الثلاثاء، فبراير 24، 2009

حاشاك يا رسول الله

د. عدنان بكرية


بعد الإساءة للسيد المسيح ومريم العذراء في البرنامج الساخر الذي يقدمه (ليئور شلاين) ..عادت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي امس لتمس بمشاعر المسلمين من خلال الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وذلك في برنامج (هيساردوت) أو ما يسمى "البقاء قيد الحياة".
المشارك في البرنامج المسمى (نتان بشيفكن) أشار إلى الحذاء الذي كان يلبسه وقال لزميلاته المشاركات "هذا محمد..."، وكرر جملته مؤكداً ذلك بقوله "نعم هذا محمد.."(حاشاك يا رسول الله ) وسط قهقهة من حوله.
لا يمكننا أن نمر مر الكرام على هذا السقوط الأخلاقي المتكرر في زحمة الوباء العنصري الذي يجتاح المجتمع الإسرائيلي وفي صخب اعتلاء اليمين الفاشي سدة الحكم والذي يجيز لهم امتطاء وحش العنصرية مستهدفين الأنبياء الشرفاء غير آبهين بمشاعر البشر وقدسية رموزهم الدينية !
إن الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إليه البعض وعلى شاشات التلفزة ما هو إلا نتاج لتربية حظائرية بغيضة ترعرعت على أرضية العنصرية والكراهية والعداء وتنامت مع تنامي اليمين المتطرف تحت أجنحة المجتمع الإسرائيلي !
بالأمس مسوا قدسية ستنا مريم العذراء .. بالأمس فضوا بكارة سفاهتهم للمرة المليون واليوم يبُقّوا ما تبقى من حقد طالما أخفوه... لا احتراما لمشاعر البشر فهم لم يتعودوا على احترام الآخر .. هم لم يحترموا الحجر ولا الشجر ..فهل يعقل أن يحترموا البشر !
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ليس بحاجة لمن يدافع عنه وستنا العذراء ليست بحاجة لمن ينتصر لها ! ولكننا بحاجة ماسة لقتل (غول)العنصرية والتطرف السائب في هذا المجتمع الذي يدعي الحضارة ! بحاجة ماسة لدفن الانحطاط الأخلاقي مهما كان مصدره ... إننا بحاجة ماسة لمعاقبة مغذي التطرف ومطالبتهم بالتنحي عن دورهم في تأجيج الصراع بين الأديان وتقديمهم للمحاكمة !
لا نريد اعتذارا من احد، بل نريد إقرارا منهم بأن الأنبياء والرسل فوق كل الاعتبارات ولا يجوز التعدي عليهم وعلى قدسيتهم... نريد إقرارا منهم .. من حاخاماتهم وقادتهم بالجريمة التي يرتكبها السفهاء منهم وتقديمهم للمحاكمة بتهمة التعدي على الأنبياء والرسل .
نعرف ان القانون الوضعي يفلتهم من جريمتهم لكننا نريد أن يطبقوا القانون الرباني على هؤلاء السفهاء ! نريد من حاخامتهم أن يطبقوا القانون التوراتي على هؤلاء لان الجريمة جريمة دينية أخلاقية وسياسية بكل المقاييس والمعايير .
فهل يمتلك حاخاماتهم الجرأة ويقفوا ليدينوا هذا التعدي ومن على شاشات التلفزة ؟
وهل يمتلك قادتهم الجرأة الأخلاقية ليقدموا المسؤولين عن هذا التعدي للمحاكمة ؟!
لا عليك يا رسول الله .. مهما تمادوا وصالوا وجالوا لن ينالوا منك ومن أمتك التي ما زالت لدينها حافظة وعلى العهد باقية..على ترابها مرابطة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس إلى يوم الدين .
لا عليك يا رسول الله يا سيد الأنبياء .. يا اصدق البشر.. لا عليك يا ستنا العذراء يا اطهر نساء العالم وأشرفهن .. مهما تمادوا في الإسفاف فان أمتنا تعرف كيف تدافع عن نبييها وقديسيها وتعرف كيف ترد سفاهتهم إلى نحورها !
(لا تزال فئة من أمتي على الدين محافظين لعدوهم ظاهرين لا يضرهم من عاداهم وإنهم لمنتصرون بحول الله، قيل يا رسول الله أين هم ومن هم؟ قال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وهم في رباط إلى يوم الدين)).

كاتب من فلسطين ال 48

ليست هناك تعليقات: