الاثنين، يناير 25، 2010

رد على حسني مبارك

عمر موسى

بعد أن أشبعتنا وسائل إعلامك بكافة أنواع الذم والتهجم والهرطقات والبلطجيات، نراك اليوم أيها العجوز المتصابي تستجمع ما تبقى لك من قوىً متهالكة وتحاول الظهور بمظهر الماسك لنفسه وللحكم وتطلق حملة من حملات الترويج ضد المجاهدين من أبناء فلسطين. فتقول إن حماس لم تقاوم ولم تصل إلى حل. هذا كلام أجوف لا ينطلي على عاقل. فكيف تستطيع حماس أن تستمر في المقاومة وشريان حياتها مضغوط عليه من قبل شقيقها الأكبر؟ أليست مصر هي الشقيق الأكبر؟

إضافة إلى العديد من التحاليل والآراء والإثباتات التي نمتلكها في حق الشقيقة الأكبر وحرصها على مرضاة إسرائيل، فإنني أود أن أعيد عليكم كتابة ما كتبته عام 2003 حيث كنت أتساءل عمّا يمكن أن يفعله العاقلون من حكام العرب. أرجو أن تقرأه بإمعان وأن تقول ما هو الجديد الذي أتيت به أيها الهرم المتصابي.

يا أيها العاقلون
أبلغوني بربكم
فلسطين، من تكون؟
يا أيها المجتمعون
هناك في القاهرة
هل سمعتم عن حيٍّ يدعى
بحيِّ الزيتون؟
هل سمعتم بما جرى؟
هل رأيتم ماذا حدث؟
أم أنكم لا تسمعون؟
لكنِّي أظنكم جميعاً متعلّمون
أظنكم جميعاً تقرأون
فهل حاولتم ولو مرة
أن تعيدوا مراجعة مواقفكم
فعساكم تراجعون !!
عساكم مرّة تراجعون.

يا أيها الناس، والقادة والزعماء
يا أيها المجتمعون
أعلمتم أن هناك شعباً يُذبحُ
وأن الناس بالعشراتِ يهلكون؟
هل شاهدتم المجازر في حيِّ الزيتون
في الشجاعية، وفي بيت حانون؟
أظنَّ أن هذه الأسماء معروفة لديكم
لكنكم عن واقع حالها لا تعلمون.
اثنا عشر شهيداً سقطوا
وعشرات الجرحى بدمائهم يسبحون
خمسونَ ورشةً باليوم الواحد يهدمون
أسواقُ المخيم مدمّرةٌ
بيوت السكانِ محروقةٌ
ومقابر الشهداءِ يبعثرون
فبأيِّ لسانٍ عساكم غداً تتحدثون؟
لسنا بحاجةٍ إلى بصّارة
ولسنا بحاجةٍ إلى برّاجةٍ
فقد كذَّبَ المنجمون
فنحن نعلم علم اليقين
حقيقة السبب ولماذا أنتم تجتمعون....

قولوا لمن يدّعون عقلانيةً
أو من يبحثونَ عن مكان لهم
في سراديب الوهم الأمريكي
أو أوهام بني صهيون
أنهم مخدوعون، مخدوعون.
فهم لا يفهمون العقلانية
ولا يقبلون المنبطحينَ
ولا من يحزنون ....
لا يفهمون سوى القتل، الإجرام
لأنهم منذ باكورة وجودهم على أرضنا
إرهابيونَ ينتخبون إرهابيون
ومجرمونَ يتبعهم المجرمون
يا أيها العاقلون المتزنون
يا أيها الزعماء والقادة
ها أنتم لنداء القاهرة تلبّون
فهل تعلمُ القاهرةُ شيئاً عن حيِّ الزيتون؟
هل ترى قوافلَ الشهداءِ
وآثار الدمارِ يخلّفها جيشُ شارون؟

بلّغوا القاهرة من شعبي سلامهُ
بلّغوا الأمة جميعها من شعبي نداءهُ
بلّغوا العالمَ أيها المسالمون
أننا شعبٌ يرفضَ الذلَّ
وأننا جميعنا منتفضون
بالحجارةِ، بالصرخةِ، بالقبضة مقاومون
على الاحتلال، على الإرهاب
على سلب الأرض
على انتهاك العرضِ
على الاستسلام نحنُ جميعنا، ثائرون

يا من أنتم في القاهرة اليوم تجتمعون
يا من في أفخم الفنادق أنتم نازلون
عن ماذا أنتم اليوم تتحدثون؟
أتتحدثونَ عن وقف الانتفاضةِ
أم عن استسلام شعبٍ ثائرٍ
أم عن حلٍّ قريبٍ أنتم بهِ موعودون؟
كلاّ. وربُّ الكعبةِ إنكم لموهومون
نعم. أنتم بوعود شارون مخدوعون
أربعةٌ وخمسونَ عاما على وجودهم
وهم في طريق الإجرام سائرون
فكيفَ أنتم اليوم بهم تؤمنون؟
أو أنكم بادعاءاتهم تصدقون؟
أنسيتم ما فعلوا وما زالوا يفعلون؟

من فلسطين نوجّه النداء
فهلْ هناكَ من يسمعون؟
غزّةَ تعانقُ بغدادَ
والقدسُ عنها لا تتغافلون
إليكم أيها العربُ نداءنا
وليسمعهُ العالمُ، مسلمون أم مسيحيون
نحنُ أصحابُ الأرضِ
نحنُ أصحابُ الحقِّ
عن استقلالنا لا نتراجعُ
وإن كانَ هناكَ متخاذلون
وإن كانَ البعضُ خائفينَ
فنحنُ لسنا خائفون
هذه الأرض لنا
هذه هي قدسنا
ونحنُ إليها راجعون
نحنُ إليها راجعون ........

ليست هناك تعليقات: