الأحد، سبتمبر 09، 2007

بوش و مفهوم الثأر !

أسامة طلفاح
منذ ثلاث سنوات لم يظهر أسامه بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بأي شريط مرئي يُظهر وجهه ، مما أثار حفيظة العديد من الزعماء و الدول والشعوب حول مصير أسامه بن لادن ؛ زعيم تنظيم القاعدة.

فخرجت تصريحات كثيرة حول وفاة بن لادن و حول مرضه ووضعه الصحي ، و خرجت دراسات عديدة حول عبقرية بن لادن إن صحّ التعبير و منطقه و فكره ، و ما آل إليه العالم و خصوصاً العالم الإسلامي جراء أحداث 11 أيلول التي غيرت مسار العالم أجمع ، و التي لا زالت مجهولة المصدر و التخطيط و التنفيذ برغم كل المؤشرات التي تشير إلى أن تنظيم القاعدة هو من قام بتلك العملية .

مع اقتراب الذكرى السادسة لأحداث 11 أيلول ، خرج زعيم القاعدة أسامه بن لادن بشريط مرئي و بلحيةٍ سوداء و على خلاف الصورة الإعلامية السابقة و بدون "رشاش كلاشنكوف" ، كسر من خلاله كل التوقعات و التكهنات التي ذُكرت بشأنه ، فقد أشار في حديثه إلى أن أمريكا ضعيفة رغم قوتها الظاهرة ، و على الأمريكيين أن يقبلوا الإسلام إذا ما أرادوا انتهاء الحرب في العراق ، و أن بوش ارتكب أخطاء كبيرة هي نفس الأخطاء التي أدت إلى سقوط الحلم الشيوعي الأحمر أثناء الحرب على أفغانستان ، و غيرها من التصريحات الكثيرة المثيرة للجدل.

و فور ظهور بن لادن على شاشات التلفزة العالمية بشريطه الجديد ، خرجت تصريحاتٌ كثيرة للكثير من المسؤولين ، و بعض شبكات التلفزة العالمية ووكالات الأنباء ، فقد خرجت الـ CNN بتصريح أن شريط الفيديو الجديد لزعيم تنظيم القاعدة يتضمن عناصر تشير إلى أنه حديث العهد لكنه لا يتضمن أي تهديدات واضحة.

و أعلن مدير الاستخبارات العسكرية الأمريكية CIA ، أن تنظيم القاعدة يستعد لشن هجمات واسعة ضد الولايات المتحدة الأمريكية ، و أشار إلى " ان محللينا يؤكدون جازمين ان القيادة المركزية للقاعدة تعمل على التحضير لاعتداءات واسعة النطاق تستهدف الامة الاميركية".

و توعد الرئيس الامريكي الأكثر تخبطاً في الدنيا اليوم ، بحرمان تنظيم القاعدة من الملاذ الآمن في العراق بعد التسجيل المصور لزعيم تنظيم القاعدة. و قال بوش أن هذا الشريط "تذكرة للعالم الخطير الذي نعيش فيه وتذكرة لضرورة تعاوننا لحماية شعوبنا".

ألا يبدو أن ما يحدث اليوم سخيفاً ؟ و أن هذا الشريط المصور لزعيم تنظيم القاعدة و خروجه في هذه الآونة مع تخبط بوش و رعونته التي أودت بالدنيا إلى الخراب و الهلاك ، أنه شريط مشكوكٌ في أمره؟ و أن بوش يقف وراء كلّ ما يحدث؟ أم يعتبر هذا الشريط المصور لزعيم تنظيم القاعدة بمثابة تهديد ، و إثبات فشل أمريكا في حربها على ما يسمى "الارهاب" و أن أمريكا بحجمها و قوتها و تحالفاتها لم تنجز شيئاً يذكر في مجال مكافحة الإرهاب .

في الآونة الأخيرة و مع الضغط الكبير على الرئيس الأمريكي بشأن الحرب على العراق و القراءات الكثيرة المثيرة للجدل حول تواجد القوات الامريكية في العراق و رفض بوش للكثير من التصريحات و القرارات النابعة عن الكونجرس الأمريكي و قبلها من الشعب الأمريكي و الانسحاب البريطاني الوشيك من العراق ،و قبل كلّ شيء حول ملف إيران النووي و مسمى الحرب القادمة التي أصبحت وشيكة ، كلها دلالات على أن ما يحدث اليوم بشأن شريط زعيم تنظيم القاعدة و حول بعض التصريحات التي تخرج في كلّ حين ،ما هي إلا بإدارة بوش نفسه .

كان و لا زال بوش أحد حاضني سر أحداث الحادي عشر من أيلول ، يستغل هذا التاريخ في كلّ عام ، لمصلحته الصهيونية ضد العالمين العربي و الإسلامي و لتبرير فشله الذريع و خزيه الذي لحق به في الحرب على العراق و أفغانستان.

فلا يلبث و لا يملك إلا لغة التهديد "الطاغوتية" الارهابية الصريحة التي يحارب من خلالها العالم الإسلامي و العربي مهدداً بالثأر !!

ليست هناك تعليقات: