فوزي ناصر
قال جمال الدين الأفغاني المولود في الأفغان عام 1838 والمتوفى في تركيا عام 1897 في حوار عن حرّية الّرأي في المناقشات الدينية، قال: هذا طبيعي..وفي بلادكم (أي مصر) شبلي شميل، يدعو إلى مذهب داروين، ويعبّر عن آرائه الملحدة، وإني أحمل على هذه الآراء واستهجنها، ولكني أقدّر صبره على البحث وشجاعته في الجهر بما يعتقده ولو كان فيه تحدٍّ لعقائد الناس.
قال الأفغاني العظيم هذا قبل 130 سنة في مصر التي كان يحكمها الخديوات، واليوم في عالمنا (الديمقراطي) و(المتطور المتحضّر) نفتقد ذاك المصلح العظيم ونترحّم عليه..
في عالمنا اليوم لا تتّسع الصدور لرأي آخر أو لوجه آخر أو لون آخر..في عالمنا لا مجال للحوار والنقاش الحضاري مع من لا يوافقنا وننزع منه أو عنه ذلك الحقّ بحرّية الرّأي والتفكير..إذا فكر يجب أن يفكّر مثلنا واذا تكلّم يجب أن يكون كلامه ككلامنا وإلاّ تفتح عليه أبواب جهنم فتتدفق عليه الشتائم والتهديد..وأحياناً يُدان ويحكم عليه غيابياً بالجلد أو بالسجن أو بالطلاق.
لست أدري لماذا ضاقت الصدور في أيامنا وضاقت معها مساحة الحرّية والفكر والقول وكأن الذي يقال يجب أن يصب في تيّار أراده زعماء الدين والمجتمع والسياسة، وإن اختلف الأمر فصفات الخيانة والزندقة والانحراف والجنون جاهزة للانطلاق.
لماذا لا يحتمل مجتمعنا اليوم رأياً آخر؟! لماذا يختبئ من يخالف المجموع الرأي ولا يجاهر برأيه خوفاً من بطش وتهديد؟!
لماذا تحوّل بعض الزعماء إلى رموز لا يصحّ أن ينتقدها أحد أو أن لا يوافقها أحد؟!
أذكر في هذا المجال إحدى رفيقاتي حين سمعتني أنتقد شخصية عربية بارزة استطاعت أن تكسب ودّ وتأييد الشعوب العربية، سألتني: وهل يجري في عروقك دم عربي؟! وكأني لا أكون عربياً إلاّ إذا صفقت لذاك الزعيم وأسبغت عليه كل دعوات الخير والتوفيق وصفات الأنبياء والصالحين! أليس من حقي أن يختلف تفكيري عن تفكير الناس تجاهه؟! أليس من حقي أن أنتقد ما يعمل؟! ما هذا سوى مثال واحد من أمثلة كثيرة..وأنا شخصيًّا لا أدّعي أن الحقيقة المطلقة في يدي وكل الآخرين على ضلال، ولا أدّعي أني فوق الناس معرفة وثقافة وفكراً،ولا أدّعي أن لي الحق بفرض رأيي على الناس، ولكن لي الحق كل الحق بأن يكون لي رأي آخر، لي الحق كل الحق بأن أجاهر برأيي بحرّية دون أن أقذف بالشتائم والصفات غير اللائقة، لي الحق كل الحق بأن أناقش الآخرين باحترام وأن أحظى بمثل ذلك من الآخرين..
لا أنكر على الآخر أن يكون له رأي آخر وأعتقد ان لا حق لأحد أن ينزع عني حرّية الرّأي، أحترم من يوافقني الرّأي.. وأحترم بنفس المقدار من يخالفني، أحترم من يحترم حقي بحرّية الرّأي والنقاش
لكني لا أحترم بأي حال من يحاول خنق حرّيةِ الرّأي عندي ومن لا يحترم حقي بأن أكون مختلفاً.. أعتقد ان الانسان.. أي إنسان هو كائن مستقلّ يختلف عن كل الآخرين، لا يشبهه أحد إلاّ جزئياً..لذا لن يكون نسخة عن أحد أو تابعاً مطلقاً لأحد.. لنستحضر الأفغاني العظيم الذي مات قبل أكثر من مئة عام، ونتعلم منه احترامه لحق حرّية الرّأي.. ويعلمنا النقاش باحترام.
قال جمال الدين الأفغاني المولود في الأفغان عام 1838 والمتوفى في تركيا عام 1897 في حوار عن حرّية الّرأي في المناقشات الدينية، قال: هذا طبيعي..وفي بلادكم (أي مصر) شبلي شميل، يدعو إلى مذهب داروين، ويعبّر عن آرائه الملحدة، وإني أحمل على هذه الآراء واستهجنها، ولكني أقدّر صبره على البحث وشجاعته في الجهر بما يعتقده ولو كان فيه تحدٍّ لعقائد الناس.
قال الأفغاني العظيم هذا قبل 130 سنة في مصر التي كان يحكمها الخديوات، واليوم في عالمنا (الديمقراطي) و(المتطور المتحضّر) نفتقد ذاك المصلح العظيم ونترحّم عليه..
في عالمنا اليوم لا تتّسع الصدور لرأي آخر أو لوجه آخر أو لون آخر..في عالمنا لا مجال للحوار والنقاش الحضاري مع من لا يوافقنا وننزع منه أو عنه ذلك الحقّ بحرّية الرّأي والتفكير..إذا فكر يجب أن يفكّر مثلنا واذا تكلّم يجب أن يكون كلامه ككلامنا وإلاّ تفتح عليه أبواب جهنم فتتدفق عليه الشتائم والتهديد..وأحياناً يُدان ويحكم عليه غيابياً بالجلد أو بالسجن أو بالطلاق.
لست أدري لماذا ضاقت الصدور في أيامنا وضاقت معها مساحة الحرّية والفكر والقول وكأن الذي يقال يجب أن يصب في تيّار أراده زعماء الدين والمجتمع والسياسة، وإن اختلف الأمر فصفات الخيانة والزندقة والانحراف والجنون جاهزة للانطلاق.
لماذا لا يحتمل مجتمعنا اليوم رأياً آخر؟! لماذا يختبئ من يخالف المجموع الرأي ولا يجاهر برأيه خوفاً من بطش وتهديد؟!
لماذا تحوّل بعض الزعماء إلى رموز لا يصحّ أن ينتقدها أحد أو أن لا يوافقها أحد؟!
أذكر في هذا المجال إحدى رفيقاتي حين سمعتني أنتقد شخصية عربية بارزة استطاعت أن تكسب ودّ وتأييد الشعوب العربية، سألتني: وهل يجري في عروقك دم عربي؟! وكأني لا أكون عربياً إلاّ إذا صفقت لذاك الزعيم وأسبغت عليه كل دعوات الخير والتوفيق وصفات الأنبياء والصالحين! أليس من حقي أن يختلف تفكيري عن تفكير الناس تجاهه؟! أليس من حقي أن أنتقد ما يعمل؟! ما هذا سوى مثال واحد من أمثلة كثيرة..وأنا شخصيًّا لا أدّعي أن الحقيقة المطلقة في يدي وكل الآخرين على ضلال، ولا أدّعي أني فوق الناس معرفة وثقافة وفكراً،ولا أدّعي أن لي الحق بفرض رأيي على الناس، ولكن لي الحق كل الحق بأن يكون لي رأي آخر، لي الحق كل الحق بأن أجاهر برأيي بحرّية دون أن أقذف بالشتائم والصفات غير اللائقة، لي الحق كل الحق بأن أناقش الآخرين باحترام وأن أحظى بمثل ذلك من الآخرين..
لا أنكر على الآخر أن يكون له رأي آخر وأعتقد ان لا حق لأحد أن ينزع عني حرّية الرّأي، أحترم من يوافقني الرّأي.. وأحترم بنفس المقدار من يخالفني، أحترم من يحترم حقي بحرّية الرّأي والنقاش
لكني لا أحترم بأي حال من يحاول خنق حرّيةِ الرّأي عندي ومن لا يحترم حقي بأن أكون مختلفاً.. أعتقد ان الانسان.. أي إنسان هو كائن مستقلّ يختلف عن كل الآخرين، لا يشبهه أحد إلاّ جزئياً..لذا لن يكون نسخة عن أحد أو تابعاً مطلقاً لأحد.. لنستحضر الأفغاني العظيم الذي مات قبل أكثر من مئة عام، ونتعلم منه احترامه لحق حرّية الرّأي.. ويعلمنا النقاش باحترام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق