الخميس، فبراير 19، 2009

الزميل نعيم الطوباسي: إذا كان رب البيت

عطا مناع

أعلن كصحفي فلسطيني عن أسفي وخجلي لموقف نقيب الصحفيين الفلسطينيين الزميل نعيم الطوباسي برفضه التوجه لقطاع غزة برفقة وفد من الاتحاد الدولي صحفي دولي بحجة خشيته من القتل أو الاعتقال على يد حركة حماس، إن رفض الزميل الطوباسي مرافقة الوفد الذي يرأسه رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين إيدن وايت وتفضيله البقاء في فندق هيلتون بالقاهرة يعطي إشارات خطيرة جدا عن واقع الصحافة الفلسطينية ويوضح أسباب التردي والانحراف الذي تشهده الحركة الصحافية الفلسطينية في الآونة الأخيرة.

لا أميل لتصديق ماء جاء على لسان الزميل الطوباسي، ولا اعتقد أن القصة كما قال احد الحكماء رمانة وإنما القلوب مليانة، وان موقف نقيب الصحفيين من عدم زيارة غزة التي أصبحت بوصلة لمناهضي الحرب والفاشية يؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها، وان تورط نقابة الصحفيين في الصراع والتناطح الذي تشهده الساحة الفلسطينية يحسم ويؤكد تورط النقابة ونقيبها في مواقف غير محمودة تفقدها سلاحها كسلطة رابعة.

تكمن خطورة خطوة الزميل الطوباسي إنها بمثابة انتحار وإعلان عن انشقاق الجسم الصحفي الفلسطيني الجاهز أصلا للانشقاق والتشرذم، غير أن المشكلة تكمن في تداعيات تلك الحركة المكشوفة التي لم تأخذ بالحسبان مصلحة الصحفيين الفلسطينيين الذين وقعوا فريسة للمواقف الجاهزة والأجندة السياسية والمصالح الذاتية التابعة لهذه الجهة أو تلك مما يسقط الشرعية الساقطة أصلا عن قيادة الجسم الصحفي الفلسطيني المطلوب منها أن تتخذ موقفا واضحا تجاه هذه الفضيحة التي مست العصب الحساس للجسم الصحفي الفلسطيني.

إن الزميل نعيم الطوباسي لا يتحمل مسئولية تلك الفضيحة لوحدة، وإنما المئول الحقيقي هو مجلس النقابة والحريصين من الزملاء، غير أن مجلس النقابة أعطى التفويض على بياض للنقيب المحترم منذ ثماني سنوات وهي عمر الانتخابات الأخيرة لنقابة الصحفيين المغلوبة على أمرها، ثماني سنوات عجاف أستطيع أن اجزم أن مجلس النقابة عقد خلالها جلسات لا تتجاوز أصابع اليد، وهذا يعطي صورة واضحة عن الواقع الصحفي الفلسطيني الذي يشهد أصعب مراحله، سواء على الصعيد الحقوقي حيث إغفال النقابة لحقوق الصحفيين أو على صعيد حماية هذه المهنة من المتطفلين والعابثين بها وبالتحديد الإسرائيليين الذين نجحوا في السيطرة على مساحة لا باس بها من الصحافة الفلسطينية الصفراء.

ورغم المحاولات الجادة من بعض الصحفيين الحريصين والاتحاد الدولي للصحفيين الذي عقد عدة اجتماعات للخروج من المأزق القانوني والأخلاقي للنقابة إلا أن المماطلة في عقد الانتخابات كانت سمة من سمات الخطاب الرسمي إذا جاز التعبير للنقابة تحت شعار الانقسام الفلسطيني وعدم إمكانية الجمع بين الصحفيين العاملين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبالطبع هذا الخطاب سقط وخاصة أن الإمكانية توفرت وبالتحديد في المؤتمر الذي عقدته شبكة أمين الإعلامية قبل عام تقريبا، هذا المؤتمر الذي جمع عبر نظام الفيديو كونفرنس بين نخبة من الصحافيين الفلسطينيين في الضفة وغزة والذين اجمعوا على إجراء انتخابات للجسم الصحفي الفلسطيني وعدم الانجرار والتورط في الصراع القائم لخصوصية الأعلام الفلسطيني.

لكن.............. لا حياة لمن تنادي، الانتخابات بعيدة المنال، والنقابة بمثابة مقبرة يحرسها النقيب الذي عجز حتى عدم إطلاق موقع الكتروني ناطق باسم النقابة وأعضاءها، وبالطبع هناك سلسلة من الإخفاقات وهضم الحقوق، لا تامين صحي، ولا دفاع عن حقوق العاملين في المؤسسات الإعلامية التي انفردت بالصحفيين وابتلعت حقوقهم، ولا محاولات لإيجاد صندوق تقاعد للصحفيين ولا تفكير كما النقابات المهنية الأخرى بإسكان على سبيل المثال، القائمة تطول وعلى رأسها غياب الشفافية المالية وعدم تقديم تقرير مالي منذ ثماني سنوات، والأخطر غض النظر عن العابثين في الشأن الصحفي، هؤلاء الذين أصبحوا قوة مالية لا يستهان بها، قوة تتلاعب بأدمغة الشعب في ظل حالة الصمت الغير مبرر لمجلس النقابة الفاقد للشرعية القانونية.

لقد أكل نقيبنا التفاحة وان الأوان أن يخرج من جنتا أو يبقى فيها، ويجب أن يكون الخيار الديمقراطي الانتخابي هو الحكم بين الصحفيين ومجلس نقابتهم الحالي المنتهية فترته، والا فان جميع الصحفيين يتحملون مسئولية موقف الزميل نعيم بعدم زيارته لقطاع غزة، تلك الزيارة الهامة بالنسبة للجسم الصحفي الذي كان يأمل أن نرى أثار العدوان الإسرائيلي الهمجي على أطفالنا في غزة بعيون نقيب الصحفيين الفلسطينيين الذي يجوب العالم كما السند باد دفاعا عن الشعب الفلسطيني والصحفيين كما يقول، وبغير الانتخابات وتصويب أوضاعنا ستنطبق علينا للأسف الحكمة القائلة..... إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمت أهل البيت الرقص......، مع الاعتذار لزملائي الصحفيين وخاصة الذين خاضوا معارك حقيقية لصالح الجسم الصحفي الفلسطيني بعيداً عن الأجندة الشخصية والحزبية.

ليست هناك تعليقات: