الأربعاء، يناير 13، 2010

غزة؛ حرب بين الإسلام وإسرائيل

د. فايز أبو شمالة
هل تصدق أن رئيس وزراء تركيا "رجب طيب أردوغان" لا يرتجف فؤاده إذا صافح أي شخصية يهودية إسرائيلية؟ وهل تصدق أن "أحمدي نجاد" لا يبصر الدم الطري يشر من أصابع إسرائيل؟ وهل يصدق إنسانٌ أن مسلماً يقف بين يدي الله في صلاة الفجر، أو في صلاة العصر، ولا يذرف دمعة الغضب على ما حل بغزة من ذبح ودمار؟ وهل يصدق عاقلٌ أن مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؛ يضع يده في يد الإسرائيلي الذي يغتصب فلسطين، ويقتل أهلها، ويحاصر غزة، ويظل على دين الإسلام؛ ما لم يطهر روحه، ويغسل نفسه من رجس القتلة، ويصلي ركعتين كفارة عن لقاء الإسرائيليين؟
ليقل العلمانيون ما يحلو لهم، وليمضغ الشيوعيون الكلام إلى آخر المدى، فالذي يجري على أرض فلسطين هو حرب بين يهود إسرائيل والإسلام، شاء اليسار العلمانيُّ أم أبى، ولا تفسير آخر لهذه الحرب التي بدأت منذ رفع اليهود رأسهم، وتآلف شملهم، واغتصبوا أرض فلسطين تحت غطاء ديني محض، تم إخفاؤه في البداية، وتسويقه بأفكار شتى، وبالمسكنة، وبحاجة اليهود إلى وطن يخلصهم من الشتات، والعذاب، والمجازر، فوقف مخدوعاً إلى جانبهم، أو مؤتمراً بأمرهم، أو متآمراً معهم، الكثير من قيادات العالم، إلى أن بدأت تنكشف لعامة الناس حقيقة الدولة التي يصر اليهود أن تكون يهودية، ولا تقف أطماعها، وأحلامها على حدود أرض فلسطين، وإنما تهدف إلى التحليق بالتعاليم اليهودية في فضاء الكرة الأرضية، بجناحي الكتابين المقدسين لدى اليهود؛ كتاب "التناخ" و"كتاب التلمود".
لذا، لم يكذب "نتانياهو" وهو يقول: إن تركيا تتجه صوب إيران، والعالم الإسلامي، الأمر الذي يقلق تل أبيب كثيراً، ولم يكذب وهو يقول: إن توجه تركيا إلى العالم الإسلامي جاء قبل الحرب على غزة. ولم يكذب وهو يقول: إن الغرب قد فقد دولتين حليفتين، هما تركيا، وإيران. ولكن "نتانياهو" يكذب عندما يقول: إن التوجه التركي إلى العالم الإسلامي نابع من إغلاق أوروبا الباب أمام أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. يكذب، لأن هنالك أسباباً أخرى؛ فتركيا مكانها البلاد الإسلامية، ومكانتها في الإسلام، والأتراك مسلمون، ولا يقبل مسلم أن يكون عوناً لإسرائيل ضد المسلمين في غزة، وفي فلسطين.
إن من يحسب أن غزة تقف بمفردها في مواجهة إسرائيل فقد وقع في ضلال مبين، لأن غزة رأس حربة، مقبضها في تركيا، وتشحذ في سوريا، وتبرى في إيران، وتلمع في ماليزيا، ولبنان. غزة في كل حنجرة تردد كلام الله، وفي كل أرض عربية ترفض الطغيان.
fshamala@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: