الأحد، فبراير 22، 2009

بطاقة سفر ثمن ضمير حفيد جبران خليل جبران

شوقي مسلماني

هكذا هي إذن القوى التي تتحدّث عن السيادة والحريّة والغد الأفضل والكرامة والشهامة والنخوة، كأن لا يكفي شراء الذمم في الوطن الأم لبنان، وقد يجد المنباع في لبنان عذراً أنّه فقير الحال وعائلته جائعة وابنه أو إبنته مريض أو مريضة ولا يملك ثمن دواء الشفاء، ولكن ما هو مبرِّر المنباع ضميره في سوق النخّاسة الإنتخابيّة اللبنانيّة وهو في أستراليا المتحضِّرة التي تعطي بسخاء كل محتاج مهما كان دينه أو لونه أوعرقه، وإذا تهاونت الحكومة هبّت للنجدة مؤسّسات خيريّة أهليّة عريقة سبّاقة إلى عمل الخير؟. وماهو مبرِّر المنباع ضميره في سوق النخاسة الإنتخابيّة اللبنانيّة وهو في أستراليا الرؤومة صاحبة النظام الطبّي الإنساني النبيل بامتياز الذي يستنفر كلّه إذا شكا مواطن من علّة، ولا يرسل سيّارة إسعاف تشرقط دواليبها على الأرض للوصول إليه ونقله إلى المستشفى بل حتى يرسل طائرة إسعاف لنقله إلى أقرب مستشفى؟. وماذا يدفع العليل مقابل ذلك؟. يدفع خمسين سنتاً فقط لا غير، أي ثمن المخابرة إلى المستشفى، وكان الله يحبّ المحسنين، هذا إذا لم تبادر الحكومة عبر هيئاتها المتفرّعة وتعوّض عليه ما دفعه ثمن مهاتفته لها لكي تهبّ وتنجده وتسعفه وتزيل عنه علّته، وهذه ليست مبالغة بل حقيقة يدركها كل مواطن في شبه القارّة الأستراليّة كلّها. حقّاً ما هو مبرِّره في هذه الناحية أيضاً؟. كان حوار لا ينقطع بين أبناء الجالية اللبنانيّة حول وجوب أن تتعامل الحكومة اللبنانيّة مع المهاجرين والمهجّرين والمغتربين والمنتشرين ممّن يحملون الجنسيّة اللبنانيّة كمواطنين لهم حقّ مقدّس، وليس هو منّة من أحد، في أن يكون لهم تمثيل في البرلمان اللبناني من خلال آليّة يمكن اجتراحها، وحول وجوب أن تكفّ الحكومة اللبنانيّة عن التعامل مع المهاجرين والمهجّرين والمغتربين والمنتشرين ممّن يحملون الجنسيّة اللبنانيّة وكأنّهم فقط بقرة حلوب. وكثير من الناشطين في سبيل هذه الدعوة ناشطون للأسف الشديد في تأييد وتبرير شراء الذمم التي لم تسمع بنذالتها وخسّتها وقرفها وحقارتها الجالية اللبنانيّة بتاريخها الذي يرجع إلى أكثر من قرن في أستراليا. ما أسوأها بداية في إشراك الجالية اللبنانيّة الأستراليّة في التمثيل البرلماني اللبناني.

وعن أي حريّة وكرامة وسيادة وعنفوان سيتحدّث البائع صوته وكرامته وضميره بعدُ؟. ما أجمل المنباع ببطاقة سفر وبخشيش كمصروف جيب واستضافة "يومين" في فندق في "الداون تاون" وهو في مجلس ثقافي أو أدبي روائي أو شعري ويحدّثنا في مبادئ الثورة الفرنسيّة وشرعة عصبة الأمم ثمّ هيئة الأمم أو يحدّثنا هكذا على نحو مباشر وأحمديّة عن الحريّة والسيادة والإستقلال والأخلاق الرفيعة الحميدة السامية، مثلما ما أجمل الخائن العميل يتحدّث بالوطنيّة والنخوة والشرف، سواء بسواء، وهذه هي الحقيقة التي لا يكتم عليها إلاّ المنباع مهما تقنّع بأقنعة يحسبها تحجب فيما هي تفضح كأشعّة الشمس. ومنذ فترة وممثّلون عن طرف لبناني في حزّك مزّك إلى أستراليا ما أن يغيب واحد حتى يطلّ الآخر وما هو المراد؟ إنّ المراد يا طويل العمر هو شراء الضمائر ببطاقات سفر وبخشيش كمصروف جيب مع قضاء "يومين" في ربوع الأرز والشعب العنيد والداون تاون، أي نسمّنكم شهراً ونذبحكم دهراً. ولكن اللعبة صارت على المكشوف، من دون أدنى شعور بالأخلاق من أي مستوى، فالمخاتير ـ الأختام في الجيبة، يتم رفعهم منها، والختم بهم، قبل إعادتهم إلى الجيبة، وتسليم الوثائق اللازمة لإتمام سندات البيع والشراء في سوق نخّاسة الإنتخابات اللبنانيّة. وإذن، صار المختار، الذي كان له سمعة طيّبة وأشفّ من العطر في أيّام زمان لبنان، صار ختماً يُرفع من الجيبة، أو حقيبة سفر في اليد فيها عدّة الشغل، أو مثل الفانوس السحري تحكّه فيهبّ مختار منه ويقول لك:"شبّيك لبّيك عبدك الذليل بين يديك وتحت قدميك، أنت تشير وأنا أختم فقط الورقة التي أشرتَ إليها وهي طبعاً سند البيع والشراء في سوق نخاسة الإنتخابات اللبنانيّة". ويقول لك منباع أنّ هذه هي السياسة، ثمّ يقف كالأبله فاغراً فاهاً جاحظ العينين عندما تذكِّره بضميره وأخلاقه وحريّته التي يدّعيها وكرامته الأعلى من جبل صنّين ودينه إذا هو يتبع ديناً.

أمّا الفضيحة بشناشل فستكون يوم يزدحم مطار سيدني، مثالاً لا حصراً، على أيّام متتالية، بالمسافرين الميامين الغيارى الأستراليين اللبنانيين دون غيرهم من باقي خلق الله في أستراليا، متوجّهين إلى إداء فريضة التصويت في لبنان الأشمّ، بدليل بطاقة سفر بخسة الثمن إلى درجة التفاهة تلوّح بها اليد كعلامة أنّ البيع والشراء قد تمّ، والفضيحة بشناشل إذا تناولت وسائل الإعلام المحليّة هذا الحدث المفجع بالتشريح والنقد والتحليل والتعليل وتطلع النتيجة أنّ الأستراليين اللبنانيين أحفاد العظيم جبران خليل جبران هذا هو مستواهم. وتبدأ النكات في الصحف والمجلاّت والإذاعات المسموعة والمرئيّة، ويصبح كل أسترالي من أصل لبناني محلّ شبهة أنّه بحفنة من الدولارات البائسة يبيع صوته الذي هو ضميره، وهل الصوت هو غير الضمير ذاته؟. وبالمناسبة، أنا المواطن شوقي مسلماني، القاطن في بانكسيا ـ سيدني ومتأهّل، أُلفت نظر الحكومات الأستراليّة في الولايات المختلفة والحكومة الفيدراليّة في العاصمة كانبرا إلى أن طرفاً لبنانيّاً يأخذ فيزا دخول إلى أستراليا يسمّم مواطنيها من أصل لبناني بسمّ لا يقلّ خطراً عن السمّ المعروف وهو سمّ الرشوة وقبول الرشوة وتقديم الرشوة وحتى الإيحاء بالرشوة التي تكافحها أستراليا بالسجن لمن يُضبط متلبّساً بها. ولكن من لا يردعه ضميره لن يردعه لا دينه ولا حكومته ولامعتقده عن ارتكاب الموبقات، ومنها ان يبيع صوته ـ ضميره ـ كرامته لقاء بطاقة مجّانيّة إلى الوطن الأم الذي يُزنى به جهاراً نهاراً خصوصاً في مواسم سوق نخاسة الإنتخابات النيابيّة اللبنانيّة، والمقبلة منها لن تكون استثناء.
Shawki1@optusnet.com.au

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

يا أخ شوقي
لو جاء المال الإيراني مع موفد من حزب ألله لكنت أول المبررين لهذا الأمر.. ولكنت أول الباصمين عند مخاتير الجنوب للحصول على التذكرة اللبنانية بغية الإقتراع لمرشي الحزب.. هذه حقيقة ولا يمكن الهروب منها.. نحن شعب مسيّس وكفى.

غير معرف يقول...

اية الله شوقي المسلماني
ان الطبول تقرع فقط امام المال الحريري وهذا ليس شراء ضمائر وانما هو لا يستطيع ان يطلب من مناصريه ان ياتوا الى لبنان على حسابهم لانتخابه لهذا هو اراد ان يسهل عليهم العملية ويساهم معهم بالتعبير عن رايهم وبدون ان يتكلفوا فلسا هذا التعليق اذا كان فعلا يتم شراء اصوات واما الضمائر فلا تشترى لان الذين سوف يجلبهم الحريري للتصويت هم انصار للحريري ونهجه للدم ولا اظن ان حزبك الالهي مقصر في دعم مناصريه ومناصريه فقط ولا اظنه سوف لا يطلبهم للمجيء للتصويت فلاماذ فقط تطبلون للمال السعودي كما تدعون ولا تطبلون للمال الفارسي عالاقل نحن عرب ونتلقى الدعم من العرب اما انتم فتعتبرون انفسكم عربا في حين ان دمكم فارسي مجوسي فروح وارمي مقالتك واسحب السيفون كما يقولون باللبناني لان كلامك سوف لن يسر الا من تنتمي اليهم.
انا من انصار 14 اذار ومقيمة بالنرويج وكنت سازور لبنان بالصيف الا انني اخرت نزولي لوقت يتناسب مع الانتخابات لاني مؤمنة بمن سانتخبهم ولا انتظر منهم مساعدة فنحن بالسويد كانصار ثورة الارز كثيرون جدا ونجتمع من حين الى اخر ولغاية اليوم لم نسمع عن الكذب الذي تتفوه به الا اذا كانوا يريدون جلب اهل استراليا فقط.
من الان انتم بداتم تروجون الاشاعات لانكم ومن دون شك واثقون ان الامور سوف لن تتغير وان الاكثرية الحالية ستبقى اكثرية وربما تكثر اكتر بعد باذن الله وهذا الذي يقض مضاجعكم ومذاجع عون الذي ادرك مؤخرا ان نسبة السبعين بالمئة التي يتباهى بها لم تعد اكتر من نسبة 7 بالمئة.
النصر للبنان اولا على قوى الشر المتربصة به من الداخل والمؤتمرة باوامر قم ورف دمشق ومن الخارج ايران وسوريا ودول ما يسمى الممانعة الذين يمنعون الامن والاستقرار لبلادهم ويجلبون الدمار والحروب والموت لاوطانهم.
عاش لبنان برئيسه الجنرال سليمان والسنيورة والحريري وجعجع وجنبلا والجميل وكل الناس الاكابر التي تنضوي تحت قبة 14 اذار وتحمل شعار لبنان اولا.

غير معرف يقول...

هؤلاء المنباع ضميرهم هذا منطقهم فارسي وشيعي وما شابه من كلام عنصري وطائفي سمعنا الكثير مثله من أسيادهم والمنباع ضبطناه متلبّساً بالرشوة وقلّة الشرف والضمير هو ومن يبرّر له أن يبيع ضميره لقد وصل وسخهم إلى أبعد الأرض ـ أستراليا ومن ثمارهم في أستراليا تعرفونهم لقد وصلتني رسالة من أحدهم وهو معروف وقد ردّيتُ عليه وقلت الفساد مرفوض من 14 أو من 8 أو من 11 ومن أي جهة أتى وليس شوقي مسلماني الذي يُسأل في مثل هذه الأمور يا عيب الشوم عليهم وعلى لحاهم قلتُ له أن يتركوا (بهذا المعنى) الأستراليين من أصل لبناني وحالهم وليتمرّغوا هم وحدهم في الكلبنة والوساخة والحريّة والسيادة المزيّفة لن ننسى تآمر البعض في حرب تمّوز مع إسرائيل وأميركا ومملكة القهر والظلام السعوديّة التي كل عمرها سيف الأميركان فضلاً عن نظامي العمالة كامب دايفيد ووادي عربة في مصر والأردن
أمّا الفاسدون فإلى مزبلة التاريخ
ـ شوقي

غير معرف يقول...

اوافقك الراي ان الفاسدين الى مزبلة التاريخ كل منا يعتبر الاخر فاسد فمن برايك الى مزبلة التاريخ؟
يا اخي لماذا تخافون على الاستراليين من اصل لبناني من الذهاب للبنان والانتخاب ولا تخافون من الشيعة المنتشرون في انحاء المعمورة والتي تلبي نداء فتوى من خامنئي للحضور والانتخاب؟
انتم في حزب الله وكلنا يعلم انكم طوال عمركم في الانتخابات والمظاهرات تطلبون من محبيكم الحضور للظهور بمظهر الكثرة وصدقني من رايتهم في 14 شباط يوجد اكثر منهم بقي في البيوت اما خوفا من بطشكم واما لانهم لا يحبون الخروج في هكذا مظاهرات وهم من اشد الانصار ل 14 اذار وليسوا مثلكم يا من تزحفون على الايادي من كبيركم الى صغيركم لتلبية نداء خامنئي .
انتم تقولون انكم اكثرية في لبنان والحقيقة انكم لستم اكثرية وان الاكثرية هم السنة ولله الحمد ورغم تزويركم وتجنيسكم للايرانيين الا اننا ما زلنا اكثر منكم .
انا في النروج مقيمة وكنت انوي زيارة لبنان بالصيف الا انني غيرت موعد سفري لكي اكون يوم الانتخابات ولا احد دفع عني ثمن البطاقة ولو عندك فكرة عن احد يدفع ثمن البطاقة فياريت تزودني باسمه ورقمه لانه مافي مانع اني اروح مجانا لانني هيك هييك رايحة حتى انتخب زي ماهي والي بيفصله الشيه سعد نحن بنلبسه.
ما بعرف ليش تتهربون من لقب فرس وتابعين لايران والحقيقة انكم لستم فرس وانما متفرسنين وتوابع اذلال للايرانيين وهذا الكلام انتم يقوله ولا اتي به من فراغ اوليس زعيمكم الالهي هو من قال انه تلميذ صغير في مدرسة خامئي وهو فعلا صغير ورغم الهالة التي تحاولون ان تضعوه بها الا اننا كلنا نعلم انه صغير وقزم لان من ينفذ اجندات غيره ضاربا بالحائط مصلحة بلده فهذا ليس مقاوم وانما عميل يقاوم كل مظاهر العز والكرامة لوطنه وعندما يحصل على انتصار وطبعا انتصار وهمي يهديه الى ارواح الملالي ولا يهديه لوطنه وهذا اكبر دليل على ولاءه الاعمى للفرس.
انا عمري ما شفت اسخف واحقر من مقالاتك لانك تملك لسانا مقززا ومقرفا ولا تترك كلمة ممن تعلمتهم في مدرسة الولي الفقيه الا وتطلقها على من يخالفك وجهة نظرك .
يا اخي ليس كل البشر سواسية فانتم تريدون الحرب وغيركم يريد ان يعيش بسلام لا نقول اسرائيل صديقة بل عدوة ولكن نريد ان نعيش بهدوء وامان قل عنا جبناء معليش فكلمة جبان افضل من كلمة الله يرحمه؟
نحن وانتم خطين متوازيين ولا سبيل للالتقاء بيننا وبينكم مهما فعلتم فقط سوف لن نجعلكم تصلون لمبتغاكم واقامة الجمهورية الاسلامية الايرانية فرع لبنان نتمنى ان تكونلكم فروع في كل بقاع العالم الا في لبنان فلن نجعلكم تصلون لمبتغاكم ولبنان سيبقىى بلدا لكل ابناءه من مسلمين ومسيحيين ودروز وارمن وووووو
اخر كلمة الا تظن ان تفجير القاهرة انتم وحزبكم وايرانكم وراءه؟
طبعا تظن ومتاكد كمان ولا بد انك فرحان اوي بس معليش قريبا سوف نضحك كثيرا فليس من يضحك يظل يضحك طول الزمن بل ان من يضحك اخيرا يضحك كثيرا.
ارجو ان ترد عليا باسلوب محترم ومهذب فانا القب بحفيدة صلاج الدين ومتاكدة انك قرات لي تعليقات كثيرات وتعرف من انا ولمن انتمي فاحترم نفسك بردودك .
حفيدة السلطان القائد البطل العربي المغوار قاتل الفاطميين وكل العملاء صلاح الدين الايوبي رحمه الله.

غير معرف يقول...

نسيت اقولك ان المملكة العربية السعودية هي البلد الامن الذي لا يؤمن بالحرب والمقاومة والجهاد في سبيل مصالح دول فارسية مثلكم وانها ستبقى تاج راس العرب سواء قبلتم او رفضتم اطال الله عمر مليكنا الصالح الجليل العادل الكريم عبدالله واطال عمر الرئيس مبارك قاهر الفرص والشيعة والذي قال وكلامه كالدرر ان الشيعة ولاءهم للفرس وايران وليس للعرب فما رايك الا توافقه الراي؟
اسال نفسك وجاوب فالجواب انك انت تميل للفرس ميلا كبيرا وتكره العرب لانها اذلوا يوما ما كسرى ملك الفرس واليوم تحاولون مع الفرس اخذ الثأر من العرب.
انتم تخافون ان تظهروا على حقيقتكم امام من يظن انكم عروبيين ومقاوميين من الشعوب العربية المتخلفة التي تركض وراءكم ولكن بوجود زعماءنا العرب لن تصلوا انتم وبعض الشعوب المؤمنة بالعروبة المزيفة والقومية الفارغة لن تصلوا لمبتغاكم ويوما ما سوف ينقلب عليكم من يهلل لكم اليوم من العروبييين عندما يكتشفون حقيقتكم لا اقول انك مستعدون قريبا ان تظهروا وجهكم الحقيقي ولكم مهما طال الزمن سوف تقع اقنعتكم وتظهر وجوهكم الحقيقية وسوفها لن تجدوا من يطبل لكم الا الفرس وفقط.