الأربعاء، فبراير 25، 2009

فلسطين.. بين أجراس العودة واللاعودة

د. صلاح عودة الله
من المعروف أن المطربة الرائعة"فيروز" صاحبة الصوت الذهبي قد غنت لفلسطين والقدس أغنية بعنوان"أجراس العودة"..تقول فيروز فيها: سيف فليشهر في الدنيا ولتصدع أبواب تصدع..الآن الآن وليس غداً أجراس العودة فلتقرع..أنا لا أنساكِ فلسطين ويشدّ يشدّ بي البعد..أنا في أفيائكِ نسرين أنا زهر الشوك أنا الورد..سندُكُّ ندكّ الأسوارا نستلهم ذاك الغار..ونعيد الى الدار الدارا نمحو بالنار العار..فلتصدع فلتصدع أبواق أجراس تقرع..قد جن دم الأحرار..الآن الآن فليس غداً أجراس العودة فلتقرع...!.
ومن المعروف أيضا أن الشاعر الكبير الراحل نزار قباني قد عارضها في قصيدته المشهورة والتي كانت ممنوعة من النشر- وكثيرة هي قصائده التي منعت من النشر لأنها كحد السيف أو أكثر- في حينه: غنت فيروز مُ غـرّدة وجميع الناس لها تسمع..الآنَ، الآنَ وليس غداً أجراس العَـودة فلتـُقـرَع..مِن أينَ العـودة فـيروزٌ والعـودة ُ تحتاجُ لمدفع..والمدفعُ يلزمُه كـفٌّ والكـفّ يحتاجُ لإصبع..والإصبعُ مُلتـذ ٌ لاهٍ في دِبر الشعب له مَرتع ْ؟..عـفواً فـيروزُ ومعـذرة أجراسُ العَـودة لن تـُقـرع.. خازوقٌ دُقَّ بأسـفـلنا من شَرَم الشيخ إلى سَعسَع..غـنت فيروزُ مرددة آذان العـُرب لها تسمع..الآنَ، الآنَ وليس غداً أجراسُ العـَودة فلتـُقـرَع..عـفواً فيروزُ ومعـذرة أجراسُ العَـوْدةِ لن تـُقـرَع..خازوقٌ دُقَّ بأسـفلِـنا من شَرَم الشيخ إلى سَعسَع..ومنَ الجـولان إلى يافا ومن الناقورةِ إلى أزرَع.. خازوقٌ دُقَّ بأسـفلِنا خازوقٌ دُقَّ ولن يَطلع..!.
وأما الشاعر الفلسطيني الشاب تميم البرغوثي فيقول من وحي العدوان على غزة ورداً على فيروز ونزار:
عـفواً فيروزٌ ونزارٌ فالحالُ الآنَ هو الأفظع..إنْ كانَ زمانكما بَشِـعٌ فزمانُ زعامتنا أبشَع..من عبدِ الله إلى سَـعدٍ من حُسْـني القـَيْءِ إلى جَعجَع..أوغادٌ تلهـو بأمَّـتِـنا وبلحم الأطفالِ الرّضـَّع..تـُصغي لأوامر أمريكا ولغير "إهودٍ" لا تركع..زُلـمٌ قد باعـوا كرامتهم وفِراشُ الذلِّ لهم مَخدع..عفواً فيروزٌ ونزارٌ فالحالُ الآنَ هو الأفظع..كـُنا بالأمس لنا وَطنٌ أجراسُ العَـوْدِ له تـُقـرَع..ما عادَ الآنَ لنا جَرَسٌ في الأرض، ولا حتى إصبع..إسـفينٌ دُقَّ بعـَوْرتـنا من هَرَم الجيزَة ْ إلى سَعسَع..فالآنَ، الآنَ لنا وطنٌ يُصارعُ آخِرُهُ المَطـلع..عـفواً فيروزٌ ونزارٌ أجراسُ العـَودةِ لن تـُقـرَع..مِن أينَ العـودة، إخـوتـنا والعـودة تحتاجُ لإصبَع..والإصبعُ يحتاجُ لكـفٍّ والكـفُّ يحتاجُ لأذرُع..والأذرُعُ يَلزمُها جسمٌ والجسمُ يلزمُهُ مَوقِـع..والمَوقِعُ يحتاجُ لشعـْب والشعـبُ يحتاجُ لمَدفع..والمدفعُ في دِبر رجال في المتعة غارقة ٌ ترتـَع..والشعبُ الأعزلُ مِسكينٌ مِن أينَ سيأتيكَ بمَدفع ْ؟..عفواً فيروزٌ..سـَيّدتي لا أشرفَ منكِ ولا أرفـع..نـِزارٌ قـال مقـَولـتهُ أكلـِّم نزاراً..فليسمع..إنْ كانَ زمانكَ مَهـزلة فهَوانُ اليومَ هـو الأفظع..خازوقـُكَ أصبحَ مَجلسُنا يُخـَوْزقـنا وله نـَركع..خازوقـُكَ يشرب من دمنا باللحم يَغوص، ولا يَشبَع..خازوقـُكَ صغيرٌ لا يكفي للعُـرْبِ وللعالم أجمَـع..!.

ورد على فيروز صوت اخر قائلا: مهلاً فيروز تعجلت فالحال الآن هو الأفظع..في الأمس إن كان أملٌ لصدى الأجراس أن تسمع..فأليوم قد أصابنا طرشٌ نتلذذ في الذل ونرتع..لا تُسمَع غير شتائمنا وصداها لنحورنا يرجع..لو كنتِ تدرين بما يحدث ماغنيتي حتى المطلع..صمتاً فيروز فقد ذبحت أحلامانا إلى يوم المفزع..!. والى السيدة فيروزوالشاعر الكبير نزار قباني والشاعر الفلسطيني البارز تميم البرغوثي أقول: لقد بدأ البعض منا بقرع أجراس أللاعودة ويا ويلها من أجراس..فهل ستقرع أجراس العودة من جديد ومن سيقرعها؟.

.سؤال بحاجة الى اجابة خاصة ونحن نمر بمرحلة من أصعب المراحل منذ انتصاب الكيان الصهيوني..حالة من التشرذم والانقسام..حالة من تحويل الجلاد الى ضحية والضحية الى جلاد..حالة من انكار الذات والبحث عن المجهول..فهل من مجيب؟.
-القدس المحتلة

ليست هناك تعليقات: