الكولونيل/شربل بركات
أطلت علينا أمس النجمة اللبنانية السيدة ماجدة الرومي بكل البساطة وبكامل الأناقة التي لا يزيّفها الإغراق باللمعان ولا تطغى عليها كثرة الألوان المحشورة بدون تناسق…
في ذلك الجو العائلي ومن بيت حليم الرومي في كفرشيما الذي تربت فيه والذي زاده جمالا الدفئ الذي تنشره بسمتها وصراحتها وطلتها… استمعنا إلى نجمة بكل معنى الكلمة… نجمة مترفعة عن أوساخ هذا العالم الذي يُغلّف كل يوم بقشرة جديدة من التصنع والتحايل تمنعنا من تلمّس بساطة الحياة في من يشاركنا هذه الفترة من زمن الأرض التي تدور وتدور غير آبهة بمن يعتقد بأنه سيدها فهي رأت الملايين قبله تعبر وتزول ولا يبقى منها سوى ما يحبه الناس فيسعون إلى تخليده…
ماجدة أظهرت قوة الخير فينا وحدثتنا بكل بساطة عن طاقاتنا الكامنة في المحبة والجمال… حدثتنا عن الشعر، عن الفلسفة، وحدثتنا أيضا عن مفاهيمها للسياسة وخاصة في لبنان…
أعطتنا ماجدة أمس من خلال الحلقة التلفزيونية "خليك بالبيت"، الثقة بأننا لن نفقد الوطن الذي يحلم به اللبنانيون ولو تقلّب السياسيون في مذاهبهم ومصالحهم كيفما شاءوا ولو تشبثوا بالكراسي وفضلوها على حب الناس ولو بدّلوا وجوههم وثيابهم وأقوالهم وما سموه بالمبادئ ألف مرة لأن الإحساس الواضح والطبيعي للبنانيين يبقى واحدا…
حدثتنا ماجدة عن الشهادة والشهداء الذين أثروا فيها وحملوا لبنان الذي نحب في قلوبهم حتى الموت وكدنا أن ننساهم في مرحلة التجاذبات السياسية والتقاتل على المناصب…
وحدثتنا عن الشعر والفن. وذكرتنا بكبار الشعراء التي أحبت من أمثال سعيد عقل ونزار قباني ومحمود درويش وفيكتور هيغو… هؤلاء الذين يلخصون أحيانا كثيرة نضال الشعوب ولكنهم أيضا يرون بوضوح، كما تعلمت أن ترى، مصالح الناس البسيطة أكثر بكثير من الشعارات القاتلة التي تكبّل من يدعون القيادة فيتحجرون في أماكنهم ويتصلبون في مواقفهم دون أن يدركوا أن الزمن لا يستقر وأن الأجيال الجديدة تجذبها الحياة المتحركة، ربما في نملة تعمل مهما صغرت، أكثر من كل التماثيل الصامتة مهما عظمت…
"من حق اللبنانيين أن يسعوا إلى السلام…" هي قالت. وهي على حق. "من حقهم بعد أن دفعوا خمسا وثلاثين سنة من الحروب أن يحلموا بالاستقرار، أن يبنوا للمستقبل، أن يلحقوا بركب الحضارة"… "كلمات ليست كالكلمات"… إنها الحقيقة الصارخة التي يطلقها اللبنانيون كلهم اليوم قبل الغد ليذكروا من يدعون القيادة بأن الأوطان لا تقوم على الحقد وأن الإنسان يجب أن يسعى للخير.
لم تخجل ماجدة أمس من أن تقول الحقيقة بصراحة وصدق. هي قالت كل ما يختلج في صدور اللبنانيين فليت من يجلس على الكراسي يملك الوقت للتأمل بهذه الكلمات…
تكلمت ماجدة التي لا تزال تملك لمحة الجمال الطبيعي ببساطتها المعهودة عن عمق الشعور البشري، عن لغة العيون، عن النظرة التي تدرك قبل أي مظهر آخر من هو الشخص المقابل. تكلمت في خضم هذه الفوضى من الأعمار والألوان وفي مسرحية الفحش العارمة عن قرار طبيعي يرفعها إلى مستوى أعلى من التشنجات التي ترافق من يتمسكون بالتفاصيل ويحاولون أن يوقفوا الحياة لا بل يسعون أحيانا إلى تغيير المظهر وتجديد الشباب… "أنا اعتزلت الغرام"… جملة مفيدة وصريحة ولا حاجة للتفسير. ولكنني لم أعتزل الحياة وسأحياها بكل فخر وسأصارع من أجل الحق والخير.
ماجدة التي كرمتها الجامعة الأميركية في بيروت بشهادة الدكتورا الفخرية تستحق بالفعل التكريم وتستحق أن يفخر لبنان بها لا بل كل ناطق بلغة الضاد لأن أمثالها يعكسون الخير الذي يسكن داخل هذه الشعوب ويظهرون بأنها قادرة على مجاراة الحضارة الإنسانية لا بل الإضافة عليها وليست فقط مصدر الحقد والتطرف والفوضى…
ولكن ماجدة لخصت فلسفتها في آخر فقرة عندما سألت عن الصراع الذي تقول أنه أحيانا بين "قاتل ومقتول" فاختارت أن تكون القتيل لا القاتل إذا لم يكن هناك من مفر وهي عمق الفلسفة اللبنانية التي قامت على تقبل الآخر وتناسي الأحقاد والعبور من مراحل التقاتل إلى مرحلة البناء… فهل من يستمع؟…
أطلت علينا أمس النجمة اللبنانية السيدة ماجدة الرومي بكل البساطة وبكامل الأناقة التي لا يزيّفها الإغراق باللمعان ولا تطغى عليها كثرة الألوان المحشورة بدون تناسق…
في ذلك الجو العائلي ومن بيت حليم الرومي في كفرشيما الذي تربت فيه والذي زاده جمالا الدفئ الذي تنشره بسمتها وصراحتها وطلتها… استمعنا إلى نجمة بكل معنى الكلمة… نجمة مترفعة عن أوساخ هذا العالم الذي يُغلّف كل يوم بقشرة جديدة من التصنع والتحايل تمنعنا من تلمّس بساطة الحياة في من يشاركنا هذه الفترة من زمن الأرض التي تدور وتدور غير آبهة بمن يعتقد بأنه سيدها فهي رأت الملايين قبله تعبر وتزول ولا يبقى منها سوى ما يحبه الناس فيسعون إلى تخليده…
ماجدة أظهرت قوة الخير فينا وحدثتنا بكل بساطة عن طاقاتنا الكامنة في المحبة والجمال… حدثتنا عن الشعر، عن الفلسفة، وحدثتنا أيضا عن مفاهيمها للسياسة وخاصة في لبنان…
أعطتنا ماجدة أمس من خلال الحلقة التلفزيونية "خليك بالبيت"، الثقة بأننا لن نفقد الوطن الذي يحلم به اللبنانيون ولو تقلّب السياسيون في مذاهبهم ومصالحهم كيفما شاءوا ولو تشبثوا بالكراسي وفضلوها على حب الناس ولو بدّلوا وجوههم وثيابهم وأقوالهم وما سموه بالمبادئ ألف مرة لأن الإحساس الواضح والطبيعي للبنانيين يبقى واحدا…
حدثتنا ماجدة عن الشهادة والشهداء الذين أثروا فيها وحملوا لبنان الذي نحب في قلوبهم حتى الموت وكدنا أن ننساهم في مرحلة التجاذبات السياسية والتقاتل على المناصب…
وحدثتنا عن الشعر والفن. وذكرتنا بكبار الشعراء التي أحبت من أمثال سعيد عقل ونزار قباني ومحمود درويش وفيكتور هيغو… هؤلاء الذين يلخصون أحيانا كثيرة نضال الشعوب ولكنهم أيضا يرون بوضوح، كما تعلمت أن ترى، مصالح الناس البسيطة أكثر بكثير من الشعارات القاتلة التي تكبّل من يدعون القيادة فيتحجرون في أماكنهم ويتصلبون في مواقفهم دون أن يدركوا أن الزمن لا يستقر وأن الأجيال الجديدة تجذبها الحياة المتحركة، ربما في نملة تعمل مهما صغرت، أكثر من كل التماثيل الصامتة مهما عظمت…
"من حق اللبنانيين أن يسعوا إلى السلام…" هي قالت. وهي على حق. "من حقهم بعد أن دفعوا خمسا وثلاثين سنة من الحروب أن يحلموا بالاستقرار، أن يبنوا للمستقبل، أن يلحقوا بركب الحضارة"… "كلمات ليست كالكلمات"… إنها الحقيقة الصارخة التي يطلقها اللبنانيون كلهم اليوم قبل الغد ليذكروا من يدعون القيادة بأن الأوطان لا تقوم على الحقد وأن الإنسان يجب أن يسعى للخير.
لم تخجل ماجدة أمس من أن تقول الحقيقة بصراحة وصدق. هي قالت كل ما يختلج في صدور اللبنانيين فليت من يجلس على الكراسي يملك الوقت للتأمل بهذه الكلمات…
تكلمت ماجدة التي لا تزال تملك لمحة الجمال الطبيعي ببساطتها المعهودة عن عمق الشعور البشري، عن لغة العيون، عن النظرة التي تدرك قبل أي مظهر آخر من هو الشخص المقابل. تكلمت في خضم هذه الفوضى من الأعمار والألوان وفي مسرحية الفحش العارمة عن قرار طبيعي يرفعها إلى مستوى أعلى من التشنجات التي ترافق من يتمسكون بالتفاصيل ويحاولون أن يوقفوا الحياة لا بل يسعون أحيانا إلى تغيير المظهر وتجديد الشباب… "أنا اعتزلت الغرام"… جملة مفيدة وصريحة ولا حاجة للتفسير. ولكنني لم أعتزل الحياة وسأحياها بكل فخر وسأصارع من أجل الحق والخير.
ماجدة التي كرمتها الجامعة الأميركية في بيروت بشهادة الدكتورا الفخرية تستحق بالفعل التكريم وتستحق أن يفخر لبنان بها لا بل كل ناطق بلغة الضاد لأن أمثالها يعكسون الخير الذي يسكن داخل هذه الشعوب ويظهرون بأنها قادرة على مجاراة الحضارة الإنسانية لا بل الإضافة عليها وليست فقط مصدر الحقد والتطرف والفوضى…
ولكن ماجدة لخصت فلسفتها في آخر فقرة عندما سألت عن الصراع الذي تقول أنه أحيانا بين "قاتل ومقتول" فاختارت أن تكون القتيل لا القاتل إذا لم يكن هناك من مفر وهي عمق الفلسفة اللبنانية التي قامت على تقبل الآخر وتناسي الأحقاد والعبور من مراحل التقاتل إلى مرحلة البناء… فهل من يستمع؟…
هناك تعليق واحد:
عزيزنا الكولونيل :من اسمى ما اوجد الانسان الفن؛ فالفن هوالمحرك الحقيقي لما يريد الانسان هو الكاشف عن مكامن الانسانية في الفرد؛ عزيزي الكلونيل ما اجملك عندما تبتعد عن السياسة والسياسيين. الانتماء للبشرية يكون ببسمة لمظلوم او اغنية لمكلوم او رشقات باللون لحائر تائه؛ اما التعصب لقاتل اومأجور للقتل يبعد الحب بعيدا وينغص الحياة بل ويزيدها قتامة وظلمة. عزيزي الكولونيل خليك في البيت فأنت ألاروع.
إرسال تعليق