الأحد، أبريل 26، 2009

قطر وسر قناة الجزيرة

علي جبر
كثيرا من الأمور يكون للمراقب حكم مختلف ما لم يعايش الموضوع معايشة كاملة وفى هذة الحالة يكون حكمة مختلف ربما اختلاف كلى وجذرى هذا ما حدث معى بالضبط وتغير حكمى كليا بعدما عايشت الواقع والاعتراف بالحق فضيلة .

احدثت قناة الجزيرة طفرة اعلامية غير مسبوقة فى عالمنا العربى لما تنتهجة من اسلوب اعلامى غير مسبوق وتقنية اعلامية غير عادية ومواضيع اعلامية لم يتطرق لها اعلاميا من قبل وبأسلوب غير معتاد فى عالمنا العربى حيث اعلامنا العربى لم يعتاد هذا الأسلوب المتقدم والجرئ والحر فى مناقشة قضانا المختلفة مما احدث هزة شديدة لمختلف وسائل الأعلام العربية التى لم تعتاد مثل هذا الأسلوب فى مناقشة مشاكلنا ولهثت وراء قناة الجزيرة وطبعا لم تلحق بها ولن تلحق فما كان من معظم انظمتنا العربية سوى مهاجمة القناة بل ودفعت بالطبع وسائل اعلامها الى مهاجمة قناة الجزيرة اتهامات فارغة باى طريقة وأى كلام وطبعا المشاهد العربى اصبح يفرق بين الغث والثمين ويعرف ان هذة الأتهامات باطلة وبدلا من ان الأنظمة العربية تبحث فى اسباب اكتساح قناة الجزيرة لجميع وسائل الأعلام العربية تفرغت لمهاجمة قناة الجزيرة بل الطريف ان زميل لى قال لى ان بعض المسؤلين ممن يهاجمون قناة الجزيرة زارة مرة فى مكتبة الفخم فوجدة يشاهد القناة فاستغرب صديقى وقال لة لما تشاهدها وانت تهاجمها ليل نهار فقال لة بالحرف الواحد لنعرف ما يدور بالدنيا فقال له لما لا تشاهد قنواتكم المفضلة فقال لة انت تعرف المجاملات

بل ان المشاهد العربى اصبحت قناة الجزيرة وجبة اساسية ومصدر موثوق منة للمعلومات ولم تستطع وسائل الأعلام العربية والأنظمة العربية التى تهاجم القناة ليل نهار ان تنال منها لدى المشاهد العربى الذى فقد الثقة تماما فى قنواتة المحلية بسبب اسلوبها القديم والغث فى تناول المواضيع ولم تلاحظ هذة القنوات ان العالم اصبح مفتوح بل انها تعامل مشاهدها كانة قاصر ولذلك لم تنال ثقة المشاهد لأنة يعرف انها موجة من قبل الساسة والمسؤلين لدرجة ان المشاهد مثلا من أى بلد عربى عندما يريد ان يعرف حقيقة موضوع ما فى بلدة لا يتجة الى قنواتة المحلية بل الى قناة الجزيرة وكذلك المشاهد العربى فى اى دولة اوربية بسبب ثقة المشاهد العربى فيها وتناولها للمواضيع بجراءة وبحرية غير مسبوقة نالت النصيب الأكبر من الهجوم المستمر بكل ما هو باطل والغريب ان هذا الهجوم من الأنظمة العربية على قناة الجزيرة ذاد من ثقة المشاهد العربى لها لأن الصدق يصل الى المشاهد بسرعة اما التدليس والنفاق فلا يتعدى مصدرية .

سافرت سابقا الى الولايات المتحدة الأمريكية والى المملكة المتحدة والى عدة بلدان اوربية اخرى ولم اسافر الى اى دولة عربية فتكونت عندى مفاهيم معينة ومعتقدات راسخة بعدما شاهدتة فى سفرياتى الكثيرة الى الدول الأوربية ولكن المفاجاءة المذهلة فسفرى الى قطر اطاح بكل هذة المفاهيم وغير عندى الكثير تعالو سويا نرحل الى الدوحة لأحكى لك بعض المشاهد التى غيرتنى وبدلت افكارى بل اسعدتنى كثيرا

لظروف عملى ذهبت الى قطر فعرفت سر قناة الجزيرة الذى لا يمكن لأى انسان ان يعرفة بدون الذهاب الى قطر ومعايشة الواقع هناك ليعرف سر قناة الجزيرة

لأول وهلة وانت فى مطار الدوحة يختلط عليك الأمر بينة وبين احدث المطارات فى العالم من حيث المساحة والنظام والأمكانيات والدقة والأسلوب العصرى فى الأدارة واستخدام احدث التكنولوجيا والأهم العنصر البشرى القطرى الذى اضاف الى كل ذلك الأسلوب العصرى المتحضر فى معاملة الركاب معاملة انسانية نادرا ما تجدها فى اكبر مطارات العالم هذا باختصار اول شئ تراة فى قطر منذ وصولك اليها بعد المطار الشوارع نظيفة جدا والكل يحترم اشارات المرور تماما كما وجدت فى لندن وكنت لا اتصور ان يوجد فى اى بلد عربى ذلك النظام فوجدتة فى قطر وكان مفاجاءة لى لم اسمع مطلقا صوت بوق السيارات وهذا افضل شئ عجبنى جدا كما لندن بل وواشنطون بل فى الدوحة ادق وعلى احسن حال وازال من عندى الرواسب التى تكونت عندى نتيجة لسفرياتى الى الدول الأوربية .

من خلال تعاملى مع المجتمع القطرى وجدت ما وجدتة فى قناة الجزيرة من حرية فى التعامل وابداء الرائ بدون خوف ففى مؤسسة حضرت اجتماع المدير بالعاملين بالمؤسسة وتيقنت من صدق قناة الجزيرة حيث وجدت العاملين بالمؤسسة يتناقشوا فى منتهى الحرية مع المدير صاحب العمل بكل موضوعية وهو يستمع لهم بصدر رحب بل البعض منهم تجاوز فى اسلوب الحوار وتقبل المدير الموضوع بصدر رحب وبديمقراطية مطلقة نادرا ما يوجد هذا الأسلوب فى اى بلد عربى مما يهاجمون قناة الجزيرة بل وانتهى الأجتماع باسلوب ديمقراطى يدل على اسلوب نظام بلد وليس اسلوب فردى بل هو اسلوب مؤسسى لأن القاعدة عندما تكون كذلك فيكون قمة الهرم بنفس الأسلوب وجدتة فى التعامل مع الشرطة والمرور فكنت مع صديق لى وتخطينا خط الوقوف فطلب منا مسؤل المرور بكل ادب الرجوع الى الخلف وشرح لنا السبب حتى تتغير اشارة المرور لأنها اتوماتكية مثل ارقى مدن العالم وجدتة فى محلات البيع منتهى الأمانة والصدق فى البيع وجدتة فى التعامل مع مؤسسات قطر المختلفة منتهى الحرية والأحترام بل واكثر من ذلك زرت مؤسسة تعليمية ووجدت احد افراد الأسرة الحاكمة مثل اى طالب بل وقال لى مدير المدرسة انة تم فصلة مرة من المدرسة لتجاوزة نسبة الغياب المقررة وذٍات مرة رسب فى احد المواد علما انة على خلق وادب ولكنة يتعامل مثل الأخرين تخيليوا ابن افراد الأسرة الحاكمة يتعامل معاملة عادية جدا .

ايضا تشعر فى كل يوم هناك جديد فى البلد وتحس وتشعر بمدى رضا الشعب القطرى عن اميرهم الخلوق بل حركة البناء والعمار فى البلد تنطق بمدى حرص وحب امير قطر لبلدة ولشعبة البناء على اشدة طوال 24 ساعة تقريبا الناس هناك بلا مشاكل البلد وفرت كل سبل الحياة الكريمة لهم ولم تتفرد بها لنفسها او ابنائها لذلك شعر كل قطرى انها بلدة ومن هنا يكون الأنتماء تشعر بمدى حرص المسؤلين على ابناء وطنهم وايضا من حركة التعمير التى لا تهداء ليل نهار تشعر بمدى الحب المتبادل بين الأمير وشعبة لا يشعر بها احد الا من سافر الى قطر ايضا تشعر بكرم الضيافة والهدوء والثقة المتناهية فى النفس فى التعامل مع الأخرين .

عندما تتعامل مع اى مؤسسة تشعر بالصدق والحرية والديمقراطية من هنا جاءت قناة الجزيرة التى لا تحابى احد وتتعامل فى منتهى النزاهة والحرية مع الخبر وتنقل بصدق وباحترافية الواقع وتناقش المواضيع بموضوعية وكل ذلك سبب الضيق من الأنظمة العربية فبدلا من تصحيح المسار ونقد الزات تفرغت لمهاجمة قناة الجزيرة

هذا هو سر قناة الجزيرة والذى لا يستطيع احد ان يعرفة بدون الزهاب الى قطر ومعايشة الواقع فتحية لقناة الجزيرة على ما وصلت الية من حب واحترام المشاهد العربى وتحية واجبة للشعب الخلوق والكريم الشعب القطرى وتحية من الأعماق لقطر على هذا الصرح الشامخ قناة الجزيرة.

gabr189@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: