السبت، يناير 31، 2009

طالبان وانتهاك حقوق المرأة مجددا

د. عبدالله المدني

إن ما قامت به حركة طالبان أثناء حكمها لأفغانستان ما بين عامي 1996 و 2001 من الجرائم كثير ومتنوع وغير مسبوق في التاريخ، وبالتالي فان الأمر يحتاج إلى مجلدات لتدوينها و استعراضها، و لا يمكن لمقال قصير أو متوسط كهذا أن تستوعبه كله.

انتهاك حقوق الأفغانيات

على أن الجريمة الأبرز والأكثر شهرة بطبيعة الحال هو ما قامت به هذه الحركة الهمجية المتشددة بحق النساء الأفغانيات. وفي هذا السياق هي لم تكتف بإصدار الفرمانات المقيدة لحقوقهن مثل حقهن في التسوق والتنقل وارتياد الحدائق العامة وارتداء ما يحلو لهن من ملابس وحقهن في اختيار العمل المنتج لإعالة أنفسهن أو حقهن في مزاولة الهوايات البريئة كالغناء أو الرسم أو التصوير أو قيادة الدراجات الهوائية، بل تجاوز كل ذلك إلى حرمان المرأة الأفغانية - التي كانت قد حققت درجة نسبية من التعليم و الانفتاح والتمدن في ظل العهدين الملكي والشيوعي - من حق أصيل شرعته لها الأديان السماوية وغير السماوية و مجمل المواثيق والقوانين الدولية، ألا وهو حقها في التعليم والعمل.

الفلول الطالبانية في باكستان

ومناسبة عودتنا اليوم إلى الحديث عن هذا الأمر بعدما توارى منذ تدخل واشنطون لإسقاط النظام الطالباني بالقوة العسكرية في عام 2001 ، هو أن فلول طالبان المتواجدين في المناطق القبلية الباكستانية المحاذية للأقاليم الأفغانية الجنوبية، وتحديدا في إقليمي وزيرستان ووادي سوات لا يزالون متمسكين بشعاراتهم العدائية ضد المرأة، بل يفاخرون بالدوس على حقوقها، أي تماما مثلما كان يفعل أمير المؤمنين الملا محمد عمر آخوند زادة ورفاقه حينما كانوا ينسبون أفعالهم المغالية ضد المرأة إلى الدين ويصرحون أنهم أكثر من يكترث لحقوق المرأة وصيانة كرامتها والحفاظ عليها، مرددين أن الفرمان الخاص بضرورة لبسها للبرقع التقليدي وبمنعها من الظهور بالملابس الملونة أو الأظافر المطلية أو الروائح الزكية أو الأحذية عالية الكعب - تحت طائلة معاقبتها بالجلد أو الجلد أو قطع الأصابع أو السجن لفترات طويلة- إنما هو ستر لها ومنعا من فسادها أو إفسادها للمجتمع.

وبطبيعة الحال شهدت سنوات حكم طالبان في أفغانستان الكثير من الحوادث المؤسفة التي راح ضحيتها رجال ونساء في عمر الزهور، كان كل جريمتهم أنهم أحبوا الحياة، فخالفوا فرمانات طالبان لينتهوا بالآلاف في ستاد غازي في كابول الذي حوله النظام من ميدان للتنافس الرياضي الشريف إلى ساحة للإعدامات والجلد والرجم.

المرأة عالة على النظام

و يعتقد أن النظام الطالباني شعر - لكن دون أدنى وخز للضمير - بعد فترة وجيزة من تطبيق هذه القوانين المجحفة بمدى فداحة ما ارتكبه جراء منعه للمرأة من العمل، إذ صارت الأخيرة عالة عليه، وبما جعله مضطرا لتخصيص إعانات مالية لها من بيت الزكاة. ومن ناحية أخرى، قذفت فرمانات طالبان الاعتباطية بآلاف الأفغان والأفغانيات في خانة البطالة كنتيجة لإغلاق مؤسسات كانت النساء يمتلكنها أو كنتيجة لإغلاق مدارس وعيادات طبية مخصصة للنساء كان الرجال يديرونها. ولعل أفضل دليل على صحة هذا الكلام تقرير رسمي جاء فيه أنه حينما جاء طالبان إلى الحكم كانت نسبة النساء الموظفات في القطاع الحكومي هي 25 بالمئة، فإذا ما أضفنا هذه النسبة التي قضى الطالبانيون عليها بالكامل إلى نسبة الموظفات المسرحات في القطاعات الأخرى لعرفنا مدى الحماقة الذي ارتكبها النظام الطالباني.

تأثر قطاع التعليم

و لعل أكثر القطاعات التي تأثرت بوضوح بالفرمانات الطالبانية هو قطاع التعليم. ففي نطاق العاصمة كابول وحدها قيل أن 106.256 شابة و 184.223 شابا قد تأثروا بقرار منع التعليم وتداعياته كإغلاق المدارس وهجرة المدرسين، دعك من فقدان أكثر من 8000 خريجة جامعية وأكثر من 7700 مدرسة جامعية لوظائفهن.

مدارس سرية

ورغم معرفتهم المسبقة بمدى رعونة وتشدد الطالبيين في تطبيق عقوباتهم بحق المخالفين، فان أعدادا معتبرة من رجال ونساء البلاد آلوا على أنفسهم المجازفة بإدارة مدارس سرية أو بإرسال أبنائهم وبناتهم إلى تلك المدارس، الأمر الذي جن معه جنون الطالبانيين.

بخت زيبا، أولى ضحايا طالبان باكستان

اليوم يتكرر هذا المشهد بحذافيره أو على الأقل شيء منه في مناطق لا تملك فيها الحكومة الباكستانية تواجدا أو سيطرة، بحيث باتت مشاركة المرأة كقوة عمل، وتحديدا في قطاع التعليم النسوي – سواء كمعلمات أو طالبات – أمرا نادرا. كيف لا ورموز الفصيل الباكستاني من حركة طالبان قد هددوا كل من تذهب إلى المدرسة أو لا ترتدي حجابا بحرق وجهها بالأحماض الكاوية، بل كيف لا وهذا الفصيل الذي يقوده المدعو مولانا فضل الله – المعروف أيضا باسم الملا راديو لأنه يدير محطة راديو اف ام غير شرعية يبث من خلالها تخاريفه - قد نفذ فعلا تهديداته منذ أكتوبر 2007 بحق نحو مائة فتاة أو سيدة باكستانية من اللواتي امتلكن شجاعة المطالبة بحقهن في التعليم والتدريس والتصدي لبؤس وجاهلية القرن الحادي والعشرين مثل السيدة " بخت زيبا " التي تعتبر أولى ضحايا حركة طالبان الباكستانية لأنها رفضت تهديدات الأخيرة فما كان منها إلا اغتيالها في منزلها في 25 نوفمبر من العام المنصرم. والحقيقة أن المدعو مولانا فضل الله وجماعته لم يكتفوا بذلك بل تعدوه إلى تفجير أو حرق مدارس البنات على نحو ما حدث أولا في أكتوبر 2008، ثم في الأسبوع الماضي.

أجواء الإرهاب والخوف والهلع

وسواء أكانت هذه الجماعة مسئولة بالفعل عن حوادث حرق مدارس البنات وتشويه وجوه الصبايا بالأحماض، أو كانت تلك الحوادث من تدبير أطراف تبتغي تشويه صورة الجماعة كما يقول أتباعها، فان كل أو بعض الأهداف المتوخاة قد تحقق. إذ قدرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عدد من طلب اللجؤ إلى أفغانستان من سكان المناطق القبلية في شمال باكستان بنحو عشرين ألف شخص منذ بدء الصراعات الداخلية في الأخيرة وبروز جماعة طالبان باكستان. ومن جهة أخرى، أشاع ما ارتكبه الطالبانيون بحق فتيات المدارس بصفة خاصة والنساء بصفة عامة جوا من الإرهاب والخوف والهلع ليس في مناطق سيطرة الحركة وإنما أيضا في امتداداتها الواقعة تحت سيطرة الدولة مثل ناحية " كورز دير". إلى ذلك كانت لتهديدات وفرمانات الحركة في شمال وشمال غرب باكستان أصداء تمثلت في مسارعة كل طالبات المدارس الثانوية إلى ارتداء النقاب وتغطية أجسادهن بالسواد من قمة رؤوسهن إلى أخمص القدمين، بعدما كن على مدى أجيال طويلة يرتدين الزي البنجابي الجميل المحتشحم المكون من سروال وقميص طويلين من قماش الساتان.

راديو فضل الله السري

لكن هذا الزي التقليدي الجميل في عرف مولانا فضل الله وجماعته فسق وفجور، مثله مثل تعليم البنات الذي يعتبره الأخير غير ضروري بدعوى أن أفضل مدرسة للفتاة هي بيتها أما ما يقدم لها في المدارس الرسمية فكله موبقات وتغريب وإفساد وإبعاد عن الدين القويم. وفي السياق ذاته صرحت معلمة باكستانية تدعى فاطمة لوسائل الإعلام المحلية: أن تهديدات فضل الله وبرامجه التعبوية من محطة إذاعته غير الشرعية نجحت في انخفاض عدد الطالبات في المدرسة التي تعمل فيها من 200 إلى 80 طالبة، وذلك بسبب خوف الآباء والأمهات على حياة فلذات أكبادهم مما قد يحدث لهم على أيدي ميليشيات طالبان المجرمين. وتقدر فاطمة عدد طالبات المدارس المنسحبات من التعليم خلال الشهرين الأخيرين من عام 2008 بنحو 8000 طالبة جلهم من قرى مثل إمام ديري، وكوزا باندا، وبارا باندا، كابال، تشار باغ. وتضيف فاطمة أن الطالبانيين بعملهم هذا دقوا المسمار الأخير في نعش حركة دؤوبة تواصلت عبر السنين لإخراج المرأة الباكستانية من الجهل والظلام إلى آفاق النور والتنوير والحداثة.

نكاح نامة

وبطبيعة الحال لم تكن أوضاع تعليم المرأة وعملها مثالية قط في باكستان، ولا سيما في المناطق القبلية مثل وزيرستان وباجور حيث نسبة المتعلمات لا تتجاوز 3 بالمئة من إجمالي الإناث أو مثل إقليم الحدود الشمالية الغربية حيث نسبة الإناث الملتحقات بالمدارس لا تتجاوز 25 بالمئة من السكان. لكنها اليوم وبعدما صعد الطالبانيون إلى مراكز التحكم والسيطرة الفعلية في غياب سلطة الدولة والقانون وأصدروا أوامرهم بمنع التحاق الفتيات بالمدارس وحرق أية مدرسة تخالف التعليمات، صار الوضع أكثر مأساويا وخصوصا للواتي لا مصادر دخل لديهن ويحتاجون للخروج من المنزل للبحث عن عمل أو أولئك اللواتي فقدن محارمهن في الحروب ويضطررن للخروج بمفردهن أو برفقة قريب غير محرم. إذ كثيرا - ومثلما كان يحدث في أفغانستان تحت الحكم الطالباني - تفاجيء المرأة ومن معها بعناصر ميليشاوية مسلحة تطالبها بإبراز وثيقة الزواج أو ما يعرف بالأفغانية باسم " نكاح نامة "، وآلا كانت العقوبة الجلد أو الرجم بعد محاكمة ارتجالية سريعة يجريها رجال المدعو فضل الله في دوائر خصصت لذلك ولكأنما استقل بدولة.

تزويج الصغيرات بالإكراه

ولعل الأمر الأسوأ والأقبح من كل ما سبق هو ما أوردته بعض الصحف الباكستانية المحلية مثل صحيفة " داون" اليومية واسعة الانتشار على لسان بعض الفتيات الباكستانيات الصغيرات من أن ميليشيات حركة طالبان الباكستانية يجبرون أهاليهن على تزويجهن برجال الحركة دونما أي اكتراث بفارق السن أو القبول والإيجاب كما ينص صحيح الدين. وبحسب الصغيرة سلمى التي لم تكمل المرحلة الابتدائية من تعليمها بعد: أن ميليشيات طالبان باكستان طلبوا من كل العائلات في بيشاور أن يعلنوا في المساجد عن عدد فتياتها اللواتي بلغن الثامنة كي يصار إلى طلب أيديهن من قبل رجال الحركة بالمعروف، وقبل أن تستخدم القوة لإتمام تلك الزيجات.

د. عبدالله المدني
* باحث ومحاضر أكاديمي في الشئون الآسيوية من البحرين
تاريخ المادة : 25 يناير 2009
البريد الالكتروني : elmadani@batelco.com.bh



المحرقة القادمة لفلسطينيي ال 48

د. عدنان بكرية

لا أبالغ إذا قلت انه ينتابني القلق إزاء ما قد يتأتى بعد العدوان الهمجي على غزة وما رافقه من محارق ومجازر بحق أبناء شعبنا .. وبعد أن تجاوز قادة إسرائيل كل الأعراف الإنسانية والأخلاقية والسياسية ! فلم يعد هناك محرمات في قاموس الصهيونية ولا يوجد قوة عربية أو عالمية تكبح جماح شهوة الاعتداء والبطش التي تسيطر على غريزة قادة الدولة العبرية !
قلقي له ما يبرره، ليس فقط العدوان بحد ذاته، إنما ما رافق هذا العدوان من تأييد شعبي إسرائيلي كاسح عبّر عن طبيعة المجتمع الإسرائيلي الذي رضع من حليب العداء للعربي وبات فريسة للدعاية الإعلامية الصهيونية المضللة وأكثر تشددا وتطرفا من قيادته الحالية!
كيف لنا أن نفهم صمت الشارع الإسرائيلي على ما يقوم به قادته العسكريين والسياسيين ؟وكيف يمكننا أن نفهم تقبله وتأييده لقتل الأطفال وحرق الأخضر واليابس ؟! وكيف لنا أن نفهم الإجماع الشعبي الإسرائيلي على ضرورة الاستمرار في العدوان وهذا بدا جليا في ارتفاع أسهم اليمين المتطرف الذي يتبنى هذه الفكرة في استطلاعات الرأي الأخيرة ؟!
العدوان على غزة كان المجس لطبيعة ووجهة المجتمع الإسرائيلي وباعتقادي أن هذا المجتمع لا يتجه نحو إحداث تغيير جوهري وحقيقي في سياسة الأحزاب التي تقوده وهو غير ناضج لتقبل الخيارات السلمية كمخرج من أتون المحارق التي تلتهب هنا !كل هذا بسبب غياب الإعلام العربي وسيطرة الإعلام الصهيوني المضلل .. كل هذا بسبب الثقافة العنصرية التي تُصب في أذهان المجتمع .. كل هذا بسبب اللامبالاة والتواطؤ الفلسطيني والعربي وبسبب غياب مشروع عربي ردعي يلجم شهوة البلطجة والقتل والتدمير!
التقرير الذي أعده مركز حقوق المواطن قبل سنة يعبر عن العنصرية المستشرية داخل المجتمع الإسرائيلي !
55 بالمائة من المواطنين اليهود يؤيدون التهجير للعرب من وطنهم 78بالمائة يعارضون وجود العرب داخل الحكومة... 55 بالمائة يعتبرون العرب قذرين وأغبياء 75… بالمائة لا يرغبون في السكن مع العرب في بنايات مشتركة !
ليس لدي أدنى شك من أن هذه المعطيات ارتفعت اثر العدوان على غزة وهذا يؤكده ارتفاع أسهم ممن ينادون بضرورة الحفاظ على نقاء الدولة "العبرية "والبحث عن سبل لتحاشي الخلل الديموغرافي الذي يحدثه عرب ال 48 !
نغمة الانتقام من فلسطينيي ال 48 وعمليات الاستفزاز لا تخيفنا ولا تقلقنا بقدر ما تقلقنا امكانية اقدام حكام الدولة على عملية تهجير جماعية على نمط ما حصل عام 48 فهذه النغمة نسمعها بين الفينة والأخرى من قادة الدولة الرسميين وتلاقي تأييدا شعبيا كاسحا !
ارتفاع أسهم وقوة اليمين المتطرف بقيادة (نتنياهو) واليمين الفاشي بقيادة (ليبرمان ) صاحب فكرة القاء قنبلة نووية على غزة ومهندس فكرة تهجير عرب الداخل .. واللذان وظفا محارق غزة ووجوب الاستمرار بها في دعايتهما الانتخابية لتعزيز قوة اليمين ورفع أسهمه... يترك أكثر من مؤشر خطير على ما ينتظر المنطقة ... ويثير القرف والقلق في آن واحد ! وفي نفس الوقت يستنهضنا لقراءة المستقبل وما قد يحمله من ارتدادات على وضعية الأقلية الفلسطينية هنا والتي تتجاوز المليون ونصف المليون مواطن !وعلى وضعية ومستقبل الصراع العربي الإسرائيلي وبالتحديد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
قد نتجاهل التهديدات التي يطلقها الأفراد هنا فلقد تعودنا عليها ! لكن التصريحات التي يطلقها القادة الرسميين للأحزاب الإسرائيلية تدعونا للحذر والتيقظ والتهيؤ لما هو قادم (فتسيبي ليفني) أعلنتها أكثر من مرة وقبل شهرين بأن الكيان الفلسطيني (الكانتون )سيقوم.. وعندها سنقول للعرب هنا بأن مكانكم داخل الكيان الفلسطيني !وقبلها طالبت الدول العربية الاعتراف بيهودية الدولة كشرط لأي تقدم في "العملية السلمية "وهذا يعني تنقية إسرائيل من الفلسطينيين والذين بقوا في وطنهم وعلى أراضيهم عام 48.
ليبرمان يتوعد ويهدد بترتيبنا بعد الانتخابات وكذالك نتنياهو يعلنها
' أقول لعرب إسرائيل: انبذوا المتطرفين من بينكم. وللمتطرفين أقول: احذروا، سنعمل بيد من حديد ضد مؤيدي حماس داخلنا'
فالتضامن مع شعبنا الذي يحرق بالفوسفور الأبيض واليورانيوم المخضب هو التطرف من وجهة نظر (نتنياهو) وهو عدم الولاء للدولة !أقولها ودون عوائق وبفم ملآن ودون تأتأة بأن واجبنا الأخلاقي والإنساني والوطني ،يحتم علينا التضامن مع أهلنا ودعمهم بمقومات الحياة والبقاء .. لا احد يستطيع التحكم بموقد مشاعرنا وأحاسيسنا.. لا ليبرمان ولا ليفني ولا نتنياهو! وحتى لو هددونا بالترحيل فإننا باقون هنا ما بقي الزعتر والزيتون ! نحن المواطنين الأصليين ولا شرعية لطائر يحلق في الفضاء دوننا ! نقول لهم
"هنا على صدوركم باقون كالجدار وفي حلوقكم كشوكة الصبار .. كأننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل "
زمن الترحيل والتهجير ولّى الى غير رجعة وعليكم وقبل أن تفكروا بترحيلنا وتهجيرنا أن تجهزوا مليون ونصف المليون تابوت (بعددنا).. لأننا نفضل الموت على الرحيل ! لم يتعلموا من تجارب الماضي ولا من التاريخ وهم ماضون في نسج المخططات الهادفة الى (تطهير الدولة من العرب) حسب تعبيرهم !
نحن جزء من هذا الشعب شاء من شاء وأبى من أبى ! وفي نفس الوقت لا نخاطر ونغامر باختراق السقف القانوني نناضل وفق طاقاتنا وقدراتنا وهامش تحركنا !ولا نجازف ونرتكب الحماقات لأننا نعرف بأن لنا هنا ماض وحاضر ومستقبل واخوتنا في الفصائل الفلسطينية يتفهمون ظروفنا ويعون هذه الحقيقة .
إن ما أخشاه وبعد محرقة غزة أن تجازف القيادة الإسرائيلية وتقامر بمصيرنا مصير مليون ونصف المليون فلسطيني ممن بقوا في أرضهم !واخشي أن يعتلي سدة الحكم أمثال (ليبرمان) مهندس فكرة الترانسفير ومُقترح القاء القنبلة الذرية على غزة !فدخوله أي ائتلاف حكومي سيجعل مشروعه (التهجيري)الدموي سهل التنفيذ!
إن تخوفي نابع مما حصل في غزة في أجواء صمت عالمي وتقاعس عربي ، وأصبح الحرق والقتل والتهجير شيئا عاديا بالنسبة للقادة الإسرائيليين (شُربة سيجارة ) كما يقول مثلنا !فهل يا ترى سيجسد ليبرمان مشروعه الترانسفيري ضدنا بالمحارق والبطش والقتل ؟!
ان اكثر ما يقلق المؤسسة الحاكمة هنا هو الخلل الديموغرافي الذي سيحدثه فلسطينيي ال 48 مستقبلا وتحولهم الى اكثرية في اسرائيل وبالتالي فقدان طابع الدولة اليهودية ! لذا دأبوا على وضع المخططات لتحاشي هذا الخلل الخطير! واذا عجزت اسرائيل عن تحاشي هذا الامر فانهم لن يتورعوا عن تهجير جزء كبير من فلسطينيي الداخل بالقوة والبطش والقتل !
فهل المحرقة القادمة ستكون من نصيبنا ؟!سؤال يبحث عن جواب !

كاتب من فلسطين ال 48
dr.adnanb@hotmail.com


بوركت يا شبل الأناضول

د. صلاح عودة الله
"ممكن أبدأ لينّا ولكنى لست الحمل الوديع"..الشاعرالتركي محمد عاكف..بهذه الكلمات بدأ السيد رجب أردوغان كلمته والتي ألقاها أمام الحشود التي انتظرته خارج مبنى مطار أتاتورك في اسطنبول بعد أن عاد من منتدى دافوس قبل نهايته ومن أهم ما جاء فيها, إنه أكد على أن يكون الصوت الخارج من تركيا رسالة للعالم لكي يعرف حقيقة وأهمية الحق ليكون فوق القوة وليس العكس..ومن المعروف أن أردوغان كان قد غادرجلسات منتدى دافوس الاقتصادى المنعقد حالياً بسويسرا محتجا ورافضاً المعايير المزدوجة للمنتدى حين منع من إكمال رده على كلمة رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريس..وأثناء احدى الجلسات التي شارك فيها كل من أردوغان وبيريس قام الأخيربمهاجمة واستهداف تركيا ورئيس حكومتها بسبب دعمهما لأهالي غزة.. ولما تقدم أردوغان للرد, لم يتح له منسق الجلسة الفرصة, فقرر أردوغان ترك المنتدى وعاد لتركيا فوراً. أردوغان والمجزرة الصهيونية:لقد عبرهذا الرجل الشجاع والتي تسعى بلاده وتناضل من أجل الدخول في السوق الأوروبية المشتركة عن استنكاره الشديد للمجازر التي قامت بها القوات الصهيونية في قطاع غزة، متسائلاً عن مبررات "هذه الوحشية" التي يتعامل بها المسئولين الصهاينة.وقد أوضح أن أهداف العدوان الصهيوني على غزة هي مجرد "تسجيل مكاسب انتخابية" في الانتخابات الصهيونية التي من المقرر أن تجري في الشهر المقبل، مؤكدًا أن المجازر التي يرتكبها الجيش الصهيوني في غزة ستبقى "نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية".وأضاف قائلا:"إن المذابح ضد الفلسطينيين تفتح جروحا يصعب شفاؤها في ضمير الإنسانية". ووسط هتافات وشعارات مئات الألوف من الأتراك والتي قامت بالتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة تقول "الموت لإسرائيل", ألقى أردوغان خطابا جماهيريا انتقد فيه العدوان الإسرائيلي، والصمت الدولي إزاء المأساة البشعة التي يتعرض لها أهل غزة..ودعا أردوغان الشعب ألا ينسى أن دولة الظلم ساعة، ثم تنقضي.. وأن إسرائيل باستخدامها الغاشم للقوة قد نقشت اسمها في سجل الجناة على البشرية..وأنها قد حكمت بذلك على نفسها بمصير متأزم.
وذكر الجماهير المحتشدة بأنهم قد يجدوا من يقف بجانب إسرائيل ويناصرها، غير أن هناك حقيقة يجب ألا تخفى عنهم وهي أن الحق لا يضيع أبدًا، وأن صاحب الحق سيصل إلى حقه..فلن تذهب دماء الأطفال المسفوحة هدرًا، ولن تضيع آهات الأمهات والثكالى والفتيات والعجائز هباءً. وفي رده الذي لم يكتمل على كلمة بيريس في دافوس, قال أردوغان "السيد بيريس, أنت أكبر منى سنا، لكن صوتك عال، وهذا يعنى وجود أزمة نفسية لديك وأذكركم بأنكم سبق أن قمتم بقتل الأطفال على ساحل غزة ولم يكن هناك صواريخ تطلق منها ولديكم رئيسا وزراء عبرا عن سعادتهما عند دخول الدبابات لغزة وأنا ضد الذين يصفقون لهذا الظلم سواء هنا أو هناك، وهذا يمثل في حد ذاته جريمة أخرى ضد الإنسانية". وأضاف أردوغان مخاطبا بيريس"وأذكرك أن التوراة تمنع القتل وكثير من يهود العالم شجبوا كل هذا القتل واستخدام القوة المفرط".وعندئذ تدخل منسق الجلسة ليمنعه من الاستمرار في رده وعندها قال أردوغان: "طالما أنكم تمنعونني من إكمال كلامي فلن أشارك في دافوس بعد اليوم ودافوس انتهت بالنسبة لي"..وقام بمغادرة القاعة وفي طريقه حظي بتصفيق عمرو موسى ومصافحته..!. لو كنت مكانك يا عمرو موسى لقدمت استقالتي الفورية من منصبي..هذا الرجل الذي يمثل تركيا كان بامكانه التملق للأوروبيين بدلا من مهاجمتهم عندما صفقوا لبيريس لكي يدعموا بلاده التي تناضل من أجل الدخول في السوق الأوروبية المشتركة, ولكن عزة نفسه واحترامه لمبادئه جعلته يفعل ما فعل ودخل التاريخ من أوسع أبوابه..الاقتصاد التركي مأزوم ,وكان بامكان أردوغان أن يهتم بهذا الجانب المهم ويضع جانبا الوضع الفلسطيني الذي تخلى عنه حتى بعض القادة الفلسطينيين..لكن أصحاب المبادىء والثوابت في المصاعب يظهرون. كان من المفروض يا عمرو موسى أن تهاجم بيريس ولكنك فضلت السكوت..هل نسيت بأنك تمثل مؤسسة أسمها جامعة الدول العربية؟ لماذا لم تغادر القاعة مع أردوغان؟ فوالله لو فعلت ذلك لحظيت باحترام لم تكن تحلم به..وهل أردوغان بحاجة الى مصافحتك يا موسى؟أم أن بان كي مون قال لك اجلس عندما أصابتك الحيرة, فجلست وكنت كالحمل"الوضيع"..وكالعادة خذلتنا يا موسى..نعم خذلتنا ولسان حالك يقول:اذهبوا انتم وربكم فقاتلوا, انا ها هنا قاعدون. في الوقت الذي نشاهد ونتابع هذا الموقف المشرف لأردوغان نشاهد ونتابع المواقف المخزية لمعظم الزعماء العرب..زعماء الذل والقحط والهوان..زعيم أكبر دولة عربية"مصر" يمنع الأطفال الفلسطينيين الجرحى من العبور الى الأراضي المصرية في طريقهم الى المانيا لتلقي العلاج..انه زمن الخيانة يا مبارك..!. السيد أردوغان, اسمح لي بأن أقول لك بأنك رفعت رأسنا عاليا وأعدت لنا بعضا من كرامتنا التي هدرها زعماؤنا المهرولون وراء التطبيع مع الكيان الصهيوني..زعماء العار والردة..هؤلاء الزعماء الذين يتوسلون اليك بالكف عن فضيحتهم..لماذا فضحتهم يا أردوغان؟انهم لا يعرفون معنى الكرامة والعزة والكبرياء..انها كلمات دخيلة عليهم..لماذا تجاهلت مصالح بلادك في دافوس وفضلت الانحياز للعدالة, فكان انحيازك مشرفا وعظيما..لقد علمتهم يا رجب بأن غزة تحتاجنا معها قلبا ويدا وتضحيات,لا اعلاما وقمما وتنديدات لا تغني ولا تسمن من جوع..انها قمم الخيانة والذل والعار يا رجب أردوغان..لقد علمتهم يا رجب بأن غزة بحاجة الى من يأخذ بيدها ويرجع اليها حقها..انها ليست بحاجة الى زعماء وقمم تساوي بين الجلاد والضحية, بل اصبحت الضحية جلادا في نظرهم..لماذا قامرت وراهنت على حياتك يا أردوغان في زمن اتخذ من الارهاب والقتل عنوانا له؟..علمتهم بأن الحياة مبادىء وعقيدة وجهاد, تمشيا مع القائل:قف دون رأيك في الحياة مجاهدا**ان الحياة عقيدة وجهاد..هاهم أطفال غزة ينادونك قائلين, أنت والدنا, نعم أنت والدهم فقد فقدوا ابائهم واخوانهم واخواتهم وامهاتهم وحتى بيوتهم..انهم "أطفال الحجارة" يا أردوغان..أسئلة كثيرة تدور في خاطري ولكن أنهي قائلا:لك مني ومن شهداء وجرحى غزة الأطفال والنساء والأبرياء عظيم الشكر والامتنان..نعم لقد كنت في دافوس للمجرمين قتلة الأطفال بالمرصاد وأعدت الاعتبار لدماء الشهداء في وقت نامت فيه مروءة زعماء العرب..وقت وقفت فيه وقفة الرجل..وقت عز فيه الرجال..!..نعم, لقد غضب أردوغان لغزة, وغضب من بيريس..فمتى يغضب الزعماء العرب؟.
-القدس المحتلة

الصياد.. والفريسة



أحمد زكارنة

يبدو أن بعض قادتنا استمرأوا الحياة في نسق متناغم مع الانقسام، تاركين الشعب مصلوبا على خشبة الانتظار، إذ مازال مكتوبٌ علينا التشرذم حيث لم نستطع إلى اليوم التوحد برغم غزارة الدم المجبول بتراب الارض وألوان قوس قزح الفلسطيني.
اليوم وبالرغم من أن الدهر قد طوى صفحةً جديدةً من صفحات المأساة الفلسطينية عشية العدوان على غزة، وأصبح الحدثُ بحكم الفعل الماضي الذي من المفترض أن ينسج من الكفن ثوبَ الأجل.. وبينما خرجت شعوبُ العالم أجمع إلى الشوارع نصرةً وتضامنا مع قضيتنا، ما زلنا نرفض نحن التضامن مع انفسنا، ليحتدمَ الخلافُ ويشتدُ حولَ أسباب ونتائج العدوان ومن منا سيضع يديه أولا على الغنائم..هل تكمن الاسباب الرئيسية في سيطرة حركة حماس على غزة عسكريا؟ أم هو نتاجٌ طبيعي لضعف المسار السياسي الذي اتخذته السلطة خيارا استراتيجيا؟ أم هو التواطؤ الدولي لقتل غزة عبر الحصار؟ أم هي تلك الصواريخ التي سببت الهلعَ لشعب الله المختار؟.

وفي الجانب الأخر من المشهد اشتدت الأسئلة.. هل صبت نتائجُ العدوانِ باتجاه انتصار غزة الضحية؟ أم باتجاه إسرائيل الجلاد؟ وبرغم من أن كلَّ الكلامِ بات مبتورا من الفعل المضارع لا حاضر له ولا ماضٍ حيث لا تنتج الهندسة اللفظية حقوقا سُلبتْ ولا تُرجع أرواحا زُهِقتْ.. تؤكد طبيعة الأمور أن كل ما ذكر انفا إنما هي اسئلة مشروعة، من حق اصحابها البحث عن اجابات وشروح وافية لها، ولكن المتتبع لمجرى الاحداث يرى دون حاجة لمكبرات الرؤية أن إسرائيل ومن لف لفيفها من الحلفاء، وبقدرة قادر للمرة الالف وربما اكثر استطاعت على مرأى ومسمع الجميع، أن تحرف الانظار بعيدا عن جرمها، عبر ملهاة العرب والفلسطينيين معا في لاهية اعادة اعمار ما دمرته آلة الحرب المجنونة..واموالها الطائلة التي اصبح الصراع الداخلي عليها لا على انقاذ اصحابها المعنيين بالامر، وكأنها رصدت لتضخ الدماء من جديد في الارصدة المتورمة، او لتنفذ ما اعلنه البعض حول اعادة تسليح غزة بالصواريخ العابرة للقارات.

الامر الغريب في هذا المشهد المضحك المبكي في آن ..أننا ذهبنا بعيدا في تشريح الحدث، اسبابه ونتائجه وغنائمه، من يستلم زمام اعادة الاعمار؟ ومن يقف على المعبر؟ وما لون بشرته وكم طول قامته؟ إلى ذلك من اسئلة سخيفة، حتى لم تصل حد لعبة الكلمات المتقاطعة كي نجهد عقولنا بالتفكير فيها، وبالنهاية نسى او تناسي البعض الولوج إلى الأسئلة الأهم والأجدر بالبحث والتنقيب، ماذا بعد؟؟واين اصبحت القضية؟ وما مستقبلها؟. وإن لم يوحدنا الدم ما الذي سيوحدونا؟؟؟.

الكاتب والمحلل الاسرائيلي روني شاكيد وفي لقاء فضائي راح يؤكد ان اسرائيل مستعدة للتفاوض وصولا الى السلام المنشود، موجها كلامه لمحاوريه قائلا: ولكن مع من ستتحدث اسرائيل؟؟. واليوم اصبح هناك دولتان لشعب واحد.. هل نتحدث إلى إسماعيل هنية في غزة؟ أم إلى الرئيس محمود عباس في الضفة؟
يا للفجيعة الكبرى عندما نكتشف أن قادتنا لا يحفظون إلا أرقام الشهداء والجرحى للمتاجرة بالدم، ولا يقاتلون إلا على تقاسم الكعكة، فيما اسرائيل التي كلفت فريق متخصص لتولي امر التغطية القانونية على جرائم عسكرييها، راحت تتبجح بالسؤال مع من سنتحدث؟؟ ومازال هناك من يتحدث عن الأهداف المحققه والأهداف الفاشلة.. والسؤال ألا يعني طرح هذا التساؤل الإسرائيلي، أن الهدف الأساس من العدوان قد تحقق، ألا وهو تكريس الإنقسام؟؟.

الحول السياسي الذي أصاب المشروع الوطني في مقتل، دفع بالبعض فقط للبحث عن استثمار الدم قربانا لكرسي الحكم، كما ذهب بأصحابه المتهالكين على شاشات الفضائحيات، ليختزلوا القضية الفلسطينية في ردح أحدهم وهو يجزم أن المعبر هو شريان حياة القضية، وأن استشهاد وجرح الألف في غزة إنما هو إنتصار عظيم، ليؤكد آخر انها الهزيمة بعينها، فيما يطل علينا ثالث ليضع كافة الاسباب الجينية والوراثية لاثبات حق فصيله في تولي أمر إعادة الإعمار، وهكذا دواليك ليثبت كل طرف أنه الجهة الشرعية المخولة بالحديث باسم الشعب المغلوب على أمره وكأن لدينا من الشرعية أكثر مما نستهلك.

ذخيرة هائلة من التناقضات والأكاذيب باتت تقتحم بيوتنا دونما استئذان لتدلل لنا يوما بعد يوم أن ما علق من شوائب على صورة القضية، إنما يثبت بلغة غير ملتبسة أننا فقدنا عذريتنا الأخلاقية والإنسانية على مذبح الدم الفلسطيني الذي نزف دون أن يروي غليلَ الوحدة المصابة بمعاول الهدم الفئوية، ليردد العالم من حولنا بصوت واحد ما قاله آخر: إنه يفهم أن يتآمر الصياد، لكنه لا يفهم أبدا كيف تتواطأ الفريسة معه؟؟.

كاتب وصحفي فلسطيني

نمساويون تضامنوا مع المقاومة المشروعة ونددوا بالموقف المصرى



ناصر الحايك

اختيار منظمة يسارية نمساوية لمقهى (النيل) الكائن فى الحى السابع بالعاصمة النمساوية .. فيينا والذى يمتلكه رجل ينحدر من أصول عربية...مصرية ، اختيارهم لذلك المكان كى يعقدوا لقائهم ربما كان المراد منه ايصال رسالة بأنهم أناس لاتؤرقهم الفروقات العقائدية واختلاف اللون والعرق غير ذى قيمة فى مفرداتهم اذا كانت بينهم قواسم عمل مشتركة بحسب قولهم .

قاعة المقهى اكتظت بالمشاركين ومايؤمنون به كان باديا على معالم وجوههم ، بل عبروا عن ذلك بوضوح وبدون مواربات عندما استعرض أحد المنظمين للندوة التى كانت باللغة الألمانية مادار فى منتدى بيروت العالمى للمقاومة ومناهضة الامبريالية والتضامن بين الشعوب والبدائل الذى انعقد بتاريخ 16،17،18 كانون ثانى (يناير) 2009 حيث قال :

مؤتمر بيروت ضم ايدولوجيات وديانات وتيارات سياسية مختلفة أجمعت على ضرورة التوحد وايجاد آليات مشتركة لدعم الحركات المناهضة للحروب فى جميع أنحاء العالم ويجب أن يدرك الأوروبيون والأمريكيون بأن المقاومة حق مشروع ولا علاقة لها بالارهاب .

ونوه الى أنه منذ فوز حماس فى الانتخابات التشريعية عام 2006 وأمريكا واسرائيل تسعيان لايجاد ثغرات لافشال نتائج تلك الانتخابات .

وفى نفس السياق استغرب المتحدث من موقف النمسا التى تقول بأنها لاتتحدث مع ارهابيين فى اشارة واضحة الى حركة حماس .

وأكد بأن استراتيجية اسرائل فى الحرب الأخيرة على غزة فشلت فى اضعاف حكومة حماس . وانتقد السعودية ومصر لاصرارهما على التحاور مع فتح فقط .

واستطرد :الأزمة الاقتصادية التى تطحن أمريكا لن يسعفها الرئيس الأمريكى أوباما بضخ بلايين الدولارات كما يخيل للبعض وهى فى طريقها الى التفاقم وسيتم بذريعتها شن المزيد من الحروب مما سيكلفنا نحن ثمنا باهظا ..

وانتقدت متحدثة أخرى بشدة الرئيس المصرى مبارك بسبب اغلاقه المنافذ وعزله للشعب الفلسطينى داخل قطاع غزة واصفة اياه بالدكتاتور .

ونوهت بأنها شاهدت بأم عينيها أثناء مشاركتها فى مؤتمر بيروت كيف تمت حماية السفارة المصرية برجال أمن مدججين بالأسلحة خوفا من أن يقدم المتظاهرون على اقتحامها .

واشارت الى أن الآف المصريين تظاهروا فى مدينة العريش ضد نظامهم الدكتاتورى ونددوا به .

وردا على سؤال لأحد الحاضرين عن جدوى اطلاق صواريخ القسام على اسرائيل ؟

أجابت ناشطة يسارية وقد بدا الانفعال عليها : لأن الفلسطينيين ببساطة لايملكون وسائل دفاعية أخرى عن أنفسهم فى مواجهة اسرائيل النووية مؤكدة فى ذات الوقت بأن الفلسطينيين سينتصرون اذا سقط دكتاتور مصر بحسب تعبيرها .

الجدير بالاهتمام بأن ماتجرأ هؤلاء الفتية والشباب على قوله والتصريح به عجزت وخافت عن البوح به منظمات ومؤسسات تدعى تمثيلها لمسلمى النمسا وذلك حرصا منها على عدم "ازعال" بعض الأنظمة العربية بالاضافة الى هلعهم من اتهامهم بمعاداة السامية .

فيينا النمسا

لا نصر لأي من الفلسطينيين إلا بتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام

عبـد الكـريم عليـــان

ليس من الحكمة عمل التنظير والفكر في أثناء المعركة، لأن المعركة تكون قد انتهت وأصحاب الفكر والعقل لم يبرحوا التأمل والتفكير بدون جدوى.. أو أي منهم يستطيع أن يقنع كل العاملين في الشأن العسكري..؟ كذلك ما لم يتحقق الهدف من المعركة مباشرة بعد انتهائها يكون الحديث عن تحقيق النصر هراء وغوغائية لا تفيد الواقع بشيء! انتهى العدوان الشرس على غزة، ولم ينتهي تماما..! والحقيقة الدامغة التي شهدها العالم أجمع هي: أن أهل غزة لم يحققوا شيء إلا مزيدا من المعاناة والقسوة، ومزيدا من الدمار في الشجر والحجر والبشر ما لم يقدر ولا يحصى.. وبقي الصمود الأسطوري الذي سجله شعب غزة هو المنتصر الوحيد في هذه المعركة، كما في كل المعارك السابقة..

قبل الحديث عن نتيجة العدوان علينا أولا أن ننحني إجلالا وإكبارا لأرواح الشهداء الذين قدموا أنفسهم قربانا على مذبح الحرية والاستقلال، وعلينا أن نصلي من أجل الشفاء العاجل للجرحى، وأن يلهم الله الصبر والسلوان للثكلى، والإفراج العاجل لكل الأسرى... ونقدم الشكر الجزيل لكل الشرفاء الذين وقفوا متضامنين ومساندين لشعبنا وقضيتنا. أما العدوان الغاشم الذي شنه الجيش الصهيوني مستخدما كافة أنواع الأسلحة الجوية والأرضية والبحرية على بقعة صغيرة من الأرض تسمى غزة لا يمكن أن يصدق، ولا يمكن لأي بقعة مماثلة على هذا الكوكب أن تتحمل تلك الضربات على مدى أربعة وعشرين يوما متصلة الليل مع النهار.. ولا يمكن الحديث عن معركة حقيقية دارت بين جيشين متقاتلين سوى بعض الكمائن التي نصبت هنا وهناك.. للتصدي لجيش الاحتلال المعتدي، من هنا لا يمكننا الحديث عن نصر، أو هزيمة لأي من الطرفين اللذين ادعيا النصر كل منهما على الآخر.. ولو قسنا مدى تحقق أهداف إسرائيل المعلنة؛ فأي منها لم يتحقق حتى نهاية العدوان وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، أما إذا افترضنا أن لإسرائيل هدفا خفيا من المعركة بترسيخ الانقسام الفلسطيني؛ فمؤشرات الإعلام من طرفي الانقسام (فتح وحماس) ازدادت تطرّفا وعدوانية بما لا يحتمل، وهذه الحملات إما لا تبشر بخير، وإما تكون وسيلة لاستنفاذ كل طاقتهما تمهيدا للمصالحة...

حالما انسحب الجيش الإسرائيلي من غزة كنا نعتقد أن حماس ستقول مثلما قال حزب الله بعد العدوان على لبنان بلسان القائد العام للحزب، حيث قال: "لو كنا نعرف حجم العدوان لما قمنا باختطاف الجنود الإسرائيليين.." لكن حماس فور انتهاء العدوان أعلنت النصر المبين.. أجل إنه النصر! نصر لأن غزة لم تمت.. نصر لأن عدد الشهداء والجرحى لم يزد.. نصر لأن حجم الدمار كان صغيرا مقياسا بحجم العدوان.. نصر لأن غزة لم تستباح ولم يعث فيها الجنود فسادا... أجل! من منا يكره النصر ولا نريد لإسرائيل أن تنتهي ويأكل السمك أبناءها..؟؟ المضحك المبكي هو قول السيد خالد مشعل: أن سوريا شريكة في النصر! لماذا لا تقول يا مشعل: إن النصر هو لسوريا، أو إيران فقط ! لا نعتقد يا سيد مشعل أن أهل غزة يوافقونك في ذلك.. ولا نعتقد أن أبناء غزة كانوا يقبلون بأن تكون سوريا التي تزج بعضهم في غياهب السجون، وأن سوريا التي ذبحت منهم الآلاف في تل الزعتر وبرج البراجنة هي: شريكة في النصر، يا سيد مشعل! أهل غزة يعرفون أن مظاهرات التضامن والتأييد التي نظمت في دمشق، نظمت من قبل مخابرات النظام السوري.. كذلك العديد من المظاهرات التي عمت العواصم العربية كانت أولا تعبر عن نقمة هذه الشعوب ضد أنظمتها العفنة، وأن حال هذه الشعوب ليس أفضل حال من أهل غزة..؟ يا سيد مشعل! إن أهل غزة سيكونون سعداء ومنتصرين إذا تحررت هذه الشعوب أولا من أنظمتها الدكتاتورية المتخمة بالفساد والسطوة.. نعم يا حماس! إن النصر يكون بمدى تحقيق الأهداف الفلسطينية.. سمعنا خطابين للسيد رئيس الوزراء في أثناء المعركة، وكل الأهداف أو المطالب التي ذكرت في الخطاب كانت انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وفتح المعابر وإن ذلك قد تحقق.. ودخل الموز والفواكه وكافة (الحاجيات الإنسانية) لغزة، لكن شعب غزة ليس بمقدوره شراء هذه الحاجيات، كما كان ليس بمقدوره شراء الحاجيات المهربة من الأنفاق..! وغابت كل الأهداف الوطنية للفلسطينيين مثل: الدولة واللاجئين والقدس.. نعم يا حماس! إن النصر المبين قد تحقق...

مع أن إسرائيل ظلت تهدد بدخول غزة منذ أكثر من سنتين وتقوم بتدريب وتجهيز الجيش والرأي العام، إلا أنني بقيت مقتنعا بأن إسرائيل لا ترغب باجتياح غزة لسبب رئيسي هو: قناعتها الكبيرة بأن ذلك قد يدفع بتغيير الخارطة السياسية الفلسطينية الحالية (حالة الانقسام) والتي تعتبرها مثالية لضعف الفلسطينيين وتمزقهم، وهذا ما أفصح عنه معظم القادة الإسرائيليون في أثناء الحرب عندما قالوا: من سيحكم غزة إذا ما قضينا على سلطة حماس؟ لا مصر مستعدة لتحمل مسئوليتها في غزة.. ولا أبو مازن مستعد لدخول غزة بهذه الطريقة، ولا هي تريد البقاء في غزة..! قد يكون هذا هو السبب الرئيسي في انسحابها بعدما أخذت تعهدات كبيرة من دول عظمى (أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بالتعاون مع مصر) أنها على استعداد لتحمل مسئولياتها بالعمل على مراقبة ومنع تهريب السلاح والمال لحماس مقابل فتح المعابر للضرورات الإنسانية.. أليس حري بعد يا حماس ويا فتح العمل الجاد من أجل إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة لشعبنا الفلسطيني الذي مابرح يقدم الضحايا من الشهداء والأموال بدون هدف؟ ألم يحن بعد كل هذا الوقت المهدور دون رسم إستراتيجية فلسطينية نتفق عليها جميعا دون تأثير دول خارجية تهدف إلى تقويض وطنيتنا لمصالح نظم عفنة باعت شعوبها وضمائرها من أجل الحفاظ على عروشها؟؟ السيد مشعل ومن لف حوله في سوريا يريدون مرجعية أخرى غير منظمة التحرير؟ نعم يا سيد مشعل! ألا يرضيكم أن تكون المرجعية هي: للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الذي يدفع يوميا ثمن عيشكم الرغيد في القصور والفنادق العربية والفارسية..

يا حماس ويا فتح ! يجب أن تكون مرجعيتكم الأولى هي شعبكم، فعودوا إليه.. عودوا إلى صناديق الانتخابات الحرة وبالتمثيل النسبي الكامل وليقرر الشعب الفلسطيني من يقوده إلى بر الأمان.. حينها فقط! يمكن أن نقول: أن الإرادة الفلسطينية انتصرت لتستمر حتى تحقيق أهدافها الوطنية...!

عضو صالون القلم الفلسطيني
Elkarim76@hotmail.com

ردا على نصر الله بمناسبة يوم الحرية

سعيد علم الدين

من تضللون عندما تحتفلون بحريةِ أسيرٍ وتَنْسَونَ حريةَ وطن!
أتُخْرِجون أنفارا من السجن لتزجون الملايين في المآسي والكوارث والمحن! معادلة لا تستقيم.
أتقولون شكرا لمن كان كابوسا رهيبا على الشعب اللبناني، وما زال كابوسا مرعبا بشعا على الشعب السوري الشقيق!
الأبطال والفرسان لا تختبئ خوفا من الموت، بل تواجهه بشجاعة، كيف لا:
وإذا لم يكن من الموت بد فمن العيب أن تموت مختبئاً جبانا!
ألا تخجلون من كتب التاريخ وعيون الزمن!
أتطالبون بكشف مصير اربع إيرانيين وتنسون الكشف عن مصير مئات من اللبنانيين في سجون حليفكم بشار الطاغية الذميم.
يا مشوهي المعاني الصحيحة والمبادئ الأخلاقية والقيم!
لقد شوهتم كلمة وطن فأصبح بسبب غطرستكم وتعجرفكم وعنجهياتكم واستفزازاتكم وميليشياتكم مزرعةً وبشهادة المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله في حديثه إلى "نهار الشباب"، حيث قال وبدبلوماسية، لكي لا يتعرض لبطشكم:
إن "لبنان لم يصبح وطناً ومازال مزرعة".
فمن هو المسبب بذلك؟
ومن يملك الدويلات وشبكات الاتصالات والمربعات والميليشيات وتوزيع السلاح وتشكيل سرايا من الأزلام الزعران التي حولت لبنان الى مزرعة سواكم؟
ويا ليته مزرعةً كما قال السيد فضل الله.
فالمزرعةُ مفيدةٌ وهي تعبر عن ثقافة الحياة وفيها خير وبقاء وحضارة لبني البشر، وفيها الورود والأزهار، ومختلف أنواع الخضار، والفلفل والكوسا والخيار، وأطايب الفواكه والثمار، والغنم والبقر والدجاج المحتار بهذا السؤال:
لماذا العصافير تطير في السماء بحرية وتزقزق فرحة على الأشجار؟
ولماذا أنا الدجاجةُ المظلومةُ الأقدار، أسير على الأرض سجينةُ الدار، ولا أستطيع الطيرانَ كباقي الأطيار؟
سؤال عقلاني ليس عليه غبار!
أما أنتم فقد حولتم لبنان بتبعيتكم العمياء لملالي إيران وثقافة الموت والدمار الى غابة كالحة سوداء كعماماتهم تسود فيها شريعة الغاب وليس القانون، والمربعات الخارجة عن سلطة الشرعية يلجأ إليها المجرم واللص والقاتل والخاطف وتاجر المخدرات، ومنها تنطلق سيارات التفخيخ وعمليات الاغتيال والعصابات وميليشيات الإرهاب!
وأنتم على من تتشاطرون في لبنان عندما تحررون أسيرا لتقمعون أربع ملايين إنسان، على الدولة المسكينة الهجينة أمام هرطقاتهم واعتداءاتكم!
لعدم التكرار سنستعمل حرف "ن" لنصر الله وحرف "ر" ردا عليه.
اكد الامين العام للحزب اللاهي حسن نصرالله في مؤتمره الصحافي الذي عقده عصر 09.01.29 لمناسبة "يوم الحرية".
ر: عجبا! وهل ممكن للمتحالف مع طغاة العصر الشموليين وقتلة الحرية وساجني الاحرار في سوريا، ومغلقي مئات الصحف في ايران وخاطفي وقاتلي الصحفيين، ان يفهم ماذا تعني كلمة حرية؟
فالحرية ليست فقط حرية اسير بمعناها الضيق بخروجه من السجن، وانما هي في الحقيقة حرية مجتمع بمعناها الواسع: فكرا وثقافة وكلمة وتعبيرا.
الظاهر أن الحرية في قاموس نصر الله تعني: إخراس المعارضين، والاعتداء على الآمنين بسبب برنامج تلفزيوني ساخر "بس مات وطن"، وحرق وإغلاق وتدمير محطات إذاعية وتلفزيونية لمن يخالفه الرأي كما فعل في 7 ايار في بيروت؟
فالحرية الحقيقية ليست فقط ان نخرج اسيرا من السجن، وإنما بإخراج وطن بملايينه من سجن المحور الايراني السوري المتآمر على مئات الملايين.
لقد شوهتم كلمة حرية فأصبحت تعني قمعا واستبدادا وقهرا للإرادة الشعبية وتسفيها للعبة الديمقراطية وتحالفا مع طغاة العصر وأصحاب الأنظمة الشمولية كالسورية والإيرانية.
ن: "التهدئة مصلحة وطنية ادعو اليها"..
ر: كيف يدعو الى التهدئة من هو أكبر مستفز بصراخه وتهديداته لمشاعر الملايين من اللبنانيين والعرب.
هو لا يدعو هنا للتهدئة وانما لقتل الكلمة الحرة فقط. كما يتم قتلها في سوريا وايران، وتماما كما اغتالوا شهيد الكلمة الحرة سمير قصير وغيره من شهداء الكلمة.
فالتهدئة لا يمكن أن تتعارض مع الكلمة الحرة الواعية المنيرة والتي فيها مصلحة الوطن روحا قبل الجسد.
والكلمة التي تحمل على أجنحتها أثقال الحقيقةِ لا تعد كونها وجهة نظر، بقدر ما هي شمس ستشرق حتما رغم ضباب الأكاذيب وستسرُ الناظرين وتنتصر على المنافقين.
والتهدئةُ لا تعني تكميم الأفواه في بلد ديمقراطي حر نظامه مبني على حرية الكلمة.
فالخطر الحقيقي على التهدئة ليس بالتعبير بالكلام الحر الصادق، وانما بالسلاح الفوضوي المارق.
والكلمة يجب مواجهتها بالكلمة. والرأي بالرأي. والحجة بالحجة. هذه صحة وثقافة وتقدم وتنافس حضاري يجلب الخير للمجتمع.
أما من يستعمل السلاح في وجه الكلمة، ويكمم الأفواه فهو الجبان المرعوب الخائف!
وأصحاب الكلمة الحرة أقوى بكلمتهم وأبقى من أصحاب السلاح ببطشهم!
ن: "يمكننا ان نطرح رؤى وبرامج وخيارات دون طرح كلام مذهبي".
ر: عجبا لمَنْ شكله وكلامه ومرجعياته وممارساته السياسية مذهبية،
ومن يمثل أكبر طرح لأكبر حزب مذهبي قح ومسلح ومعتدٍ مع حركة "أمل" العنصرية على الطوائف الأخرى،
ومن يتحالف عضويا مع أنظمة تحكمها المذهبية الخالصة كالنظام العلوي السوري، مع احترامي للعلويين الشرفاء، ونظام ولاية الفقيه الشيعي الإيراني، مع احترامي للشيعة الأحرار، النظام الذي يعمل بخبث لاختراق العالم العربي وإشعال الفتن المذهبية فيه كما حصل في لبنان وكما يحصل اليوم في البحرين، يأتي ليحاضر بالعفة والنقاء الاسلامي والطهارة!
وبدل أن تعمل ايران الملالي لنشر الإسلام في العالم بالحسنى كما تفعل السعودية، لا هي تعمل وتخطط وتتآمر لشق الصف الإسلامي من خلال تشييع المسلمين وشرائهم بالمال الطاهر!
ن : "تبين انه كان هناك قرار دولي وعربي لاستغلال الفترة الانتقالية بين ادارة بوش واوباما لتغيير الوقائع. ومن تواطأ على الفلسطينيين كان متواطئا علينا "ونص".
ر: كلام تضليلي كاذب تناقضه الوقائع والحقائق عندما تكون حماس هي من اختارت هذا الطريق الوعر برفضها تجديد التهدئة. رغم محاولات مصر العديدة، ليس هذا فحسب بل وإطلاقها الصواريخ على اسرائيل لاستفزازها واستدراجها للحرب بعد انتهاء فترة التهدئة.
اي ان حماس هي التي استدرجت اسرائيل الى تدمير غزة.
فأين التواطؤ أو التآمر الذي يتحدث عنه نصر الله؟
وهو الذي استدرج اسرائيل بعملية الخطف في 12 تموز، فاين التواطؤ والتامر عليه؟
الصحيح أن حماس تواطأت مع سوريا وتآمرت مع ايران على مصر لزجها بالحرب بعد أن استدرجت اسرائيل اليه.
وتعال يا مصر خلصينا. فلماذا الصراخ يا حسن عندما مشعل يشعل النار بيديه؟
ن: حول الاسير يحيى سكاف "الفرضيات تبقى مفتوحة هل هو اسير حي؟ هل هو مفقود مجهول المصير؟ هل هو شهيد لا تزال اسرائيل تحتفظ بجثته؟".
كفى متاجرة بالفدائي المناوي الغائب يحي سكاف!
فعائلته المحترمة سلمت أمره ببيان اصدرته بهذا الخصوص للرئيس الأب فؤاد السنيورة فقط ونقطة على السطر.
فليرتاح نصرالله من هذا الامر الذي يحشر انفه فيه مزايدةً.
ن: "كما اعلم ان الملك عبد الله عندما صافح الرئيس السوري حزن البعض في لبنان"
ر: وكأن المشاكل الحادة بين الدول تحل بالمصافحات والقبلات والمقبلات. هذا الكلام يدل على سطحية وصبيانية التفكير عند نصرالله.
ن: "نهاية حرب غزة تشابه نهاية حرب تموز".
ر: في حرب تموز سقط لإسرائيل اكثر من مئة جندي وتهجر مليون انسان، في حرب غزة لم يسقط عشرة جنود ولم يتهجر عشر اشخاص. والذي حرك الاسرائيليون بعد حرب تموز للقيام بمظاهرات صاخبة مطالبين بلجنة تحقيق مستقلة هو خسارتهم لهذا الكم من الجنود.
ن: "ما حصل في غزة هو انتصار كبير للمقاومة"
ر: كلام تخديري للجهلة تضليلي للسذج وممكن ان نأخذ به لو استطاعت حماس تحرير او احتلال احدى البلدات الاسرائيلية المحيطة بغزة.
ن: وفي ذكرى "يوم الحرية" العزيزة (ذكرى تحرير الأسرى اللبنانيين والعرب من المعتقلات الإسرائيلية في 29/1/2004 .
ر: وماذا عن المعتقلين اللبنانيين والعرب في المعتقلات السورية؟
الظاهر ان حرية نصر الله ترى بعين واحدة!
ن: "التحقيق اثبت لنا ان اسرائيل قتلت الحاج عماد مغنية".
ر: وهل ممكن ان يحدث ذلك دون غض نظر وتسهيلات من المخابرات السورية التي تتحكم بالناس والأنفاس!
ن: وقال متوجهاً للعدو الصهيوني: "الحرب معنا ستكون مكلفة بالنسبة لك ولجيشك ولامكاناتك، وهذا هو التوازن التي يشكل رادعاً لفرضية الاعتداء".
: لا تقدم اعذار لاسرائيل، ولا ترتكب حماقات ولبنان بالف خير.
ن: "معبر رفح بالنسبة لغزة مصيري واغلاقه من اكبر الجرائم التاريخية التي ارتكبت وما زالت ترتكب"
ر: معبر رفح تحكمه اتفاقات دولية وعندما تحترم حماس هذه الاتفاقات فسيتم فتحه وكما كان سابقا. المعبر مغلق جزئيا بسبب سياسة حماس.

أي نوع من الإعلام نريد؟

سامح عوده

كثر اللغط والجدل حول دور الإعلام في حياة الشعوب سواء كان ايجابياً أم سلبياً، وبالتأكيد اجتاحت وسائل الإعلام عالمنا من أوسع الأبواب، لذلك فقد شرعنا الأبواب لها دون أن نفكر ما هو التأثير الايجابي أو السلبي لها علينا كمجتمعات عربية لها ثقافتها الخاصة وتقاليدها التي بدأت تتخلى عنها ولو تدريجياً أمام ما تنقله وسائل الإعلام المختلفة من مشاهد فاضحة ..

بعد ثورة تكنولوجيا المعلومات التي بدأت بعد اتساع نطاق استخدام الشبكة العنكبوتية وتخمة القنوات الفضائية التي أصبحت منتشرة في معظم عواصمنا العربية، هناك العديد من القنوات الفضائية الجديدة تحت البث التجريبي لتكون جاهزة للبث الرسمي بعد فترة قصيرة ، وعندما نمعن في أسمائها وفي مضمونها تجد أنها لا تخدم إلا أصحاب الكروش..!! من أصحاب الذمم الخراب، وتجار المال الذين لا يسعون إلا للربح السريع، من الخطأ التعميم فهناك قسم منها يحاول أن يغطي ولو جزءاً من الهم العربي وتفاصيل الحياة اليومية للمواطن العربي، بل وتوجه الأنظار إلى معاناته، ولكنها إذا ما قورنت بما تنشره أو تبثه تكنولوجيا المعلومات فهي قليلة جداً، على صعيد القنوات الفضائية تجاوز عدد القنوات الفضائية ألـ ( 600 ) قناة، منها مئة على الأقل تختص بهز الوسط وأغاني الواوا ..!! وأكثر من عشرة تختص بالسحر والشعوذة، وأخرى طائفية تخدم طوائف محددة وإذا أمعنت أكثر وأكثر في المشهد الإعلامي العربي ستجد العجب العجاب..!! وستصاب بالغثيان مما يبث، وفي النهاية إذا ما حاولت تصنيف المهم منها والذي يخدم تطلعات الأسرة العربية والمسلمة فلن يتجاوز عددها الـ ( مئة ) قناة، وهذا الرقم قد يذهل القارئ إذا ما أجرى نسبة وتناسب مع عددها الإجمالي .

ظهرت ثورة قنوات بلا حدود فتجاوزت الحدود وعبرت هواءنا، بالتأكيد مهما حاولنا أن نمنعها فلن نستطيع، فهي تتسلل إلى بيوتنا شئنا أم أبينا ودون رقيب ، فيها الضار وفيها النافع ، وهذه مسالة ذوق كيف تصنف الضار والنافع تتبع التربية والانتماء والمزاج الشخصي، تكنولوجيا الإعلام الفضائي وهي الأكثر تأثيراً كونها أصبحت سهلة الاقتناء عبر الأطباق اللاقطة المنتشرة على أسطح منازلنا، أو من خلال مواقع الشبكة التي بدأت تبث بثاً مباشراً من خلالها، هذه الطفرة الإعلامية شكلت منذ ظهورها قفزة نوعية على صعيد التأثير المباشر في الحياة الثقافية للجمهور العربي ، وبصرف النظر عن ماهية المادة الإعلامية المقدمة فقد شكلت ثقافة لدى شرائح واسعة في مجتمعنا العربي ، سواء كانت تلك الثقافة ايجابية أم سلبية ، فكل مشاهد له رؤياه الخاصة وتقيمه الخاص، بالنظر إلى إجمالي الوجبات الإعلامية فيما يقدم عبر قنواتنا الفضائية ، نلاحظ إن القضايا الساخنة والحياتية للمواطن العربي مغيبة ، ولا تناقش بموضوعية ، هذا إذا ما قورن بإجمالي ما يبث .

بالأمس كان العدوان " الصهيو- أمريكي " على قطاع غزة، إذا قام الصهاينة باستخدام كل الأسلحة المحرمة دولياً، بدءاً من القنابل العنقودية وانتهاءً بالفسفور الأبيض المحرم دولياً، باعتقادي أن الصورة لم تغب عن أذهاننا، فما زالت الجثث تحت ركام الموت تنتظر من يبادرُ إلى دفنها، وفي كل يوم يقوم الجيش الإسرائيلي بمجازر بشعة على ارض الفلسطينية، من قتل للمواطنين ، ونهب لأرضهم ، وتدمير وتخريب كل ما هو كائن على تلك الأرض ، ومع ما تناقلته وسائل الإعلام العربية المرئي والمسموع منها وحتى المقروء كم تحتل هذه المناظر التراجيدية المحزنة من إجمالي ما يقدم للمواطن العربي في المساحة الإعلامية العربية اليومية؟ أكاد أجزم بأنها قليلة جداً إذا ما قورنت في المشهد الإعلامي العام.

ولم يكن الموضوع الفلسطيني وحده المهمل في الإعلام العربي، فهناك قضايا عربية ساخنة لا تقل أهميةً عن الموضوع الفلسطيني، العراق، ولبنان ، والسودان ، والصومال وأحداث سياسية أخرى كثيرة في عالمنا الجريح، وهناك قضايا أخرى ذات أهمية ثقافية واجتماعية في كافة مناحي الحياة لا يتم الإشارة لها ولو على شكل خبر على شريط الأخبار كالأمية، والفقر، والبطالة، وهجرة العقول، وقوارب الموت، وغيرها مما تعصف باركان بنائنا الاجتماعي العربي، كان أولى على الإعلام العربي أن يقف أمامها وقفة جدية ، يتعامل معها بموضوعية بعيدا عن المزاج الشخصي ، ولا يمر عليها مر الكرام ، تبعا لسياسة الدولة التي يبث على أراضيها ..!!

بات من الضروري الوقوف مع الذات قليلاً اليوم قبل الغد، وقراءة الواقع الإعلامي العربي بإمعان أكثر، كما هو بحلاوته ومرارته بعيداً عن التبرير الغير مقنع، إذ أن حالة العبث بالمؤسسة الإعلامية العربية يجب أن تتوقف، فإبقاء النافذة مفتوحة على العبث لن يدخل إلا العبث إلى بيوتنا، وسيفرغنا من محتوانا بحيث نصبح كعلبة مشروب غازي إذا ما افرغت مما فيها تداس بالنعال أو تلقى في حاويات القمامة ..!! ولذلك أصبحت الحاجة ملحة لتقيم الواقع الإعلامي العربي، ووضع خطة إعلامية شاملة يتشرك في صياغتها الرسمي وغير الرسمي بحيث تتوافق ورؤانا الواقعية، والاهم أيضاً تشكيل مجلس إعلامي عربي موحد يقف جاداً عند مسؤوليته، بحيث يساهم في رسم سياسة إعلامية واضحة للنهوض بمجتمعنا العربي وقضاياه العادلة ، مع الاستعانة بالكفاءات الإعلامية العربية صاحبة الخبرة والكفاءة، المغيبة خارج أوطانها والتي قدمت للغرب الكثير في مؤسساته الأكاديمية والإعلامية .

الجميع على قناعة أن الأمة العربية لم تستطع أن تحقق الوحدة على غرار الاتحاد الأوربي سياسيا واقتصاديا، وفضلت أن تكون شعوب وقبائل مفككة رغم عوامل التجانس والتشابه فيما بينها، ولان عوامل الوحدة بالمفهوم السياسي غير متوفرة الآن فلنحقق تلك الوحدة في المجال الإعلامي، بحيث نجمع على حزمة من القضايا التي تهم مجتمعاتنا، ونوجه أقلامنا وعدسات كاميراتنا إليها، بحيث نبتعد عن الاجتهادات والفتاوى الإعلامية التي في أغلب الأحيان تفرغ الموضوع من محتواه، إننا نريد وسائل إعلام متنوعة ترتقي بالعقل العربي وترفع من مستواه بعيداً عن ثقافة السيقان المكشوفة وهز النواعم ..!!

الجمعة، يناير 30، 2009

طرد حاكم ولاية إلينوي..في امريكا

د. ابراهيم عباس نــَـتــّو
عميد سابق في جامعة البترول

حاكم ولاية إلينوي،الولاية التي تحوي شيكاگو(شیکاغو) كأكبر مدينة.. و هي موطن ابراهام لنكولن ..و مؤخراّ انجبت براك حسين اوباما-..قرر برلمانها طرد حاكمها بعد تهمته باستغلال منصب الحكم و الادارة (في هذه الحالة: محاولة الحصول على مبلغ تنافسي (رشوة/ شرهة الخ) لقاء ترشيح شخص (ليشغل مقعد اوباما بعد انتخاب الاخير رئيساً لأمريكا)؛ و بعد استماتة حاكم الولاية في تحاشي الحكم عليه.. و استماتته في حتى تحاشي "توجيه التهمة" اليه؛ بل و مضى الى ان قضى و هو يلوك عبارة مثل: "لم ارتكب اي خطأ"(!)ا

و العجيب في نظم حكم المؤسسات -لا الأشخاص مهما تفرعنوا- أن حاكم الولاية المدان هذا ..كان قد مارس دوره و اعماله كحاكم، يما في ذلك ترشيح شخص ممثلاً عن الولاية في (الكونگرس) بديلاً لأوباما..و تم قبول مرشحه عضواً في مجلس "الشيوخ" (بمعنى نواب الشعب على مستوى الولايات، عضوان لكل ولاية)، مع ان قبول ذلك العضو في ذلك المجلس كان بعد تردد و لأي من قــِـبـَل هيكلية ذلك البرلمان الفيدرالي ..لكنه في نهاية المطاف تسلم ذلك المرشح مقعده هناك في واشنطن)..فهذا شيء و ذاك آخر!اكفترشيح حاكم الولاية لذلك للمرشح ليحل محل اوباما هو موضوع آخر..ثم إن توقيت ترشيحه المندوب و توليه مقعده كان قبل إدانة الحاكم الذي قام بترشيحه لذلك المقعد.ا-
لو كان جرم هذا الحاكم(او مخالفة بسيطة أو حتى "خطأً تنفيذياً) ..لو حصل ذلك في نظام يحترم نفسه و شعبه..كما في اجزاء من الشرق الأقصى(في اليابان مثلاً)، لقدم المسؤول هناك استقالته على الفور..) ا
اما في شرقنا ("الأوسط"..بالطاء..) فسينتظر المواطن تعديل سلطانه او حاكمه او رئيسه (ناهيك حصول محاكمته او التخلص منه، او حتى صدور اي اعتذار منه)..سينتظر حتى (ربما) "يوم القيامة"،..بعد العصر،..ان حصل!ا

أردوغان مرة أخرى

راسم عبيدات
....يبدو أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردغان يابى إلا أن يوجه الصفعة تلو الأخرى للقيادة الاسرائيلية والنظام الرسمي العربي المنهار والعاجز وخصوصاً ما يسمى بمعسكر الاعتدال منه،هذا المعسكر الذي يبدو أنه أدمن على سماع ترانيم وتعاويذ ومزامير الصديق"بيرس"أو ما يطلق عليه معسكر الاعتدال العربي ب"حمامة السلام" عن (القتلة والارهابين الفلسطينيين والعرب والذي لا يردون السلام)،ونحن رأينا كيف كان كل قادة النظام الرسمي العربي المعتدل خشوعاً وسجودا ًله وهو يلقى عليهم مثل هذه المواعظ والمزامير والترانيم في نيويورك فيما يسمى بمؤتمر حوار الأديان،واليوم بعد أن أوغلت الالة الحربية الاسرائيلية قتلاً في أطفال ونساء شعبنا الفلسطيني خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة ،جاء بيرس الى منتدى دافوس الاقتصادي ومعه العديد من أركان النظام الرسمي العربي وعلى رأسهم الممثل الرسمي لهذا النظام عمرو موسى أمين عام جامعة العربية،والذي كان جالسأ على بعد فرسخ من بيرس مزهو كالطاووس وهو يستمع إليه وحتى لا يفوته فرصة سماع مثل هذه الترانيم والمواعظ والمزامير والتي ربما تؤهل بيرس في المستقبل ليس لإلقائها عليهم في المحافل والمؤتمرات الدولية، فلربما يلقيها عليهم في الجوامع والقصور الرئاسية والملكية.

وبيرس هذا يا أخوان رجل محب جداً "للسلام" وأكثر ما يكره ويمقت "القتل والارهاب"،وسجله وتاريخه "نظيفين"،وصفحة "بيضاء"،ويداه لا تتلطخان بالدم العربي والفلسطيني، الا من بعض الرتوش البسيطة،فهو ينتمي الى حزب العمل والأب الروحي له،قبل أن ينتقل الى حزب "كاديما"،هذا الحزب الذي يعتبر رائد الاستيطان في الضفة والقدس،وبيرس هذا عدا أنه مرتكب مجزرة قانا الأولى ،فهو صاحب نظرية السلام الاقتصادي ومفاوضة العرب والفلسطينيين عشرات السنين دون إعطائهم أي شيء،وهو رغم كل الدلائل والحقائق على ارتكاب جيش حكومته لجرائم حرب في عدوانها الأخير على قطاع غزة،ورغم بشاعة تلك الصور وخصوصاً لقتل الأطفال،فهو يصر على إنكار ذلك،وعندما تحاصره الأدلة الدامغة يقول بأن قتلهم كان بالخطأ .

وشخص بهذه المواصفات الشبيهة بمواصفات"غوبلز" المستشار أو وزير الإعلام لهتلر في الحرب العالمية الثانية،والذي كان يقول عليك أن تكذب وتكذب وتستمر في الكذب حتى يقتنع الآخرين بأنك تقول الحقيقة.

فليس بالمستغرب أن يأتي الى هذا المنتدى الاقتصادي العالمي،ويكذب ويستمر في الكذب حتى يقتنع الآخرين بأنه يقول الحقيقة،حيث أنه أسهب في شرح معاناة الاسرائيليين نتيجة "الارهاب" الفلسطيني،حيث أن الأطفال لم يستطعوا الذهاب الى مدارسهم وأنهم أصيبوا بالرعب والخوف نتيجة الصواريخ الفلسطينية،وأن ما يقومون به من قتل وتدمير وقنابل بالأطنان تلقى على المدارس ودور العبادة والمشافي وحتى المؤسسات الدولية، تأتي في اطار وسياق الرد الطبيعي،وأيضاً هنا نحن لا نستغرب أن تلقى كلمة بيرس التصفيق الحار من المندوبين الأوروبيين،فهؤلاء لهم باع طويل في النفاق وازدواجية المعايير"وتعهيرها"،فهم من وصفوا حرب اسرائيل العدوانية على شعبنا الفلسطيني في القطاع بالحرب الدفاعية،ورفضوا تجريمها وإدانتها في مجلس حقوق الانسان،وتجندوا على مستوى القادة للدفاع عن اسرائيل وحمايتها وأرسلوا سفنهم وأساطيلهم البحرية لتجوب وتحاصر كل المنافذ والطرق البحرية المؤدية الى قطاع غزة لمنع تسلح المقاومة الفلسطينية،وليس للمساهمة في رفع الحصار والمعاناة عن الشعب الفلسطيني،حتى أن ساركوزي رئيس الوزراء الفرنسي،لم يترك عاصمة إلا وزارها من أجل المساهمة في الضغط على حماس من أجل اطلاق سراح"الحمل الوديع"الجندي المأسور شاليط والذي كان في "نزهة لصيد الغزلان البرية"وليس في مهمة عسكرية؟!،وكما يقال في الدين ليس بعد الكفر ذنب،فأيضاً ليس بعد هذا العهر عهر.

والمهم هنا أن أردغان الذي سبق له أن حمل اسرائيل مسؤولية العدوان على قطاع غزة وعدم الإلتزام بالتهدئة،ووصف ما تقوم به من أعمال بحق الأطفال والنساء بأنها جرائم حرب ولم يأبه لأي تبعات لمثل هذه المواقف،وخصوصاً أن تركيا عضو في خلف الناتو،وهي بصدد استكمال اجراءات قبولها في الاتحاد الأوروبي واسرائيل لها دور بارز في هذا الجانب من ناحية الضغط والتأثير،وفي المنتدى الاقتصادي العالمي هذا والذي بالأساس كان همه التعبير عن دعم اسرائيل ومساعداتها،حيث أعطي بيرس وقتاً ضعف المعطى للوفود لكي يلقي مواعظه وترانيمه ويشن حملة على"القتلة والارهابين العرب والفلسطينيين"،ويبرر الجرائم التي ارتكبها جيش حكومته بحق الأطفال والنساء الفلسطينيين،وليقابل بعاصفة من التصفيق من قبل الحضور، أخرج ذلك أردغان عن طوره وتصدى لبيرس وقال أنه يأسف أن يلقى حديث عن قتل الأطفال مثل هذا التصفيق،ويتدخل القائمين على هذا المؤتمر لمنع أردغان من الرد على بيرس،والذي يعلن انسحابه من هذا المؤتمر وعدم العودة اليه ثانية،وليعود الى بلده ويستقبل استقبال الابطال على مثل هذا الموقف،غير أبه بما قد تقوم به اسرائيل من تحريك للوبي الضغط الصهيوني في أوروبا والولايات المتحدة،لاستصدار قرار باعتبار تركيا مسؤولة عن مذابح الأرمن وارتكاب جرائم حرب ومطالبة تركيا بدفع تعويضات عن ذلك.

والمهم هنا يا أخوان عليكم أن تتنبهوا جيداً،أن هذه المواقف التركية والفنزويلية والبوليفية والتي عرت بشكل فاضح بعض أطراف النظام الرسمي العربي ودوره في التآمر والمشاركة في العدوان،لديه الكثير من المفردات والذرائع والحجج التي سيسوقها لاستمرار تبرير عجزه وتخاذله وانهياره وتخليه عن خيار المقاومة وخصي الخيار العسكري،فكما كان عدم طرد السفراء الاسرائيليين من العواصم العربية التي تقيم علاقات مع اسرائيل أسوة بفنزويلا وبوليفيا لمصلحة العرب والفلسطينيين،وتبرير ما قامت به اسرائيل من عدوان على غزة،بأن حماس والمقاومة تتحمل المسؤولية لأنها انجرت الى ما تريده ايران،ايران هذه الفارسية التي لها أطماع في الوطن العربي وتريد السيطرة على الوطن العربي،وسبحان الله لم نسمع عن فارسية ايران وشيعيتها وأطماعها في الوطن العربي عندما كانت في عهد الشاه حليفة استراتيجية لاسرائيل وأمريكا،واليوم وهي تناصي أمريكا والعداء،لم يترك أقطاب دول الاعتدال العربي حجة وذريعة مشروعة وغير مشروعة إلا واستخدموها للتحريض ضد ايران،وكما حرضوا ضد حزب الله واستخدموا المذهبية في التحريض عليه،فليس من الغريب اذا ما سمعتم من دول الاعتدال العربي،بأن تركيا العثمانية تهدف من هذه المواقف الى اعادة استعمار الوطن العربي،ومواقفها هذه تضر بالأمن والتضامن العربي،وأن السيد عمرو موسى ومعه المندوبين العرب الآخرين لم يردوا أو يحتجوا على كلمة بيرس،أو ينسحبوا الى غير رجعة من هذا المنتدى المنحاز لاسرائيل وسياساتها العدوانية،لأن في ذلك مصلحة عربية وفلسطينية لا نعرفها نحن"الجهلة" من الشعوب العربية،وهل بعد هذا العهر عهر يا عرب.

فلتسقط مؤامرة مشعل على المنظمة والقضية الفلسطينية

محمد حسن

مؤامرة تلو المؤامرة تحاك ضد القضية الفلسطينية وضد المشروع الوطني الفلسطيني وقضيتنا التاريخية العادلة التي دفع ثمنها مئات الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى، ولكن بحمد الله مصير تلك المؤامرات السقوط والفشل كالعادة وهي سمة تاريخية عاصرتها "م.ت.ف"، وكان نصيب"حركة فتح" التي واجهت العديد من هذه المؤامرات لاسيما المشبوهة ، منها: مؤامرات التشكيك، والحملات النفسية، والإرهاب الفكري؛ الحلول السياسية والمبادرات الأمريكية، التي كانت تستهدف تمييع قضية التحرير، ودفع بعض الأنظمة العربية إلى القضاء على الثورة أو احتوائها، وتجييرها لصالحها وفرض الوصاية عليها، بل وصل الحد في بعض الأنظمة إلى إبادة القيادة الفلسطينية "م.ت.ف" إما بالتصفية أو محاصرة قواتها وتقويض نشاطها الفدائي وهي سمة انكشفت على حالة منذ حرب عام 1982م للخلاص من منظمة التحرير الفلسطينية وما تبعها من مجازر بشعة بحق أهلنا وشعبنا في مخيمات الشتات الفلسطينية لاسيما في بيروت وضواحيها، وقد تحملت فتح والمنظمة أخطاء الآخرين ، وعلى الرغم من ذلك، ظلت فتح بخير، عنواناً تقود مسيرة الثورة التي أعلنت تفجرها في الأول من يناير عام 1965م، لتقود منظمة التحرير الفلسطينية إلى بر الأمان عام 1969م عبر مشروعها االثوري "الكفاح المسلح" لاستعادة الأرض الفلسطينية المحتلة، حتى اعترف بها العالم العربي في مؤتمر القمة العربي، السابع في الرباط، في 26-30 أكتوبر1974، ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني. وفي العام نفسه، اعترفت بها، كذلك، الجمعية العامة للأمم المتحدة، بصفة عضو مراقب؛ وسمحت لها بالاشتراك في كافة دوراتها، وكلِّ دورات المؤتمرات الدولية وأعمالها، والتي تعقد برعاية الجمعية العامة؛ فضلاً عن تلك التي تعقد برعاية هيئات الأمم المتحدة، ومن ثم أخذ العالم الغربي يسارع إلى الاعتراف بها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفتح مراكز التدريب لقوات الثورة الفلسطينية وإرسال شحنات من الأسلحة المختلفة لاسيما الثقيل منها.

وهكذا صمدت "حركة فتح" أمام كلِّ الصعاب، التي تعرضت لها. واستطاعت أن تقود منظمة التحرير الفلسطينية، حتى قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، على الأرض الفلسطينية، عام 1994. بفكر وحكمة وتولي قيادة المشروع الوطني على رأسهم السيد الرئيس الشهيد "ياسر عرفات" رجل الدولة والبندقية.

واليوم يجري الالتفاف على هذا الانجاز التاريخي للنيل منه من جديد وبنفس الشخوص، وكما يقال دائماً أن الهزيمة تأتي من الداخل، بعد أن فشلت كل محاولات النيل من القرار الوطني الفلسطيني من قبل الأنظمة العربية لتسخيرنا لصالحها، وهي صفة واضحة تأتي في إطار محاولات الفرز والاصطفاف التي تشهدها منطقتنا العربية.

لقد تعلمت القيادة الفلسطينية وأخذت الدروس والعبر من الماضي منذ عام 1968م وقرارنا مستقل وسيظل مستقلاً ولن تنجح حركة حماس "وخالد مشعل" وغيرهم بأن ينقلب على منظمة التحرير الفلسطينية أو على الشعب الفلسطيني من جديد ويواصل مسلسله الانقسامي الإجرامي، تارة ينقلب على السلطة الفلسطينية ويجزئ الوطن "جغرافية وقرار سياسي واجتماعي وحتى أخلاقي ديني و.." واليوم من جديد يمعن في مواصلة مسلسله المدعوم من أقطاب خارجية لا يعنيها إلا مزيد من التشتت وتمزيق وحدة الصف الفلسطينية وتخريبه إلى الأسوء وتجيييرهم المنظمة والقضية برمتها لنكون ساحة وأجساد تابعين تباع ويساوم علينا في دمشق أو الهلال الشيعي لصالحها من أجل كسب مواقف سياسية تخدم أجندتها الخاصة الرخيصة.

فنحن مع ضرورة توفر العمق العربي الموحد كخيار استراتيجي يحمي القضية الفلسطينية ويدعم الثورة الفلسطينية لتبقى منارة وشعلة أمل تضئ لنا معالم الوطن وصولاً إلى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

غزة... والقادة العرب

محمد علي الحسيني
لاغرو أن الاحداث المأساوية الاخيرة التي عصفت بقطاع غزة لم تهز العرب و تصعقهم لوحدهم و إنما هزت أعماق الضمير و الوجدان العالمي و دعت العديد من الاوساط الاجتماعية و الثقافية في مناطق مختلفة من العالم الى إعادة وجهة نظرها و تقيمها للموقف من اسرائيل تبعا لذلك. وقد کان واضحا ومنذ اللحظات الاولى للهجوم الوحشي الاسرائيلي على غزة، ان هناك خلطا قويا في الاوراق مثلما هنالك تداخل غريب في النوايا و الاهداف المعلنة و المبيتة لکل الاطراف الاقليمية و الدولية بما فيهم العرب أنفسهم، وفي ظل هکذا وضع معقد، لم يکن ابدا من الهين إصدار حکم متسرع و على عجالة من إنفجار الاوضاع في هذه الارض العربية خصوصا وان سعي أطرافا إقليمية محددة لتوظيف الاوضاع المأساوية هناك بسياق يخدم أجندتها قد دفع العديد من الزعماء و القادة العرب الى المزيد من التريث و الکثير من الحکمة قبل إتخاذ أي موقف من هذا القبيل رغم انه کان واضحا ان معظم الملوك و الرؤساء و الامراء العرب قد شجبوا الهجوم الاسرائيلي منذ بدايته و أعلنوا رفضهم الصريح و القاطع للاسلوب(الهمجي)الاسرائيلي في معالجة و حسم الامور.
ان الذي نسمعه و نقرأه هنا و هناك بخصوص مايشاع عن الدور السلبي للزعماء العرب من أحداث غزة و الترکيز المفرط على(لاأبالية)الزعماء و عدم إکتراثهم بل وحتى خيانتهم يدفعنا للبحث و الاستقصاء بخصوص کل هذا الکم السلبي غير العادي من النقد الجارح و المقصود للزعماء العرب و الاهداف الحقيقية الکامنة وراء ذلك. والذي لفت إنتباهنا بقوة، هو ذلك الترکيز القوي على موقف رئيس الوزراء الترکي السيد رجب طيب اروغان قبال الرئيس الاسرائيلي و جعل ذلك بمثابة قميص عثمان مرفوع ضد الزعماء العرب وکأن هؤلاء لم يحرکوا ساکنا من أجل غزة و لم يأبهوا لکل الاحداث المأساوية و الانتهاکات الصارخة للجيش الاسرائيلي هناك وهو برأينا تجن صارخ على الحقيقة و تجاهل مکشوف لجوهر القضية و مضمونها الاساسي، ذلك انه و بموجب العديد من الاوساط الخبرية المطلعة و المصادر الموثوقة، فقد منح الزعماء العرب جل وقتهم لما يحدث في غزة و أکدت تقارير موثوقة بها ان خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله قد صرف جل وقته من أجل غزة و أهلها و مارس ضغوطا جبارة و بکل الاتجاهات من أجل وضع حد للهمجية الاسرائيلية وليس صحيحا بأن اسرائيل قد اوقفت حربها الوحشية ضد المدنيين الابرياء في غزة بعيدا عن التأثيرات العربية بشکل عام و السعودية بشکل خاص، إذ ان معظم التحرکات الدولية کانت اساسا بموجب قوة الضغط العربية"الرسمية" عموما و السعودية خصوصا، وان مجمل التأثيرات الدولية على اسرائيل کانت حاصل تحصيل المساعي السياسية التي أدتها الدبلوماسية العربية وأن تهويل أية مساع أخرى بعيدا عن هذا السياق هو تحريف لروح الحقيقة أو حتى يمکن القول انه لغط من دون طائل. ومن دون أدنى شك، ان أعداء العروبة و المتربصين بها شرا هم من أکثر الذين سعوا و يسعون من أجل تصغير شأن دور الدبلوماسية العربية و التشکيك في مصداقية و وفاء الزعماء العرب للأمة العربية وهو امر لو دققنا النظر فيه و قلبناه من جميع جوانبه لوجدنا انه يخدم أجندة أقليمية و دولية معينة على المديين القريب و البعيد. اننا في المجلس الاسلامي العربي في لبنان، نتابع عن کثب الجهود السياسية العربية وبالاخص مابذله و يبذله القادة العرب في سبيل الاوضاع المأساوية الاخيرة في غزة و نثمن عاليا الدور المحوري الذي لعبته الدبلوماسية العربية في إجبار آلة الحرب الصهيونية على إيقاف عدوانها البربري على المدنيين الآمنين بغزة. واننا في المجلس الاسلامي العربي قد وجدنا من صلب واجبنا المضي قدما في طريق قطف ثمار الجهد الذي بذلته الدبلوماسية العربية و قد آلينا على أنفسنا المضي قدما في برنامج سياسي ـ اعلامي من أجل فضح جرائم الجيش الاسرائيلي بحق الاطفال و النساء و الشيوخ بغزة و العمل على جرجرة الجنرالات و الساسة الاسرائيليين المسؤولين عن إرتکاب تلك الجرائم بإعتبارها جرائم حرب بحق الانسانية ونحن نسعى في جولة اوربية خاصة لنا بالسعي بهذا السياق. اننا ننظر بعين الاعجاب و التقدير لکل جهد عربي يبذل في سبيل قضية العرب المرکزية وکل القضايا العربية المهمة و الحساسة الاخرى ونعتبر أنفسنا في المجلس الاسلامي العربي ظهيرا و اسنادا خلفيا تعبويا للزعامة العربية التي تبذل کل ما بوسعها من أجل تقوية دور العرب و إبرازه في کل المحافل.
* الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.

عادل إمام ليتك كنت أماما للمستضعفين

نادية ضاهر

عادل امام: (من يخطو خطوة واحدة داخل الحدود المصرية هنقطع رجله).
لا أدري إذا ما كان التهديد الأخيرالذي أطلقه الفنان المصري عادل إمام موجهاً للصهاينة أم كما يقول المثل العربي ( عم احكي معك يا جارة لتسمع الكنة)؟ خاصة بعد العدوان الغاشم والعملية الإرهابية التي شنها العدو الصهيوني على غزة وما ذهب من ضحايا تحت أعين العالم وصمت بعض الحكام العرب الذين لا هم لهم سوى إعلان حرب كلامية ضد ما تبقى من قوى الممانعة في الشرق الاوسط...

لا أدري إذا ما كان تصريح إمام وتهديداته إنطلقت لتُسقط بهذا آخر ورقة توت كان يمكن أن تحافظ على ما تبقى من كرامة بعض المتصهينين وبعض الناطقين باسم حكومات التأمر والتخاذل والإنبطاح...
كان الله بعونك يا إمام على ما أصابك من حزن شديد كما صرحت من الهجوم الذي شنته نقابة الممثلين السوريين، لقد خيبت آمالنا وآمال أطفال غزة والدماء التي سقطت دفاعاً عن كرامتنا كشعوب عربية.

ماذا كنت تتوقع من الفنان دريد لحام ومن معه ؟!... هل كنت تتوقع أن يصفقوا لك ولأمثالك يا إمام؟! عجبي...
من يا إمام يريد أن يزيّف الحقائق والترصد لأي صوت شريف يرتفع...؟!! وهل تحتاج كلمة الحق إلى تلقين ؟! ربما علينا أن نُعيد السؤال ذاته لك : من لقنك تصريحاتك هذه ؟ من يضر بالقضية الفلسطينية؟ من باع دماء الشهداء على مر السنوات؟ من صافح بيريز ؟من عانق ليفني وأولمرت وشارون والقائمة طويلة...فتاريخ من تريد الدفاع عنهم إمتلأ وفاض بدماء طاهرة ذكية أبت الخنوع والاستسلام، كما فعل من تعرفهم ومن لقنوك الكلام ...فلا تقحم نفسك حتى لا تكون شريكا في هذه المؤامرة وهذه المجزرة.

"لم أتوقع أن يكون الفنان السوري دريد لحام بهذه السطحية، وكنت أظن أن تفكيره أعمق من هذا"، مشيراً إلى أنه هناك من "يريدون تزييف الحقائق والترصد لأي صوت مصري يرتفع، ويكثر المتزايدون عليه وكأنهم فجأة أصبحوا نواباً عن القضية الفلسطينية بعد أن تم تلقينهم بالكلام الذين هاجموني به"، مؤكداً "أن من هاجموه هم الذين يضرون بالقضية الفلسطينية".

"بالروح بالدم نفديكِ يا فلسطين"، نعم بالروح والدم والأنفس والأحبة والمال والغالي يرخصلك يا فلسطين، من يزايد على من يا إمام؟ ليتك كنت إماما للمستضعفين من أهل غزة ليتك فعلتها وكنت قدوة خير، فالتأريخ علمنا أن المتخاذلين
والمتآمرين الذين يعيثون في الأرض فساداً وطغياناً لا مكان لهم في ذاكرة الشعوب الا باللعن والمذمة .
من يخدم الصهاينة ودولتهم التي قامت على الباطل وستسقط بإذن الله لأنها أوهن من بيت العنكبوت.

وتسألنا يا إمام : هل انا عميل لاسرائيل مثلا ؟ أتمنى أن لا يفهمَ العالم تصريحاتك وأن ياخذها على محمل الجهل بقواعد الكرامة والمقاومة والتآمر والتخاذل وربما عندها لن يضعك على قائمة العملاء .

ربما توقف الزمن عندك "أننا الدولة الوحيدة التي حاربت وانتصرت وحررت أرضها بالكامل" او ربما تناسيت حرب تموز وصمود الشعب اللبناني ؟! وحرب التحرير التي خاضتها المقاومة اللبنانية وحررت الأرض من دنس الصهاينة ولم تصافح أو تهادن صهيوني، كما فعل بعض حكام العرب في معاهدات الإستسلام التي وقعوها لتحرير بلادهم من جنود مسلحين وأوقعوا أرضهم وشعبهم تحت رحمة عصابات الصهاينة التي تروج وتموج على أرضهم، دون رقيب أو حسيب، لتصبح الأراضي المحررة معقلاً وحكراً على أفواج السياحة الصهيونية وبقي البلد وشعبه يعاني سكرات الجوع والمهانة ؟!!! فأي تحرير هذا الذي تفاخر به ؟!.

nadiadaher@live.nl

كاتبة لبنانية مديرة موقع عرب اوروبا

الخميس، يناير 29، 2009

من جمانة حدّاد إلى الرئيس أوباما

شوقي مسلماني

ليست واهمة الشاعرة جمانة حدّاد، إنّها إبنة ثقافة لا تبيع عقلها وضميرها، إنّها إبنة ثقافة تريد أن تقول كلمتها في حضرة سلطان جائر. فخلال الحرب على غزّة المنكوبة بالمحيط المغلق والمخيّرة بين أن تموت بالحصار جوعاً أو تموت بالفوسفور الأبيض كتبت جمانة حدّاد في زاويتها الإسبوعيّة "إلاّ إذا" في النهار البيروتيّة بحبر القلب.. من موقع التي عانت، وهي طفلة، من جبروت واستكبار ودمويّة الصهاينة، وعانت التهجير من بلدتها الحدوديّة في الجنوب اللبناني.
ومن رحم آلام غزّة الأخيرة حيث سقط الآلاف بين شهيد وجريح في 23 يوماً وسط صمت وتآمر عرب وفجور غربي إمبريالي أميركي وأوروبّي تحديداً، وهي آلام مستمرّة منذ تأسيس دولة الكيان الصهيوني ولا يبدو في الأفق نهاية لها، من رحم هذه الآلام كتبت جمانة حدّاد رسالة إلى الرئيس باراك أوباما عشيّة دخوله عتبة البيت الأبيض تخاطبه: "عزيزي السيّد الرئيس" ـ رئيس أقوى دولة في العالم موسومة "بالحلم الأميركي" لا يُعجِزُها في عالم إضمحلال المعجزات أن تحقّق "معجزة صغيرة".

لكن "عزيزي السيّد الرئيس" ليست مجّانيّة من جمانة حدّاد بل مشروطة.. وشرطها: أن يكون البيت الأبيض في عهد الرئيس الأسود "إسماً على مسمّى" ويكون البيت الأبيض أهلاً لاسمه بانتهاج سيّده الجديد نهج أسلافه "القلائل جدّاً" الذين "اختاروا وأحسنوا الإختيار وستظلّ الصلوات تنهمر على أرواحهم وسيظلّ الناس يذكرونهم بالخير".

وليس أبداً نهج الأسلاف الكثر "جدّاً جدّاً" الذين "عبدوا ربّاً هو ربّ القتل والعنف والدمار والجور والظلم والتمييز والإنتقام واستبعدوا الربّ الحقّ.. الذين عبدوا ربّاً مضادّاً للحبّ والسلام والحقّ والحريّة ثمّ لم يكتفوا بهذا الصنم الدموي إنّما جاؤوا بصنوّ له ليعبدوه فأقاموا حلفاً شرّيراً بين إله الشرّ وإله المال كلاهما واحد.. ولا تزال اللعنات تنهال على قبورهم وأرواحهم وستظلّ.. والذين لا يزالون منهم أحياء ستلاحقهم حتى مماتهم دعوات الثكالى والأيتام والمظلومين في كلّ كابوس من كوابيس العالم".

بهذه الكلمات تخاطب جمانة حدّاد الرئيس باراك أوباما، وهي كلمات مئات الملايين حول العالم المفجوعين المقهورين المعذّبين المشرّدين عن بلادهم أو في بلادهم بإخراج أميركي. ولأنّ جمانة عارفة بأحوال "بلاد الحلم الأميركي" وبأخطبوط الشرّ والعنف والدمّ والنهب والإستغلال والمال المتغلغل في الكثير من مفاصل أميركا السياسيّة والعسكريّة والإقتصاديّة والثقافيّة والفكريّة فهي تتوجّه إلى الرئيس أوباما بالجرأة المعهودة قائلة له: "أعرفُ أنّك لن تستطيع أن تشيل الزير من البير لكنّك تستطيع في الأقل أن تعد نفسك بالوفاء لنفسك... لا تنم على مخدّة ملوّثة بفكرة الدم... لا تبخل على الذين لا يزالون يؤمنون بأنّ المعجزات يمكن ان تتحقّق في بلاد الحلم الأميركي لئلاّ يلعنوك إلى الأبد". كلمات صريحة ساطعة ولسان الحال هو مقولة بريخت المسرحي الألماني العظيم: "بئس أمّة ليس فيها أبطال".
Shawki1@optusnet.com.au

أشواك في الخاصرة

سعيد علم الدين

مواجهة إسرائيل، او إلزامها كما قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان في الدوحة بمبادرة السلام العربية في حل الصراع العربي الإسرائيلي المزمن ليس بالأمر العسير، خاصة وان هذه المبادرة موزونة وعقلانية وواقعية وممكنة التحقيق لتوافقها القانوني مع قرارات الشرعية الدولية بهذا الخصوص، وسيكون لها ثقل سياسي عالمي بوجود الرئيس الأمريكي أوباما الذي سيقتنع بها، كما نأمل، وسيحاول اقناع الإسرائيلي بها بعد انتهاء فترة جمع المعلومات من مصادرها التي يقوم بها حاليا في الشرق الاوسط مبعوثه الخاص جورج ميتشل.
ولكن كيف ستُحَقِّقُ المبادرةُ العربيةُ السلامَ المنشودَ بوجود اشواكٌ في خاصرتها؟
أشواكٌ لم تع بعد ان مواجهة إسرائيل ليست بهذه السهولة التي يتصورها بعض المتهورين المغامرين، والمسمسرين المتاجرين، والمفلسين والمتفلسفين على شاكلة حسن نصر الله وقوله" اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت". وشاهدنا الحقيقة الفاقعة من خلال نتائج حرب تموز على لبنان الذي أصبح بسبب جماعة النصر الإلهي المزعوم بوضع لا يحسد عليه انقساما واحتقانا وأوهن بكثير من بيت العنكبوت:
بطعنهم حكومته بالظهر والوجه، وانقلابهم على دستوره، وتعطيلهم لمؤسساته من برلمان الى رئاسة جمهورية، وخنقهم لقلبه في وسط بيروت، وضربهم لاقتصاده ولوحدته الوطنية بتخوينهم الكاذب لقياداته الأصيلة المتجذرة في ارضها كاشجار أرزها والمنتخبة ديمقراطيا بقرار شعبها، وباعتداءاتهم المتكررة والإجرامية على شعبه الأعزل ولولا حكمة قوى 14 اذار وانضباطها ووطنيتها واخلاصها لأهلها لاشتعل لبنان من جنوبه الى شماله كما حصل عام 75 المشؤوم.
هذا هو واقع الحال وللاسف في لبنان بعد كارثة تموز، بينما اسرائيل بالمقابل تحاسب المسؤولين بهدوء من خلال تقرير فينوغراد، مؤكدة أنها دولة مؤسسات دستورية بآليات ديمقراطية فاعلة وليست أوهن من بيت العنكبوت، كما تفلسف علينا يوما ما حسن نصر الله.
مواجهة إسرائيل ليست أيضا على طريقة خالد مشعل وجماعة حماس وشعارهم في "توازن الرعب" الانتحاري والذي أدى الى دب الرعب في قلوب أطفالنا.
فأي نوع من الأجيال يتم تخريجها حمساويا تحت هذه الظروف المأساوية؟
سوى أجيالٌ معذبةٌ، حاقدةٌ، مرعوبةٌ!
وهل ممكن ان يشعر خالد مشعل بمعاناة طفل فقد كامل عائلته؟ بالتأكيد لا. ولا يمكن ان يشعر عندما تعمي عينيه الملايين الإيرانية!
ولا عجب ان تكلف حفلة زفاف ابنته ملايين الدولارات.
ومن اين له بها؟ هل ورثها عن والده؟
وبدل أن نطالب بتحقيق آمال الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة، صارت قضية حماس الأهم من كل القضايا فك الحصار وفتح معبر رفح.
ويطل علينا الشيخ مشعل من الدوحة واعدا بمفاجآت على الصعيد الفلسطيني. أي شرذمة هذا الشعب وإطالة مآسيه حسب أوامر الولي الفقيه بين دولتين ومرجعيتين وقرارين. لا نشك أن ما يريد مشعل الاقدام عليه من انشاء مرجعية فلسطينية تناوئ مرجعية السلطة الشرعية الفلسطينية لمنظمة التحرير هي محاولة جديدة للفتنة مدفوعة الثمن بمئات الملايين الإيرانية النظيفة وهي شوكة في خاصرة القضية.
يؤكد ذلك على الدور الإيراني الخبيث في تدمير العالم العربي والرقص على جراحات شعوبه وعذابات أهله.
كما رقص نجاد على عذابات الشعب العراقي، وزار بغداد فَرِحا مرِحاً تحت ظلال الاحتلال الأمريكي.
تُذَكِّرُ مفاجآت مشعل بمفاجآت صنوه نصر الله التي لم تكن سوى خرابا وفتنة وزيادة معاناة للشعب اللبناني وضرب قيام دولته والعبث بمصيره. ولم تسبب أي ألم أو مشكلة أو احراج لإسرائيل، التي فرحت بما يرتكبه نصر الله بحق اللبنانيين وستفرح بما يرتكبه مشعل بحق الفلسطينيين.
المواجهة مع اسرائيل على طريقة هؤلاء الصبية المغرورين إطالة لا طائل منها لأمد الصراع واعادة لعقارب الساعة الى الوراء، وأدت بمجتمعاتنا الى الخراب والدمار، وبإنساننا إلى القهر والفقر والهجرة والبطالة واليأس والتهلكة والموت بالقنابل العنقودية أو الاحتراق بالفسفورية دون ان يحصل على أي حماية او مساندة من المحور الايراني السوري سوى الدعم الكلامي الفارغ والعجز باعتراف خامنئي طالبا من المتحمسين الايرانيين الصلاة والدعاء للحمساويين.
فالمواجهة مع اسرائيل لا يمكن أن تتحقق بالعنتريات والمزايدات والصلوات والدعوات والابتهالات والممانعات والعنجهيات وتدبيج الشعارات التي أتخمتنا، واستدراجها للحروب الكارثية التي أهلكتنا وإعلان الانتصارات الوهمية على أشلاء أطفالنا، إنما تتحقق بالمواجهة بالعقل والمنطق والفكر والوحدة الوطنية الحقيقية لمجتمعاتنا.
وان ننسجم مع تطلعات شعوبنا وتحقيق امالها ولا نكون شوكة في خاصرتها لخرابها.
فالوحدة التي تُفرض على المجتمع كما يفعل النظامان السوري والإيراني بالقمع والعنف والمخابرات والمعتقلات والقتل والخطف والإعدام والاغتيالات هي وحدة هشة ستنهار عند اول هبة ريح. وكما انهار نظام صدام حسين وغيره من انظمة القمع والاستبداد في العالم.
الانتقاد هذا موجه ايضا لكل الأنظمة العربية التي تمارس الاستبداد رغم اننا نقدر ظروف البعض ونحترم خصوصياته.
فمثلا عندما يكون تنظيم الاخوان المسلمين العريق شوكة في خاصرة مصر ومنذ اكثر من سبعين عاما وهو لا يمل عن التناحر مع دولته ومحاولة الانقضاض عليها دون القيام بأي عمل ايجابي في نهضة مصر فلا بد من ان تكون الثقة بينه وبين النظام مفقودة وبالتالي يتعرض للحظر والزجر الدائم بسبب خطره المتفاقم على استغلال العواطف الدينية للوصول الى السلطة ومن ثم السيطرة على البلاد من خلال الانقلاب على الديمقراطية. وهذا ما فعلته حماس في غزة وما ارتكبه حزب الله في لبنان في السابع من ايار وقبله وبعده.
هذا مع العلم انه اذا استلم الاخوان قيادة مصر فعندها وعلى مصر والعالم العربي السلام، ويا ما أحلاك يا حركة طالبان!
واكبر دليل ما حل بالسودان عندما استلم قيادتها الاخوان بانقلاب النميري وتحالفهم معه على ضرب الديمقراطية الفتية.
وماذا عن العراق وحركاته الدينية والطائفية المتطرفة المدمرة ومنها من انتخبه الشعب. الم تكن اشواكا في الخاصرة العراقية ومددا للولي الفقيه في الهيمنة على العراق.
مع احترامي الكامل لكل الحركات الإسلامية المعتدلة والناهضة والديمقراطية الواثقة من نفسها ومن طريقها في بناء اوطانها ودعم دولها.
كالجماعة الإسلامية في لبنان بقيادة أمين عامها الشيخ فيصل مولوي.
والتيار الشيعي الحر اللبناني بقيادة الشيخ محمد الحاج حسن
والمجلس الإسلامي العربي اللبناني بقيادة أمينه العام السيد محمد على الحسيني.
والحركة السلفية الوطنية اللبنانية بقيادة داعي الاسلام الشهال.
وكما هي الحال في تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية الاسلامي وزعيمه السيد رجب طيب أردوغان، الذي اثبت انه ليس شوكة في خاصرة النظام التركي.
اعتقد ان تنظيم الاخوان المسلمين العريق في مصر المحروسة بحاجة ماسة الى مرشد عام كالسيد طيب اردوغان والا ستظل اسرائيل متغطرسة وعدوانية ولا تقيم لنا اعتبارا عندما ترى حركات اسلامية هي شوكة في خاصرة دولها ومجتمعات عربية هشة وشعوب مقموعة، ودول مفككة ومتناحرة يرفع فيها الأخ البندقية في وجه أخيه تخوينا، فيقتله ببشاعةٍ وجها لوجه أو يغتاله بنذالةٍ في لحظة غدر.
فمواجهة اسرائيل التي تحصن نفسها بالديمقراطية قبل السلاح لا يمكن ان يتحقق الا بتحصين مجتمعاتنا بالديمقراطية. واحترام لعبتها بإخلاص وصدق التي هي من ارادة الشعب.
ونتيجة احترام الديمقراطية بصدق سيصبح حزب الله شوكة في عين اسرائيل وليس في خاصرة لبنان!
واحترام الديمقراطية بصدق يتنافى مع ما مارسه الحزب حتى اليوم ومنذ الانسحاب السوري من انقلاب عليها، حيث اصبح شوكة جارحة في خاصرة لبنان اكثر بكثير مما هو شوكة في وجه اسرائيل.
ونتيجة احترام الديمقراطية بإخلاص ستكون حماس ايضا شوكة في عين اسرائيل وليس في خاصرة فلسطين.
التي اثبتت ومنذ اتفاق اوسلو انها ومثيلاتها من المنظمات المتطرفة اشواك في خاصرة فلسطين اكثر بكثير مما هم اشواك في وجه اسرائيل!

ثمنٌ فلسطينيٌّ باهظ من أجل التسوية الشاملة

صبحي غندور

هل نضجت الآن عناصر التسوية الشاملة للصراع العربي/الإسرائيلي، وهل كان ما حدث في غزّة من عدوان إسرائيلي وحشي هو الثمن الفلسطينيّ الباهظ الذي جرى دفعه لتسهيل التسوية الشاملة؟!

فالظروف القائمة الآن تساعد كلّها على عقد مؤتمر دولي جديد في الربيع القادم يجعل من المبادرة العربية للسلام أساساً لهذا المؤتمر، وبغضّ النظر عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية القادمة.

فإدارة باراك أوباما بدأت عهدها بتأكيد الاهتمام بملفّات الصراع العربي/الإسرائيلي، وبالنّظرة الإيجابية للمبادرة العربية، وبأنّها ستعطي أولوية لهذا الأمر من خلال اختيارها السناتور جورج ميتشل ليكون موفداً خاصّاً لمعالجة ملفّات هذه الصراع، كما سبق له أن فعل ونجح بشأن الأزمة الأيرلندية.

أيضاً، فرغم حجم الدمار والإجرام الذي مارسته إسرائيل في غزّة، بقي الموقف الدولي عموماً متماسكاً خلف الأسس التي قد يقوم عليها المؤتمر الدولي القادم، كما بدا ذلك في قرار مجلس الأمن رقم 1860، وبما استتبعه من تحرّك أوروبي مع مصر وإسرائيل، ثمّ في مضامين كلمات باراك أوباما وهيلاري كلينتون عن نهج الإدارة الجديدة في الشرق الأوسط.

حتى على المستويين العربي والفلسطيني، فقد استمرّ النهج الذي يراهن حصراً على أسلوب المفاوضات مع إسرائيل، والذي يتمسّك بشرعية قيادة السلطة الفلسطينية وحدها ويرفض أسلوب المقاومة المسلّحة ضدّ إسرائيل.

أمّا إسرائيلياً، فإنّ المسؤولين عن قرار الحرب على غزّة (أولمرت – باراك – ليفني) هم أنفسهم الذين كرّروا التصريحات في الأشهر الأخيرة عن "إيجابيات" تراها إسرائيل الآن في المبادرة العربية للسلام، بل شجّعوا على حملة الإعلانات الإيجابية داخل إسرائيل حول هذه المبادرة العربية!!

إنّ "توفير" الأجواء المناسبة للمؤتمر الدولي على قاعدة المبادرة العربية قد حصل الآن. ورحم الله شهداء غزّة الأبرار وكان الله بعون آلاف المصابين والمشرّدين، فمن هذه الدماء البريئة يتمّ الآن صناعة الصيغ المناسبة للتسوية الشاملة.

وستكون الأولوية الآن حتماً إنهاء الانقسام داخل الجسم الفلسطيني وفق ترتيبات تفرز حكومة وحدة وطنية، تكون على الأرجح حكومة غير سياسية، وتشرف على إعادة إعمار غزّة (من أموال عربية ودولية وبلا أيّة مسؤولية إسرائيلية)، وتتولّى أيضاً مسألة فتح المعابر بمشاركة المراقبين الأوروبيين، مع توافق على هدنة أمنية جديدة مع إسرائيل وربّما على تأجيل الانتخابات الفلسطينية إلى العام القادم.

أمّا المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل، فستكون من مسؤولية قيادة السلطة لا غيرها بحيث يكون قرار المقاومة الفلسطينية إعطاء مهلة زمنية لهذه المفاوضات في ظلّ المتغيّرات الحاصلة الآن واحتمالات الجدّية في تنفيذ مضامين المبادرة العربية.

فالحرب على غزّة وضعت جميع الأطراف أمام خلاصات جديدة: لا إمكانية لإنهاء المقاومة ولا لتجاوزها أو تجاهلها.

في المقابل: لا إمكانية لتغيير جذري في الموقف الرسمي العربي أو الفلسطيني، ولا لتجاوز دور قيادة السلطة أو تجاهل الدعم الدولي والعربي لها!!

هي الآن معادلة توازن "اللاءات" بعدما ثبت أيضاً في الحرب الإسرائيلية على غزّة استحالة فتح جبهات أخرى أو أيضاً تجاهل الغليان الشعبي الكبير الذي حدث في معظم البلدان العربية وخارجها.

وهذه "الضوابط" العسكرية والشعبية شكّلت حالة من "الخطوط الحمراء" لدى الأطراف المختلفة عربياً وفلسطينياً، إذ تبيّن أنّ هناك حدوداً لا يمكن تجاوزها من قبل الداعمين للمقاومة، كما ظهرت حدود أخرى أمام من يرفضون نهج المقاومة.

في المحصّلة، يبدو أنّ إدارة باراك أوباما، التي لن تأخذ حتماً بنهج إدارة بوش في الشرق الأوسط، ستعود في سياستها بالمنطقة إلى النهج الذي كانت عليه الإدارة الأميركية في فترتيْ بيل كلينتون من تشجيع على تسويات سياسية، كما حدث في الاتفاق الفلسطيني/الإسرائيلي في أوسلو وما بعده، وكما جرى بين الأردن وإسرائيل في اتفاق وادي عربة، وفي دعم المفاوضات بين سوريا وإسرائيل حتى نهاية عهد كلينتون، وطبعاً مع ضغوط مارستها واشنطن في تلك الحقبة على عدّة أطراف عربية لمباشرة خطوات التطبيع مع إسرائيل دون انتظار لمصير المفاوضات.

الأمر المختلف الآن، أنّ اتفاقات أوسلو وما بعدها لم تثمر سلاماً ولا انسحاباً إسرائيلياً ولا دولة فلسطينية، وبأنّ نهج المقاومة هو الذي أجبر إسرائيل على الانسحاب من لبنان أولاً في العام 2000 ثمّ من غزّة في العام 2005.

أيضاً، لم تكن أميركا في حقبة كلينتون بعقد التسعينات متورّطة عسكرياً في حروب بالمنطقة، ولا كانت إيران قوّة مؤثّرة وفاعلة في أوضاع المنطقة كما هي عليه الآن، ولا كانت هناك مبادرة عربية للسلام مُجمَع عليها من قبل الحكومات العربية، ولا كان هناك هذا الانقسام الحاد في الجسم الفلسطيني بل في الرأس الفلسطيني.

هذه كلّها متغيّرات قائمة الآن تدفع أوباما إلى التعامل معها في الشرق الأوسط، فسياسته حيالها حتماً لن تكون استمراراً لسياسة إدارة بوش، لكنّها أيضاً لن تنفصل عن الرؤية الأميركية العامّة للشرق الأوسط، وهي الرؤية التي أنتجت خلال عهد جيمي كارتر اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، والتي وضعت بعهد جورج بوش الأب ضوابط المفاوضات العربية الإسرائيلية في مؤتمر مدريد، ثمّ رعت خلال عهد بيل كلينتون الاتفاقات والمفاوضات.

إنّ العائق الأكبر، بالمفهوم الأميركي/الأوروبي/الإسرائيلي المشترك، أمام التسوية الشاملة الآن هو الحالة الفلسطينية وما فيها من رأسين للجسم الفلسطيني، ومن رفض الرأس الفلسطيني في غزّة التخلّي عن العمل المسلّح والاعتراف بإسرائيل.

فالجبهتان المصرية والأردنية هما في حالة معاهدات مع إسرائيل التي أحيت من جديد المفاوضات على الجبهة السورية عبر تركيا، أما الجبهة اللبنانية فقد جرى إخراجها من حلبة الصراع العسكري بالقرار 1701 بعد حرب صيف 2006، وبالتالي أصبحت الظروف مهيّأة لمؤتمر دولي من أجل تسوية شاملة لكن بعد حلّ "مشكلة الرأس الفلسطيني" في غزّة.

وقد كان أمام الحكومات العربية فرصة كبيرة لكي تعيد النظر في خلافاتها وأوضاعها المزرية على أكثر من صعيد، وبأن تجعل من الحرب الإسرائيلية على غزّة مدخلاً لتضامن عربي يفرض على إسرائيل التنازلات ويعاقبها بالحدّ الأدنى سياسياً واقتصادياً، ويدفع الأطراف الفلسطينية إلى توحيد موقفها السياسي على قاعدة الجمع بين "اليد التي تحمل البندقية، واليد التي تحمل غصن الزيتون".

لكنّ ذلك لم يحصل حتى الآن، وقد تنجح إسرائيل في حرق كلّ أشجار زيتون فلسطين لكنّها ستعجز دوماً عن قطع اليد التي تحمل البندقية.

قرأت مؤخّراً وثيقة جرى تداولها على شبكة الإنترنت، وفيها رسالة من عبد القادر الحسيني، الذي كان يقود مقاتلين فلسطينيين خلال حرب 1948، إلى أمين عام جامعة الدول العربية، يقول فيها: "أحمّلكم المسؤولية بعد أن تركتم جنودي في أوج انتصارهم بدون عون أو سلاح". وتاريخ الرسالة كان 6 نيسان/أبريل 1948، وبعد فترة وجيزة سقطت البلدة التي كان فيها الحسيني ثمّ حدثت مجزرة دير ياسين!!

الأربعاء، يناير 28، 2009

ملحمة الصمود تتحقق في غزة

زهير الخويلدي
"في عالم يسوده الاضطراب بالفعل، تكون الحقيقة لحظة من الزيف"
غي ديبور- مجتمع المشهد


لماذا المكابرة والتشكيك والمزايدات على ما حدث في غزة من تعاطي ايجابي وبطولي من طرف الإنسان الفلسطيني مهما كان سنه وجنسه وانتمائه ضد المحرقة التي تعرضت لها غزة ؟

لم يدخر هذا الإنسان المستميت الذي استوى عنده الفناء مع البقاء أي جهد من الإرادة والتحدي والصمود إلا وبذله في الميدان واختلطت دموعه وعرقه بدمه على أرض المعركة وكللت هذه الأفعال المقاومة طيلة ثلاث وعشرين يوما بالنجاح والتوفيق وفشلت كل مشاريع الاستسلام وتحطمت نظرية المؤامرة ولم تخلع الكوفية الفلسطينية من رؤوس حامليها وحفظ الأشاوس العرض وذبوا عن القلعة الغزاوية على أحسن ما يكون وتغلبت الرغبة في الحياة والعزة العربية على الفسفور والبارود الحارق وربح الفلسطينيون أهم معركة على الإطلاق في تجربة تقرير المصير التي يخوضونها بشكل باسل.

ترى هل يتعارض ما قامت به ألوية المقاومة مع الحكمة والمنطق والعقلانية والتقدمية حتى تتهم بالظلامية والإرهاب والتشدد والفاشستية من بعض النخب العربية المدجنة؟ أليست المقاومة حق كفلته كل الدساتير والقوانين الوضعية والشرائع والأديان؟ ألا يعتبر غير لائق وغير أخلاقي ألا يدافع الناس عن أوطانهم وأراضيهم؟ ألم تقدم القلعة الغزاوية قرابة ألف وخمسة مائة شهيد وخمسة آلاف جريح ومشرد كفداء لهذا القطاع المحاصر؟ ألم يكن جلهم من الأطفال والنساء والأبرياء العزل؟ أي حجة أقوى من أن يكون قادة الممانعة في الصفوف الأمامية للمواجهة ويستشهد بعض القادة في قلب الميدان مثل ريان وصيام؟ هل يستقيم ترويج البعض لاختبائهم في الملاجئ وهروبهم إلى الخارج عبر الأنفاق؟ ألم يعبروا عن التحامهم بالقاعدة الشعبية وتماهيهم مع الجماهير في لحظة نضالية نموذجية في التجربة العربية في مناهضة الامبريالية والصهيونية؟

ما تحقق في غزة في الأسابيع الثلاث من يناير هو ملحمة صمود بالمعنى الحقيقي للكلمة وان عجز أعتي الجيوش في المنطقة من الدخول إلى مخيمات المدينة وأحيائها ومن السيطرة على بعض القرى والمجمعات السكنية مثل بيت لاهيا وبيت حانون وخان يونس ورفح هو فشل ذريع للغزاة ونجاح بطولي وأسطوري للمقاومين وأي حديث عن كلفة باهضة من الأرواح وتدمير في البنية التحتية وتعميق شرخ الانقسام الداخلي الفلسطيني والانقسام الخارجي العربي هو حديث فاقد للمعنى ومردود على أهله ومجانب للصواب لأن الانجازات الكبرى والبطولات الحاسمة لا تصنعها القلوب الضعيفة والذهنيات الشاردة بل تنجزها الشبيبة المؤلفة قلبهم على الحق والصابرين على الشدائد والمحن والمتغلبين على الوهن وانقطاع المدد.

أهم مكسب تحقق هو إدانة العالم بأسره للمنزع العنفي للكيان الغاصب وانكشاف الوجه الحقيقي للدولة العبرية وبداية النهاية للاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ونية العديد من الهيئات الحقوقية العالمية تتبع أركان هذا النظام السياسي قضائيا لما ارتكبوه من جرائم فضيعة في حق السكان الفلسطينيين المدنيين، فهل يعقل أن تقصف غزة وهي مغلقة ومحاصرة ومعزولة عن العالم في ثلاث أسابيع بقيمة نفس القنابل تقريبا التي قصفت بها مدينة لندن من طرف بلدان المحور لمدة خمس ستة من الحرب العالمية الثانية؟

المكسب الثاني هو موجة التضامن العارمة التي شهدتها الشوارع والفضاءات الرسمية السياسية والحقوقية والثقافية والاجتماعية تجاه القضية الفلسطينية من طرف كل شعوب العالم تقريبا بما في ذلك زعماء أمريكا اللاتينية مثل تشافيز وموراليس وبعض المثقفين ورجال الدين اليهود الرافضين لسياسة الإبادة العربية التي تنتهجها إسرائيل تجاه السكان العرب.

المكسب الثالث هو عودة القضية الفلسطينية إلى المحيط العربي والإسلامي لتحتل مركز الصدارة في اهتمامات ساسة البلدان وخاصة تركيا وإيران وماليزيا وتحول ملحمة غزة إلى أداة فرز بين المتباطئين المترددين والمتجذرين المتحمسين وانبثاق جيل شاب جديد لم تنسه المناهج التربوية والثقافية المعدلة جوهر الأمور وانتصاره للقضايا العادلة لأمته.

المكسب الرابع وهو أهم ويقترن بالساحة السياسية الفلسطينية الداخلية يتمثل في إعادة توزيع أوراق اللعبة السياسية بين حماس وفتح وبقية الفصائل وبروز خط جديد داخل الحركية المجتمعية يدعو إلى مرجعية نضالية مشتركة تخلف منظمة التحرير وتشارك فيها كل الحساسيات الموجودة وتتجاوز حالة الانقسام الماضية وتستثمر انتصار غزة في التصورات المستقبلية للمشروع الانعتاقي الفلسطيني.

من نافل القول أن حركة التحرر العربية عرفت أحلك عاصفة مرت عليها منذ تشكلها أثناء تلك الأيام العصيبة التي عرفتها القلعة الغزاوية وأن صمود هؤلاء الأبطال أنقذ الموقف وحفظ ماء الوجه وأن العاصفة قد مرت بسلام وأن مستقبل هذا الحراك الاجتماعي المنهمر سيكون في أفضل حالاته طالما أن الطبقة الناشئة هي التي ستساهم في صنعه، فمتى تشرق الشمس على العرب حتى تعانق رايلاتهم عنان السماء؟ وأليس الصبح بقريب؟

كاتب فلسفي

أحمد جبريل فلتقل خيراً أو تصمت

محمد حسن

كم نقدر ونحترم القادة والزعماء السياسيون عندما تكون تصريحاتهم متوازنة ومطمئنة نابعة من حرص وطني وقومي صادق وغيور على مصالحنا وحقوقنا الوطنية والسياسية وغيرها؛ يدفع نحو الأمل والتشبث بالمقاومة والتحرير، بعكس تلك التصريحات المخزية والغير مسؤولة تلفظت بها زعامات تاريخية فلسطينية لا يمكن طيها أو شطبها من الذاكرة الفلسطينية تعيش على أوهام من الماضي، صدقت نفسها أنها تمثل منظمات فلسطينية ثورية والحديث في هذا المقام النبيل عن المدعو "أحمد جبريل" الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، وهذا الفصائل كما ادعت لنفسها؛ أن الله بعثها إلى هذه البسيطة لتخليص العباد من الظلم ومحاربة قوى الاستكبار والجبروت أو على الأقل فلسطينياً؛ لتحرر فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، فعكفت على الخلو ببعض العناصر ليشكلوا تنظيماً أخر ويعلنوا انشقاقهم مستغلين الظرف السياسي أو المادي الذي تعرض تنظيمهم الأم؛ خدمة أو مقابل ثمن بخس دفعه آخرون لتحقيق لأجندتهم الخاصة وعلى رأسها النيل من القرار الفلسطيني المستقل واستغلال الساحة الفلسطينية كورقة ضغط، وتسويقهم لشعارات تحث على المقاومة والتحرير والحقيقة كشفت زيفهم وخداعهم لأنفسهم ولشعوبهم ومن أتبعهم ووالاهم من أصحاب الذمم الرخيصة.

لقد سعت منظمة التحرير الفلسطينية عبر التاريخ، بل منذ نشأتها كان الانقلاب الأبيض من أجل التحرير من الاحتواء العربي حتى يكون القرار الفلسطيني مستقلاً بذاته، شريطة أن يحافظ على هذه المرجعية كعمق استراتيجي، وقد دفعت المنظمة الفلسطينية الثمن غالياً ورفضت التفريط بقراراها مثلما رفضت الانخراط في مشاريع التسوية، وأخذت محاولات النيل أشكالاً متعددة وارتكبت خلالها أفظع المجازر والجرائم بحق الإنسانية في عدة ساحات كانت أكثرها في كل من الأردن ولبنان وسورية، بحق أبناء شعبنا في المخيمات. وهنا كانت الفاجعة عندما انضمت بعض القوى كتلك الانعزالية المرفوضة؛ التابعة لبشير الجميل عندما ارتكبت حماقتها بارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلاً ومحاصرة أهلنا في المخيمات وشن حرب شرسة ضد القيادة وقوات الثورة الفلسطينية المنشغلة في مجابهة العدوان الإسرائيلي.

وقد كانت قوات أحمد جبريل هذا الرجل المخضرم عسكرياً في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وحركة فتح كان على رأس القوات السورية المشاركة في تلك الحرب الأهلية التي عرفت بحرب الاستنزاف بحق "م.ت.ف" بعد أن انتهى الاحتلال الإسرائيلي لتوه من مجزرته بمساعدة القوات الانعزالية وذبح أهلنا في المخيمات والشتات بدأت رحلتها منذ عام 1982 وحتى 1987م.

نعد قامت منظمة جبريل عمليات فدائية محدودة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تتجاور عمليات فصائل منظمة التحرير وحركة فتح في اليوم الواحد، فصعد نجم احمد جبريل بعد عمليتين شهيرتين لتكون ذر الرماد في العيون أمام مسلسل الإجرام والقتل أنضم مع زملائه الذين نعتوا بمسميات سياسية وعسكرية لأنهم ذبحوا الوطن من الوريد إلى الوريد في مخيمات الشتات، منهم أبو نضال وأبو موسى وهم محسوبين على المخابرات السورية منذ زمن بعيد والتاريخ الفلسطيني حافل بدورهم الأسود المذل للقضية الفلسطينية وللثورة الفلسطينية الشريفة المسؤولة .

وهذه القيادات البريئة من الشعب الفلسطيني والتي لا يوجد لها أرضية جماهيرية أصلاً على الساحة الفلسطينية سوى أنها عبئ وطني متسخ يفترض أن تتنحى جانباً حتى تسير القافلة بأمان ولا تثقل وتزيد الشعب الفلسطيني مزيد من الويلات والعناء ويكفي سنوات السبعينات والثمانينات وتشهد عليه حرب طرابلس بعد أن لفظه التاريخ وكشف خطط أسيادة عند كل من المرجع الشيعي في طهران وعند البعث في دمشق ومحاولات التغني بقيادة جديدة مقاومة والحقيقة عكس ذلك تماماً "قيادة خاضعة للسيد الإيراني السوري" ، التي تدعي التحرير والمقاومة فيما تشهد جبهته وأرضه المحتلة التي أوشكت على نصف قرن الهدوء، وهي من أكثر الجبهات أمناً واستقراراً بخلاف الجبهات الأخرى التي عقدت اتفاقاً مع دولة الكيان الصهيوني "المصرية والأردنية" وقد أشاد قادة الاحتلال بذلك مرات.

لذلك فلتقول خيراً أو تصمت يا سيد دمشق "جبريل"، بأن تقول الخير في السعي لرأب الصدع الفلسطيني والكف عن خطاباتك الهادفة لتمزيق الصف الوطني الفلسطيني، وتوتير الساحة الفلسطينية التي أصبحت لم تعد تحتمل خطابك المكشوف؛ ولو نظرت حولك لوجدت السخرية من رفاقك على المائدة على تصريحاتك التافهة والهمجية والتي لا ترتئي لشخص يدعي نفسه صاحب مشروع ثوري مقاوم، ولا أدري عن أي مقاومة تتحدث وليس لديك عناصر مقاومة من الأساس تعمل على الساحة الفلسطينية ، وما تلك البيانات بتبني عمليات فصائل فلسطينية أخرى تنطوي على الصعود والبروز على حسابها، وشعبنا الفلسطيني واعي ويدرك تماماً من يقود الثورة وكيف استثمرها لنزع اعتراف وإقامة سلطة، قاتلت حركة حماس من أجل الاستيلاء عليها وزاحمت شريكتها في الحكم رغم رفضها المتكرر لها باعتباره وليدة اتفاق أوسلو، وقامت بهدم الجبهة الداخلية بقوة الرصاص كما صنعت سيد جبريل مسبقاً مع رفاقك السوريين وحزب الكتائب ضد فصائل المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، في محاصرة المخيمات الفلسطينية في لبنان وضربها بالمدافع فوقعت أسيراً في قبضة منظمة التحرير، وخرجت ممنوناً للرئيس الشهيد ياسر عرفات بحياتك.

لذلك التزم الصمت لأنك على هامش التاريخ وإن رغبت بتصريح فأجعل تصريحك من أجل الوحدة وأنصحك بأن تتحرر من التبعية العمياء، وأن يكون قرارك في جيبك كما نصحتك الثورة، أو كما نصحك الرئيس عرفات بأن تكون فلسطينياً وإن غفر لك فلن يغفر لك شعبنا الفلسطيني ولا التاريخ .

اتحدوا يا معشر العربان

محمد كوحلال

خفافيش نافخة الريش عبارة عن كراكيز لا يحسون و لا يشعرون بنبضات قلوب شعوبهم المطحونة و لا يواكبون سير العصر. أستلقي على قفاي من شدة الضحك لدرجة الإجهاش بالبكاء , على بعض الأنظمة العربية التي سلمت أطيازها للعدو الصهيوني يساندهم إعلام أعور يغذي الصراعات بين الكتاكيت الحاكمة على وتر التعصب الأعمى على بساط حسابات سياسية صبيانية . تناسب شخاشيخ و حكام ربع فرنك همهم الخلود في السلطة ..أعطيكم مثالا جعلني أقف مبهورا للعقلانية و الرصانة و الديمقراطية المفقودة في أقطارنا. و ذكر إنما الذكرى تنفع و التاريخ مرجع لمن لا مرجع له.

كانت ألمانيا منقسمة إلى شطرين, ألمانيا الشرقية التابعة لحلف وارسو , و ألمانيا الغربية الموالية للحلف الأطلسي و بعد اتحاد الألمانيتين رضي الألمان الغربيون بتواجد القوات السوفيتية , و في النهاية اقتنع السوفييت بانضمام التوأمين داخل ألمانيا الأم , و اجتمع الإخوة بعد إسقاط حائط برلين البارد, الذي فرق شمل التوأمين لعقود بسبب حماقة المخبول هتلر. هكذا إذن حولت ألمانيا الغربية المزدهرة اقتصاديا و ماليا مبلغ 120 مليار مارك لشقيقتها بألمانيا الشرقية ما يعادل آنذاك ( 70 مليار دولار ) نقل المبلغ الضخم الخيالي على متن 30 سيارة مصفحة و حملت تلك الملايير في أحشائها الخير و عربون المحبة مقابل لمّ الشمل و فتح الأحضان المنكمشة لعقود خلت. مبلغ استردت به ألمانيا الغربية الابتسامة و الإنسانية لشعبين شقيقين ينحدران من سلالة الجرمان. و سقط جدار الزفت العنصري و كان يوما حافلا في تاريخ الألمانيتين ,يوم أشرقت فيه الشمس في بلاد الجرمان , و تبددت الغيوم , ذالك اليوم المشهود الذي لا يتذكره أغلب شخاشيخنا و بعض حكام ربع فرنك, نموذج للديمقراطية, بصح و صحيح, درس لكل الحكام المتناحرين في عالم العربان و شخاشيخ الجحشات , درس لبعض الأنظمة التي عاشت عقودا من التفرقة بين تيار امبريالي تقودها ماما أمريكا و تيار شيوعي أكل عليه الدهر و شرب . و كلا التيارين يصفيان حساباتهما على حساب العالم العربي.

بعض الحكام العربان لازالوا يمتهنون سياسية النفاق و الكذب و الرياء مدعمون ببعض الإعلاميين على شطوط سواحل التلفيق , و قد ظهر للمواطن العربي من مراكش إلى المنامة مدى الخنوع و سياسة تبعية المغلوب للغالب التي سلكتها بعض الأنظمة المتخاذلة و بكاء التماسيح على الضحايا بالقطاع , و الإسراع في جمع المبالغ لاعمار غزة. و كانت مصر حقا تتزعم قاطرة الخائنين و الكذابين و بعض الحكام , و قامت بغلق معبر الحياة معبر رفح للضغط على المقاومة الفلسطينية في القطاع. و كان الإعلام المخدوم يقوم بدور رجل الإطفاء للتخفيف من الحرب المصرية على القطاع , عنتريات حسونة أفندي و أزلامه حاولوا جهد الإمكان تفتيت لحمة المقاومة. و على نفس وتيرة التصهين , نزل صاحب الوجه الذميم مفتي مهلكة بن سعود آل مردخاي أحد أفراد عصابة الوهابيين , و أصدر فتواه بتحريم مقاطعة سلع الصهاينة, طبعا, القرصه جاءت من أبو تعبان. كوكبة من الفاسدين المتصهينين تآمروا على أهالينا في قطاع غزة كل حسب موضعه داخل قاطرة الخبث و التكالب, بل حتى من داخل حماس كان هناك عملاء , فكيف تفسرون اغتيال الشهيد سعيد صيام ؟؟ لقد كان أحد أقرب المقربين من الشهيد عميلا للمخابرات الإسرائيلية , و عندما أجرى مكالمته الهاتفية تم اغتيال سعيد صيام في غضون دقائق معدودة, هذا بالإضافة إلى التنسيق بين مخابرات عصابة أو الملايين محمود عباس و كلابه في فتح مع الصهاينة, و مخابرات أمن الدولة في القاهرة قامت هي الأخرى بواجبها في التحرش بالجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية و استجوابهم لفائدة الموساد لمعرفة مخازن سلاح المقاومة و تمركز القيادات.

ذبح شعب بأكمله لنيل رضا الأمريكان و الصهاينة و فتح الطريق أما عصابة محمود عباس و حكومة الفاصوليا لسلامة فياض, في رام الله , لكن هيهات.. تم هيهات.. لقد أصيبوا بإسهال شديد لا محالة من الانتصار الكبير الذي حققه شعبنا في غزة الصامدة, رغم سياسة التجويع لأجل التركيع ضل الصمود سيد الموقف,و رغم إغلاق معبر رفح ظلت الأنفاق أنبوب الحياة , رغم الحصار ظل شعب أبا عمار واقفا بشموخ يقاوم . انه شعب شجاع صنديد شعب محارب لا يعرف لغة السجود للعدو و لا لغة الخنوع فعاش شعبنا دائما أبدا صامدا أبيا شامخا..و طز طزين(مثنى طز ) في العملاء د اخل قنوات ,هز يا وز, و مكاتب شيوخ الببادنجال , و حكام ربع فرنك .



فشلتم يا حزمة الشياطين لقد ردت لكم إسرائيل الجميل يا كتاتيب الرصيف بعدما فصحتكم وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقعها, لقد خذلتك إسرائيل مرة أخرى يا حاكم مصر المحروسة يا سيد حسونة أفندي بعد عقد الأمريكان و الصهاينة اتفاقا بمراقبة المعابر من و إلى غزة.

لا أمان في سلالة بني كلبون آل صهيون, فهم لا يبحثون سوى على مصالحهم , فكيانهم قام على جماجم الشعب الفلسطيني منذ 1948 و لا يعقدون مؤتمرات / قماقم مفرد قمقمة / فقط يرتكزون على سياسة عقلانية بعيدا عن الخصامات الصبيانية و التنافر و التراشق , فعقولكم عقول عصافير أنتم لستم سوى حفنة من المتخلفين الانتهازيين عاطفيين تحسنون البوس لبعضكم البعض و مصمصة الخدود , و هات يا بوس ,أمام الكاميرات و النفاق رداء تحت خيمة التواطؤ مع الأعداء تلك سنة سائدة بينكم لكنكم أمام شعوبكم لستم سوى أقزام لا تستطيعون الاعتماد على أنفسكم بعيدا عن أسيادكم الأمريكان و هذا ما أشرت إليه في مقالي بعنوان //أمراء وشيوخ الخليج ... قمار ونسوان وفنادق // ملف من إعداد الصحفي الفرنسي كاي سيتبون بتاريخ 16 / 08 / 2008 بأسبوعية ماريان الفرنسية و المقال قمت بترجمته موجود في أرشيف عرب تايمز / باقة من الفضائح / , قلت.. رغم الثروات النفطية الهائلة و المفروض أ، تكون رشاشا في صدور الصهاينة بمعنى ورقة سياسية للضغط عليهم و على من يتبناهم في البيت الأبيض, و على الاتحاد الأوروبي .

مشكلة الأنظمة العربية أنها تتجلى في الصراعات السياسية الصبيانية الأبدية و قمتي الدوحة و الكويت أظهرت مدى تفاهة عقول بعض الحكام العربان /الخربان / تنافر لم و لن يخدم القضية الفلسطينية بل يخدم الأعداء. يا الاهي.. يا الاهي.. هؤلاء القطط السمان صاروا أضحوكة أمام العالم و قد لقنهم رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان درسا في الإنسانية حيت أن الرجل استقبل الجرحى في بلده و زارهم و استمع إليهم و الدموع لا تفارق جفونه, و حاكم مصر سلط كلاب حراسته على الجرحى الفلسطينيين بمستشفياته يهددونهم و يبتزونهم لغرض جمع معلومات عن حماس و تقديمها على طبق من ذهب للصهاينة. رجال الحرس الحدودي لمعبر رفح منعوا أطباء ترك من دخول غزة ,و نوا برلمانيون مغاربة يمنعون أيضا من اجتياز المعبر لمواساة أشقائهم, ممثل مصري سكير/ صعيدي / يدعى عادل إمام كان ذيل النظام الفاسد و بوق و افتكر نفسه زعيم و نفت سمومه في اتجاه المقاومة , و له أقول // اذا أتى العيب من أهل العيب فلا يعتبر عيبا // .. فألف تحية للفنانين السوريين اللذين تصدوا لهذا العميل الصهيوني المصري و في مقدمتهم الفنانة الكبيرة منى واصف .



ملحوظة على خفيف // لازالت بعض الشركات المصرية تورد الصهاينة بالمؤن الغذائية , حيت أسطول من الشاحنات المصرية يتحرك ذهابا و إيابا على الطريق الممتدة من مدينة السادات حتى معبر العوجة أقصى شرق مصر. في حين كان الأبرياء في القطاع يسقطون تحت نيران الصهاينة و الأسلحة المحرمة دوليا.

نداء //



يا معشر العربان كفى من التشرذم و التفرقة اجمعوا شتاتكم ففي تفرقتكم قوة للصهاينة و أعداء الأمة العربية , كفى من لعب العيال , و احتراف السياسات الفولكلورية انزلوا من أبراجكم العالية لملاقاة شعوبكم و تحقيق طموحاتهم , ما جدوى الأسلحة المخزونة في ثكناتكم بملايير الدولارات , فلا انتم حاربتم الصهاينة , و لا انتم كبحتم جماح الخطر الفارسي الذي سبب للبعض منكم نوبة من الهلع و البول المستمر , و لا انتم ساعدتم المقاومة و لو حتى بخراطيش رصاص . كما تفعل إيران التي فرضت نفسها على العالم بفضل توظيف مداخل البترول في الصناعة العسكرية و بناء أسس متينة للدفاع عن البلاد من أي هجوم أمريكي صهيوني.

فأتنم مجرد بيادق على رقعة شطرنج حركها المخبول بوش كما يحرك جروه في البيت الأبيض, لقد تحركت الأقلام العربية و الأجنبية لمساندة القطاع المجروح , و عليه لا داعي لإكمال ندائي لأنه لا جدوى من الحديث و خلوكم نايمين يا حلوين في العسل, بلا نداء.. بلا زفت.. بلا بطيخ..

فالشخاشيخ حفنة من البدو لا يحسنون فقط ثقافة الجنس و التبذير و بناء القصور و المشاريع التي تخدم الفرنجة و قد فضحتكم الأزمة العالمية / اللهم لا شماتة / و شفطت أموالكم , تلك ربما حكمة ربانية..اللهم زد و بارك..



خاتمة //



المقال مجرد وجبة خفيفة دسمة لمن يرغب في الترويح عن النفس , و الاستئناس للتخفيف من هول العاصفة التي مرت على قطاع غزة ,أمام أعين الأنظمة العربية , المفروض فيها حماية أهالينا, من همجية بني صهيون آل كلبون لكن لا أمل في هؤلاء الصبايا لأنهم يحسنون التراشق بالحصى فيما بينهم.

إنكم اترتم مجاملة الأمريكان و الصهاينة و السير على خطى سياساتهم الصهيونية الرامية إلى تمزيق أوصال الأمة العربية . و العدوى انتقلت إلى الإعلام العربي و الكلام إلى من يهمهم الأمر. الأقزام التي تدربت داخل ردهات القصور و تشبعت بثقافة علوم شهرزاد و التراث الأصفر و أدب الأطلال.

فهنيئا لكم بما قدمتموه لأهاليكم في غزة , وناموا و لا تستيقظوا و كل عام و جحشاتكم بخير و جواريكم في تزايد , و مشاريعكم نعمة على الفرنجة , و عاش إعلامكم الأعور و خدامكم الأوفياء أقلام أيس كريم , و عاش أسيادكم في واشنطن بألف خير... اللهم لا حسد..باي.. باي..

مع تحيات محمد كوحلال .

إسرائيل آخر بقايا الاستعمار وما بعد حرب غزّة

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

mnq62@hotmail.com

باحث وكاتب ..مُعارض سوري


مهما عملت دولة الكيان الصهيوني ومهما صدر عنها من تصريحات فهي مثل العسل على قلب الغرب الاستعماري والأمريكي المتغطرس في كبريائه وأنفته ، بينما هذا الكيان وكما قلت في السابق ليست إلا لقيطة تمّ زرعها في الجسد العربي والإسلامي كآخر متراس ووجود لبقايا للاستعمار الذي أتى بهذه العصابات الحاكمة في إسرائيل ، ليجعلها سلماً لتدخلاته في مناطق العرب والمسلمين ، ويُحملها وحدها كل تبعات العهر والفجور والإجرام بحق شعوبنا الأبية ، وليذيقنا من وراءها الويل والثبور ويعمل على تمزيقنا وإضعافنا لنكون على الدوام تحت رحمته ، وهو معها يتحمل وزر المجازر والحصارات وأعمال التنكيل والتجويع والاضطهاد والتشريد ..، ومنطقتنا العربية والإسلامية إلى ما قبل حرب غزّة كانت واقعة تحت إطار الصدمة والتهويل الغربي والأمريكي والإسرائيلي ، وكانت من الضعف والخور مما يجعلها أسيرة بيد من لا يرحم ، ولكن وحدهم أبناء غزّة والفلسطينيين الأبطال الذين أعادوا لنا الاعتبار ، وأعادوا الحكومات إلى حقيقة الموقف ، حتّى رأينا العديد من الدول بدأت تتملص من قيودها للإعلان عن بداية المرحلة الجديدة في التمنع والرفض والمُجاهرة بدعم المقاومين في هذه الأرض المُباركة ، الذين أثبتوا للعالم أجمع قوّة الحق على ضعف إمكاناتهم أمام جبروت الطغيان بما ملك من وسائل القتل والتدمير ، لتنتصر الإرادة الحرّة والعزيمة الصادقة على أي قوة مهما كانت عاتية

وجميعنا يُتابع اليوم ما بعد حرب غزّة ، وكيف أنّ المقاومة فرضت شروطها على العدو الغاصب الذي اضُطر إلى إعلان وقف النار من طرفه بعد أن وصلت المعركة إلى مرحلة حرب الشوارع والمدن ، والتي من المتوقع فيها أن تُحصد رقاب المئات من الجنود الإسرائيليين إن لم نقل الآلاف ؛ بما هيأه له الشعب الفلسطيني من المُفاجآت التي كانت ستستجره الى المحرقة الحقيقية ، وإسقاءه إيّاه من كؤوس الموت ورائحة أجساد مقاتليه النتنة التي كان من المتوقع أن تتراكم في الشوارع دون أن يجرؤ أحداً على الاقتراب منها ، هذا عدا عن عدم استطاعته من تحقيق أيّاً من أهدافه التي أعلن عنها ، من سحق حماس والقضاء على الصواريخ والمُقاتلين والمُقاومة ، بل رأينا كيف حماس تُنذر العدو بمدة الانسحاب إلى أسبوع ليُتموا انسحابهم خلال ثلاثة أيّام رُعباً وزُعراً من القادم

ودرس غزّة مُهم جداً لنا كعرب علينا أن نستفيد منه ، كما رأينا بالفعل بعض معانيه في قمّة الكويت ، عبر مُبادرة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبد العزيز ، التي تدعوا الى لم الشمل العربي وتُشير إلى الصحوة التي لن تكتمل إلا إذا صدقت النوايا ، وأحسّ القادة بخطورة المرحلة للتخلص من الالتزامات المُذلة على أُمتنا وشعوبنا ، وذلك لن يتحقق إلا بالاعتماد على الشعوب التي عليهم أن يُعيدوا الحسابات معها عبر الالتحام فيها بمجالس الحوار وتوسيع المُشاركات وإنهاء حالة التأزمات والاختناقات السياسية وحالات الاستبداد وغيرها من التي تجعل الجفوة والهوّة ما بين القاعدة والقيادة كبيرة ، وأخص بالذكر هنا الوضع السوري الذي عليه أن يغتنم هذه الفرصة للانفتاح على القوى السياسية والأحزاب ، لتكون ملحمة غزّة درساً للإعداد الصحيح للمواجهة الحقيقية مع العدو ، ولن يتحقق ذلك إلا عبر التضامن الشعبي الذي أدّى لأول مرّة إلى عدم رفع رايات الاستسلام والذل كما حصل في كل الحروب العربية الإسرائيلية ، بل لم تكن النتيجة إلا الانتصار بالسواعد المؤمنة بقضيتها من النساء والرجال والشباب والشيب ، وحتّى الحجر والشجر والملائكة كانت تُقاتل بجانبهم ، نعم الملائكة لأنّ هؤلاء البواسل أخذوا بكل أسباب النصر من الإعداد والتوكل على الله فانتصروا ، ولم يكن ذلك النصر بالتمني ، بل كان عبر توحدهم والتفافهم حول بعضهم حتى وصل عدد قتلى العدو من جنوده ما بين المائة إلى مأتي قتيل ؛ هذا عدا عن مئات الجرحى ، بينما عدد شهداء المجاهدين لم يتجاوز العشرات ، وكان جُلّ ضحايا الفلسطينيين من الأطفال والنساء والأهالي المدنيين ، الذين حصدتهم آلة العدو المجرمة عبر القصف الجنوني والوحشي العشوائي ، الذي لا نستطيع التعبير عنه إلا بجرائم حرب ضد الإنسانية ، ونازية بربرية ستنقلب وبالاً على العدو ، الذي سنّ سنّة القتل الجماعي للوصول لأهدافه ، مما يجعل أراضيه وشعبه بأكمله تحت طائلة العقاب بالمثل في الحروب القادمة التي سيكون فيها النصر بإذن الله لأهل الحق، من خلال ردّات الفعل والمُعاملة بالمثل ، مما قد يُمهد الطريق إلى عقاب كل الشعب الإسرائيلي إن لم يحتج ويستنكر على سياسيه هذه الجرائم الوحشية بحق الإنسانية ، بل وأنّ عليه أن يُحاكمهم في محاكم علنية ابراءً للذمّة ليسلموا فيما بعد من هذا المصير الأسود