الثلاثاء، يناير 19، 2010

إستراتيجية فتح الجديدة

حسام الدجني

أعلنت حركة فتح على لسان ناطقها الإعلامي الدكتور جمال نزال أن الحركة قررت تشكيل لجنة ستعمل بشكل عاجل على وضع إستراتيجية لعودة غزة للشرعية من خلال دراسة آليات مختلفة للوصول إلى هذا الهدف حسب قوله.
وأضاف نزال إلى أن الاستراتيجيه الجديدة هي لكيفية استعادة غزة إلى الشرعية عن طريق الحوار بشكل أساسي، ولكن على أن لا يبقى الحوار هو الطريقة الوحيدة".
واستكمل السيد نزال حديثه أن قرارين قد اتخذا بهذا الخصوص أحدهما يعنى بتوفير أسباب الصمود ووسائل الدعم لأبناء قطاع غزة، والآخر بوضع رؤية إستراتيجية لتجريد سلطة "الانقلاب" من كافة أشكال "الفيتو" على المصالحة وعودة الشرعية إلى قطاع غزة، حسب قوله.
في قراءة سياسية لتصريحات نزال وإستراتيجية حركة فتح الجديدة، فإنها تحمل سيناريوهات مختلفة:
السيناريو الأول:
الضغط على حركة حماس للتوقيع على ورقة المصالحة المصرية وهنا تكون عودة فتح إلى غزة عبر الحوار والتوافق الوطني، وهو أمر مرحب فيه فلسطينياً.
السيناريو الثاني:
انسجام رؤية حركة فتح مع بعض الرؤى الإقليمية والدولية في المنطقة والتي مفادها استئصال حركة حماس عبر تشديد الحصار وضرب حماس من الداخل عبر صناعة الأزمات وإثارة القلاقل والفوضى في قطاع غزة، بهدف استنزاف حماس وحكومتها.


السيناريو الثالث:
إعادة تفعيل تنظيم فتح في قطاع غزة وإعادة تشكيلاته العسكرية والتعبوية والثقافية والاجتماعية والنقابية بما يتلاءم مع مقررات المؤتمر السادس.
السيناريو الرابع:
رفع الروح المعنوية والنفسية عند أعضاء التنظيم، من خلال اهتمام المجلس الثوري واللجنة المركزية في شؤون قطاع غزة.

قد لا يخرج تصريح الدكتور نزال عن السيناريوهات السابقة، ولكن مكمن الخطورة يتمثل في أي من السيناريوهات قد تلجأ حركة فتح في المرحلة المقبلة وما هي تداعيات هكذا خطوة على تنظيم فتح في قطاع غزة وعلى المشروع الوطني برمته.
إن أقصر الطرق لاستعادة قطاع غزة بالنسبة لفتح، أو استعادة الضفة بالنسبة لحماس هي في المصالحة الوطنية والشراكة السياسية، وعبر الحوار الوطني، لان مزيداً من الاقتتال تعني مزيداً من تدمير المشروع الوطني، لذا نتمنى ككتاب ومثقفين على حركة فتح أن يكون الحوار ولا بديل عن الحوار هو مسارها السياسي في المرحلة المقبلة لان غير ذلك قد يدفع فاتورته أهالي غزة وأبناء فتح في القطاع، وقد تمتد تداعياته لتصل إلى الضفة الفلسطينية، وما لذلك من تأثيرات على القضية وعلى النظام السياسي الفلسطيني.

كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com


ليست هناك تعليقات: