الأربعاء، أبريل 08، 2009

العنف

انطوني ولسن

العنف سلوك فردي أو جماعي، وقد يكون وليد ثقافة معينة، او مرض نفسي. والعنف فعل تظهر اثاره الضارة على من استخدم ضده العنف ان كان فردا او جماعة. ومهما كان سبب العنف فالهدف منه هو اخضاع المعتدي عليه لارضاء نفس المعتدي المريضة.
يتحدث علماء النفس والاجتماع كثيرا عن العنف العائلي، لأن العنف العائلي من شأنه اخراج الصغار مرضي نفسيا فيؤثرون في مجتمعاتهم تأثيرا سلبيا، بل قد يمارسون هم أنفسهم العنف ضد الغير سواء هم صغارا او كبارا. ولا يخلو مجتمع من المجتمعات في الشرق او الغرب من هذه الظاهرة.. ظاهرة العنف.
يلتصق العنف دائما بالرجل. لأنه الاقوى في الظاهر.. طول وعرض وعضلات. وغالبا يحدث هذا الالتصاق للاعتداءات الكثيرة والمتكررة من الرجال ضد النساء .
ومهما حاول الرجل ان يدافع عن نفسه مبررا سبب استخدام العنف ضد الانثى.. فهو دائما مخطئ. والحقيقة انه بالفعل مخطئ وفي ذات الوقت مجنى عليه من البيئة التي نشأ بها والتي كان او ما زال الرجال بها عندما يعجزون عن إقناع الغير بالكلمة يمستخدمون اليد التي تمارس العنف بما يمكن ان تطاله.
وأنا هنا لا اريد ان ادافع عن الرجال الذين يمارسون العنف ضد النساء او الصغار عامة او الغير.. ولكن فقط اوضح ان البيئة لها تأثير كبير جدا في خلق اجيال وأجيال تميل الى العنف. واخطر انواع العنف هو العنف الصادر عن فكر عدم قبول الآخر.
اذا اختمرت هذه الفكرة.. فكرة عدم قبول الآخر في عقل فرد أو جماعة.. قل يا رحمن يا رحيم، لأن الكارسة لن يستطيع احد ان يتجنبها.
حدث في الاسبوع الماضي تهديد ووعيد واعتداءات على بعض من سكان قرية «الشورانية» التابعة لمركز مراغة التابع لمحافظة سوهاج لانهم بهائيين، وانتهت الاعتداءات بالهجوم على منازلهم واحرقوا 5 منازل وطالبوا بطرد كل بهائي موجود في القرية، وتم لهم ذلك وتهجر اكثر من 182 رجل وامرأة وطفل وطفلة من قريتهم التي ولدوا فيها واباءهم واجدادهم بعد ان تركوا بيوتهم وارضهم وتجارتهم.
البهائية او اي فكر سماوي او غير سماوي ان حمل اسم دين او مذهب او عقيدة، لماذا يصر الآخرون على الوصاية على الوطن وتكفير كل من لا يدين بدينهم او يتبع ملتهم او مذهبهم او عقيدة؟!
تحدثت في الاسبوع الماضي عن خانة الديانة في البطاقة الشخصية او العائلية «الهوية» بين رافض لإلغائها والموافق على الالغاء بسبب اصرار اصحاب الديانات او المذاهب غير الاسلامية على ادراج اسم الدين الذي يؤمنون به في خانة الديانة.. ومن الذين اصروا على ذلك البهائيون الذين حصلوا على قرار من المحكمة الادارية العليا في حكمها التاريخي بالاعتراف بالبهائيين.
* المحكمة الادارية العليا اصدرت قرارها بالاعتراف بالمعتقد البهائي.
*الدستور المصري يكفل للمصري حرية العقيدة..
*الشريعة المحمدية والرسول (صلعم) يقول لكم دينكم ولي ديني..
اذن ما الذي يجعل البعض يتحامل على البعض الآخر الذي يشاركه في الوطن ويفرض عليه ان يترك ما يؤمن به من دين او عقيدة او مذهب؟
قد تكون الغيرة على الدين الذي تدين به الأغلبية تجعلهم يتحاملون على كل من لا يتبع دينهم ومذهبهم ومعتقدهم!..
وأسأل هنا.. ماذا لو ان بعضا من هذه الاغلبية في مصر عاشوا في بلد آخر لا يدين بدينهم ولا مذهبهم ولا معتقدهم وطبيعي سيصيرون اقلية.. اقول ماذا هم فاعلون؟.. هل يقبلون دين او مذهب او معتقد لأغلبية وهم صاغرون؟!!
وأسأل ايضا هل يقبلون (الاقلية) اهانتهم وطردهم وحرق بيوتهم وتشريدهم وقتلهم وتهجيرهم؟!!
طبيعي ستكون الاجابة بالنفي.. لانهم يدينون بدين سماوي..
وأعود واسأل هل تؤمنون بان لا شيء يوجد على الارض الا بسماح من الله؟ حتى ابليس وزبانيته؟!!
واعتقد ان الاجابة ستكون بنعم وإلا سيكون فكرهم عن الله عز وجل فكر غير صحيح!!
لماذا الاعتداء على الاقلية التي لا تدين بالاسلام في مصر وفي جميع الدول الاسلامية ليس فقط على اقلية بعينها مثل البهائيين الذين نكتب عنهم اليوم.. ولكن على كل من هم غير مسلمين حتى لو كانوا يدينون بدين سماوي مثل المسيحية او اليهودية، فما بالنا بالديانات غير السماوية.. فقط اسأل لماذا؟
وقد تكون الاجابة ان العنف الذي تقوم به الأغلبية ضد الاقليات في مصر والدول الاسلامية مرجعه الثقافة البدوية التي جاء بها العرب عبر الغزوات مع السيطرة التي تكاد تكون كاملة على الفكر الاسلامي في مصر من التيار الوهابي الذي يرفض وبشدة الغير.. حتى لو كان الغير مسلما غير وهابي.
والشيء المحزن في موضوع قرية «الشورانية» ان الذي قام بالاعتداء والحرق والاصرار على طرد البهائيين هم فريق من طلاب جامعة سوهاج من اهالي الغرية.
وأسأل هل هؤلاء الطلبة يتبعون تنظيم القاعدة والتابع له جماعة الطالبان في افغانستان؟!!
والذي دفعني للتسأل لأن ما قاموا به لا يختلف ابدا عن ما تقوم جماعة الطالبان (الطلبة) في افغانستان.
البهائيون من قرية «الشورانية» مشردون.. وطلبة جامعة سوهاج يهللون بالانتصار.
البهائيون من قرية «الشورانية» مشردون بعد حرق منازلهم وتعرضهم لموت محقق.. والمحرضون من رجال الاعلام المصري جمال عبد الرحيم ووائل الابراشي وغيرهما يتمتعون بكامل الحرية والعيش الرغيد وجميع الابواب مفتوحة لهم في مصر.. ما عدا ابواب الجنة في الآخرة لانهم محرضون للفتنة ومشجعون على القتل وارقة دماء أبرياء.
دعوني انقل لكم النداء الذي انهى به الكاتب الصحفي الامين الاستاذ صلاح عيسي مقاله «إكيل العار».
- يا اسيادنا الذين في جامعة سوهاج: هل انتم جامعة ام مدرسة للتدريب على اشعال الحرائق؟
-ويا اسيادنا الذين في الحزب الوطني: هل الفكر لجديد الذي تدربون عليه شباب الحزب هو افكار بن لادن؟
-ويا سيدي النائب العام: لا تتهاون في تطبيق القانون.. حتى ويأتي اليوم الذي تجري فيه دماؤها.. قبل مياهها.
-ويا أهل «الشارونية» مبروك عليكم إكليل العار!
وأضيف إلي تهنئة الاستاذ صلاح عيسي لأهل «الشورانية» وأقول يا حكومة مصر ويا حزب وطني ويا احزاب معارضة ويا جميع اعضاء وعضوات البرلمان المصري ورئيسيه بشقيه الشعبي والشوري.. اقول لكم مع كل آسف مبروك عليكم إكليل العار!
لانكم لا تستحقون مصر وطنا لكم، بترككم شريعة الغاب والحقد والكراهية والعنف تسري سريان السرطان في مصر.

ليست هناك تعليقات: