الجمعة، يناير 16، 2009

سعيد صيام .. شهيد الصف الأول

محمد السيسى
استشهد الشيخ سعيد صيام وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية وابنه وشقيقه في غارة صهيونية نفذتها طائرات "إف 16" الصهيونية مساء الخميس (15/1)، حينما قصفت بصاروخ واحد على الأقل منزل شقيقه الكائن في حي اليرموك بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين على الأقل وإصابة أكثر من 30 آخرين
رحمك الله يا أبا مصعب ، ورحم الله شهداءنا الأبرار، اللهم تقبلهم فى الصالحين والحقهم بالنبيين والصديقين والشهداء ..آمين

أبا مصعب .. تنعم فى جنات الخلد ، وابتسم وقد من الله عليك بالشهادة فى معركة الفرقان ، لم تستسلم ولم ترفع الراية البيضاء ، صمدت وصمد رجالك الأبطال فى معركة صمود ومقاومة ضد آلة الحرب الجهنمية الإجرامية الصهيوأمريكية ، فكان دمك ودم الشهداء رسالة للمجاهدين أن يثبتوا وللقادة أن يصمدوا ضد العدوان وللشعب ان يتمسك بخيار المقاومة .
عرفناك مجاهدا صابرا محتسبا ، رافقت الإمام أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي وإبراهيم المقاومة والمهندس إسماعيل أبو شنب وجمال منصور وجمال سليم والشيخ صلاح شحادة وأخيرا بالشهيد القائد الشيخ نزار ريان الذي ارتقى هو الآخر في غارة مماثلة استشهد هو و15 من أفراد بينهم نساؤه الأربعة.
تعرضت للإعتقال على يد الإحتلال الصهيونى وعلى يد الجهزة الأمنية وكنت مثالا فذا للتسامح مع بنى قومك فلم تمتد يدك بعد بالإنتقام .
أبعدك العدوان إلى مرج الزهور فرفضت مع رفاقك الإبعاد والتهجير وانتصرت إرادة الصابرين حتى كتب الله لك العودة ، فكنت جنديا فى الميدان تربى وتحشد وتقاوم خطيباً وإماماً في مسجد اليرموك في مدينة غزة .
شاركت فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية يناير 2006 فحصلت على أعلى الأصوات فى الضفة والقطاع حيث حصلت على 75880 صوتاً، ووقع عليك الإختيار زعيما للكتلة البرلمانية لحماس ، واختارك القائد اسماعيل هنية وزيرا للداخلية فى حكومته فكان عنوان وزارتك تطبيق القانون وإحترام العدالة ، فأرسيت الأمن والأمان فى قطاع غزة .
وضعوا أمامك العراقيل ، وباتت الأجهزة الأمنية لا تأتمر بأمر وزير الداخلية المنتخب وتتلقى الأوامر من رموز الفتنة دحلان ورشيد شباك ومجرموا فتح عملاء دايتون وفريزر ، فكان قرارك الصائب بإنشاء القوة التنفيذية تلتزم بالقانون وتحترم حقوق المواطن ومن بعد تدافع عن الشرعية التى حاول العملاء إغتيالها وإزهاق مشروع المقاومة ، وقد كان ، فرضت القانون دون استثناء ، وبات وزير الداخلية المقاوم المؤمن بمشروع المقاومة الحريص على فرض الأمن والإستقرار ومحاربة المنفلتين والغوغاء مهددى الآمنين .
هنيئا لك الشهادة ، على أرض الرباط ، وبئسا وسحقا للعملاء المهرجين المنبطحين للإحتلال وأعوان الإحتلال ممن رفعوا الرايات البيضاء استسلاما وذلا ، ورفعوا الرايات الحمرات إعلانا للخنا والخنوع والدعارة السياسية والأخلاقية .
أطلقوا صواريخهم الغاشمة على منزل شقيقك لترتقى ورفاقك إلى العلا ، وللعملاء العار والذل والإنكسار .
ارتقيت وشمخت وسميت بروحك الطاهرة إلى بارئها ، وأرباب الخدور حكامنا العرب لهم الستائر والخمائل والخمائر يحتمون بها من خجل العمالة والإنقياد والموالاة ، أو يكشفون وجوههم فى معرة سيكتبها عنهم التاريخ بسطور من الإنبطاح والإنكفاء والإنحناء والفجور وسيكتب التاريخ حتما أنهم أفنوا شر فناء لفظتهم الشعوب حتى الكلاب نبحت تنعى خزيهم وتواطأهم ورجسهم .
أبا صيام رفيق الياسين والرنتيسى والمقادمة وشحادة والريان ، أفرح فأنت فى الفردوس ، وتلاميذك على الدرب سائرون ومحبيك فى المشارق والمغارب يعاهدونك على المقاومة والصمود والجهاد لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى ، فتنعم مع الخالدين .
( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )

ليست هناك تعليقات: