الثلاثاء، يناير 26، 2010

هل يتعانق المصريون والجزائريون في لقاء الخميس؟

محمد فوزي عبد الحي

الجزائر، نبتة برية من الحب الإسلامي والعصبي زرعتها في قلبي كلمات الراحل الشيخ محمد الغزالي وكلمات العلامة الدكتور القرضاوي، لا أتذكر متى أحببت الجزائر غير أنني ما إن عرفت معنى الحب حتى وجدتني محبا للتراب العربي وخاصة جزائر الدم والشهداء، ولو هناك مكان أتمنى زيارته في العالم العربي فهو الجزائر، ليس هذا الحب غريبا على الشارع المصري والمواطن المصري فكم تألمت قلوب مصر مع كل عملية إجرامية كانت تحصد أرواح إخوانهم في الجزائر في حقبة التسعينات وحتى اليوم.
إن ما حدث في أم درمان زوبعة عارضة، اتخذ منها أعداء العروبة والإسلام وترا لشق الصف العربي وتعتيم الرؤية لدى الأجيال الناشئة التي أنهكتها غياهب الحاضر وترقب المستقبل عن قراءة تاريخ الأمة ومعرفة شريك الدم وساكن الخندق في العاشر من رمضان من العدو الغادر الذي يتلمظ غيظا من كل خطوة تقرب بين الأشقاء.
ما جرى كانت حربا تبارى فيها المنتفعون الانتهازيون على الضفتين، في إثبات وطنية موهومة تتلفع بألسنة حداد صوبوها نحو نحر العروبة والإسلام - وهم في الغالب من أعداء مصر والجزائر الداخليين ومن مساندي الدكتاتورية، ومن أعداء العربية لسانا ولحما ودما ودينا، كما ينتمون إلى حزب ابن أبي اللعين الذي يسرقنا ويهيننا ويخلّفنا باسم الشعب وباسم الوطنية وباسم الأمن وحفظ النظام!!
إذا كان كثير من الدعاة المصريين والجزائريين قد عبروا عن أسفهم لما جرى وحاولوا تطويق الفيروس الفضائي، وبكتيريا الغروب العربي، وجراثيم ميّت فهيه، وسفاسف إسفين تلمودي، فقد حان الوقت لمنتخب الساجدين المصري الذي أشاع السجود في ملاعب الدنيا وقال للعالم كله إن غزة في القلب وستبقى في القلب، آن لمنتخب الساجدين أن يضم أحفاد الشهداء إلى صدره كما فعل دائما وآن لأبناء رابح الذين نكن لهم كل الحب والاحترام - ولا أكره إلا تصريحاتهم بالفرنسية حيث أريدها عربية كألوانهم وأرواحهم وإيمانهم- أن يلتحموا في أمسية عربية مع أبناء الكنانة يبدءونها بالعناق والحب ويعزفونها باللعب النظيف والروح المسلمة التي تنبثق أصالة من رحم الحب "أوثق عرى الإيمان الحب في الله"، وتتصل في كل لحظاتها بالحب المتعدي قبل اللازم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
لتكن أمسية الخميس القادم دعوة مفتوحة لقراءة الشخصية العربية المسلمة الحقيقية التي قضى الغزالي سنوات غالية من عمره ليعيد زراعتها في الجزائر، جزائر المرابطين والموحدين، جزائر الأمير عبد القادر، سبط النبي، جزائر عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء المسلمين، جزائر مالك بن نبي، الظاهرة العربية التي كتبت الظاهرة القرآنية.
وإذا كانت الجزائر المسلمة قد أخرجت أمثال هؤلاء العظماء وهي تعاني الاحتلال الفرنسي فمن المخجل أن تنبري لمعاداة رفيقة دربها وشقيقة قلبها مصر الكنانة وهي حرة مستقلة، إننا ندعو إلى لقاء حب، وعناق تاريخ، واستبطان جديد للحظات تاريخية فارقة عشناها معا ولحظات عديدة، تحوم من بعيد ومن قريب، ينتظر العرب والمسلمون جميعا أن نقف فيها معا، لتكن أمسية عربية إسلامية خاصة في الخميس المقبل بين منتخب الساجدين المصري ومنتخب أحفاد الشهداء الجزائري.
إنها أمنية كثيرين من العرب والمسلمين والمصريين والجزائرييين بيد أنك لا تسمع صوتهم عاليا ضرورة استمرار المؤامرة على الدم العربي والمصير الواحد والوحدة الضائعة، ولكن أملنا في أبناء شحاته ورابح كبير، وهم فوق ما جرى وأكبر بكثير مما نرى!!
مباراة ماتعة في لقاء الخميس أتمنى أن ينتصر فيها من يستطيع انتزاع الكأس في المباراة النهائية، ورفعها عاليا مع العلم الفلسطيني الجريح، وإهدائها إلى أطفال غزة المحاصرين بين محيط عربي ساكن أشبه بالأموات ونظام دولي جاهل لا تحركه إلا مصالح ومنافع تجار النفط والسلاح وأروقة الإمبريالية والصهيونية حول العالم.
كاتب مصري
Faqeeh2life@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: