الاثنين، يناير 11، 2010

الانتفاضة السلمية والمقاومة السلمية

د. أفنان القاسم

باريس

نحو مؤتمر بال فلسطيني (24)

يرى بعض الملاحظين السياسيين أن العام 2010 سيشهد حروبا وزلازل وأحداثا جسيمة في فلسطين والعالم العربي والعالم الإسلامي محورها، وهم لا يرون فلسطينيا أن عدم الإنهاء على حماس يخدم المخطط الإسرائيلي في عدم الوصول إلى حل، ولا يرون عربيا أن عدم الإنهاء على حزب الله يكرس الأمر الواقع على الحدود الهادئة هدوء خلية خالية من نحلها، وعلى أي حال المقاومة بالنسبة لحزب الله ورقة لعبها ليكون طرفا في السلطة، وهو الآن طرفا من أطرافها، ولا يرون إسلاميا أن عدم الإنهاء على إيران يخلخل موازين القوى ويضعف هذه القوى ليبقى الخليج وباب المندب وبحر الصومال وكل المحيط الهندي تحت سيطرة الأساطيل الغربية والغاية محاصرة الهند والصين بحرا –دولتان عظميان منبثقتان- بعد أن تم حصارهما في أفغانستان برا، وعلى أي حال قوة إيران النووية مستحيلة بشهادة من يعرف إيران أكثر من كل الناس، البرادعي. وشخصيا أرى على عكس كل مدبجي المقالات المتشائمة منها والمتفائلة أن المقاومة يمكن أن تكون سلمية وفي نفس الوقت حاسمة، وأن الانتفاضة يمكن أن تكون سلمية وفي نفس الوقت فعالة، فالعنف على الطريقة الحماساوية لا يعني المقاومة، العنف على طريقة الإخوان المسلمين هو من أجل أسلمة المجتمع وتجذيره، وذلك للتسلط باسم الله والسيطرة، واللاعنف في السياق الفلسطيني يصبح الطريقة الوحيدة للخلاص من تسلط حماس وسيطرة فتح قبل الخلاص من المحتل الإسرائيلي لأن الانتفاضة السلمية هي انتفاضة أولا وقبل كل شيء ضد ذوي القربى والتحرر من ربقتهم. يقول مارتن لوثر كنج: "اللاعنف سلاح قوي وعادل يقطع دون أن يجرح ويرفع الإنسان الذي في يده هذا السلاح إلى درجة النبل، إنه سيف يبرئ ويشفي".

المقاومة السلمية، الانتفاضة السلمية، وإن أردت اللاعنف فلسفة ووسيلة، يقاوم اللاعدالة، وماذا أكثر من الاحتلالين الفلسطيني والإسرائيلي ظلما وجورا.

المقاومة السلمية، الانتفاضة السلمية، وإن شئت اللاعنف فلسفة ووسيلة، يرهف حس الرأي العام أكثر بكثير مما يرهفه الطفل والحجر، من أجل الضغط على الخصم ليفاوض.

المقاومة السلمية، الانتفاضة السلمية، وإن شئت اللاعنف فلسفة ووسيلة، يمنع المحتل من ممارسة العنف على العزل من الناس لئلا يبدو في عين الرأي العام مخاتلا وجبانا.

المقاومة السلمية، الانتفاضة السلمية، وإن شئت اللاعنف فلسفة ووسيلة، تقوم عليه كل الديانات وكل الفلسفات وكل القيم الإنسانية، بينه وبيننا خطوة واحدة علينا اليوم الآن هذه الساعة واجب أن نقطعها.

www.parisjerusalem.net



ليست هناك تعليقات: