الأحد، أبريل 19، 2009

محللو الصحافة في الاردن كالزوج المخدوع ، اخر من يعلم الحقيقة

د. عبدالله عقروق

التحليلات الصحفية التي نتابعها كل يوم بصحفنا ومواقعنا الالكترونية، وبمجلاتنا الأسبوعية هي تحليلات غير مبنية على اسس اكاديمية ، لربط حوادث معا، واستنتتاج منها الواقع الذي نعيشه ..صحفيونا لا يرون أبعد من انوفهم ، ويحاولون طرح افكار غير مدروسة ، وتخمينات مهلهله فقط لاستعراض عضلاتهم ،ونشر مفهوم غير مشجع لرؤية واقعية..بل تعتبر تخبطا ، وخلط أوراق وأراء وأفكار ، وافترءات كثيرة ، وتحليلات ساذجة تدل على ضيق افقهم .

لو تم عد السفرات المكوكية الي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني منذ توليه للعرش لكانت قاربت على المئات .وكانت تبلغنا الصحف والأعلام الأردني انها كانت للمصلحة الوطنية والقومية للأردن ، ولكل من العراق وفلسطين . وتمكن جلالته مشكورا لنقل الصورة الواضحة عن سياسة ومصالح الأردن...والسؤال الذي يطرح نفسه الأن هو، هل اقتنعت أمريكا بالرؤية الهاشمية ؟ وهل رضخت لبعض افكار جلالته السياسية العادلة لقضيانا المعلقة ؟

فالجواب واضح جدا .فأمريكا لها أجندة معينة لقضية فلسطين معدة من قبل البنتجون الأمريكي ودولة اسرائيل ..والرئيس اوباما المدعوم من قبل الأنجلوساكسيين الجمهوريين البيض بوجه أفريقي ، ودم اسلامي يجري في عروقه لأجل التمويه لا أكثر ولا أقل ملزم لتنفيذ ما يطبخه المطبخ البنتجوني في وشنطن والذي يرأسه وزير الدفاع جيتس الجمهوري الذي أعاد تعينيه الرئيس اوباما من عهد الرئيس بوش .وكان هذا أكبر دليل على استمرار سياسة الرئيس بوش العدوانية ونائبه تشيني ، ووزير دفاعه المعزول رامسفيلد .

وما نشاهده على الساحة الأمريكية بالنسبة لسياسة الخارجيةالأمريكية هو اعتمادهم على تمييع القضية الفلسطينية لعامين أخرين ، رغم وجود المبعوث المعتدل ميتشل حتى يتسنى لرئيس وزراء اسرائيل نتنياهو الذي تم انتخابه لتنفيذ عمليات الاستيطان في مدينة القدس الشرقية ،وهدم 3300 منزل للأسر المقدسية التي مر عليهم عشرات القرون وأجدادهم يملكونها ، وتهجيرهم لخارج القدس ، والأستمرار في التنقيب في اساسات مسجد الأقصى لينهار – لا سمح الله – على بكرة أبيه.

كل هذه العوامل لم تأت عن طريق الصدفة . فمجيء الرئيس اوباما المدعوم كما قلنا من قبل الأنجلوساكسيين الجمهوريين الببيض للحكم ، ومجيء الرئيس نتنياهو ووزير الخارجية المتطرف جدا ليبرمان ، وحضور المبعوث الأمريكي ميتشل ، وبتعيين وزير الدفاع الجمهوري جيتس رئيبسا للبنتجون .وثم تمديد خروج الأمريكان من العراق عكس ما جاء اثناء الحملة الأنتخابية ، وثم زيادة القوات الأمريكيه في أفغانستان ، والغزل الأيراني الأمريكي الشيعي الجديد ، وبدعم امريكي لفوز أحمدي نجاد في ايران ، ودعمه ايضا ليصبح رئيس الجمهورية الأيرانية في الأنتنخابات الايرانية المقبلة، وتثبيت الشيعة في كل من لبنان وفلسطين ، لا حبا بهم بل لفرض معركة قادمة بين الشيعة والسنة لتدمر الأخضر واليابس يسلاح يتم شراءه من امريكا، وتفويض مصر لمبادرة السلام الكاذبة كلهم يؤدون الى الأجندة الأمريكية التي على الرئيس أوباما تنفيذها بحذافيرها ولو حاد عنها قيد أنملة فهو يعرف ويعي بأن مصيره سيكون كالأخوين كندي ، والدكتور مارتن لوثر كينج ، ومالكوم أكس ، ونقيب العمال هوفا ، وعشرات غيرهم اغتيلوا أو أقدموا على الأنتحار دون أن تعرف الأسباب...

فمتى سيدرك محللونا السياسيون هذه الظواهر الثابته والواضحة كوضوح الشمس ،والكف عن كتابة تحاليلهم السقيمة ،لتضليل الشارع العربي بأرائهم الوهمية والتي لا تبت للحقيقة بشيء ؟ ومتى سيفهمون بأن أمريكا وأسرائيل والصهيونية العالمية يطبخون ، ويقررون النتائج ، ويضعون اللاعبين المهرة في ساحة الملعب من عرب وغير عرب لتنفيذ مخططات امريكا وشلتها الأجرامية في بلادنا.

فأمريكا لا تعاملنا كصديق .بل تعاملنا كعدو ..فقد زرعوا في مفهوم الناس بأننا شعب ارهابي ..فحادثة سبتمبر المزعومة قد خطط لها تشيني ورامسفيلد ، ونفذتها المخابرات ألأمريكية، والمخابرات البريطانية ، والموساد لأمتلاكهما كل التكنولوجيا الحديثة لتسير 4 طائرات لا ثلاث كما كان ظاهرا بآن واحد. فالعملية الدقيقة جدا تحتاج الى تقنيات لا تملكها الأ الدول العظمى ، واتهموا المسلمين الذين يعيشون في جبال افغانستان بها ...وأمريكا منذ الثمانينات بدأت بشن حرب ابادة، هوليكوست ضد الأسلام .فابتدأوا في شرقي أوروبا في البوسنة والهرسيك ، وثم في فلسطين ، والعراتق ، والصومال ، والسودان وعشرات دول اسلامية أخرى..

علينا أن نعرف ماذا نقول عندما نتكلم عن القاعدة ..فهل حقا تشكل القاعدة خطرا على امريكا واسرائيل والعالم كما تدعي امريكا ؟ أم أن ذلك وهم لجأت ، ولا تزال تلجأ له أمريكا لاستمرار نفوذها في الشرق الأوسط بحجة القضاء على القاعدة ؟ أمريكا العظمى هي وراء تفعيلات القاعدة لبسط سيطرتها ، وتأمين وجودها في كل من الشرق الأوسط وأسيا. ..وأمريكا هي التي تمدهم بالأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتفجرات لتكثيف عمليات الأرهاب ، لضمانة استمرارهم في بلادنا.

فالصهيونية العالمية لم تعد تقتصر على اليهود فقط . بل توسعت رقعتها لتشمل كل الأفنجيلست المسيحيين في أمريكا ليعملوا لصالحهم، واعادة العهد الجديد الى العهد القديم من الكتاب المقدس ، والمطالبة بطرد العرب من فلسطين ، وأقامة دولة عبرية ، ثم هدم مسجد الأقصى ، واعادة بناء هيكل سليمان .وقد تم ايضا استقطاب معظم رجال ونساء الكونغرس الأمريكي ، ودعمهم ماديا للأنتخابات، وتهديدهم دوما بسحب البساط من تحت ارجلهم ان لم ينفذوا ما يريدون..كما تم شراء العديد من القادةرالعسكريين ، ورجال الدولة الكبار وضمهم للصهيونية العالمية ..أما في عالمنا العربي فقد تمكنوا من استقطاب عددا لا بأس به من القادة العرب ، وثبتوا كراسيهم ليرثوها لأولادهم من بعدهم .كما تمكنوا من استقطاب كبار رجال الأعلام العرب ودعمهم لأقامة فضائيات عربية لتخدم مصالحهم .كما تم استقطاب بعض رجال الدين الاسلامي وأغروهم بالمال للأنضمام لمؤسستهم الصهيونية لتنفيذ اعمال اجرامية باسم الدين الأسلامي .والدين الأسلامي براء منهم ..هذه هي الصهيونية العالمية ومن يعمل تحت مظلتها

فمتى يا ترى سيصحو اعلامنا واعلاميونا ويرون الخطر المحدق بهم ، وأن ينتبهوا بجد الى التخطيط الأمريكي الأسرائيلي .وأن ما يحدث في عالمنا ليس وليد الصدفة بل تم التخطيط له منذ مدة ليتم تنفيذه اليوم على ارض الواقع المرير ؟ متى سيرتفعون الى مستوى المسئولية ، ويبدأون بتحليل الأمور بدراسة عميقة جدا بدلا من الخزعبلات السقيمة التي يتحدثون عنها ..فالشارع العربي بحاجة الى تثقيف عنيف عما يدور في فلك عالمنا العربي والأسلامي ، والخطر الكبير الذي يهددنا كلنا.

ليست هناك تعليقات: