د. فايز أبو شمالة
لا تصدقوا حماس، واسألوا بحرَ غزة: لماذا تهْدرُ كلّ صباحٍ؟ ولمن تُهدي الغروبَ؟ واسألوه: يا بحرَ غزة، كيف تتوضأ العيون بشمس الأصيل؟ ويعزف بالمجد سَعفُ النخيل؟ لا تصدقوا حركة حماس، وغيرها، كلهم يكذبون لأسباب سياسية! ولكن اسألوا البحر: لمن تبتسم، ويضحك موجك؟ وعلى أي خدودٍ تنثر رذاذك؟ وعلى من تهفهف نسائمك؟ وما الذي يشجيك يا بحر غزة يوم الجمعة من كل أسبوع، وكيف صرتَ جريئاً إلى هذا الحد يا بحر، وتفك أزرار ثوبك بلا ترددٍ، وتستقبل زوارك بلا تحفظٍ، ثم تسترق النظر لعشاقكَ؟
نسألك يا بحر: كيف حال الناس في غزة؟ وما رأيك بمن يُصِرُّ على التباكي على أوضاعها، ويدعي: أنها عادت إلى القرون الوسطى، وأنها بحاجة إلى جيوشٍ عربيةٍ، وعدة أجهزة أمنيةٍ لتحفظ ماء وجهها؟ قل لهم يا بحر غزة، أنك لا ترى سلاحاً على شاطئك، وأن أحداً لا يخاف من أحدٍ، وأن الناس لم تعد تخافك أنت يا بحر، فقد صرت آمناً، وصرت برداً وسلاماً على أهل غزة، قل لهم يا بحر غزة ماذا توشوشك الصخور في العتمة؟ وكيف تصف اهتزاز الرمل تحت وقع الخطى، والليل يهمس إليك: أن غزة آمنة، وواثقة من نفسها، ومنيعة، وقوية، ومتماسكة، وصامدة، وصابرة، وجميلة أيضاً، وهي تضيء ابتساماً، وتفك جدائلها، وتغسل وجهها من الأصباغ، وتفوح رائحة العطر من ثناياها، وأنك تغافل كل الناس يا بحر، وتمد سراً أصابع من زبدٍ، ومن موجٍ لتداعب سيقان من يهواك، ويلثم هواك.
نسألك يا بحر، عن حال غزة، وكيف تبدو شواطئك يوم الجمعة، نسألك يا بحر، لماذا ترك الناس أعمالهم، وبيوتهم، وتركوا مدنهم، وأرزاقهم، وتخلوا عن كل شيء إلا عن يوم جميل في حضنك أيها البحر الأبيض المتوسط؟ أيها النظيف حتى الآن من "أنفلونزا الخنازير، والجنرال دايتون" لذا عشقتك الفتيةُ يا بحرُ، وجاءك الناس رجالاً ونساءً وعلى كل ضامرٍ، وقلوبهم تردد: سعيدة أنت يا غزة رغم أنف من لطخ سمعتك بالحزن، وحاول أن يغرقك بالدم ،والدمع، والحصار، متفائلة أنت يا غزة رغم التشاؤم الذي يصفع وجه أعدائك، وحُسّادك، ومتجلدة أنت يا غزة وسط تخبّط كارهيك في كيفية إرعابك، وتجويعك، وتعتيم حياتك، مشرقة أنت، ومكشوفة على العزم والتصميم، والإصرار أن لا تنكسر إرادة البقاء لديك، وليتَكسَّرْ على شواطئك من يتآمرُ عليك، وليَركعْ تحت أقدامكٍ من تمنّاكِ خانعةً، خاضعةً، راكعةً، تائبةً، تائهةً، تاليةً، تافهةً، عاجزةً، حائرةً مستهترةً، مستكينةً، مستسلمةْ.
هلّلي يا غزةُ، وَكبّري، ونادي بأعلى صوتكِ: أنّكِ تكظمين البندقية بلا وجلْ، وأنّكِ تكبلين اندفاعَ الرجالِ على أملْ، وأنّكِ تَعْقِلينَ وتتوكْلينَ، وأنّكِ على موعدٍ مع فلسطين، يا رائعةُ، يا فاتنةُ، يا لؤلؤةُ، يا أنتِ يا غزةُ، يا أجملَ عِناقٍ تَذوبُ على شَفتيْهِ القُبَلْ.
fshamala@yahoo.com
لا تصدقوا حماس، واسألوا بحرَ غزة: لماذا تهْدرُ كلّ صباحٍ؟ ولمن تُهدي الغروبَ؟ واسألوه: يا بحرَ غزة، كيف تتوضأ العيون بشمس الأصيل؟ ويعزف بالمجد سَعفُ النخيل؟ لا تصدقوا حركة حماس، وغيرها، كلهم يكذبون لأسباب سياسية! ولكن اسألوا البحر: لمن تبتسم، ويضحك موجك؟ وعلى أي خدودٍ تنثر رذاذك؟ وعلى من تهفهف نسائمك؟ وما الذي يشجيك يا بحر غزة يوم الجمعة من كل أسبوع، وكيف صرتَ جريئاً إلى هذا الحد يا بحر، وتفك أزرار ثوبك بلا ترددٍ، وتستقبل زوارك بلا تحفظٍ، ثم تسترق النظر لعشاقكَ؟
نسألك يا بحر: كيف حال الناس في غزة؟ وما رأيك بمن يُصِرُّ على التباكي على أوضاعها، ويدعي: أنها عادت إلى القرون الوسطى، وأنها بحاجة إلى جيوشٍ عربيةٍ، وعدة أجهزة أمنيةٍ لتحفظ ماء وجهها؟ قل لهم يا بحر غزة، أنك لا ترى سلاحاً على شاطئك، وأن أحداً لا يخاف من أحدٍ، وأن الناس لم تعد تخافك أنت يا بحر، فقد صرت آمناً، وصرت برداً وسلاماً على أهل غزة، قل لهم يا بحر غزة ماذا توشوشك الصخور في العتمة؟ وكيف تصف اهتزاز الرمل تحت وقع الخطى، والليل يهمس إليك: أن غزة آمنة، وواثقة من نفسها، ومنيعة، وقوية، ومتماسكة، وصامدة، وصابرة، وجميلة أيضاً، وهي تضيء ابتساماً، وتفك جدائلها، وتغسل وجهها من الأصباغ، وتفوح رائحة العطر من ثناياها، وأنك تغافل كل الناس يا بحر، وتمد سراً أصابع من زبدٍ، ومن موجٍ لتداعب سيقان من يهواك، ويلثم هواك.
نسألك يا بحر، عن حال غزة، وكيف تبدو شواطئك يوم الجمعة، نسألك يا بحر، لماذا ترك الناس أعمالهم، وبيوتهم، وتركوا مدنهم، وأرزاقهم، وتخلوا عن كل شيء إلا عن يوم جميل في حضنك أيها البحر الأبيض المتوسط؟ أيها النظيف حتى الآن من "أنفلونزا الخنازير، والجنرال دايتون" لذا عشقتك الفتيةُ يا بحرُ، وجاءك الناس رجالاً ونساءً وعلى كل ضامرٍ، وقلوبهم تردد: سعيدة أنت يا غزة رغم أنف من لطخ سمعتك بالحزن، وحاول أن يغرقك بالدم ،والدمع، والحصار، متفائلة أنت يا غزة رغم التشاؤم الذي يصفع وجه أعدائك، وحُسّادك، ومتجلدة أنت يا غزة وسط تخبّط كارهيك في كيفية إرعابك، وتجويعك، وتعتيم حياتك، مشرقة أنت، ومكشوفة على العزم والتصميم، والإصرار أن لا تنكسر إرادة البقاء لديك، وليتَكسَّرْ على شواطئك من يتآمرُ عليك، وليَركعْ تحت أقدامكٍ من تمنّاكِ خانعةً، خاضعةً، راكعةً، تائبةً، تائهةً، تاليةً، تافهةً، عاجزةً، حائرةً مستهترةً، مستكينةً، مستسلمةْ.
هلّلي يا غزةُ، وَكبّري، ونادي بأعلى صوتكِ: أنّكِ تكظمين البندقية بلا وجلْ، وأنّكِ تكبلين اندفاعَ الرجالِ على أملْ، وأنّكِ تَعْقِلينَ وتتوكْلينَ، وأنّكِ على موعدٍ مع فلسطين، يا رائعةُ، يا فاتنةُ، يا لؤلؤةُ، يا أنتِ يا غزةُ، يا أجملَ عِناقٍ تَذوبُ على شَفتيْهِ القُبَلْ.
fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق