الخميس، أبريل 16، 2009

انتبهوا يا ساده في مصر

انطوني ولسن

مصر تتعرض هذه الايام لمؤامرات الغرض منها النيل من الرئيس مبارك ومن الشعب المصري، وايضا اثارة الشغب ليلتهى الأمن المصري في متابعة الشغب وملاحقته والتأكد من عدم حدوث قلاقل مثلما حدث في مدينة المحلة الكبرى في اواخر العام الماضي.
هناك بركان يغلي تحت ارض الواقع في الحياة اليومية في مصر من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها. لا الغني مكتفي بغناه ولا الفقير قادر على الحياة.
الأمن والأمان صارا بعيدا الامل.. ولا احد يستطيع ان يخطط لغده، لأن غده ليس كما نقول دائما في علم الغيب او الغد لا يعلمه غير الله. لكن الأن الغد فقد الانسان المصري الأمل فيه.
يبدأ نهاره مصارعا ان كان غنيا ولديه سياره، الطريق لا يعرف قواعد المرور، لأنه لا توجد في مصر قواعد للمرور يمكن للانسان ان يتبعها ويحترمها، وانما يوجد طريق واحد والصراع مع كل سائق سيارة امامك اوخلفك او الى جانبك.
اما اذا كنت فقيرا، فقد تبلد حسك ولم تعد تهتم بشيء لأنه مكتوب عليك يا ولدي ان تعرض حياتك لموت محقق وانت تلهث وراء «الأوتوبيس» او انت محشور بداخله او ممسك برقبة راكب آخر وتلابيبه اذا كانت قدم واحدة وجدت مكانا فوق سلمه. فما بالنا بالمرأة محجبة او منقبة أو سافرة!!
واذا اردت ان تشتري رغيف خبز لك ولاولادك وبيتك، عليك ان تقف في طابور لا اول له ولا آخر.. وموت يا حمار لغاية ما تشتري رغيف.
واذا كانت لك مصلحة في احد المكاتب الحكومية.. تحتاج الى صبر أيوب وأبو أيوب وجد جد أيوب.. وتستحمل كل ما يحدث لك.. وفي الآخر ان لم تقضي مصلحتك يقولون لك تعالى «بكره».. او بعد شهر او 6 اشهر والله اعلم.
واشياء كثيرة جدا تحدث للمواطن المصري في بلده بينما يتمتع الغريب بكل خيرات البلد.
واذا فكر المسكين.. وغالبا ما يفكر.. ان يبحث عن عمل في اي دولة عربية وسعده الحظ ووجد كفيل.. بعد فترة يجد نفسه يلعن اليوم الذي اتى به الى هذا البلد او ذاك. لانه لكي يستمر في العمل عليه ان يحتمل رذالة الكفيل وعدم احترامه لآدميته سواء كان عاملا أجيرا بسيطا أو طبيبا او مهندسا او أي مهنة كان يقال عنها مهنة محترمة في وطنه مصر.
لماذا؟!!.. لانك مصري فقدت الأهلية واحترام الغير لك دون ذنب ارتكبته.
ويبحث الباحثون عن الاسباب التي ادت بالمصري الى هذا المستنقع المملوء بالعذابات تفوق عذاب القبر الذي يخيفون به الناس ليسيروا على الصراط المستقيم.. يضعون اصابعهم على الأسباب ولكنهم لا يستطيعون لا الجهر بها ولا مجرد التفكير فيها.. لأن كل شيء يجب أن يُعتمد بخاتم شعاره «كله تمام أفندم».
نعم «كله تمام أفندم» قادتنا الى ما نحن عليه.. اغتربنا وابتعدنا عن اجمل وطن في العالم. ومن لم يغترب ويبتعد عاش غريبا على ارض وطنه ووطن اجداده.
واخذ شكل الغربة على ارض الوطن مصر اشكالا مختلفة ومتعددة، منها الديني..ومنها العقائدي ومنها السياسي. وبتنا واصبحنا ملطشة للي يسوى وما يسوا شي.
التهى حكامنا بالزعامة والوطنية العربية والأمة العربية من الخليج الى المحيط، وهذه الأمة تحتاج الى زعيم تصارع الحكام العرب على الزعامة وما زالوا يتصارعون ولتذهب شعوبهم الى الجحيم، المهم انا الزعيم ويتمسح الزعيم لـ الامة العربية ويدير ظهره لوطنه ليحصل على زعامة العرب.. واستغل بعض الاخوة نقطة الضعف هذه في الزعماء العرب، وكانت النتيجة في مصر.. التي تشغل همي.. ان وصلت الامور الى هذا الحد. ليس فقط بالنسبة للشعب المصري كشعب ذاق ويذوق الأمرين.. ولكن هذا الحد قد وصل الى سدة الحكم نفسها والى من يحكمون مصر.. وهذا ما اظهرته الاحداث الأخيرة والتي بدأت بمشكلة العبور الفلسطيني المكثف عبر الممرات التي على الحدود المصرية الفلسطينية.
القضية الفلسطينية هي قضية تبنتها الدول العربية ومن ضمنها بالطبع مصر التي دفعت ثمنا باهظا من دماء ابناءها الشهداء ومن قوت عيالها الشرفاء الذين اصبحوا كما قلت ملطشة الاخوة العرب.
القضية الفلسطينية هي قضية المزايدات بين حكام العرب وبين حركات المقاومة الشعبية الفلسطينية التي تساوم وتزايد على من يساعد لتبقى المقاومة حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم كاملة من المحتل الصهيوني مستغلين هذا الضعف عند الحكام العرب للحصول على اكبر مساعدات حتى لو جاءت من الذين يريدون ضرب العرب بعضهم ببعض لتكون لهم الهيمنة والسيطرة الكاملة على المنطقة، مثلما تعمل ايران.
وماذا عن الذين ساعدوكم وما زالوا يساعدونكم؟!.. هل قصروا في شيء؟!.. مصر تبنت وما زالت تتبنى المصالحة الفلسطينية.. الفلسطينية حتى هذه اللحظة. فلماذا التخطيط والتآمر مع الأخرين ضد الأمن المصري؟!!
فاذا تسأءل أحد عن ما الذي اقصده من التخطيط والتآمر مع الآخرين ضد الأمن المصري؟!!.. عن ماذا تتكلم يا رجل؟!! لا احد ينكر مساعدة مصر حكومة وشعبا للفلسطينيين والقضية الفلسطينية.
ارد وأقول وماذا عن ما تحدث عنه الاعلام بعد ان اعترفت اسرائيل بانها هي لا اميركا التي شنت غارتين جويتين على السودان.
الغارة الاولى في مساء الخامس من شهر يناير/كانون الثاني عام 2009 عندما ارسلت 4طائرات اتوماتيكية بدون طيارين من جنوب تل ابيب الى شمال ميناء بور سودان في البحر الاحمر ودمرت الطائرات الاربعة بما تحمل من صورايخ قافلة من الشاحنات عددها 17 شاحنة كانت تحمل صواريخ حديثة الصنع باسم فجر 3 والصاروخ صناعة ايرانية بتكنولوجيا كوريا الشمالية والذي يصل مداه 48 كلم لو اطلق من شمال غزه سيصل الى قلب تل ابيب.. وهو ليس مثل الصواريخ التي تستخدمها المقاومة فهو اكثر قوة وله اثار لا شك ستكون ضارة جدا على اسرائيل.
والغارة الثانية تمت بتاريخ 16 من نفس الشهر يناير/كانون الثاني عام 2009. وهذه المرة قامت بها مقاتلتان حربيتان من طراز ف 16 يقود كل منها طيار وضربتا ما كان محملا في مياه البحر الأحمر على بعد 100 ميل بحري جنوب شرق بورسودان ودمرتا كل ما كان سيتم تهريبه الى غزه.
هذا الخبر يطرح سؤالين.. الاول: اليست هذه خسارة جسيمة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية؟.. والاجابة طبيعي ستكون نعم.. خسارة لا يمكن تعويضها.
اما السؤال الثاني.. كيف كانت هذه الاسلحة بهذا الحجم تصل الى المقاومة؟!!
الاجابة الطبيعية والعفوية التي سيجيب بها رجل الشارع العربي.. انها ستصل عبر المعابر المصرية.. وهذا شيء لا غرابة فيه.. لأن مصر تعضد القضية الفلسطينية وتعضد المقاومة الفلسطينية.. لانها مقاومة مشروعة.
وهذا وضع لا غبار عليه.. مصر تعضد القضية الفلسطينية وتعضد المقاومة الفلسطينية.. لكن هذا سيأخذنا الى طرح سؤالين آخرين.. السؤال الاول: هل الحكومة المصرية كانت تعلم او عندها علم بهذه الأسلحة؟
اعتقد ان الاجابة ستكون لا.. ليس عندها علم.. لانه لو كان عندها علم سيأخذنا هذا الى السؤال الثاني..كيف كانت هذه الاسلحة بهذا الحجم يمكن تهريبها عبر المعابر المصرية؟ والاجابة لا يمكن لان هذا العمل يعتبر اختراقا للمواثيق الدولية لان مصر تربطها معاهدة سلام مع اسرائيل.
ولكن الواقع ان الحكومة المصرية لم تكن تعلم بأمر هذه الاسلحة.. وكان سيكون نقلها داخل مصر تعديا على أمن وأمان مصر والشعب المصري القومي. وبدون شك ستمنع الحكومة المصرية من دخولها الى مصر.
وبهذا الفعل ستوضع الحكومة المصرية في وضع حرج مع الشارع العربي لانها ستتهم بالخيانة للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين وللعرب والمسلمين الذين يكرهون اسرائيل ويتمنون ازالتها من فوق خارطة العالم.
وأحب هنا ان احي سيادة اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني الذي قام بشرح تفصيلي أكاديمي مدعوم بالصور لهاتين الغارتين عبر برنامجي المفضل «القاهرة اليوم».
نأتي ايضا الى قضية اخرى تفجرت الاسبوع الماضي واستضاف برنامج «القاهرة اليوم» كل من سيادة اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني، والاستاذ الدكتور ضياء رشوان الخبير الاستراتيجي. وكان موضوع الحلقة الكشف عن خلية تنظيمية هدفها زعزعة الأمن المصري وقد تم القبض على 49 منهما من جنسيات مختلفة يترأسها شخص لبناني يتبع تنظيم حزب الله دخل مصر بجواز سفر مزيف ويحمل اسم سامي هاني شهاب واسمه الحقيقي محمد عبد المجيد.
الحوار الذي دار في الحلقة بين مقدمي البرنامج الاعلامي الاستاذ عمرو أديب والاعلامي الصحفي الاستاذ احمد موسي وضيفيهما، لم يكن على مستوى الخبر.
جميل جدا ان يحترم كل منا رأي الآخر حتى لوكان ليس فقط مخالفا.. بل لو كان على النقيض.
افاض الاستاذ احمد موسي في شرح الخبر وبوطنية صادقة. كذلك فعل الاستاذ عمرو أديب بحرفية اعلامية بارعة.
لكن عندما يصل الكلام الى السيادة.. سيادة الدولة وأمنها يجب ان لا نفرط فيهما ونترك الحبل على الغارب للدكتور ضياء رشوان.
السيادة اللبنانية ناقصة.. لأن ارض الواقع تقول ان جزء من ارضه يخضع لمليشيا معروفة اسمها حزب الله امينها السيد حسن نصرالله، وهو الحاكم الأمر وصاحب الكلمة الاولى والأخيرة. وهذا شأن لبناني، اللبنانيون هم وحدهم اصحاب القبول او الرفض.
اما مصريا آخا الوطن دكتور ضياء فلا سيادة على ارضها غير سيادة حكومة مصرية مئة بالمئة رضي الشعب المصري بها من اول رئيس الجمهورية الى آخر عامل في الحكومة. عيب ان تشكك في السيادة الكاملة لمصر على ارضها. كان يجب عليك وانت الخبير الاستراتيجي ان تكون اول الشارحين للأمور التي تم عليها الصلح الاسرائيلي مثلما فعل اللواء سيف اليزل. ومصر ليست للمزايدة ولا تسمح بوجود ميليشيات كميليشيا حزب الله في لبنان وميليشيا حماس في فلسطين.
كذلك تشكيك د. ضياء في بيان النائب العام الذي اخذت تلوكه وكأنك امسكت على سيادته خطأ فادحا بإصداره بيان القبض على اعضاء خلية تعمل على زعزعة أمن مصر، خلية تخطط لتكون فرع آخر لكل من حزب الله وحماس على ارض مصر. اعضاؤها يشترون الاراضي والمنازل ويستأجرون الشقق.
ماذا تفسر اعتراف او خبر يقول ان احد مُلاك قطعة ارض مساحتها 100 متر مربع.. مائة متر مربع بالغرب من رفح بيعت لحزب الله بمليون جنيه.
مليون جنيه يا مؤمن في قطعة ارض بهذه المساحة ماذا تنتظر يا آخا الوطن أن يحدث في مصر اذا وصلت الامور الى هذا الحد..
الخلية بها فنيون حربيون للتدريب وتصنيع القنابل.. الخلية بها افراد يقومون بالتجهيز وافراد للعمليات..كل هذا على الارض المصرية وغصب عن الرئيس مبارك الذي هو رمز للشعب المصري يوضع امام الأمر الواقع ويقبل مثل هذا الأمر.
اتمنى دكتور ضياء ان تكون قد سمعت عن الخبر الذي قاله الاستاذ عمرو اديب صباح اليوم الثلاثاء 14/4/2009 حسب التوقيت المحلي لمدينة سدني، نقلا عن جريدة اسرائيلية ان الرئيس مبارك كان مستهدفا للاغتيال في اوائل هذا العام 2009.
بالله عليك الا ترحم مصر وشعب مصر ورئيس مصر...
ان كان السيد حسن نصرالله يريد ان يتخذ هو وجماعة حماس ومعهم جماعة الاخوان المحظورة من مصر قاعدة للمقاومة ضد الاسرائيليين لماذا لم يعمل ذلك عند مزارع شبعا يحررها وتكون له قاعدة للمقاومة ضد اسرائيل؟!
بالطبع لن يستطيع لان جنوب لبنان 40 كلم لم تعد ملكه اصبحت منطقة متواجد عليها قوات اليونيفيل بسبب العنترية التي قمت بها عام 2006.
وايضا.. لماذا لا تكون لك قاعدة على الارض السورية بالقرب من الجولان.. لتساهم أنت وحماس والاخوان في تحرير الجولان وتستطيع من القاعدة ان تهاجم اسرائيل.
استاذ عمرو أديب.. لي عتب عليك.. لقد لعب بكم الدكتور ضياء واخذكم بعيدا عن مفهوم السيادة عامدا متعمدا، ظانا انه يضع مصر في مأزق.
فكان يجب عليك يا استاذ عمرو ان توقفه وتعيد الحديث في ما كان الغرض منه وهو سيادة حزب الله على جنوب لبنان وجنوب بيروت سيادة كاملة.
وهذا ما كان الاستاذ احمد موسي يحاوله.
اختم واقول.. من يدافع من المحامين المصريين عن المتهمين في هذه القضية، يكون خائنا ولا ولاء له لمصر.
انتبهوا يا سادة في مصر.. لان مصر في خطر.

ليست هناك تعليقات: