الخميس، أبريل 23، 2009

اصدقائي في ملبورن.. شكرا لكم

انطوني ولسن

انه من الصعب ان تتقدم بالشكر لاصدقائك ومحبيك، من تشكر قبل من.. وهذه مشكلة لانني اعتز وافتخر بهم جميعا.
ومع ذلك ابدأ الشكر بالاستاذ طوني الحلو رئيس بلدية مورلاند كوبرج الذي قدم قاعة مكتبه كوبرج لاقامة الندوة.
وهذا ليس بغريب على الرجل اللبناني الاصيل الذي جمعتني واياه مناسبات عديدة عندما كنت اذهب الى ملبورن الحبيبة الى قلبي بناسها واهلها من ابناء الوطن العربي هناك.
الأخ ممدوح فانوس الذي اخذ على عاتقه مهمة اعداد الندوة التي اقيمت بتاريخ 29 اغسطس/آب 1999 بقاعة Marash Hall في منطقة Okleih، وايضا الندوة التي عقدت مؤخرا في 22 مارس/آذار 2009 في قاعة مكتبة كوبرج.
انتقل الى الاعلام واتقدم بالشكر لكل من الاستاذ نداف مندوب الزميلة جريدة التلغراف الغراء والاستاذ مسعود مندوب جريدة المستقبل الغراء على تغطيتهما للندوة.
يأتي دور الحضور الذين شرفوني وقد يعرفني البعض ولا يعرفني البعض الآخر فاني اتقدم اليهم جميعا بالشكر العميق على حضورهم، واخص بالشكر الرجل الاعلامي الدكتور حسين خلف الذي جاء من لندن لزيارة عائلته وعندما سمع عن الندوة ذهب وحضر وشرفني بحضوره، فهو وامثاله ارى فيهم الاخوة الحقيقية التي اكاد ان اقول انني فقدتها.
اما عن المتحدثين فكلمة الشكر لا تكفي.. لان كل من الاخ والصديق بول خياط والاخ الكبير ثقافة وعلما وتواضعا الاستاذ فاروق ياسين فإني اتقدم بجزيل الشكر لـ فاروق ياسين وبول خياط ان كان من اجل تناول كل منهما كتاب «زفة العروس» برؤية ادبية شارحا انطبعاته عن ما قرأ. وقد قاما بنفس الفعل مع كتاب «الضياع» في الندوة التي نوهت عنها سابقا.
بول وفاروق او فاروق وبول انتما كنز تمين للأدب والادباء في المهجر استراليا.. ان كان في تبنيكما في ابداء الرأي البناء فيما يقدم من أدب عربي في استراليا أو فيما تشاركان به من اعمال أدبية انتما باخلاصكما. وهذا ليس بغريب عليكما.. فشكرا جزيلا لكما.
واحب ان انتهز هذه الفرصة واهنيء نفسي كعضو سابق برابطة احياء التراث العربي بنيل الاستاذ بول خياط جائزة جبران العالمية.
وايضا احب ان انتهز هذه الفرصة واذكر القارئ بما قام به الاعلامي الاستاذ فاروق ياسين مع اول كتاب صدر لي يحمل اسم «ميثاق الشيطان» من لقاء عبر اثير اذاعة الـ اس بي اس في ملبورن، لقد كان لقاء هز الجالية العربية في ملبورن وسدني لطريقة الاستاذ فاروق ياسين في ادارته للحوار ومناقشته لكل القصص التي يحتويها الكتاب.
وعند الشكر والحديث عن من ساعدوني او كتبوا عن انتاجي المتواضع في استراليا.. لا بد ان اتقدم بالشكر العميق لأخي وتوأم فكري شاعر لبنان والمهجر الاستاذ شربل بعيني الذي كان ولا يزال من المشجعين الحقيقيين لي في مسيرتي الادبية، فهو الذي شجعني على اصدار الكتب منتهزا فرصة وجود الدكتور عصام حداد في زيارة لاستراليا فقدمني اليه بالقصص التي كنت قد نشرتها في الصحف العربية التي تصدر هنا في سدني، وبعد اللقاء تم الاتفاق على نشر الكتاب في بيروت والحقته بكتاب «زفة العروس». واجمل ما في هذه الذكريات دور السيدة طيبة الذكر والمعشر المنتقلة والدة شربل التي كانت ترعاني كأبن لها، ذكريات عطرة جميلة.
اضف الى ذلك ما تناوله شربل بنفسه من دراسة اكاديمية حول قصة «زفة العروس» وحدها.
وينقلني الحديث عن كتاب «زفة العروس» الى التقدم بجزيل الشكر للأخت الاديبة الفنانة مارسيل منصور التي قامت برسم الصور التي بالكتاب بريشتها الفنية البارعة.
والآن اعتقد انه قد حان الوقت لاحدثكم قرائي الاعزاء عن هذا الكتاب «زفة العروس» وانا.. فكل قصة فيه لها حكاية ورواية وتاريخ معي.
اولا: الاهداء
(الى انسان الحق والعدل والمساواة في اي مكان وزمان أهدي هذا الكتاب).
منذ وعية الى الدنيا وأنا ابحث عن هذا الانسان حتى الأن ومع شديد الأسف لم اجده.
لذا بحثت عنه في هذه القصة.. قصة «زفة العروس».. القصة الاولى في الكتاب.. وايضا لم اجده وارسلت الورق كما يقول اهل الفن الى لبنان للطباعة والنشر.
ذات ليلة وانا نائم بدأ عقلي يعيد الجزء الخاص بنهاية القصة، وكان الجزء مؤلما وموجعا لعدم وجودي لانسان الحق والعدل والمساواة الذي رسمته في القصة عمدة القرية الغائب دائما في المركز.
المركز في مصر هو البلدة المتواجد بها مركز الشرطة الذي يشرف على عدد من القرى امنيا.. والعمد هم من يمثلون الأمن في القرى ويخضعون مباشرة لمأمور المركز.
العمدة دائم التغيب في المركز.. اما لأمور تتعلق بالأمن او لأمور شخصية لان المركز هو المدينة المتواجد بها المركز وهي بالطبع تنعم بحياة أفضل من القرية.
هذه هي فكرة ومعنى المركز.. اما المعنى الذي قصدته هو غياب الحاكم في المركز.. اي في السلطة والحكم والاهتمام بالسلطة وكرسي الحكم وترك الشعب لمن ينهبه ولا يعتني به.
لذا جاءت النهاية مؤلمة، بل رسمت الاديبة الفنانة مارسيل منصور صورة الغلاف قاتمة ومؤلمة معبرة عن النهاية.
غير عقلي الباطن وانا نائم النهاية المؤلمة وحل محلها نهاية فيها أمل بعدما قام العمدة بدوره المنتظر.
استيقظت من نومي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وبدأت في كتابة النهاية الجديدة. اتصلت بعد ذلك في نفس الوقت بالدكتور عصام حداد في بيروت وطلبت منه تغير نهاية القصة. وقد فطن الدكتور عصام الى الاختلاف بين النهايتين وصورة الغلاف فقام بتغيرها الى الصورة التي على الغلاف الآن.
اصارحكم القول انني حتى هذه اللحظة لم اجد هذا الانسان الذي اهديته الكتاب.
لكن قد تجدونه في كل من شهدي الفلاح الاجير ونعيمة الغازية وشجاعة كل منهما في قول الحق مهما تعرضا من عذابات.
ثانيا: قصة «في السينما».
الحرب الاهلية اللبنانية غيرت لبنان تغيرا جذريا، ولم يعد لبنان هو نفس لبنان الذي عرفه العالم وشبهه بسويسرا الشرق.
عندما كتبت القصة كنت احد اعضاء اسرة تحرير جريدة التلغراف التي تصدر في سدني وكانت تعمل معنا آنسة خفيفة الظل، مبتسمة دائما، بشوشة الوجه. ومع ذلك قرأت في وجهها خلسة في أوقات جلوسها بدون عمل مسحة حزن.
وهنا بدأ شيطان الكتابة يشكل القصة الموجودة في الكتاب التي انتهت بطلب الزواج.. زواج المصري من اللبنانية، وكان القصد هو ايماني الشخصي بما يربط بين الشعبين اللبناني والمصري من ثقافة وحضارة ومن حب للحياة.
لكن يا خسارة.. لبنان لم يعد لبنان.. ومصر لم تعد مصر.. واخاف على مصر ان يحدث لها ما حدث على ارض لبنان من صراع بين السنة والشيعة، وتنتهك مصر كما انتهك لبنان والذي رسمته في الاعتداء السافر الذي حدث لميرنا بطلة القصة اثناء الحرب الاهلية.
ادعوا معي وقولوا.. استرها يا رب.
ثالثا: قصة الفنانة.
هذه القصة اخذت مني وقتا طويلا في رسم شخوصها والتفكير في سيناريو الاحداث التي تدور في مصر ثم في استراليا. وجذبني اسم فضيلة رسمت هذه الشخصية لاقول للناس احترسوا ممن يلبسون مسوح الفضيلة خاصة وهم الرذيلة مجسمه.
رسمت شخصية الأم المصرية التي هي محور الحياة ورمز التضحية والعطاء في أم البطلة سلوى «خريجة الفنون.. فترسم لوحات زيتية مبدعة! ولها ذوق فني مميز، لكنها لا تهتم كثيرا بهذا الفن لانشغالها في تربية ابنائها على الطريقة التي تراها الأفضل لابنائها الخمسة. بنتان وثلاثة صبيان، الابن الاكبر حسام يعمل كطبيب ايضا.. ترك مصر وتزوج من انجليزية وعاش هناك في انجلترا.. الابن الثاني رأفت فقد انشغل بالفن عن كل شيء في الحياة.. اخت سالي الوحيدة سامية اختصرت الطريق وتزوجت بعد ان تخرجت من كلية العلوم وعملت مدرسة، والاخ الاصغر عماد الذي يدرس الصحافة.. وسالي نفسها الابنة قبل الاخيرة ذات مزاج غريب في دراستها نابغة.. فضلت الحقوق لتكون محامية.. او وكيلة للنائب العام لتصبح اول امرأة في العالم العربي تشغل هذا المنصب.. ص 58، 59.
زوج سلوى او سالي الدكتور رفعت الاسيوطي الطبيب الناجح في استراليا وتلميذ الدكتور رفعت شحاته وكيل وزارة الصحة والد سلوى.
وأهم شخصية في هذه القصة.. شخصية رامي الذي تعرفت عليه سلوى في سدني وعند مدخل محل «دافيد جونز» في جورج ستريت في السيتي الذي حل محله بعد ذلك محلات اخرى غير دافيد جونز. رامي شاعر كاتب انسان حساس رقيق المشاعر وجدت فيه سلوى الأخ المفقود في استراليا. احترمها ولم يظهر او يبطن لها اي مما يدور في ادمغة الرجال وخاصة غير المتزوجين.
صارا صديقين.. وهنا كسرت الفكر العربي السائد انه لا يمكن قيام مثل هذه العلاقة بين الرجل والمرأة.
حاولت مدام فضيلة الوقيعة بين سلوى وزوجها.. لأن سلوى امرأة شريفة عفيفة وقفت في وجه مدام «رذيلة».
اوضحت في هذه القصة هجرة اصحاب المهن والعلماء للبحث عن الفرص التي تظهر مواهبهم وقدراتهم والتي بدأت من أواخر الستينات للقرن الماضي حتى اواخر الثمانينات عن نفس القرن، وهذه الهجرة ليست مثل هجرة هذه الايام.. هجرة الذين حشو ادمغتهم عبر الافلام والمسلسلات بامكانية الغنى السريع عن طريق التعرف على اي امرأة ليس من المهم ان تكون شابة صغيرة السن او عجوز تبحث عن الشباب.. المهم ان تكون ثرية فيتزوجها ويرث.
هذا الكتاب يعني لي الكثير، وخاصة بعدما توقفت عن كتابة القصة والتي كان اخرها قصة «في ليلة خنقوا فيها القمر» وهي القصة رقم 12 في مجموعة القصص التي كتبتها في استراليا.
زد على ذلك ان المرحوم سعادة السفير كامل خليل عندما كان قنصلا عاما في سدني، دعاني على مأدبة غداء على شرف سعادة السفير الريدي الذي شغل منصب سفير مصر في الامم المتحدة الذي كان في زيارة لسيدني.
بعد تناول الغداء، نهض سعادته واتجه نحوي وامسك يدي فنهضت من مقعدي. انتحى بي جانبا واخبرني انه لم يستطع النوم وبدأ يلقي نظرة على مكتبة السفير ووجد كتابي هذا «زفة العروس» وبدأ في قراءته ولم يتركه من يده حتى جاء على نهاية الكتاب. هنأني عليه وقبلني وصافحني مهنئا.
وكنت انتظر ان يطلب بعضا من نسخ الكتاب وخاصة انه يشرف على مكتبة مبارك.
لكن اهتمامه يكفيني.. خيرا من غيره الذي ارسلت له الكتب التي اصدرتها لارسالها الى السيدة سوزان مبارك وجهات اخرى فألقوا بها ولم يرسلوها.
هل تعرفون السبب؟!!.. أنا أعرف!!

ليست هناك تعليقات: