السبت، يناير 24، 2009

المملكة الهاشمية للقطرين الأردني والفلسطيني

د. عبدالله عقروق

بدت على الساحة الفلسطينية حلول كثيرة بعد المجزرة البربرية والمؤلمة على شعب غزة، بعد ان قاوم أهلها البواسل كل اسلحة الدمار الأسرائيلية ، و قدموا اطهر القرابين من أهلهم الأبرياء الذي استشهدوا وجرحوا في هذا العدوان الغادر. وكل الحلول جاءت من الخارج ، ولم نر حلا عادلا صدر أما من السلطة الفلسطسنية أو من حماس .

فالأردن مصر على حل الدولتين ، وأمريكا طرحت فكرة أن تكون الأردن الوطن البدل . وطالب القذافي بإنشاء دولة واحدة تجمع الأسرائيليين والفلسطينين في بلد واحد سماها اسراطين . وهنالك حلول أخرى سنسمع عنها في القريب العاجل.

أن العدل يقول أن من يجب أن يقرر هم الفلسطيبنيون ، وبصورة خاصة الفلسطينيون في الأراضي المحتله لآن وحدهم من يستحق القرار للمعاناة المضنية التي مروا بها منذ عام 1948 ، وما زالوا يعانون الأمرين حتى وقتنا الحاضر ..

والسؤال الذي يطرح نفسه الأن هو: هل السلطة الفلسطينية مخولة وحدها اتخاذ اية مبادرة في هذا الموضوع ، أم أن حماس التي أختارها الشعب الفلسطيني لها الحق في التصرف بالخيار؟

فهل تريد حماس أن تنفرد وتقيم دولة ثانية في غزة ليكون لدى أهل فلسطين دولتين . دولة بما تعرف بالضفة الغربية ودولة غزة ؟ وهل ستسمح السلطة الفلسطينية بهذا التقسيم الذي يخدم فقط المصلحة الأسرائيلية ؟ اسئلة كثيرة ومحيرة .

ان أكثرية الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يطالبون بانشاء دولة فلسطينية واحدة ، عاصمتها القدس الشرقية . والحكومة الأردنية ، ومعظم الشعب الأردني يصر على هذا القرار ايضا . وبنظر العالم قاطبة فهم يحبذون هذا الحل العادل ، رغم تحفظ بعضهم على القدس .

وغالبية الشعب الفلسطيني في الداخل يحبذون أن يتم الأتحاد الكونفدرالي حال قيام الدول الفلسطينية المستقلة ، ويتم الأعتراف بها دوليا ، وتصبح عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة . لتتم بعهدها الوحدة بين الدولة الفلسطينية المستقلة والمملكة الأردنية الهاشمية.

فوحدة الضفتين كانت مثالا يحتذى به كوحدة عربية بين بلدين عربين . وتعتبر من امتن الوحدات في عصرنا المعاصر ، باستثناء وحدة الأمارات العربية ، وتم فض هذه الوحدة بعد أن قرر المفغفور له بأذن الله جلالة الملك حسين ليعطي للسلطة الفلسطينية حق تقرير المصير .

ومن يحلل التركيبة السكانية في الأردن سيجد أن هنالك تداخلا كبيرا ، وتمازجا في الدم والمصاهرة والنسب بين العائلات الأردنية والفلسطينية مما يصعب فصلهما عن بعضهما البعض.

مثلاً، سأتحدث عن اسرتي الصغيرة . فأنا فلسطيني المولد . ولدت في مدينة القدس . هاجر أهلي عام 1948 الى لبنان ثم استقر بنا المقام في الأردن ، وحصلنا – بمشيئتنا - على الجنسية الأردنية .

السيدة زوجتي من مواليد الحصن في الأردن ، كذلك ولدي عمر وسمر فقد ولدا في عمان . وزوج ابنتي أيمن هو ايضا من مواليد اربد ، ووالده من حيفا . وجميع أولاد أخي ، وأخواتي كلهم ولدوا في الأردن ، وأحد أصهاري الثلاث من الفحيص ، وزوجته التي هي أختي الصغيرة ايضا من مواليد عمان . وهذه الحالة تتكرر في معظم الأسر الأردنية.

فقيام الدولة الفلسطسنية سيتم بأذن الله .. وأنا متفائل جدا أن هذا ما سيحصل في هذا العام . وذلك يعني أن كل مواليد فلسطين لهم حق الأختيار أما البقاء في الأردن أو الذهاب الى الدولة الفلسطينية.

فمن هذه التركيبة التي مزجت معظم العائلات معا اصبح من الصعب جدا أن يختار الأنسان المولود في فلسطين أن يهجر أهلة ويسافر وحده لأنه من غير المعقول أن يترك أولاده وعائلاتهم في الأردن . ولا يحق لهذا الأنسان أن يفرض رأيه بالقوة على أولاده في حال أنهم فضلوا البقاء في الأردن .

لذا فالوضع الصحيح هو أن تقام الدولة الفلسطينية ، ويتم الأعتراف بها دوليا ، ثم يتم دمج الدولتين في اتحاد كونفدرالي ، بالتمتع بحكم ذاتي. يطلق عليهما القطر الأردني ، والقطر الفلسطينيي وحاكما اداريا ، ونوابا لكل قطر ، ونوابا للأتحاد ، وحكومة واحدة و قوات مسلحة واحدة ، وتمثيل دبلوماسي واحد وملك هاشمي واحد.. وتدعى المملكة الأردنية الهاشمية للقطرين ألأردني والفلسطيني.

فالولايات المتحدة الأمربكية لها نظام يعتبر من أنجح انظمة دول العالم . هناك خمسون ولاية ولكل ولاية حاكمها المستقل ، وعندهم برلمان خاص بهم ، وبرلمان فيدرالي في العاصمة وشنطن وقوانين هذه الدول يختلف من ولاية الى ولاية . ولكن هنالك الحكومة الفيدرالية التي تعتني في امور البريد ،القوات المسلحة ، الرئيس ، والوزراء أهمها المالية ، والتمثيل الدبلوماسي الواحد ودائرة المخابرات ، والمحكمة الفيدرالية والكثير من المؤسسات الحكومية والتي تخدم الولايات المتحدة كلها .

فدراسة هذا النظام المثالي هو خير نظام يمكن أن تتبعه الدولتان الأردنية والفلسطينية عندما تتوحدان.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

حل جميل.. ولكن ماذا عن غزة؟ هل ستلحقها بالمملكة الهاشمية أم بمصر؟ أعتقد أن غزة أقرب الى مصر منها الى ألأردن.. وهكذا ضاعت فلسطين يا دكتور.

غير معرف يقول...

وحصلنا – بمشيئتنا - على الجنسية الأردنية .مبروكة عليك الجنسية,ممتاز إنك بتحكي بإسمك فقط.خليك هيك وإحنا بمشيئتنا ما بدنا إلا فلسطين كاملة ويحكمها واحد من أهلها مين ما كان يكون............. شكرا يا دكتور.