الأربعاء، يناير 13، 2010

الحرب على الإرهاب أم الحرب على الإسلام

حسام الدجني

بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر والتي نفذها تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة الأمريكية، خرج الرئيس المنصرف جورج بوش، ليعلن إستراتيجية إدارته لمحاربة الإرهاب الدولي، حتى أصبحت مكافحة الإرهاب على سلم أولويات دول العالم، وغزت قوات الحلفاء العراق وأفغانستان وباكستان، وضربت السودان والصومال تحت ذرائع محاربة الإرهاب، واستخدمت الإدارة الأمريكية كل أدواتها في المنطقة من أجل تحقيق هذا الهدف، وبعد أن سيطرت الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان، اصطنعت الفوضى الخلاقة في فلسطين والتي نعاني اليوم من تداعياتها، وأيضاً تلعب اليوم في الساحة الإيرانية عبر إنهاك إيران من الداخل وضربها عسكرياً من الخارج، واليوم تستعد للدخول إلى اليمن من أجل نفس الهدف، والسؤال المطروح هل الإدارة الأمريكية وحلفائها تحارب الإسلام والأنظمة الإسلامية أم تحارب الإرهاب؟
إذا كانت تحارب الإرهاب فالعرب والمسلمون معها ولكن ما هو تعريف الإدارة الأمريكية للإرهاب؟ وأين تقع إسرائيل من ذلك؟ وما موقف الإدارة الأمريكية من الإرهاب المسيحي أو الشيوعي أو العلماني؟
بالتأكيد الحرب على الإرهاب هي تجميل للمصطلح، وإضفاء شرعية له، لان الحرب على الإسلام قد تلقى معارضة من بعض دول الحلفاء، أو من بعض الأنظمة العربية والإسلامية الحليفة للولايات المتحدة، وقد تحرج هذه الأنظمة في محاربتها للحركات الإسلامية، وما يؤكد ذلك تصريح الرئيس المنصرف جورج بوش عندما أعلنها حرباً صليبية.
وأدلل على ما أقول في النموذج الفلسطيني فيما يلي:
1- إدراج حماس والجهاد الإسلامي ضمن قوائم الحركات الإرهابية وذلك لممارستهم المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، ولم يدرج أي فصيل فلسطيني علماني أو يساري ضمن هذه القوائم (وهذا ما لا نتمناه لان المقاومة حق مشروع لشعب محتل) على الرغم من الجميع يمارس العمل المسلح ضد إسرائيل.
2- سلوك حماس المقاوم في قطاع غزة يميل نحو التهدئة مع إسرائيل، ولكن الحصار الدولي ما زال مستمراً، وهذا يؤكد أن الحصار يستهدف فكر وعقيدة ولا يستهدف ممارسة أو سلوك.
3- التركيز على وجود تنظيم القاعدة في قطاع غزة، لتبرير ضرب الحركات الإسلامية المعتدلة كحماس والجهاد الإسلامي، واستمرار الحصار
اللاإنساني على قطاع غزة.
4- ضرب نموذج حكم حماس بعد فوزها بالانتخابات حتى لا تنتقل العدوى إلى دول أخرى مجاورة، والمقصود بالعدوى هي نظام الحكم الإسلامي.

أعتقد أن الحرب على الإرهاب والتي يشارك فيها القاصي والداني هي حرب على الإسلام، وأن الإدارة الأمريكية تصطنع مبررات للتدخل والسيطرة على مقدرات الشعوب العربية والإسلامية، ومن اجل حماية إسرائيل، لان الإسلام يحرم القبول والاعتراف في إسرائيل، وهنا مكمن الخطورة عند الغرب، فإسرائيل هي الكيان الذي يحافظ على مصالح الدول الكبرى.

Hossam555@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: