السبت، فبراير 28، 2009

مرة اخرى د.أيمن نور ظاهرة غريبة ونادرة

انطوني ولسن

في يوم الاربعاء 18 فبراير 2009 فوجئت السيدة جميلة اسماعيل زوجة الدكتور ايمن نور رئيس حزب الغد سابقا باتصال هاتفي من السايس الخاص بجراج العمارة يخبرها ان زوجها يريد ان يتحدث اليها.
تعجبت الزوجة.. لان زوجها ما زال في السجن يقضي بقية المدة المحكوم بها عليه. وقد فشلت كل المحاولات لاخراجه لاسباب صحية.
لم تستكمل السيدة جميلة شريط احداث سجن زوجها لان السايس قال لها.. سعادة الدكتور معاكي عايز يكلمك..
يا لها من مفاجئة ليست فقط لحرم الدكتور نور.. ولكن للعالم كله.
تضاربت الانباء حول خبر الافراج عن د. أيمن نور بعضها قال ان المستشار عبد المجيد محمود النائب العام أمر بالافراج عن د.أيمن نور الذي كان قد قضي في السجن 3 سنوات و3 أشهر و13 يوما من الحكم المشدد الذي صدر ضده في قضية تزوير في اوراق تأسيس الحزب، وكانت مدة السجن 5 سنوات.
وانباء اخرى تدعي ان الافراج جاء نتيجة الضغط الاميركي على الادارة المصرية كما جاء في صحيفة «الواشنطن بوست» ان الترحيب في واشنطن بالرئيس مبارك مرتبط باسقاط الاتهامات الموجه للدكتور ايمن نور والافراج عنه.
الغريب في هذا النبأ انه يشدد على اسقاط الاتهامات الموجهة للدكتور ايمن نور والافراج عنه.
الاتهامات التي وجهت اليه اتهامات جنائية. والاتهام الجنائي له تبعيات بعد اتمام فترة الحكم او في حالة الدكتور ايمن بعد الافراج عنه.
أهم هذه التبعيات ان المحكوم عليه يظل تحت مراقبة الشرطة لمدة لا تزيد عن 5 سنوات كما صرح بذلك الدكتور شوقي السيد عضو مجلس الشورى في اللقاء الذي اجراه برنامج «القاهرة اليوم» الذي تم بثه مساء يوم الاحد 22 فبراير 2009 عبر قناة «اليوم» الفضائية. وقد اضاف سيادته التوضيحات حول موضوع الافراج بقوله.
- يجوز له رد الاعتبار بعد مرور 6 سنوات بعد انتهاء مراقبة البوليس.. يعني بعد مرور 11 سنة من خروجه من السجن لانها جناية.. والعقوبات التبعية الاخرى:
1- الحرمان من الحقوق السياسية.. مثل حق الانتخاب والترشيح او المجالس المحلية.
2- لا تقبل شهادته. 3- محروم من الأوسمة والنياشين لان الجناية خطيرة والعقوبة بالسجن المشدد اكثر خطورة.
عند سماعي لهذا الرأي.. وهو رأي قانوني دستوري لا يمكن التحايل عليه، تعجبت من رد الدكتور ايمن نور عن عودته لممارسة العمل السياسي بان لا شيء يمنعني «على حد قوله» من ممارسة العمل السياسي ولو لمدة 3 ثوان، فانا مواطن مصري، ولم تنتزع مني مصريتي.
بينما يصر الدكتور شوقي السيد على قوله القانوني.
وجدت نفسي أعود الى ما جاء في «الواشنطن بوست» بان الترحيب بالرئيس مبارك في البيت الابيض (واشنطن) مرتبط باسقاط الاتهامات الموجهة للدكتور أيمن نور والافراج عنه.
وهنا وضحت الرؤيا.. الدكتور ايمن نور لا يتحدث من فراغ عن عودته لممارسة العمل السياسي ولا شيء يمنعه ولو لمدة 3 ثوان، لأنه مواطن مصري،ولم تنتزع منه مصريته.
يا لهول المفاجئة.. القانون الذي تحدث عنه الدكتور شوقي السيد قانونا مصريا يطبق على كل خارج على القانون من المصريين. والدكتور أيمن نور كما صرح بلسانه انه مواطن مصري ولم تنتزع منه مصريته فلماذا يؤكد وبكل ثقة ان لا شيء يمنعه ولو لمدة 3 ثوان من ممارسة العمل السياسي؟!!
الذي عرفناه وعرفه الشارع المصري ومن سمع الخبر انه قد تم الافراج عن الدكتور ايمن نور لتدهور صحته (على الرغم انه ظهر على شاشات التلفزيون وكله صحة وعافية).
لكن تصريحات الدكتور نور اثبتت ما قيل عن ما نشر في «الواشنطن بوست» انه حقيقي مائة بالمائة.. لان الخبر يورد ايضا «كذلك الأمر بالنسبة للناشط الحقوقي المصري سعد الدين ابراهيم باسقاط التهم الموجهة اليه...»
وقد تم كل ذلك وافرج عن الدكتور أيمن نور والحقوقي سعد الدين ابراهيم الذي نشرت جريدة «الشروق» التي تصدر في مصر في يوم الاثنين 23 فبراير 2009 هذا الخبر:
.الداخلية تعرض قائمة افراج صحي جديدة تضم سياسيين وانباء عن رفع اسم سعد الدين ابراهيم من قوائم ترقب الوصول».
سبق وكتبت عن الدكتور أيمن نور مقالا يحمل هذا العنوان: «د. أيمن نور ظاهرة غريبة ونادرة وتستحق التوقف عندها» ونشر في شهر مارس عام 2005 وايضا ضمن المقالات التي يضمها كتاب «المغترب» الجزء السادس الذي اصدرته عام 2006.
انقل اليكم بعضا مما جاء في المقال في محاولة لربط الاحداث بعضها ببعض...
«المظاهرات اللي تخرج كل يوم امام نيابة أمن الدولة العليا وامام النائب العام واصواتكو اللي كانت بتصلني وأنا في زنزانة السجن. هذه الاصوات زلزلت الأرض من تحت اقدامهم. هذه الاصوات حوّلت سجني الى حرية وحوّلت حريتهم الى سجن. وانا أعلنت يوم الأربعاء الماضي اعلان هام جدا اني سأخوض انتخابات رئاسة الجمهورية...»
هذه بعض من الكلمات التي القاها الدكتور ايمن نور رئيس حزب الغد يوم السبت 12 مارس/آذار 2005 عقب خروجه من السجن بكفالة مالية لاتهامه في قضايا تزوير...
... حزب الغد عمره يوم ان تم القبض عليه 89 يوما فقط ومع ذلك بعد ان حاولوا عدم الموافقة على انهاء الحزب كحزب رسمي في مصر... وقبل مرور 3 أشهر على تسجيل الحزب والاعتراف به اذ برئيس الحزب الدكتور أيمن نور يتم القبض عليه بتهمة تزوير اوراق خاصة بالحزب وتأسيسه. والغريب في هذا الموضوع الاهتمام الاميركي بالدكتور أيمن نور وكان هذا الاهتمام واضحا على لسان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وايضا وزيرة الخارجية الحالية كونداليزا رايس. وقد طرح المذيع عمرو على الدكتور أيمن سؤالا بهذا الخصوص، فجاء رده في صورة تهكمية عندما قال له:
- كونداليزا رايس كانت معايا في الجامعة اما مادلين فكانت زميلتي في ثانوي.
وانقل لكم ما جاء في نهاية المقال على لسان الدكتور أيمن نور: «... الحقيقة انا مش مرشح ضد اي شخص.. انا مرشح حزب الغد لخوض الانتخابات ضد مرشح الحزب الوطني، انا مرشح جيل مش مرشح حزب.. أنا مرشح لأسباب مش من بينها عدم تقديرنا لدور الرئيس مبارك، مش من بينها انه أنجز ما استطاع ان ينجز فيه في ربع قرن استمر فيه رئيسا للجمهورية. لكن من بينها احترام لقيمة الحياة في هذه الأمة وان الأمم الحية أمم تستطيع ان تقدم ابناء جديرة تستطيع ان تتواصل خبراتها.. تستطيع ان تتواصل العطاء.. انا في الحقيقة مندهش ان البعض يتصور ان امة بحجم الأمة المصرية فيها 70 مليون مصري (عام 2005) وعندنا حضارة وثقافة وكان عندنا في يوم من الأيام تداول للسلطة.. نجد اننا امام اختيار وحيد بسبب عقبة دستورية».
وما اشبه اليوم بالبارحة.. ما قرأتموه كتب في عام 2005.. عام انتخابات الرئاسة في مصر، الرئيس مبارك خرج عن المألوف في الانتخابات باعطائه مساحة اكبر من الديمقراطية ظانا ان الديمقراطية في السماح للاحزاب بترشيح احد اعضاء الحزب لخوض معترك انتخابات الرئاسة، وفي نفس الوقت هو واثق تمام الثقة انه لا يوجد من له اهلية استقطاب اصوات الناخبين وبالتأكيد لا يوجد منافس امام سيادته إلا من القوة التي اصبحت لها اليد العليا على الشارع المصري، وأعني بها قوة جماعة الاخوان المحظورة.
سيادته يعلم ذلك.. المجالس النيابية تعلم ذلك القضاء المنزه والذي مفروض فيه ان يتبع القانون يعرف ذلك بل ويساهم مساهمة فعالة وواضحة وضوح ضوء الشمس في الظهيرة في الكثير من الاحكام التي يحكم فيها القضاء متضامنا مع فكر هذه الجماعة.. جماعة الاخوان المحظورة. المنافس الوحيد لهذه الجماعة ليس من اي حزب في مصر بما فيهم الحزب الوطني الديمقراطي.. الحزب الحاكم، اقول ان المنافس الوحيد لهذه الجماعة هو الفكر الوهابي الذي انتشر بطريقة لا الدولة المصرية بكل قوانينها وسيطرتها قادرة على الوقوف امام هذا المد الوهابي الذي غير الكثير من عادات وتقاليد الشعب المصري السمحة، الى عادات وتقاليد رافضة للغير ولاي قوة اخرى.
هذه المنافسة بين التيارين الاسلاميين في مصر يلتقيان ويتباعدان حسب المنفعة المشتركة بينهما أو تضارب المصالح.
لذلك لم يضع الرئيس مبارك هاتين القوتين الاسلاميتين المتنافستين على السيطرة والهيمنة على الشارع المصري في الحسبان، لانه وبكل بساطة لا تستطيع اي منهما تقديم مرشحا للرئاسة لانهما ليستا باحزاب رسمية معترف بها من الدولة.
اذن من المنافس الحقيقي في تلك الانتخابات للرئاسة عام 2005!!
من سرد الاحداث ومحاولة الربط بينهما نجد ان الدكتور أيمن نور المدلل من الحزب الوطني.. الحزب الحاكم بدأ يشكل خطرا حقيقيا في المنافسة الانتخابية.
نعرف ان مصر بعد انقلاب العسكر 1952 لم تعرف يوما ما يمكن ان نسميه بالديمقراطية الانتخابية لان نتائج الانتخابات الرئاسية في كل مرة 99,99 بالمئة. ولم يكن هناك يوما مرشحا منافسا امام الرؤساء. واراد الرئيس مبارك ان يلبس رداء الديمقراطية لانتخابات الرئاسة عام 2005 لغرض في نفس يعقوب، والكل يعلم ما في نفس يعقوب.. وعن نفسي شخصيا اتمنى ان يتحقق ليعقوب ما بنفسه.. بمعني ان يتولى حكم مصر السيد جمال مبارك الذي يتم اعداده لهذا الشأن بنفس الاعداد الملكي الذي تتبعه الدول الملكية ليتولى الملك الجديد سدة الحكم وهو عارف بكل اسرارها ومخارجها ومداخلها. وهذا الاجراء وقائي جدا بالنسبة لمصر في انتقال الحكم للسيد جمال مبارك سواء الرئيس مبارك على قيد الحياة او غير ذلك بعد عمر طويل.
كذلك مصر ستشرق شمس الحرية عليها وتضيء قلوب وافئدة كل المصريين وستخرج إن آجلا او عاجلا من هيمنة الافكار والاراء المظلمة التي تريد لمصر الرجوع الى عصور التخلف والهمجية والفوضى التي اصبحت هي العامل المشترك الاعظم في كل مناحي الحياة في مصر.
اعود الى الدكتور أيمن نور محاولا الربط بين ما حدث عام 2005 وما يمكن ان يحدث عام 2010.
حصل الدكتور أيمن نور على اعلى اصوات انتخابية بعد الرئيس مبارك، وكان يحق له ان يتولى رئاسة الوزراء او اي منصب اداري رئاسي في الدولة.
لكن الخوف الذي اصاب حيتان الحكم في مصر جعل منه كبش الفداء، ويبدو ان الولايات المتحدة الامريكية كانت على علم بذلك.
اما بالنسبة لانتخابات عام 2010 باذن الله فالأمر اصبح واضحا وتعلمت الادارة المصرية الدرس ووعته تماما فأمرت بالافراج عن الدكتور أيمن نور فجأة وبدون سابق انذار.. لان له دور كبير في الانتخابات القادمة.
ألم اقل لكم سواء في عام 2005 أو اليوم ان الدكتور أيمن نور ظاهرة غريبة ونادرة وتستحق التوقف عندها!!

ليست هناك تعليقات: