهية المدعومة من قطعان الحمير الطروادية , وعلى ايدي اتباع هذه الدولة وحميرها سيلتف هذا الحبل ليخنق كل من فيه ذرة من كرامة , وحينها لن ينفع ابدا صحوة البعض, وهذا الاغتيال السياسي كان شاهد حي على مدى حمرنة من رضي ان يمشي في جنازة اهله تحت ذريعة عمالة حكام البط السعيد , وهو شاهد حي ايضا على مدى التخطيط والتدبير الذي يحاك لنا ولشعب البط العربي العظيم الغافل النائم , مع الازدياد الكبير في قطعان الحمير العربية الطروادية وبكل اشكال الطيف التجحيشي من مدعيي التيار العروبي والقومي والوحدوي والاسلاماوي وكأن باقي الامة مجرد ارقام هائلة من الكفرة وكأن طروادة العربية تقف امامي اراها رأي العين نائمة غافلة ,يسعى بعض ابناؤها وعلى ظهورهم كالحميرلاستجلاب احقد شعوب الارض واكثرها لنا عداء .

globalrahhal@hotmail.com



ليست هناك تعليقات: