قال الحكماء قديماً " اذا اردت تحقيق الهدف، فعليك معرفة الطريق التي تؤدي اليه، وليس ان تسير في الطريق بدونه ، بما معناه ان هناك اسباب ومسببات لمفهوم كلمة هدف، لان تلك الكلمة بحد ذاتها طريق "، هنا انتهى الحكماء في تعريفهم .
ان الهدف وكما ذكر اعلاه، انما يعتبر اسلوباً للمثابرة والجد و العمل نحو المستقبل، وليس عكس ذلك،..... بما ان الهدف له طريق للمضي عليه، فما مدى تقبل الزعيم العربي لفهم معنى هدف الوحدة العربية ؟... من الواضح ان " الزعيم العربي " لم يعي معنى مفهوم الهدف، ليعي معنى الوحدة، التي تأهله لاكتساب الثقافة السياسية و اطلاق الحريات و التدرج السياسي لبناء وحدة الذات العربية !! ، فالوحدة في نظره سؤال ليس ككل الاسئلة، ، للاجابة عليها، الذي جعل منه متخوفاً من ذلك المفهوم لانه يهدد وجوده كزعيم ، مما ادى الى ترسيخ القطرية هنا وهناك ما بين حواجز التجزئة بسبب فوبيا الوحدة ، وكأن مفهوم الوحدة لديه قادم من المريخ – وليس- من الارض " متناسيا ان هناك وحدة تكوينية للامة العربية ، تضم اللغة والثقافة والمصالح المشتركة والتاريخ والمصير المشترك الواحد، هذا من جهة، ومن الجهة الثانية ان للوطن العربي مقومات الاقليم، من موارد طبيعية، وبشرية، وموقع استرتيجي يتمتع به ذلك الوطن.
بصراحة،... ان هروب الزعيم من الذات العربية جعل منه متمسكاً بنصف الدفء ونصف الموقف، فالشعب العربي لا يريد نصفاً للموقف لحل اشكالية الوحدة، انما يريد موقفاً كاملاً لارساء واحد من كثير من المطالب، مطلب الوحدة العربية، الذي يتوجب عدم وضع حجارة في طريقها، يتعثر بها من يسير على هذا الطريق، بل يجب جمعها لبناء سلماً للصعود به نحو وحدة عربية تجمع امة الضاد في قالب واحد، وكما قال الحكماء، الضمير: صوت هادئ يخبركم بأن أحدا ما ينظر الى اخيه الاخر في الوطن العربي، فان الشعب العربي ينظر الى ارساء تلك الوحدة، لانها تمثل الطريق لحل اشكاليات امتنا العربية، وكبداية للطريق يجب ارساء مفهوم التكامل الاقتصادي بين الدول العربية باعتباره هدف يوصل للهدف الكلي، الوحدة العربية...، هنا نتذكر قول الشاعر " ودائما نقول كنا،... يا امتي نريد ان نكون"..، ولكن ..!! من يعلق الجرس ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق