الأحد، فبراير 08، 2009

الانتخابات الإسرائيلية وعرب الداخل

حسام الدجني

في صباح العاشر من فبراير سيتوجه الناخب الإسرائيلي في فلسطين المحتلة عام 1948 "دولة إسرائيل", لاختيار 120 نائبا يمثلون كافة القوى والأحزاب الإسرائيلية, وقد أعطت استطلاعات الرأي تقدما ملحوظا لليمين المتطرف الإسرائيلي, حيث وحسب الاستطلاعات يتصدر بنيامين نتانياهو زعيم حزب الليكود ولكن ليس بفارق كبير عن ليفني زعيمة حزب كاديما, مما يجعل تشكيل الحكومة أمر ليس بالسهل, ولكن المفاجأة الكبرى وهو صعود نجم زعيم حزب إسرائيل بيتنا افغيدور ليبرمان, حيث وحسب الاستطلاعات من المتوقع حصوله على 18 مقعدا, مما يشكل ضربه لليسار الإسرائيلي وخياراته السياسية, حيث ستشهد الحلبة السياسية الإسرائيلية تحولات وربما انتكاسات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.

ولكن هناك لاعبا غائبا عن الحلبة السياسية الإسرائيلية على الرغم من تمثيله طوال الفترة الماضية بالكنيست الإسرائيلي, ألا وهو عرب الداخل, فعلى الرغم من أن عرب الداخل يشكلون 20% من عدد سكان دولة إسرائيل, إلا أنهم لم يحصدوا أكثر من عشر مقاعد بالكنيست؟؟ والسبب بذلك هو تشتت الأصوات العربية بين الأحزاب الصهيونية, فلا يوجد تكتل عربي موحد, ولا تعبئة عربية موحدة, فكل يغني على ليلاه, تجد في بعض الأحيان تصويت الناخب العربي لحزب شاس لماذا؟ لان حزب شاس وضمن برنامجه الانتخابي يدعم العائلات الكبيرة من خلال دعمه للإنجاب, وهناك من يدعم الليكود؟؟ لان ثقافة بعض المواطنين من عرب إسرائيل انصهرت ضمن ثقافة اليهود.

مع العلم أن بإمكان العرب ومن خلال تشكيل جبهة عربية موحدة, وحث الصوت العربي بأن يتوجه ويدعم بصوته هذه الجبهة ستحصد حوالي 20-24 مقعدا مما يضعهم بالترتيب الثاني أو الثالث, وسيكونون لاعبا رئيسيا في السياسة العامة الإسرائيلية, والاهم من ذلك سيحافظون على هويتهم التي حموها بدمائهم طوال السنوات لماضية.
وهنا لا بد أن تبتعد الجبهة الموحدة عن الايدولوجيا وعن البرامج الاجتماعية, ويكون الهدف الوحيد الحفاظ على الهوية العربية داخل دولة إسرائيل.

لذلك أتمنى على إخواننا العرب داخل الخط الأخضر مسلميه ومسيحييه ودروزه, أن يتوجهوا إلى الانتخابات ويشاركون وبقوة, ليدعموا قوائمهم العربية, حتى يدافعوا عن وجودهم أمام ليبرمان ونتانياهو وغيرهم من اليهود المتطرفين.

كاتب وباحث فلسطيني
Hossam55@hotmail.com


ليست هناك تعليقات: