الثلاثاء، سبتمبر 11، 2007

برقية مناشدة إلى هنية ومشعل ..؟

محمد داود
رسالة عاجلة إلى القادة في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأخ مشعل والأخ هنية
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الحركة الجماهيرية المقاومة، حركة حماس التي تفجرت من رحم المعاناة الفلسطينية عام 87م ومن رحم الإسلام المجروح والنازف.
هذه رسالة من مواطن لا حمساوي ولا فتحاوي، .... لا جهداوي ولا جبهاوي، بل فلسطيني حريص عليكم جميعاً وأنتم توجهون بنادقكم إلى صدور عدوكم ... لصدور الاحتلال الذي ينتظر لحظة الصفر وأنتم أعداءً لينقضَ عليكم ليلتهمكم كفريسة سهلة ميسرة.
السيد أبو الوليد والسيد أبو العبد لقد أطلقتم توصياتكم لعناصركم المسلحة في الساحات والطرقات والأقبية وقد صادفت الصدف وشأت الأقدار بأن أكون ضمن القائمة السوداء عندهم ووقعتُ على تعهداً بعد أن تعرضتُ لأشد أنواع الضرب والإهانة والشتم من قبل جندكم لأكون شاهداً عليهم، وأشتكيكم والشكوة لغير الله مذلة، وقد تقبلت ذلك فداءاً لكم ولفلسطين.
تأتي هذه اللحظات وقد شاهدت العنف بأُم عيني يمارس بحق المواطنين، ضد أبناء وطنكم، ضد من يقاوم عدونا الواحد، يمارس بحقهم أشد أنواع الفتك والتعذيب والإهانة، باعتبارها من أخطر أسباب الخسارة والفشل، فلماذا لا تسألهم الرأفة والرحمة بشعبكم، آما يكفي بطش الاحتلال، أم تصلكم رسائل مغايرة عن تلك الجرائم، أم أن عيونكم معصبةً أمام صور التنكيل، أم أنكم ترون أبناء شعبكم شياطين وزنادقة بالتالي تجهلون الوعي بالمصالح العليا لشعبنا الفلسطيني معمقين المصالح الفئوية والحزبية والتعصبات العمياء.
وأسألكم هل هان عليكم بأن تستباح كرامتنا وعرضنا،... آمآ تأثرت مشاعركم وعواطفكم بتلك المشاهد ؟ ... إنها ما تبقت لنا سيدي الشيخ!!!!!!!! يا من تحملون شعار "لا أله إلا الله محمد رسول الله"..
لقد مثلنا في بعضنا شتى ضروب الأذى والفتك والعدوان والقتل العنيف وسفك الدماء واتهام الأخر بالخيانة والتكفير والتخوين والعمالة والتصريحات الكاذبة والشائعات بغير بنية ودون رواية أو يقين.، مارسنا الإرهاب بعينه من حالات إعدام وتعذيب وتشريد وقهر، والتاريخ لن يرحمكم مدام أنتم مغضين البصر عن ذلك، إنهم أبناء شعبكم المناضل ذو الصفحة البيضاء الجلية الطاهرة والمشرفة والمشرقة بدماء الشهداء ... والمليئة بالبطولات اليومية للجرحى والأسرى والعمليات الفدائية والنوعية التي يتحدث عنها العدو قبل الحبيب أو الصديق.
لقد تمزقت وحدتنا الجغرافية والديمغرافية، وما عادت فلسطين والقدس وغزة المهددة، بل إن أبسط الأضرار، هي أقصاها مرارةً، وأقل الأضرار بفعل الحسم أشدها على سبيل الحصر الإغلاق وأثره على العمالة والاقتصاد وهروب رأس المال والاستثمار.....، واستغلال إسرائيل لهذه الحالة وتوظيفها من أجل القيام بعدوانها وتدمير اقتصادنا الوطني المتبقي وبنيته التحتية وإضعاف الموقف الفلسطيني السياسي وتلاشي أي أفق سياسي من قيام الدولة، وتغييب الدور النضالي للسلطة والشعب الفلسطيني وإظهاره بمظهر الشريك العاجز بالتالي مواصلتها لسياسة التعنت والمماطلة وضم الأراضي، وعدم الانصياع أمام الاتفاقيات المبرمة في إطار العملية السياسية، حتى أصبح المستقبل مجهولاً وغامضاً ولا يطمئن.
نعم سيدي الشيخ ... هذه الأرض التي قال عنها الله سبحانه وتعالى كما قال فيها الرسول الكريم بأنها "أرض رباط" وأرض الجهاد والشهداء الصادقين " إنها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى الرسول الكريم، والشهيد فيها بأربعين شهيداً، ولم يقل عنها مسرح الفتن أو أرض الفتك بأعراض المسلمين والمناضلين، على أيدي إخوانهم المسلمين والمناضلين، ونحن هنا لم نعد نلُم لومتَ لائم بعد الآن اتجاه تلك الصور المسيئة بحق رسولنا الكريم من قبل الغرب الكافر، بعد أن شاهدنا الصور المسيئة بحق العباد المسبحة الخاشعة في صلاتها في قطاع غزة، وشاهدنا جنودكم وهم يجولون ويحومون حولهم بهراواتهم وبنادقهم لولا الاستحياء من الكاميرات الشاهدة، ينتظرون أن تنتهي صلاتهم حتى ينهالوا عليهم بالضرب أو رشهم بالماء النجس واعتقالهم وزجهم في أقبية التحقيق ومن ثم تعذيبهم، وأحيطكم علماً : بأن هذا الطوفان الجماهيري الغاضب بحق الصور المسيئة بحق نبينا الكريم، قد تخرج جماهيرً في لحظة وأشد غضباً عنها وربما تصل من المحيط إلى الخليج، إذا أستمر جنودكم بمواصلة هذه الشدة والغلظة المفرطة بحق أبناء شعبنا المسلم المرابط المسبح لله الواحد القهار.
إن الإسلام دين عدل ومحبة وسلام، بمعنى الديمقراطية الإسلامية، لذلك أناشدكم بصفتي مواطن لا حمساوي ولا فتحاوي، ولا ...... من على هذه البقعة المباركة في هذا الكون، بأن تسقطوا شهوتي القتل والتعذيب والانتقام والاعتقال والاستئصال من سياسة جنودكم المتبعة في قطاع غزة، التي خرجت عن حدود السيطرة وتعدت حدودها الحمراء ضد الإسلام والمسلمين وضد المقاومة وضد القضية الفلسطينية برمتها ، وأصبح شغلها الشاغل الصراع الفلسطيني الفلسطيني.
أما تقولون على الدوام أن الإسلام حنيف ومنجزاته الحضارية مرجعيتنا ومنهاج لحياتنا بكل مكوناتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية ، أما صرختم بأعلى صوتكم في برنامجكم الانتخابي، بأن فلسطين تاريخية وهي جزءً من الأراضي العربية والإسلامية، وتعاهدتم بأن تعملوا على بناء الإنسان السوي المعتز بدينه، واعتبرتم الاحتلال أبشع أنواع الإرهاب ويجب مقاومته بكل الوسائل كحق كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية، والعمل على تعزيز الديمقراطية والشورى، وتعزيز الوحدة الوطنية والإسلامية!!!
وهل نسيتم شعاركم الدائم ... "الإسلام هو طريقنا للتغير والإصلاح" وأن الإسلام هو الحل!!!

الشيخ أبو العبد : أما عهدتنا بأنك ستعمل جاهداً على ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وصياغة المؤسسات بطرق ديمقراطية وتحقيق الشراكة السياسية للجميع ، وليست العزلة والانقسام!!!
وعهدتنا على تطوير العلاقات مع المحيط الإقليمي بما يخدم مصالح شعبنا العليا، ورفع الظلم عن الناس ما استطعت لذلك سبيلاً "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً فلا تظلمون".
وهل نسيت قسمكم على كتاب الله العظيم عندما قلت " إننا نؤكد أن عهدنا بإذن الله هو عهد الملحمة، وسنرسخ فيه التراحم والتغافر والتواصل والتلاحم والسلم الاجتماعي، والتعايش الأخوي، والإحسان للجميع.......أما رددتها ... " فلنمضي على بركة الله في بناء الوطن، وتوفير الأمن والكرامة لكل مواطن "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" "
وأختتم مقولتكم التي رددتها لعلها تعيد إلى حساباتكم ما يجري على الساحة في قطاع غزة، عندما رددت قائلاً : "إنني أدعوا الله العلي القدير أن يوفقنا ويعيننا على حمل الأمانة التي فوضنا إياها شعبنا، ونعاهد شعبنا ... بأن نكون أوفياء لكل القيم السمحة في ديننا الإسلامي الحنيف، مؤكدين على روح التسامح والتعاون والتعايش بين أبناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين وسامريين ...."

فأستحلفكم بالله أين هذه الأمانة؟
فالعدل أساس الأمن بكل مقاييسه، والإسلام منع مصادرة جميع الحريات وعلى رأسها حرية العبادة والأديان، كيف وهو نهى عن الإثم والعدوان بل حثنا على التعاون على البر والتقوى، كما حذرنا الله من شرور الفتنة والولوغ أو العبث فيها، ولذلك علينا تغليب خلق الرحمة، وتنظيم العلاقات الفلسطينية وننهي حالة الضيق وسياسة توتر العلاقات الفلسطينية داخلياً أِو خارجياً، سيما مع دول الجوار وتقويض بث الفرقة والضغينة وثقافة الحقد والقتل والتباغض والتحاسد ... حيث ينبغي العمل على تعزيز الوعي النضالي والوطني على الصعيدين الأمني والشعبي، وإعادة القيادة الوطنية الموحدة الناظمة لحركات المقاومة المنتشرة على الساحة، ومعالجة تفاقم القضايا الداخلية الساخنة التي تهدد البناء السياسي والنضالي والاجتماعي والاقتصادي.

كاتب وباحث فلسطيني
Mhsd_20100@hotmail.com


ليست هناك تعليقات: