السبت، أبريل 04، 2009

اتركوا التدافش على الكراسي لأهلها

سعيد علم الدين
هذا الوطن الصغير لبنان والذي قدم وما زال يقدم اغلى الأثمان، وانبل واعظم الشهداء لكي يتخلص من هيمنة الأيادي الشريرة ويرتاح من مآسيه المريرة وينهض من كبوته القاتلة ويعود حرا سيدا مستقلا عربيا ديمقراطيا تعدديا حضاريا عزيزا الى شعبه، وقيام دولته، بحاجة ماسة في هذه الأيام المصيرية التى ستقرر مستقبله لعقود قادمة إلى:
همم نسائه، وشهامة رجاله، وجدارة شاباته، وعنفوان شبابه، وتضحيات أخياره والى كل حرائره وأحراره.
إن قوى 14 اذار هي التي بنت لبنان وحافظت عليه وعمرت بيروت بجهود شهيدها الكبير ابو لبنان الحديث الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وقدمت خيرة الشهداء من اجل قيامته وانتصار انتفاضة استقلاله، المطلوب منها اليوم كرمى لعيون الشهداء تقديم مصلحة الوطن العليا على كرسي نيابي هنا وكرسي هناك.
اتركوا التدافش على الكراسي لأهلها. الذين زجوا لبنان في كارثة حرب تموز التدميرية ومنذ اربع سنوات وهم يفبركون الأكاذيب ويخترعون الإشاعات، ويريدون تحرير الأشرفية من الشرفاء، ويحيكون روايات التخوين والتجني والافتراء، ويشنون الحروب على احرار لبنان، واحتلوا بيروت وأحرقوا المؤسسات، وهجموا على الجبل العالي بجحافل داحس والغبراء لإذلاله، فقط لكي يبقى هذا الوطن المدمى غارقا في مآسيه خدمة للآخرين، منقادا لمشاريعهم في خراب الديار والتسبب بقتل الأطفال الصغار وفرض ولاية الفقيه كنظام مذهبي شمولي انطلاقا من لبنان على كل الاقطار.
اتركوا التدافش على الكراسي لأهلها كما فعل النائب في كتلة "حزب الله" على عمار معتديا على دور الآخرين بالكلام دافشا بكتفه النائب المحترم نقولا فتوش عن الميكرفون في مجلس النواب المقفل في وجه المحكمة الدولية آنذاك خدمة للقتلة في الفرار من وجه العدالة.
تذكروا بأن الشهداء الأحرار لم يستشهدوا دفاعا عن الكرسي، وانما دفاعا عن كرامة لبنان السيد الحر المستقل وحفاظا على وحدة شعبه الأبي.
لبنان الديمقراطي الحر على المحك، لكي لا يصبح تابعا لأنظمة القمع والمخابرات والظلام والاستبداد والشمولية.
لبنان اولا على المحك، لكي لا يكون شعبه وارضه وتضحياته ودماء شهدائه واستقلاله وسيادته مستباحة للآخرين!
المحكمة الدولية على المحك. وهي بحاجة دائمة لأكثرية نيابية شرعية لبنانية تقف الى جانبها والى حكومة تسهل طريقها.
انظروا كيف عطل حزب الله وجماعة شكرا بشار مذكرة التفاهم بين لبنان والمحكمة!
ومن هنا أحيي رجال المستقبل الشجعان سعادة النائبين مصطفى علوش ومحمد عيتاني في عزوفهما عن الترشيح خدمة لمصلحة لبنان العليا ولتيار المستقبل ولكل قوى 14 آذار.
فلبنان لمن يضحي من أجل خلاصه، وليس لمن يضعه على كفوف العفاريت!
وهكذا بعد التشاور مع الزعيم الوطني سعد الحريري، قال علوش في موقف وطني يشكر عليه "أضع نفسي في خدمة "تيار المستقبل" وقوى الرابع عشر من آذار الآن وغداً والى ما شاء الله".
وعلى نفس المنوال قال النائب محمد عيتاني، بعد لقائه الزعيم الوطني سعد الحريري، مشكورا، "أمام دقة المرحلة التي تقتضي ممارسة اعلى درجات الايثار لصالح تحقيق اكثرية نيابية لتيار "المستقبل" وحلفائه في قوى 14 آذار"، قررت العزوف عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة".
تحية للنائبين الكبار ولكل ابناء الوطن الشجعان في تغليب مصلحة الوطن العليا على المصلحة الآنية المؤقتة.
أنتم أمام الشعب مثالا في الوطنية وحب الأوطان.
وعلى الشعب أن يحسن الاختيار بين الوطنيين الشرفاء وبين السماسرة والتجار.

ليست هناك تعليقات: