الأربعاء، يناير 28، 2009

أحمد جبريل فلتقل خيراً أو تصمت

محمد حسن

كم نقدر ونحترم القادة والزعماء السياسيون عندما تكون تصريحاتهم متوازنة ومطمئنة نابعة من حرص وطني وقومي صادق وغيور على مصالحنا وحقوقنا الوطنية والسياسية وغيرها؛ يدفع نحو الأمل والتشبث بالمقاومة والتحرير، بعكس تلك التصريحات المخزية والغير مسؤولة تلفظت بها زعامات تاريخية فلسطينية لا يمكن طيها أو شطبها من الذاكرة الفلسطينية تعيش على أوهام من الماضي، صدقت نفسها أنها تمثل منظمات فلسطينية ثورية والحديث في هذا المقام النبيل عن المدعو "أحمد جبريل" الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، وهذا الفصائل كما ادعت لنفسها؛ أن الله بعثها إلى هذه البسيطة لتخليص العباد من الظلم ومحاربة قوى الاستكبار والجبروت أو على الأقل فلسطينياً؛ لتحرر فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، فعكفت على الخلو ببعض العناصر ليشكلوا تنظيماً أخر ويعلنوا انشقاقهم مستغلين الظرف السياسي أو المادي الذي تعرض تنظيمهم الأم؛ خدمة أو مقابل ثمن بخس دفعه آخرون لتحقيق لأجندتهم الخاصة وعلى رأسها النيل من القرار الفلسطيني المستقل واستغلال الساحة الفلسطينية كورقة ضغط، وتسويقهم لشعارات تحث على المقاومة والتحرير والحقيقة كشفت زيفهم وخداعهم لأنفسهم ولشعوبهم ومن أتبعهم ووالاهم من أصحاب الذمم الرخيصة.

لقد سعت منظمة التحرير الفلسطينية عبر التاريخ، بل منذ نشأتها كان الانقلاب الأبيض من أجل التحرير من الاحتواء العربي حتى يكون القرار الفلسطيني مستقلاً بذاته، شريطة أن يحافظ على هذه المرجعية كعمق استراتيجي، وقد دفعت المنظمة الفلسطينية الثمن غالياً ورفضت التفريط بقراراها مثلما رفضت الانخراط في مشاريع التسوية، وأخذت محاولات النيل أشكالاً متعددة وارتكبت خلالها أفظع المجازر والجرائم بحق الإنسانية في عدة ساحات كانت أكثرها في كل من الأردن ولبنان وسورية، بحق أبناء شعبنا في المخيمات. وهنا كانت الفاجعة عندما انضمت بعض القوى كتلك الانعزالية المرفوضة؛ التابعة لبشير الجميل عندما ارتكبت حماقتها بارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلاً ومحاصرة أهلنا في المخيمات وشن حرب شرسة ضد القيادة وقوات الثورة الفلسطينية المنشغلة في مجابهة العدوان الإسرائيلي.

وقد كانت قوات أحمد جبريل هذا الرجل المخضرم عسكرياً في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وحركة فتح كان على رأس القوات السورية المشاركة في تلك الحرب الأهلية التي عرفت بحرب الاستنزاف بحق "م.ت.ف" بعد أن انتهى الاحتلال الإسرائيلي لتوه من مجزرته بمساعدة القوات الانعزالية وذبح أهلنا في المخيمات والشتات بدأت رحلتها منذ عام 1982 وحتى 1987م.

نعد قامت منظمة جبريل عمليات فدائية محدودة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تتجاور عمليات فصائل منظمة التحرير وحركة فتح في اليوم الواحد، فصعد نجم احمد جبريل بعد عمليتين شهيرتين لتكون ذر الرماد في العيون أمام مسلسل الإجرام والقتل أنضم مع زملائه الذين نعتوا بمسميات سياسية وعسكرية لأنهم ذبحوا الوطن من الوريد إلى الوريد في مخيمات الشتات، منهم أبو نضال وأبو موسى وهم محسوبين على المخابرات السورية منذ زمن بعيد والتاريخ الفلسطيني حافل بدورهم الأسود المذل للقضية الفلسطينية وللثورة الفلسطينية الشريفة المسؤولة .

وهذه القيادات البريئة من الشعب الفلسطيني والتي لا يوجد لها أرضية جماهيرية أصلاً على الساحة الفلسطينية سوى أنها عبئ وطني متسخ يفترض أن تتنحى جانباً حتى تسير القافلة بأمان ولا تثقل وتزيد الشعب الفلسطيني مزيد من الويلات والعناء ويكفي سنوات السبعينات والثمانينات وتشهد عليه حرب طرابلس بعد أن لفظه التاريخ وكشف خطط أسيادة عند كل من المرجع الشيعي في طهران وعند البعث في دمشق ومحاولات التغني بقيادة جديدة مقاومة والحقيقة عكس ذلك تماماً "قيادة خاضعة للسيد الإيراني السوري" ، التي تدعي التحرير والمقاومة فيما تشهد جبهته وأرضه المحتلة التي أوشكت على نصف قرن الهدوء، وهي من أكثر الجبهات أمناً واستقراراً بخلاف الجبهات الأخرى التي عقدت اتفاقاً مع دولة الكيان الصهيوني "المصرية والأردنية" وقد أشاد قادة الاحتلال بذلك مرات.

لذلك فلتقول خيراً أو تصمت يا سيد دمشق "جبريل"، بأن تقول الخير في السعي لرأب الصدع الفلسطيني والكف عن خطاباتك الهادفة لتمزيق الصف الوطني الفلسطيني، وتوتير الساحة الفلسطينية التي أصبحت لم تعد تحتمل خطابك المكشوف؛ ولو نظرت حولك لوجدت السخرية من رفاقك على المائدة على تصريحاتك التافهة والهمجية والتي لا ترتئي لشخص يدعي نفسه صاحب مشروع ثوري مقاوم، ولا أدري عن أي مقاومة تتحدث وليس لديك عناصر مقاومة من الأساس تعمل على الساحة الفلسطينية ، وما تلك البيانات بتبني عمليات فصائل فلسطينية أخرى تنطوي على الصعود والبروز على حسابها، وشعبنا الفلسطيني واعي ويدرك تماماً من يقود الثورة وكيف استثمرها لنزع اعتراف وإقامة سلطة، قاتلت حركة حماس من أجل الاستيلاء عليها وزاحمت شريكتها في الحكم رغم رفضها المتكرر لها باعتباره وليدة اتفاق أوسلو، وقامت بهدم الجبهة الداخلية بقوة الرصاص كما صنعت سيد جبريل مسبقاً مع رفاقك السوريين وحزب الكتائب ضد فصائل المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، في محاصرة المخيمات الفلسطينية في لبنان وضربها بالمدافع فوقعت أسيراً في قبضة منظمة التحرير، وخرجت ممنوناً للرئيس الشهيد ياسر عرفات بحياتك.

لذلك التزم الصمت لأنك على هامش التاريخ وإن رغبت بتصريح فأجعل تصريحك من أجل الوحدة وأنصحك بأن تتحرر من التبعية العمياء، وأن يكون قرارك في جيبك كما نصحتك الثورة، أو كما نصحك الرئيس عرفات بأن تكون فلسطينياً وإن غفر لك فلن يغفر لك شعبنا الفلسطيني ولا التاريخ .

ليست هناك تعليقات: