رامي سليمان الدهشان
تبنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشروع الحوار الفلسطيني, لرأب الصدع ولم الشمل بين الفرقاء , ومنذ البداية دعا قادتها لحوار شامل بعد الحسم العسكري مباشرة في خطوة حاسمة لجسر الهوة بين الإخوة المتخاصمين فتح وحماس .
وصرح خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أكثر من مناسبة أن حركته تريد الحوار وأكد على انه "لا بديل عن الحوار" ؛وأكدت حماس مطالبتها للحوار ليس فقط بعد العدوان الأخير على غزة وإنما بعد عملية الحسم التي حدثت في يونيو 2007.
تجلت تلك المحاور المترابطة بالإغاثة وإعادة الاعمار كمحورين في غاية الأهمية, أما المحور الثالث فهو سياسي ويتعلق في الوصول إلي قواسم مشتركة بين حركتي فتح وحماس عن طريق الحوار الذي يجري في القاهرة.
نذكر أن أبا مازن دعا للحوار قبل الحرب بوقت قصير وقابلته حماس بعدم الحضور لمؤتمر القاهرة وليس مقاطعة الحوار ؛ فقد اعتبرت حماس أن دعوة حركة فتح للحوار مبنية على تحقيق هدف واضح وهو إخراج عباس من مأزق اللاشرعية ليتسنى لحركة فتح التمديد لولايته الرئاسية وليتم وضع حماس في خانة اليك .
فقوبلت حركة حماس ومعها الشعب الفلسطيني في غزة بالحرب الضروس, قادها المنصرف أولمرت ولم يفلح ؛ وأدعيَ بأن سبب العدوان على القطاع (شماعة الانقسام) التي يعلق عليها العرب أسباب تخاذلهم.
لكن بعد النصر ,تعالت الأصوات للعودة لطاولة الحوار ,ومن البديهي أن حماس تشاورت فيما بينها وطرحت تساؤلين ,استثمار النصر والذهاب للحوار ؟,أو استثمار النصر ومقاطعة الحوار ؟.
أجمع كما هو واضح على الخيار الأول , وفي اعتقادي لسببين في غاية الأهمية, إحداهما خارجي والثاني داخلي .
أما الخارجي ؛1) تعاطفت شعوب العالم مع غزة , ومع الحركة المقاتلة على الساحة في مواجهة اعتي قوة في الشرق الأوسط.
2)الدعوات المتكررة للحوار من قبل قادة حماس يجعلنا نعتقد أنها اكبر من أن تخشي الحوار ؛والسبب وراء ذلك هو عدم وجود فلتان وفوضي أمنيين في القطاع ,مما طمأن النظام المصر على أمنه القومي,فدفعه لإبداء استعداده للتعاطي مع الملفات المطروحة ,وللمحافظة على دوره الإقليمي , دون أن يمتلك أوراق ضغط عليها ؛ والشاهد (إلى الآن لم يفرض حلا بالقوة)؛ وليس كما هو الحال في الشطر الثاني من الوطن, بل أيضا وجد الحزب المصري الحاكم صمود ومقاومة وانتصار.
أما الدوافع الداخلية؛ التحليل الواقعي لدعوات حماس للحوار وبالربط بمنهجيتها للتحرير يعطينا مؤشرات واضحة أن مشروعها أكبر من غزة.
فهي ترى أن الضفة تعيش أسوأ مراحلها الدعوية والسياسية والعسكرية ؛إذن لا بد من المصالحة حتى يعاد بناء التنظيم من جديد ؛والتركيز على الإفراج عن المعتقلين من أنصارها في سجون الضفة خير دليل على المشروع الكبير (الضفة الغربية القريبة من الاحتلال), وبالتالي ترى أن مستقبل الصراع في الضفة وليس غزة لأنه أقرب لأراضي ال48م وهذه أولي الخطوات التكتيكية بعد غزة .
والثانية : تكمن في عدم تحملها أعباء أوسلو ,الذي أثقل كواهل تنظيمات عدة ؛ لذا لا تريد إلا حكومة وحدة وطنية بمرجعية دينية تزيل عواقب ومخلفات ذاك الاتفاق.
الثالث:العمل على إسقاط مشروع العملاء ؛ولن ينجح هذا المشروع,إلا من خلال المقاومة المسلحة والتي يجب أن تشمل جميع الأهداف الصهيونية.
لقد اتفق على اللجان الخمس واللقاءات الثنائية ,وتم إرجاء ملف المعتقلين إلي حين الاتفاق والمصالحة ,واشترط أنه لن يتم التوقيع على أي مسوغة اتفاق نهائي إلا بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين.
والملاحظ أن عرقلة إعادة بناء المنظمة والأجهزة الأمنية والمطالبة المتكررة من قبل حركة فتح بالقوة الأمنية المشتركة في غزة فقط, لتفريغ الحكومة في غزة من مضمونها .
والسؤال الأهم, ماذا لو نجح الحوار ,ماذا لو فشل الحوار,ماذا لو استمر,ضمن سيناريو ما بعد الحوار؟
إذا نجح الحوار, فإن حماس ستحقق أكثر من 80% من أهدافها ,وإذا استمر لن تكون سببا في إفشاله,وذلك وفقا للاستبيانات الأخيرة , خاصة أن حركة حماس أمامهما ملفات كثيرة منها :
1)ملف الحصار : ووفقا لمنهاج الحركة على الساحة وتعاطيها مع مجريات الأحداث فإن حركة حماس تمتلك الكثير من أوراق اللعبة السياسية من اجل تحقيق أهدافها.
2)إدارة المقاومة : إدارة سليمة تحافظ على بناء المقاومة بأساليب جديدة لصد أي عدوان ,وهذا ما أكدته الحرب الأخيرة .
3)المراقبة الأمنية : القراءات تتحدث بأن حماس تسعي لتطوير المقاومة دون تعكير لصفوها من عمليات إطلاق صواريخ مدعوة من خارج القطاع ,لتعطي مبررات لإجتياحات متكررة لتحول دون هذا التقدم.
4)المحافظة على القيادة : إيجاد قيادة ظل ,بمعني قيادة بديلة إن كان الوضع الأمني صعب ,وتم الترتيب لذلك سابقا في الحرب .
5)ملف الأسرى : (جلعاد شاليط)سيتم رفع سقف الشروط,ونعتقد أن أولها فتح المعابر .
6)العلاقات الداخلية : توطيد العلاقات الداخلية مع التنظيمان , خاصة التي ساندتها في الحرب والحوار ,؛ ولن ينجروا لمناكفات فتح في إعلامها .
Ramy.political@hotmail.com
تبنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشروع الحوار الفلسطيني, لرأب الصدع ولم الشمل بين الفرقاء , ومنذ البداية دعا قادتها لحوار شامل بعد الحسم العسكري مباشرة في خطوة حاسمة لجسر الهوة بين الإخوة المتخاصمين فتح وحماس .
وصرح خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أكثر من مناسبة أن حركته تريد الحوار وأكد على انه "لا بديل عن الحوار" ؛وأكدت حماس مطالبتها للحوار ليس فقط بعد العدوان الأخير على غزة وإنما بعد عملية الحسم التي حدثت في يونيو 2007.
تجلت تلك المحاور المترابطة بالإغاثة وإعادة الاعمار كمحورين في غاية الأهمية, أما المحور الثالث فهو سياسي ويتعلق في الوصول إلي قواسم مشتركة بين حركتي فتح وحماس عن طريق الحوار الذي يجري في القاهرة.
نذكر أن أبا مازن دعا للحوار قبل الحرب بوقت قصير وقابلته حماس بعدم الحضور لمؤتمر القاهرة وليس مقاطعة الحوار ؛ فقد اعتبرت حماس أن دعوة حركة فتح للحوار مبنية على تحقيق هدف واضح وهو إخراج عباس من مأزق اللاشرعية ليتسنى لحركة فتح التمديد لولايته الرئاسية وليتم وضع حماس في خانة اليك .
فقوبلت حركة حماس ومعها الشعب الفلسطيني في غزة بالحرب الضروس, قادها المنصرف أولمرت ولم يفلح ؛ وأدعيَ بأن سبب العدوان على القطاع (شماعة الانقسام) التي يعلق عليها العرب أسباب تخاذلهم.
لكن بعد النصر ,تعالت الأصوات للعودة لطاولة الحوار ,ومن البديهي أن حماس تشاورت فيما بينها وطرحت تساؤلين ,استثمار النصر والذهاب للحوار ؟,أو استثمار النصر ومقاطعة الحوار ؟.
أجمع كما هو واضح على الخيار الأول , وفي اعتقادي لسببين في غاية الأهمية, إحداهما خارجي والثاني داخلي .
أما الخارجي ؛1) تعاطفت شعوب العالم مع غزة , ومع الحركة المقاتلة على الساحة في مواجهة اعتي قوة في الشرق الأوسط.
2)الدعوات المتكررة للحوار من قبل قادة حماس يجعلنا نعتقد أنها اكبر من أن تخشي الحوار ؛والسبب وراء ذلك هو عدم وجود فلتان وفوضي أمنيين في القطاع ,مما طمأن النظام المصر على أمنه القومي,فدفعه لإبداء استعداده للتعاطي مع الملفات المطروحة ,وللمحافظة على دوره الإقليمي , دون أن يمتلك أوراق ضغط عليها ؛ والشاهد (إلى الآن لم يفرض حلا بالقوة)؛ وليس كما هو الحال في الشطر الثاني من الوطن, بل أيضا وجد الحزب المصري الحاكم صمود ومقاومة وانتصار.
أما الدوافع الداخلية؛ التحليل الواقعي لدعوات حماس للحوار وبالربط بمنهجيتها للتحرير يعطينا مؤشرات واضحة أن مشروعها أكبر من غزة.
فهي ترى أن الضفة تعيش أسوأ مراحلها الدعوية والسياسية والعسكرية ؛إذن لا بد من المصالحة حتى يعاد بناء التنظيم من جديد ؛والتركيز على الإفراج عن المعتقلين من أنصارها في سجون الضفة خير دليل على المشروع الكبير (الضفة الغربية القريبة من الاحتلال), وبالتالي ترى أن مستقبل الصراع في الضفة وليس غزة لأنه أقرب لأراضي ال48م وهذه أولي الخطوات التكتيكية بعد غزة .
والثانية : تكمن في عدم تحملها أعباء أوسلو ,الذي أثقل كواهل تنظيمات عدة ؛ لذا لا تريد إلا حكومة وحدة وطنية بمرجعية دينية تزيل عواقب ومخلفات ذاك الاتفاق.
الثالث:العمل على إسقاط مشروع العملاء ؛ولن ينجح هذا المشروع,إلا من خلال المقاومة المسلحة والتي يجب أن تشمل جميع الأهداف الصهيونية.
لقد اتفق على اللجان الخمس واللقاءات الثنائية ,وتم إرجاء ملف المعتقلين إلي حين الاتفاق والمصالحة ,واشترط أنه لن يتم التوقيع على أي مسوغة اتفاق نهائي إلا بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين.
والملاحظ أن عرقلة إعادة بناء المنظمة والأجهزة الأمنية والمطالبة المتكررة من قبل حركة فتح بالقوة الأمنية المشتركة في غزة فقط, لتفريغ الحكومة في غزة من مضمونها .
والسؤال الأهم, ماذا لو نجح الحوار ,ماذا لو فشل الحوار,ماذا لو استمر,ضمن سيناريو ما بعد الحوار؟
إذا نجح الحوار, فإن حماس ستحقق أكثر من 80% من أهدافها ,وإذا استمر لن تكون سببا في إفشاله,وذلك وفقا للاستبيانات الأخيرة , خاصة أن حركة حماس أمامهما ملفات كثيرة منها :
1)ملف الحصار : ووفقا لمنهاج الحركة على الساحة وتعاطيها مع مجريات الأحداث فإن حركة حماس تمتلك الكثير من أوراق اللعبة السياسية من اجل تحقيق أهدافها.
2)إدارة المقاومة : إدارة سليمة تحافظ على بناء المقاومة بأساليب جديدة لصد أي عدوان ,وهذا ما أكدته الحرب الأخيرة .
3)المراقبة الأمنية : القراءات تتحدث بأن حماس تسعي لتطوير المقاومة دون تعكير لصفوها من عمليات إطلاق صواريخ مدعوة من خارج القطاع ,لتعطي مبررات لإجتياحات متكررة لتحول دون هذا التقدم.
4)المحافظة على القيادة : إيجاد قيادة ظل ,بمعني قيادة بديلة إن كان الوضع الأمني صعب ,وتم الترتيب لذلك سابقا في الحرب .
5)ملف الأسرى : (جلعاد شاليط)سيتم رفع سقف الشروط,ونعتقد أن أولها فتح المعابر .
6)العلاقات الداخلية : توطيد العلاقات الداخلية مع التنظيمان , خاصة التي ساندتها في الحرب والحوار ,؛ ولن ينجروا لمناكفات فتح في إعلامها .
Ramy.political@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق