الأربعاء، أبريل 01، 2009

عواصم عربية انتهكتها طائرات عسكرية إسرائيلية

محمد داود

وكأنها رسالة تحدي "حكومة حرب" كما وصفها المحللون بأنها من أقوى الحكومات الصهيونية منذ قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ على تراب أرض فلسطين عام48، وذلك لما تحتويه هذه الحكومة المتطرفة؛ من ألوان الطيف من اليمين المتطرف ليبرمان واليمين نتنياهو واليسار باراك، فجميعهم بلا شك أيديهم ملطخة بدماء أطفال ونساء فلسطين والعرب إنهم باختصار "مجرمين حرب".

لقد بدأت إسرائيل عام 2009 بسلسلة من جرائمها البشعة بحق الشعب الفلسطيني، قالت أنها تريد أن تستعيد قوة الردع لجيشها ولمؤسستها العسكرية المنهزمة، التي طالما يتغنى بها الجميع بأنها الأسطورة وأقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط، أصيبت هذه الأخيرة بخيبة أمل بعد تقرير فينوغراد الذي كشف العيوب والتراجع لهذه المؤسسة الحربية بعد حرب تموز 2006 على لبنان.

فمع بداية العام الحالي، استخلصت إسرائيل العبر، فكانت الحرب على قطاع غزة تأخذ أشكالاً ومناحي من جرائم ترتكب بحق الإنسانية لشعب أعزل، ومع مرور الأيام اكتشفت الهيئات الدولية باستخدام الجيش الإسرائيلي، في حربه أسلحة محرمة دولياُ مثل "الفسفور الأبيض، اليورانيوم، وغازات خانقة وسامة ومسرطنة" بالإضافة إلى سقوط أكثر من 1500 شهيد وإصابة ما يزيد عن 5000 جريح، منهم أصيبوا بإعاقة مستديمة، وتدمير البنية التحتية على نطاق واسع من أجزاء قطاع غزة.

وعكفت إسرائيل على استثمار أوراق الحرب السياسية فوقعت على أتفاق أمريكي دولي سمي "العابر للقارات" يضمن الأمن لإسرائيل و"يحظر تهريب السلاح إلى قطاع غزة"، أي أن هذا الاتفاق يسمح بضرب عواصم عربية و إسلامية في حال همت لتمويل أو دعم المقاومة الفلسطينية عسكرياً في الأرض المحتلة.

إن تجربة قصف السودان بحد ذاتها حتى اللحظة هي غامضة في أدائها، ويرفض قادة الحرب في إسرائيل الكشف عنها، أو حتى الحديث عنها، فمنذ اللحظة الأولى تحدث البعض أن طائرة استطلاع أو عدة طائرات من ذات النوع؛ هي من قصفت القافلة وأدت المهمة، وهو اللغز الذي لا يتصوره عقل أو منطق، ولكن الواضح أن سرب من طائرات "أف15و16 هي من قصفت الـ 23 شاحنة، وقد استخدمت تلك الطائرات قنابل تدميرية حارقة، بالتعاون مع الأقمار الاصطناعية، ولكن يبقى السؤال الملح، من أين عبرت هذه الطائرات، وإن عبرت المجال الجوي العربي، فلماذا لم يكشفها الرادار، أم أنها جاءت بتنسيق، يجعلنا نتساءل من جديد!، هل يأتي في إطار الاتفاق العابر للقارات، تكون الدول العربية جزءاً محورياً من هذا الاتفاق ؟

اليوم الطيران الحربي يحلق بكثافة ويخترق الأجواء اللبنانية في رسالة تهديد واضحة، قد تكون لحزب الله أو لقواعد المنظمات الفلسطينية، أو ربما إشارة لضربة تذهب لدول إقليمية في المنطقة، كما لا يزال الطيران الحربي الاستطلاعي يحلق بكثافة في أجواء قطاع غزة بعد تحذيرات ديسكن مسؤول الموساد الإسرائيلي حول تهريب كميات كبيرة من الأسلحة إلى قطاع غزة. ومن ناحية أخرى ما تزال إسرائيل تقوم بتدريبات كبرى ومع دول إقليمية مثل إيران.

فخطط الحرب الهجومية على حين غرة التي نفذتها إسرائيل في الآونة الأخيرة تستوجب الدراسة وأخذ العبر من عنصر المفاجأة، كما نحذر من تكرار انتهاك سيادة العواصم العربية وأراضيها التي هي تهديداً صريحاً لأمنها القومي العربي، دون أي اعتبار، والكارثة تكمن في رضانا بأن الهدف يطغى على الغاية، أي تراعي الدول العربية بأن الهدف قطع الطريق أمام شحنة الأسلحة من مواصلة طريقها، دون النظر أن سيادتها وأمنها القومي قد أستبيح مع تكرار التجربة.

كاتب وباحث

ليست هناك تعليقات: