الخميس، يناير 28، 2010

والد الشهيد " أبانوب " تتساقط دموعه .... وهو يردد " أنا خايف ... من يحمينى

مجدى نجيب وهبة

* فى ذكرى تأبين ضحايا وشهداء الغدر والكراهية بنجع حمادى والذى نظمه " منتدى الشرق الأوسط للحريات " تحت رعاية الكاتب والناشط الحقوقى الأستاذ مجدى خليل مساء يوم 27 يناير 2010 ، كنت ضمن المدعويين للمشاركة فى هذه الذكرى الأليمة ... جموع غفيرة وحشد غير مسبوق .. ورغم ضيق المكان إلا أن هذه الجموع والأطياف البشرية أصرت على المشاركة ... القلوب موجعة والدموع تحجرت فى العيون حشد من الأقباط والمسلمين بل دعونا من هذه الكلمة لنقول حشد من المصريين حضروا جميعاً للتنديد بالتطرف والإرهاب الذى علينا أن نعترف أنه نجح فى التوغل والسيطرة على صعيد مصر بالكامل !!! ... حشد إعلامى وجماهيرى فقد أحس أبناء الوطن بالخطر القادم وسرطان الإرهاب ليلتهم الجميع .


* كان من الحضور والد الشهيد أبانوب كمال ناشد ومعه نخبة من أبناء مركز نجع حمادى ، كما كان ضمن الحضور بعض من أقباط المهجر والسياسيين ورجال الدين والإعلاميين ، وبدأ المؤتمر ببعض كلمات التأبين من السادة الحاضرين والتى تلخصت فى المطالبة بمحاكمة المسئولين عن هذه المذبحة القذرة وليست محاكمة الكمونى وحده .. ثم تقدم والد الشهيد أبانوب لإلقاء كلمته .. كان الرجل القوى والمتماسك والذى قطع مئات الكيلومترات غير متصوراً أن يقف مثل هذا الموقف العصيب الذى لم يعتاده أبناء الصعيد ..


* كان والد الشهيد يعتقد أنه سيوجه شكر لهذه الجموع الغفيرة التى حضرت خصيصاً لتعزيته ومواساته هو وجميع أسر الضحايا ثم يعود إلى بلدته ، ولكن ما أن جلس والد الشهيد أبانوب إلا وإنهار وتحول إلى البكاء كالأطفال .. منظر قد تعجز الأقلام عن وصفه أو الحديث عنه ، وليت الأب إكتفى بالبكاء للتعبير عن حزنه العميق وحجم المصاب ولكن المفاجأة أن يصرخ فى الجموع بينما دموعه تتساقط " أنا خايف " ... ظل يردد " أنا خايف .... يمكن ماروحش بيتى ويقبضوا علىّ أو حد يقتلنى ... أرجوكم إحمونى " ومن خلال دموعه التى أبكت الجميع صرخ بأعلى صوته مناشداً رئيس الدولة بحمايته !!!! .


* فلاح بسيط ولد من نبت هذه الأرض الطيبة رواها بالعرق والدم ورغم هالات الحزن التى عبرت عنها قسمات وجهه إلا أن ملامحه السمراء التى شربت من ماء النيل طبعت فى وجهه صورة الأرض الطيبة والنهر الخالد لترسم صورة صافية من أجمل معانى الحب والتسامح .... قطع والد الشهيد مئات الكيلومترات هو وبعض أبناء عشيرته وأصدقائه لكى يعزينا ونعزيهم ... صرخ وسط الجموع وهو يردد " أنا خايف ... أريد الحماية " ... الأب يفقد إبنه فى ليلة عيد الميلاد وهو يحكى وسط دموعه أنا اللى قتلت إبنى ... لقد طلبت منه الذهاب إلى الكنيسة والعودة لكى نجلس جميعا حول المائدة لتناول إفطار العيد عقب خروج الكنيسة وبينما أنا جالس إذ بأخى يقول لى " أبانوب غرقان فى دمه " ... ماذا أفعل .... ماذا أفعل وأنا مريض وأتعالج من فيروس مدمر !!!!!!! ... وبعد أربعين يوم يحضر إلى القاهرة فى حفل تأبين روح هؤلاء الشهداء ، ليطلب الحماية وهو يبحث فى عيون الحاضرين ويصرخ من يحمينا !! ...

كل ذلك يحدث رغم ما قيل عقب الأحداث وما صرح به محافظ قنا والقيادات السياسية ونائب الدائرة عبد الرحيم الغول ومسئول الكنيسة الأنبا كيرلس ووصف الحالة الأمنية والتأخى بين أبناء الوطن بالإستقرار ... والتسابق فى القبلات والأحضان الزائفة .. فهل صرخة الأب الملكوم والبائس والمجروح لم تصل إلى أذن السيد المحافظ ونيافة الأنبا كيرلس والنائب الغول الذين صرحوا جميعاً بالحياة الوردية وتقابلوا بالأحضان حول نعوش الضحايا الذين أريقت دمائهم ، ظل يرددون وهم يضللون العالم كله بصورة غير حقيقية بل ومزيفة بتلك الحياة التى ينعم بها نجع حمادى بل أن المحافظ أكد أنه رغم الجريمة البشعة التى حدثت فى ليلة عيد الميلاد المجيد .. إلا أن محافظة قنا ستظل نموذجاً يحتذى به فى الوحدة الوطنية والمحبة والأخاء بين أبنائها ونتساءل أى نموذج تتحدث عنه أيها المحافظ هل تتحدث عن علاقة المحبة التى تربط بين الإخوة المسلمين والأقباط منذ عدة قرون عديدة والتى لا تحتاج إلى أمثالك لتتغنى بها فهى باقية سوى رغب الحاقدين أو لم يرغبوا .


* هذه النماذج الوطنية موجودة فى كل قرى ونجوع ومحافظات المحروسة ... ولكنك تجاهلت أنت وقافلتك الميمونة التى تجوب بها القرى والنجوع فى حراسة مدير الأمن وبعض قيادات أمن الدولة وسط تهليل وترحيب المنافقين والمضللين من القيادات الإرهابية والمتسرطنة فى الصعيد وهى التى تحرك الغوغاء والصبية والمشردين وأرباب السوابق أمثال الكمونى ... تجاهلتم هذه الأصابع التى أنتم أول من تعرفونها قد يكونوا أعضاء فى مجلس الشعب أو بعض القيادات الأمنية التى أدمنت وتشربت من الفكر السلفى للإرهاب من فكر بن لادن وحسن نصرالله وحكم طالبان وتوجيهات إيران والتوغل الشيعى .... تجاهلت أنت ونيافة الأنبا كيرلس بالتواطؤ مع الأمن المنبطح بمحافظة قنا وبعض دعاة الفتنة الموالين للإخوان والإرهاب ... من دعاة المنابر بالجوامع وفى الزوايا والحوارى وفى مراكز الشباب وتركتوا كل هؤلاء الكلاب لتنهش فى جسد الوطن وتشبثتم بكرسى الحكم دون أن تراعوا القسم الذى أقسمتموه أن أدافع عن أبناء هذا الوطن ...


* قطع الأب الملكوم مئات الكيلومترات ليصرخ من الفزع وسط دموعه " أنا خايف ... أنا باطلب الحماية " حتى جعل الحاضرين يتساءلون أى ذنب إرتكبه هذا الأب حتى يفقد إبنه ثم يظل مرعوباً وتساءل الجميع من الذى يهدده ... هل الغول أم أمنا الغولة أم هؤلاء السفلة المأجورين .


* حكى الأب الملكوم ما لا يمكن تصديقه ... لم أصدق ما يقوله أبو الشهيد وسط دموعه ... قال : " وصلت السخرية فى المركز أنه يتم تقسيم بيوت ومنازل الأقباط ونحن مازلنا نعيش فيها فمثلاً فى حوار بلطجى مع صديقه أنا سوف أحصل على منزل أبو حنا يرد الأخر ليقول له دع هذا المنزل لى فأنا لى ثلاث أبناء وزوجة ، خد إنت منزل أبو مينا " وهكذا يستمر هذا الحوار البذئ أمام الأقباط دون خجل أو خوف من المساءلة وهو ما جعلنا نتساءل كيف وصلنا إلى تلك المرحلة وكيف ترك الأمن والدولة الحبل على الغارب لهذه القلة الفاجرة ثم نعود ونطالب الجميع بالتروى والتمهل .. هذا وقد خرجت بعض الأقلام تطالب المسئولين بالموقف الجاد والحاسم عقب تلك الأحداث لوضع حد لها ورغم مرور أربعون يوماً على هذه المذبحة إلا أنه وجدنا أنه لم يتغير شيئاً وأن الإرهاب لم يعد يخجل مما يفعل فهل هذه الوقفة الجادة التى تتحدثون عنها وترفضون أى إدانة لتلك الأحداث الإرهابية أعطت الذريعة لهؤلاء ليقول البعض عقب كل ما يحدث أن هذا هو شأن داخلى فى محاولة لغلق الملف لصالح الإرهابيين كما نشر بعض السادة المسئولين أننا لا نسمح لأى أحد أن يتدخل في شئوننا حتى ولو كان المقصد هو ردع تلك العمليات الإجرامية فإذا لم يكن كذلك فماذا يكون ولماذا قطع هذا الأب المجروح كل هذه الكيلومترات ليذرف الدموع كالأطفال ويصرخ ويقول أنا خايف

* أين هذه الوقفة الجادة والصريحة مع النفس ونحن نشاهد تقسيم منازل الأقباط بين السفلة والمأجورين وهم يستعدون لطردهم منها عقب إفتعال أى حادث إرهابى أمام بعض الأجهزة الأمنية والشرطة ... يكفى أن تتهم أى فتاة سافلة شاب مسيحى بإغتصابها لتتحرك هذه المجموعات الغوغائية بصورة ليست عشوائية بل منظمة ، وهذا يعنى الإتفاق المسبق على الجريمة والإستعداد للهجوم والتى تبدأ بضرب كل شخص مسيحى يقابلونه فى الشارع أمامهم سواء كان رجلاً أو إمرأة أو شاباً أو فتاة وتقود هذه الحملات الصبية والمتسولين مع ترديد هتافات إسلامية ... إسلامية حتى ينضم إليهم راغبى السرقة والإجرام وكأنهم يقومون بغزوة إسلامية جديدة ... فتكون هى الزريعة لإقتحام جميع المحلات التجارية الخاصة بجميع المسيحيين لتكسيرها وسرقتها ولا يتركوها إلا بعد أن تكون فارغة تماماً ثم بعد ذلك إشعال النيران فيها


* كل هذه السيناريوهات البغيضة قد تكررت فى أكثر من واقعة بنفس الأسلوب وإن تغيرت المبررات ويحدث على مرأى ومسمع من قوات الأمن والشرطة المصرية التى تحصل على رواتبها من دافعى الضرائب من الأقباط التى تنهب أموالهم ... وللأسف فموقف الشرطة واضح ولم يتغير منذ أحداث الكشح فهى تترك الغوغاء يقومون بأعمال السلب والنهب ، بل وتفسح لهم الطريق للهروب بالغنائم دون أدنى إعتراض ... مما دفع بعض الغوغاء للإعتراف بأن الشرطة والأمن يقوموا بحمايتهم وكأنهم ما يقومون به هو عمل شرعى وقانونى يوافق عليه الإسلام والدولة ، وهو ما ينطبق عليه الأحداث الأخيرة التى حدثت فى فرشوط ، بل والمصيبة التى تعودنا عليها أن يساق المجنى عليهم إلى جهاز أمن الدولة مكبلين بالأغلال مثلهم مثل المجرمين ويتم إيداعهم فى الحجز هم وبعض البلطجية ... ثم يبدأ الفصل الأخير بمساومة الأقباط والتنازل عن البلاغ المقدم منهم من سرقة أو إعتداء أو إهانة فى مقابل غلق الملف والإفراج عنهم ، وهو ما يضطر المجنى عليهم قبوله للهروب من الإهانة والضرب المبرح والحجز داخل أقسام الشرطة وبعد كل ذلك يخرج علينا محافظ قنا وأسقفها المبجل ونائبها الغول ليصدروا بيانات فيشينكية بأن كل شئ تمام التمام ... وفى سياق أخر يواصل البعض الهجوم على أقباط المهجر بصفتهم غرباء على الوطن ولا يمتون لأقباط مصر بصلة وإتهامهم بالخيانة العظمى .


* ومن المضحكات المبكيات ما يقوله أبو الشهيد أبانوب حيث إغتصب المدعو أسامة عباس منزل بولس مينا عبد الشهيد بمركز نجع حمادى الذى يقيم فيه فقد خرج الأخير من منزله لقضاء بعض الحاجات وعند العودة وجد المغتصب قد إحتل المنزل بما فيه ولأن صاحب المنزل يعلم ما سوف يتعرض له فى حالة اللجوء إلى العنف فقد كان أكثر حكمة وتروى بالذهاب إلى القضاء وقدم دعواه التى شملت المستندات الدالة على صحة أقواله وظلت القضية تتداول فى المحاكم منذ عام 2006 حتى حصل الشاكى على حكم قضائى رقم 50 لسنة 2007 حيث صدر الحكم فى 31/10/2007... ونحن الأن فى بداية عام 2010 ويعجز المدعى بتنفيذ الحكم القضائى حتى الأن بإستلام شقته وطرد المغتصب بل ومن المضحك أنه حتى تلك اللحظة يسدد المطرود القيمة الإيجارية للعقار ولا يجد من يحميه لتنفيذ الحكم القضائى الصادر .. فى الوقت الذى تزيل فيه أبراج بزعم عدم حصولها على تراخيص من الجهات المختصة رغم أن هذه الجهات هى التى تترك أصحاب العقارات دون إكتراث ببنائها حتى ترتفع وتنتهى عمليات البناء للمبنى ثم تمليكه أو تأجيره ثم بعد ذلك تقوم حملة من الأشاوس لإزالة هذه الأبراج تنفيذاً لقرار السيد المحافظ... أما فى حالتنا فيعجز السيد محافظ قنا عن تنفيذ قرار محكمة وليس قرار إدارى بتمكين مواطن مسيحى من العودة إلى شقته ، بينما هو يهرول لحضور جلسات مجلس الشعب الموقر للإدلاء بالبيانات الحنجورية وسط تصفيق حاد من المضللين والمنافقين ، بينما يهاجم المجلس النائبة جورجيت قلينى لأنها تجرأت لتدافع عن الأقباط والحقيقة ...


* " أنا خايف .. أريد الحماية " ... صرخة الأب نداء نتوجه به السيد رئيس الدولة الذى أدان الإرهاب فى خطابه الأخير بالإحتفال بعيد الشرطة .


* " أنا خايف .. أريد الحماية " ... صرخة الأب نتوجه بها إلى كل شرفاء مصر لرفع الظلم فوراً عن هؤلاء المطحونين ومحاسبة المسئولين فى محافظة قنا .

* " أنا خايف .. أريد الحماية " ... صرخة الأب نتوجه بها إلى قداسة البابا لمحاسبة نيافة الأنبا كيرلس فهو بتكذيب ما قاله أتاح فرصة لخروج رؤوس الأفاعى من جحورها لمهاجمة أقباط مصر والوقوف بجانب هؤلاء المرتزقين والسفلة والمأجورين وطمس الحقيقة .

* " أنا خايف .. أريد الحماية " ... صرخة الأب نتوجه بها إلى كافة دول العالم .. لعدم غلق هذا الملف فقد أطلقت هذه الصرخة بعد الأحداث الدامية بـ 20 يوماً ولم يتغير شيئاً بل مازالت الإهانات والجروح مستمرة .. وليس لنا سوى كلمة أخيرة ....... مصر إلى أين .



رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد

Email: elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: